القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 2
تضعضع جانب الحرم انصداعا
تضعضع جانب الحرم انصداعا / أحقاً ركن كعبته تداعى
وخر السمك فانثل انثلالا / وماد البيت فانهزع انهزاعا
وعم المشعرين شعار حزن / أشاع ببطن مكة ما أشاعا
وقام بحجر إسماعيل روعاً / بلى ومقام إبراهيم راعا
هو الرزء الجليل فلا تعده / على سمع يضيق له استماعاً
أسد مسامعي بيد وأخرى / أسد بها فم الناعي ارتياعا
إلى أن أرعشت كفى رزايا / تساقط ساعداي لها انخلاعا
تسف رواسي الأرض انقلابا / وتنسف شامخ الهضب انقلاعا
ألا يا صاح من صاح استهلي / مدامنا انهمالاً وانعماعا
ألا من صاح يا أعلام زولي / فإن ركينك الراسي تداعى
ومن عزم النوى ومن المسجى / تزوده أحبته الوداعا
ومن حملوا على الأعواد صبحا / تحف به الملائكة اتباعا
سريرك قد تضمن سر قدس / ولم أغل ولم أقل ابتداعا
جناجن أحمد وحشا علي / وجملة ما أسرا أو أذاعا
لقد فجعت بصالحها قريش / وأوسعها إذا نزلت رباعا
وأقصرها لدى النسب انتسابا / وأطولها غداة الطول باعا
تفنن في الرزايا الدهر حتى / أراناها ابتكاراً واختراعا
نزلت إلى الردى فطواك أم قد / رقى كرقيك الحتف اطلاعا
ولم أعجب له أن رام صعبا / ولكن كيف لا كيف استطاعا
وكيف أطعت جائرة الليالي / ألست نعدك الملك المطاعا
سريت فضاق رحب الأرض لما / عزمت سراك واغبرت بقاعا
فإنك كنت فارشها ابتهاجاً / وإنك كنت باسطها اتساعا
فرب عويصة تبكيك شوقاً / لتكشف عن محياها القناعا
ورب مؤمل جدواك أضحى / يخرم أنفه الحزن اجتداعا
فمن للناس من خاشٍ وراجٍ / يراقب منه خيراً وانتفاعا
زهدت فلم تجد ديناك شيئاً / له ثمن فيشري أو يباعا
ولم تغررك أن أبدت سرابا / بقيعتها تخادعنا انخداعا
فليس متاعها إلا قليلاً / وليس قليلها متاعا
احبتنا الذين قد استقلوا / رويدكم التحمل والزماعا
فإخوة يوسف خلصوا نجيباً / وقد صحبوا فؤادي لا الصواعا
فلو عاجوا علي لكان عندي / لهم شأن إذا اعتنقوا وداعا
إذا أغرقت عيسهم بدمع / طغى لججاً فما أخطأت قاعا
ولو فرشت بقربهم العوالي / هدأت على أسنتها اضطجاعا
أحبتنا وأوقات التلاقي / نراها لا توافقنا اجتماعا
فنسبقها إذا جاءت بطاءً / وتسبقنا إذا جاءت سراعا
أمرتجع لنا ما فات منها / ومن يرجو لما فات ارتجاعا
أبا الهادي وأي هدى لسارٍ / إذا لم تبد غرتك التماعا
نحاول منك قرباً واتصالاً / فنلقى منك بعداً وانقطاعا
تكلفني السول وذاك مر / أحاوله فيجهدني امتناعا
فليت هوى الأحبة كان عدلاً / فحمل كل قلب ما استطاعا
أراك بكل نيرة جليسا / كأنك قد رسمت بها انطباعا
فشخصك ليس يبرح نصب عيني / لدى الست الجهات شأى وشاعا
ومن يرنو بنيك يراك فيهم / وشبل الليث يشبهه لباعا
دعوتك يا ابن زمزم والمصلى / ومن لي أن تصيخ لي استماعا
تمام الحج أن تقف المطايا / على مثواك تلثمه بقاعا
أرى لقياك حجاً واعتمارا / ولم يك ذاك حجا مستطاعا
فصبراً يا محمد خير درع /
تولى فارج الكربات سودا / ومتعس جد عاديها ارتداعا
بأمن لم يدع نهجاً مخوفا / وحفظ لم يدع حقاً مضاعا
وأبقى منك للحدثان عضباً / رهيف الحد ما مل القراعا
وقمت اعوجاج قناك لما / خشيت على اسنتها انتزاعا
سما اليوم مثل سماء أمس / وما نقصت سموا وارتفاعا
وليس بضائر المسك استتارا / إذا ما عرفه الداري ضاعا
وما غب البطاح السيل إلا / مذ أخضرت بمجراه بقاعا
وحسبك بالحسين شقيق فضل / محاسن فضله سفرت قناعا
إذا الفضلاء قد بحثوا وردوا / إليه نزاعهم قطع النزاعا
إذا أوحى لنا علماً شككنا / ولم نر فيه للوحي انقطاعا
ولو قد قسته بسواه فضلا / لقست بأصبع الكف الذراعا
ولو أن الكواكب طاولته / لحطت منه خفضا واتضاعا
أضاف على أهلتها هلالا / وزاد على أشعتها شعاعا
ومن كمحمد مرتاد حمد / يمت إليه بالعرف اصطناعا
بكف كاليراع ترى قناها / وتبلغ في يراعتها القراعا
كأن يراعها كانت قناة / وأن قناتها أضحت يراعا
كأن بنانها أخلاف ضرع / يديم فم الغمام لها ارتضاعا
إذا نزل القبائل بطن واد / تخيت الظواهر واليفاعا
فإن أبطحت زنت لهم بطاحا / وإن أتلعت زنت لهم تلاعا
بني الزهراء فيكم صغت شعري / فكان التبر سبكاً وانطباعا
شرعتكم شرعة الجود ابتكارا / فجاد الناس بعدكم ابتداعا
وحزتم دونهم قصبات سبق / ترد عراب خيلهم ابتداعا
فأولهم لأولكم تولى / وآخرهم لآخركم أطاعا
ولا برحت لصالح صالحات / من الأعمال تألفه اضطجاعا
ولا برحت جفون من غواد / تباكره اصطيافاً وارتباعا
بكيت فلا بكت ورقاء فرع
بكيت فلا بكت ورقاء فرع / لتسعدني على دمع بدمع
وليلة شاقني سكان جمع /
أرقت فهل لنائحة بسلع / هجوع فوق مشتبك الغصون
مولهة طواها الوجد طيا / تؤرق في مناحتها الشجيا
عداها الغمض كم طفقت عشيا /
تردد بالنياحة والثريا / بافق الجو ترقبها عيوني
تؤم لألفها نجداً وغورا / ولم تر من ذوات الطوق زورا
فها هي إذ رماها البين جورا /
تنوح لألفها طوراً وطوراً / لأكناف المحصب والحجون
أنوح كنوحها طرفي ظلام / وما وجدت كوجدي من غرامي
لقد ناح الحمام على حمام /
ونحت لمعشر غرٍّ كرام / سروا بالقلب عن شبح قطين
جنت في إلفها مر التجني / فما أغنت فتيلاً إذ تغني
على أفنانها في كل فن /
تطارحني الهديل وبيد أني / مذاب حشاشتي رعفت جفوني
تنوح ومدمعي طوفان نوح / ولي كبد تضج من الجروح
لئن علمت الحان الصدوح /
فيا بنت الأراكة لا تنوحي / فلي كبد تقطع بالحنين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025