رمت بين الترائب والشغاف
رمت بين الترائب والشغاف / بقايا القلب ثالثة الأثافي
والوت بالهوادي من لوي / فمالت في أخادعها الضعاف
تنيف على الجبال بها رزايا / تحض بها الغطارف من مناف
تشف على منازل حي فهر / بها النكباء عاصفة السوافي
لها طرف المباني قد تهادت / فأمست وهي واهية الطراف
بها البلدي يندب عن وجيب / يشاطر فيه نزال الفيافي
واظهرها اقشعرت من نعي / على الذكوات مرهوب الهتاف
وفي وكناتها العقبان القت / لهائلها القوادم والخوافي
أناسفة بأحمد ركن صبري / هتت علي أروقة السجاف
لقد جاذبت منه شريف أصل / تميد لفقده فرعاً شراف
عزيز ان يطاوع وهو صعب / وتعصيني به عرب القوافي
لقد كفأت به كف الرزايا / دوين الشرب أقداح التصافي
وغض شبيبة كالخوط غض / لواه الحتف في زمن القطاف
فلا مرح يميل به ولكن / لما يعلوه من ثمر العفاف
فيا ري الصدى جففت ريقاً / عليك وأنت رقراق النطاف
شمائل كنت أحسبها شمولاً / شربت لفقدها مر الذعاف
وأخلاق بنشوتها انتشينا / وملنا عن معتقة السلاف
ويا شمساً تحجبها المنايا / برغمي أن تكور بانكساف
ويا غصن المعاطف كيف أضحت / تميل بك المنون إلى انعطاف
أليفي قم تلاف قواي إني / أراك رحلت عني بائتلاف
رحلت وما رعيت عهود ودي / كأنك قد عزمت على تلافي
أواصل قاطعيك بأي عذر / تبيت وأنت للخلاق جاف
يعالجك الطبيب وليس يدري / بأنك من عياء الداء شاف
كفى حزناً عليك بأنك قنعنا / من الأيام بعدك بالكفاف
جرحت العين فانبعثت رعافا / وليس العين جارحة الرعاف
ألا لِلّه نعش منك ترمى / له الأضلاع وجداً بالثقاف
تقل عواتق العلماء منه / سريراً فوق موج الدمع طاف
فقل بالليث عريسا تهادى / أمالهم وليس إلى الزفاف
أكلت دما إذا أنا لم أصير / مطافي في ضريحك واعتافي
وإن أنا لم أوفي حق حزني / عليك فلست بالخل الموافي
ولولا صبر عمك ما ندبنا / لدى الجلى بألسنة القوافي
إمام هدى عليه قد اتفقنا / برغم العاكفين على الخلاف
وطود حجى ومنه قد التجأنا / إلى ظل على العافين ضاف
وبحر ندى ومنه قد ارتوينا / إذا ما الغيث أخلف بالنطاف
خلا عما سوى الأحكام قلباً / وبالمعروف ملآن الصحاف