لكاد البيت ينصدع انصداعا
لكاد البيت ينصدع انصداعا / وجنب البيت ينخلع انخلاعا
وكم من نكبة شرعت فاردت / وان قام النجاء بها شراعا
يسيء بنا الردى مرأىً فأن لم / يسيء مرأىً اساء بنا استماعا
اذا انقطع الوصول بنا رجعنا / لأنفسنا التجاءً وانقطاعا
او اشتجرت قنا لعدٍ وصلنا / ونقطع ان تشاجرت النزاعا
وليس تضيق نازلة بخرق / اذا افضى لها خلقا وساعا
وليس تسيئنا الا المنايا / اذا ذهبت بانفسنا شعاعا
ندافعها على ثقةٍ بأنا / اكفٌّ لا نطيق لها دفاعا
نروم اللبث في الدنيا خلوداً / ويرقبنا الردى ساعاً فساعا
وما اتفقت صروف الدهر الا / على قومٍ قد اختلفت طباعا
اسلنا ما استطاع السيف منها / دماً ملأ البسيطة ما استطاعا
اذا هزَّت بكف فتى قناةٌ / لمعضلة نهزُّ لها اليراعا
وأنا للبطاء اذا دعونا / وان كنّضا الى الداعي سراعا
وكم من فارسٍ منا شجاع / تنمَّر في الحروب لها شجاعا
واطولها لدى الجلى ذراعاً / وارحبها لدى الحدثان باعا
اذا ما الرّيف حلَّ بدار قوم / فلم نرحل لأرضهم انتجاعا
بوخذ العيس نطلعها الثنايا / وقبِّ الخيل نحمشها الطلاعا
جوانح خلفنا الطير العوادي / لعلم نشبع الطير الجياعا
ونأنف عن نزول الارض حتى / تجنبنا المهابط والتلاعا
نقيم ببقعة للمجد خصَّت / وفيض نوالنا عمّ البقاعا
ومن اشرى اصطفى بالمال عزما / يردّ اسود خفَّان ضباعا
فلا تحزن لرزقٍ او متاع / فأن لكل ساقطة متاعا