المجموع : 3
خُذوا ما أَسأَرَت مِنها قِداحي
خُذوا ما أَسأَرَت مِنها قِداحي / وَرِفدُ الضَيفِ وَالأَنَسُ الجَميعُ
فَلَو لاقَيتَني وَعَلَيَّ دِرعي / عَلِمتَ عَلامَ تُحتَمَلُ الدُروعُ
تَرَكتُ جُبَيلَةَ بنَ أَبي عَدِيٍّ / يُبَلُّ ثِيابَهُ عَلَقٌ نَجيعُ
وَآخَرَ مِنهُمُ أَجرَرتُ رُمحي / وَفي البَجَلِيِّ مِعبَلَةٌ وَقيعُ
لَقَد قالَت عُبَيلَةُ إِذ رَأَتني
لَقَد قالَت عُبَيلَةُ إِذ رَأَتني / وَمَفرِقُ لِمَّتي مِثلُ الشَعاعِ
أَلا لِلَّهِ دَرُّكَ مِن شُجاعٍ / تَذِلَّ لِهَولِهِ أُسدُ البِقاعِ
فَقُلتُ لَها سَلي الأَبطالَ عَنّي / إِذا ما فَرَّ مُرتاعُ القِراعِ
سَليهِم يُخبِروكِ بِأَنَّ عَزمي / أَقامَ بِرَبعِ أَعداكِ النَواعي
أَنا العَبدُ الَّذي سَعدي وَجَدّي / يَفوقُ عَلى السُها في الاِرتِفاعِ
سَمَوتُ إِلى عَنانِ المَجدِ حَتّى / عَلَوتُ وَلَم أَجِد في الجَوِّ ساعي
وَآخَرُ رامَ أَن يَسعى كَسَعيِي / وَجَدَّ بِجَدِّهِ يَبغي اِتِّباعي
فَقَصَّرَ عَن لَحاقي في المَعالي / وَقَد أَعيَت بِهِ أَيدي المَساعي
وَيَحمِلُ عُدَّتي فَرَسٌ كَريمٌ / أُقَدِّمُهُ إِذا كَثُرَ الدَواعي
وَفي كَفّي صَقيلُ المَتنِ عَضبٌ / يُداوي الرَأسَ مِن أَلَمِ الصُداعِ
وَرُمحي السَمهَرِيِّ لَهُ سِنانٌ / يَلوحُ كَمِثلِ نارٍ في يَفاعِ
وَما مِثلي جَزوعٌ في لَظاها / وَلَستُ مُقَصِّراً إِن جاءَ داعي
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا / وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا
فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها / وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا
وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ / وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا
وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزناً / وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا
يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي / إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا
وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ / يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا
وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكنا / لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا
أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ / وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا
حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا / فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ
وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً / يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ / وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا
وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ / لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي / وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا
إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي / تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا