المجموع : 3
رويدك أيها البرق اللموعُ
رويدك أيها البرق اللموعُ / فإن غروب ضوئك لي طلوعُ
ترفرف لمحة وتغيب أخرى / فتعشقك الأماكن والربوع
ألا هل أنت بهجة وجه سلمى / بدت فتحير القلب الولوع
أم ابتسمت عشية ودعتنا / فجاد بكوننا الثغر المنوع
هي الأسماء من أسمى أصول / ونحن جميعنا عنها فروع
تميل فتثبت الأكوان عنها / وليس لهم إذا اعتدلت وقوع
وذا حكم الإرادة وهو شيء / تكون به المهابة والخشوع
وما أكواننا إلا ليال / وفيها أشرقت منك الشموع
وكل تجنب عنك التفات / إليك وكل إقبالٍ رجوع
وجود واحد عنه تبدت / جموع واختفت فيه جموع
وتلك مراتب لا زال فيها / يكون له على الأبد الشروع
ملابس بهجة محض اعتبار / وفي حرب العداة هي الدروع
غدت منه له تبدو عليه / ويمحوها ويثبتها الخضوع
إذا ماشاء أشهدها أناساً / فكل بالسوى راض قنوع
وإن يشأ الشهود فلا سواء / وكان لنور طلعته سطوع
علت بي كعبة الذات البديعَهْ
علت بي كعبة الذات البديعَهْ / لأسماء نزيهات رفيعهْ
وقد ملئ الإناء من العطايا / وفُرِّغ في النفوس المستطيعه
لنا عجز ومقدرة وعلم / وجهل فالحصون لنا المنيعه
ومن علم الحقيقة قد شربنا / وكان الأكل من علم الشريعه
ومن يشري من الرحمن نفساً / له الأولى ببخس أن يبيعه
على كشف الغطا كل الولوعِ
على كشف الغطا كل الولوعِ / وذلك في الأصول وفي الفروعِ
علمت فكنت في الإقبال أو لم / تكن تعلم فإنك في رجوع
عفت دار المحب وذاب شوقاً / إلى محبوبه ذاك المنوع
علا ولقد رضعنا الغيب منه / وأنواع الكوائن كالضروع
علامة وصله فقدان كلي / به فيه ووجدان الخشوع
عبيد الله بالله استقلوا / إليه في الغروب وفي الطلوع
عزائمهم به فيه وأما / عبيد هوى النفوس فللزروع
عماهم صدهم عنه فهاموا / بدنياهم وبالعرض الخدوع
عسى عنه يماط حجاب وجه / لهم هم ذاك ساعات الخضوع
عفيف الذيل لا تطمع بوصل / إذا لم تفن في البرق اللموع