المجموع : 3
أَيا أَهل السَماوة خَبروني
أَيا أَهل السَماوة خَبروني / أَما فيكُم فَتى يَأوي المَخوفا
فَتِلكَ ظباؤكُم مِن غَير ذَنب / عَلي لحاظها سَلت سُيوفا
وَما كُنا مِن العُشاق حَتّى / نَزَلنا في بِلادكم ضُيوفا
لِنَفخ الصُور إِسرافيل وافى
لِنَفخ الصُور إِسرافيل وافى / أم الناعي أَراد بِنا انخسافا
نَعى الناعي ابن فاطمة فخفت / حُلوم ما عَهدناها خفافا
أَصات بِهِ فَغادرنا سكارى / بِدهشتنا وَما ذُنا سلافا
محمد لا فقدنا مِنكَ وَجهاً / نَرى بِسناه للظُلم اِنكِشافا
وَلا جَفت يَمينك فَهيَ بَحر / مَدى الأَيام ما عَرفت جفافا
لَكَ العتبى فإنا قَد رَجونا / بِبعدك أَن تَعود لَنا معافى
وَأَملنا اِجتِماع الشَمل لَكن / أَبَت أَيامنا إِلّا خلافا
لَقد نَظر الخَبير بِعَين يَأس / إِلَيك غَداة أَزمعت اِنصِرافا
فَمن كَبد عَليك وَهت شَظايا / وَمن عَين كَأن بِها رعافا
مَشيت وَأَنت كَاليزني قَداً / تَروق العَين لينا وَانعِطافا
فَأَذوى الدَهر غُصنك وَهوَ غَض / وَألوى المَوت صَعدتك اِنقِصافا
فَيا طُوبى لِقَبر أَنتَ فيه / فَقَد ضَمَّ النجابة وَالعَفافا
حَواك وَأَنتَ بَحر لَيت شعري / أَبحر غاض أَم قَمر تَجافى
فَيا بُشرى لِمَن قَد طاف فيهِ / كَأَن في حجر إِسماعيل طافا
وَلَو كَشف الغِطاء لَنا وَجدنا ال / ملائك لا تفارقه اِعتِكافا
أَحلو الطَبع إِن العَيش مُرٌّ / كَأَن الدَهر داف بِهِ ذعافا
نَشدتك هَل تَعود إِلى قُلوب / تَخاطفها يَد البين اِختِطافا
رَقدت وَقَد تَرَكت لَنا عُيونا / مُسهدة وَأَجساداً ضِعافا
لأَقضي العُمر نَحوَ صَفاك سَعياً / وَاتخذنَّ كَعبته مَطافا
أَعد بقربك المشتى خَريفا / وَمرتبعا أَعد بِهِ المَصافا
فَصَبراً يا إمام العَصر إنّا / بنو المَوتى وَمثلهم اِتِصافا
أنطَّلب الأَماني مِن زَمان / يَشق عَلَيهِ أَن يَهب الكفافا
فَلا تَجزَع فَدَيتك بَعد حبر / تُوفي فَهوَ للجنّات وافى
أتعقد مَأتماً حُزناً عَلَيه / وَحور العَين قَد عقدت زَفافا
رَأى الأُخرى أَلوفاً فاجتباها / وَضرتها الفروك لَهُ فَعافا
وَنَحنُ كَما عَلمت لَنا اِعتِقاد / بِأَن اللَه إن يتلف تَلافى
فَها أَبناؤُه طَهَروا وَطابوا / كَماء المُزن أَو أَزكى نِطافا
سَلمت لديننا عَينا وَزاء / وَتَنطق في الهُدى حاء وَقافا
وَدام حِماك للاجين مَأوى / يَؤم لَهُ مَن اِستَجدى وَخافا
تَقاصده رَكائب كُل فَج / فَتعقل فيهِ أَنيقها الخفافا
فَتصدر مِنكَ موقرة سَمانا / وَقَد وَردت مخففة عحافا
تَمنى النجم نيل علاك لَما / ضَربت عَلى مَجرته السجافا
وَتَقري الضيف قبل البَذل بشرا / فَلا مَللا يَرون وَلا اِنحِرافا
أَلَست لصلب إِبراهيم تنمى / وَإِبراهيم أَول مَن أَضافا
وَمِن جَدواك يا بَحر اِغتِرافا / وَحاشا البَحر ننقصه اِغتِرافا
وَأَنتَ تَفك مَنا كُل عان / إِذا ما الدَهر أَوثقه كِتافا
دَرى العلماء دارك دار وَحي / فَزادوا في زيارتها اِختِلافا
فَهُم للعلم يَختَلِفون حَتّى / إِذا ما فَهت أسكَنت الخِلافا
وَأَنتَ بِحُب سَيدنا علي / عَرفت فَلَن تَخفي أَو تَخافى
سَليلك لَيسَ ينكر مِنهُ فَضل / إِذا أَبدَت لَهُ الفَضلا اِعتِرافا
كَأَن حَديثه الزَهر المندى / نباكره التثاماً وَاقتِطافا
كَريم يَصنع المَعروف سراً / وَيَأبى رَبه إِلّا اِنكِشافا
يؤاخذ كُل مَن ظَلم اِنتِقاما / لِيَأخذ حَق مَن ظَلم اِنتِصافا
عَلمت بِأَنك الخل الموالف
عَلمت بِأَنك الخل الموالف / تُقيم عَلى العُهود وَلَم تُخالف
فَصرت أَهيم في لُقياك شَوقاً / أَود رُجوع عَهد مِنكَ سالف
لَقَد كَملت مودتنا جَميعاً / عَكفت عَلى هَواك وَأَنتَ عاكف