المجموع : 3
بنفسي مَن لقيتُ غداةَ جَمْعٍ
بنفسي مَن لقيتُ غداةَ جَمْعٍ / على عَجَلٍ يسجّين الشُّفُوفا
مررناهنّ نَعتَسِفُ المطايا / نريد مِنىً فما رمنا وقوفا
وفي الأظعان بدرُ دُجىً سباني / بطلعته وما ألقَى النَّصيفا
ولمّا أن تمثّل لِي هواه / عداني بالثنيّةِ أن أطوفا
وزلّتْ عن تُقىً قدمي كأنّي / هنالك لم أكنْ رجلاً عفيفا
بنفسي مَن رأيتُ بجُنْحِ ليلٍ
بنفسي مَن رأيتُ بجُنْحِ ليلٍ / فضاء بنور طلعته الطِّرافا
حكى لِي ريقه عَذْباً نميراً / وسقّى من صبابته ذُعافا
وكنتُ أضِنُّ في كَلَفِي بقلبي / فها أنَا ذا أجود به جُزافا
أَضَنّاً بالتّواصلِ والتّصافي
أَضَنّاً بالتّواصلِ والتّصافي / وبذلاً للتّقاطعِ والتّجافي
ونبذاً للمودّةِ عن ملالٍ / كما نُبِذَتْ حُصَيّاتُ القِذافِ
وسيراً في الجفاءِ على طريقٍ / شديدِ تَنَكُّرِ الأَعلامِ خافِ
إذا الأقدامُ خاطئةً خَطَتْهُ / فمن كابٍ لجبهتِه وهافِ
أيَا مَنْ بعتُهُ وَصْلي جُزافاً / فقابلني بهجرانٍ جُزافِ
أيَحسُنُ أنْ تُرَنِّقَ منك شربي / قضاءً بعد إسلافي سُلافي
وتثنِي عِطْفَك المزوَرَّ عنّي / وَما لِسواك حظٌّ في اِنعطافي
ومن عَجَبٍ خلافُك لِي وقِدْماً / أَمِنْتُ على اِقتِراحك من خلافي
وخلفُك موعدي وعليك فرداً / مقامي بالمودّة واِختلافي
وأنك واردٌ جَمّاتِ ودّي / وتمنعني صُباباتِ النِّطافِ
وكنتُ متى أنَلْ شَطَطَ الأماني / سَخِطْتُ فصرتُ أرضى بالكَفافِ
وقد علم المبلّغُ عنك أنّي / حَطَطْتُ عليه ثالثةَ الأثافي
وَكنتُ عليه لمّا اِهتَشَّ قومٌ / إِلى نجواه كالسُّمِّ الذُّعافِ
أتنسى إذْ لديك شجونُ نفسي / وَإِذ مَعكَ اِرتِباعي واِصطِيافي
وَإذْ سِرِّي بِمَرأىً منك بادٍ / وما دوني لسرّك من سِجافِ
تُنازعني المسائلَ والمعاني / وتاراتٍ تُناشدني القوافي
وَكَم معنىً أَقام الميْلَ منه / وقد أعيا ثِقافُك أو ثِقافي
وآخرَ ضلّ عنه رائدوهُ / فَفازَ بهِ اِختطافُك واِختطافي
مجالسُ لم يكن فيها طريقٌ / لشَهْواتِ النّفوسِ على العَفافِ
ألا يا ليتَ شعري عن صديقٍ / تكدّر لِي لِمَنْ بعدي يُصافي
وَكيفَ تُفيدُهُ الأيّامُ مثلي / وما يكفي مكاني اليومَ كافِ
ولمّا أن جريتُ إلى المعالِي / تبيّنَت البِطاءُ من الخِفافِ
فَما عِيف اِضطلاعي واِصطناعي / وَلا حِيف اِنصرافي واِنحرافي
سلامٌ من دَوِي الأحشاء مُضْنىً / على زمنٍ مضى وافي الخوافي
أُشمّرُ فيه أذيالي مُجوناً / وأحياناً أجرُّ به عِطافي
طَوَتْ آثارَه نُوَبُ اللّيالي / وقُوِّض مِثلَ تقويض الطِّرافِ
فَما لي بعدهُ إلّا اِلتفاتٌ / إلى طَلَلٍ من الإخوان عافِ
تبدّل بعد ساكنه بناءٍ / وبعد وصالِ واصله بجافِ
فيا راضي الجفاءِ متى التَّلاقي / ويا جاني الذُّنوب متى التَّلافي
وَإِن كُنتُ اِقترفتُ إليك جرماً / فَقَد ذَهب اِعتِرافي بِاِقترافي