المجموع : 2
أبا عبد الإله ووجه ودِّي
أبا عبد الإله ووجه ودِّي / مزالٌ عن أسرَّته القِناع
علامَ أنت فيما صحَّ عندي / صديق ما لخُلَّته انصِداعُ
تأخَّرتِ الرسائلُ منك عنّي / وأبَطتْ عن تعهّدِيَ الرِقاعُ
أسهواً يا بنَ إبراهيم عنّي / فأسهو أم أعاتب أم أُراع
ومثلُكَ لا يبيع أخاً ببخسٍ / على حال ومثلي لا يباعُ
ولسنا نلتقي لُقْيَا اجتماع / فيُغنِينا عن الكتُبِ اجتماع
ولكنْ تُعرِب الأقلام عنّا / إذا افترقت بشَخْصَيْنا البِقاع
وأكثرُ حظِّنا في البعدِ أنّا / أمِنّا أن يروِّعنا الوَدَاع
بأيَّة حُجَّةٍ تحتجّ عندي / وليس لواضح الحقّ اندفاع
وأنت من الملال على انتهاء / شهدن به عليك لِيَ الطِباع
أبا عبد الإلهِ ووفدُ ودِّي / لديك ثَوى وليس له زَمَاع
فهاك حديثَ ما عندي بنصّ / إليك وليس كالخبر السماع
سأذكر إن نسيتَ قديمَ عهدي / وأُسهِل إن ألمَّ بك امتناع
وأَرْخُصُ إن غَلوتَ وكلُّ عِلْقٍ / إذا ما ضاع تاجره مضاع
لأني ليس في طبعي انقِلابٌ / يُذَمُّ وليس في ودّي خِداع
فدونَكها تَزيدُ الودّ صَفْوا / ويعلو بالوفاءِ لها شعاع
مزجتُ بها مزاجاً فيه ذِكرَى / بمن نَسِيَ المودّةَ وانتفاع
عدلتُ عن المقال إلى السماع
عدلتُ عن المقال إلى السماع / يضيق عن الجواب مَدَى ذِراعي
أمِيري ظلت في نِعَمٍ جِسامٍ / رِتاع أو شبيهاتِ الرِتاع
أعهدِي كالسراب لدى الموامِي / وقَطْرُ مودَّتي حِلْف انقشاع
إذَا أبتِ الليالِي أن تُريني / عدوّي نهب عادية الضباع
ولم أقل السباع لضنّ نفسي / عليه بالجريء من السباع
عتبتَ عليّ يا ترْبَ المعالي / لتأخِيري موالاةَ الرِقاعِ
وعادتُك التي سلفت إِلينا / ستُنسُبني إلى حُسْن الطِباع
ألست المبتدِي بالشعر عفواً / وأسْلك بعدُ في النَهْج الوَسَاع
لكُم فضلُ التقدّم فيه قبلي / ولي من بعدكم فضلُ اتّباع
وأين البحرُ حين يفيض فضلاً / عليَّ من الجداول والتِراع
أقول لِنفس من يَهْوَى ودادي / قَرِى وتيقَّني أن لن تراعي
يودِّع يَذْبُلٌ وحِراً ورَضْوَى / وعهدي لا يميل إلى الوداع
فكيف لسيِّد جلَّت لدينا / له نعمٌ كأمثال القلاع
عُلُوٌّ تحسِر الأبصارُ عنه / ونورٌ مثل تنوير الشعاع
وحقِّك لا رأت عيناك منّي / رهيناً بين أثواب الخداع
مغطَّى الرأس من كذب ومَيْن / بأَصْفقِ ما يكون من القِناع
يميل مع الرياحِ إذا تبارت / كما مال الضعيف من اليراعِ