المجموع : 3
وَمَشْبوحِ الأَشاجِعِ ناشِريٍّ
وَمَشْبوحِ الأَشاجِعِ ناشِريٍّ / لَهُ في خِنْدِفَ الشَّرَفُ الرَّفيعُ
يُناغِي العِزَّ في يَدِهِ حُسامٌ / يَمُجُّ دَمَاً مَضارِبُهُ صَنيعُ
وَيَسْكُنُ جارُهُ وَالأُفْقُ كابٍ / بِحَيْثُ يَحُلُّ حَبْوَتَهُ الرَّبيعُ
زَجَرْتُ إليهِ نَاجِيَةً ذَمولاً / تُحاذِرُ أَنْ يُلِمَّ بِهِ القَطيعُ
إذا أَلْقَتْ كَلاكِلَها لَدَيْهِ / فَلا غَشَّى مَناسِمَها النَّجيعُ
أَلا بِأَبي بِلادُكِ يا سُلَيْمى
أَلا بِأَبي بِلادُكِ يا سُلَيْمى / وَما ضَمَّ العُذَيْبُ مِنَ الرُّبوعِ
وَلي نَفَسٌ إِذا هَيَّجْنَ وَجْدِي / يَكادُ يُقيمُ مُعْوَجَّ الضُّلوعِ
فَلَمْ أُزِرِ الدِّيارَ الطَّرْفَ حَتّى / نَفَضْتُ بِهِنَّ أَوْعِيَةَ الدُّموعِ
إِذا نَشَرَ الحَيا حُلَلَ الرَبيعِ
إِذا نَشَرَ الحَيا حُلَلَ الرَبيعِ / فَوَشَّعَ نَورُهُ كَنَفَيْ وَشيعِ
وَقَفتُ بِهِ فَذَكَّرَني سُلَيمَى / وَعادَ بِنَشرِها أَرَجُ الرَّبيعِ
بِها سُفْعٌ تَبُزُّ شؤونَ عَيني / خَبيئَةَ ماذَخَرْنَ مِنَ الدُّموعِ
فَناحَ حَمامُها وَحكَتهُ حَتَّى / وَجَدتُ الطَّرفَ يَسبَحُ في النَّجيعِ
أَيابْنَةَ عامِرٍ ماذا لَقِينا / بِرَبعِكِ مِن حَماماتٍ وُقوعِ
لَبِستُ بِهِ الشَّبابَ فَقَدَّ شَيبِي / مَجاسِدَ لَيلِهِ بيَدِ الصَّديعِ
وَكانَت أَيكَةُ الدُّنيا لَدَينا / عَلى النُّعمى مُهَدَّلَةَ الفُروعِ
تُرى أَطنابُنا مُتشابِكاتٍ / كَأَنَّ بُيوتَنا حَلَقُ الدُّروعِ
فَقَد نَضَبَتْ بَشاشَةُ كُلِّ عَيشٍ / غَزيرٍ دَرُّهُ شَرِقِ الضُروعِ
وَكادَ الدَّهرُ يَقطُرُ مُجتَلاهُ / عَلى الأَثلاتِ بِالسُمِّ النَّقيعِ