تضعضع جانب الحرم انصداعا
تضعضع جانب الحرم انصداعا / أحقاً ركن كعبته تداعى
وخر السمك فانثل انثلالا / وماد البيت فانهزع انهزاعا
وعم المشعرين شعار حزن / أشاع ببطن مكة ما أشاعا
وقام بحجر إسماعيل روعاً / بلى ومقام إبراهيم راعا
هو الرزء الجليل فلا تعده / على سمع يضيق له استماعاً
أسد مسامعي بيد وأخرى / أسد بها فم الناعي ارتياعا
إلى أن أرعشت كفى رزايا / تساقط ساعداي لها انخلاعا
تسف رواسي الأرض انقلابا / وتنسف شامخ الهضب انقلاعا
ألا يا صاح من صاح استهلي / مدامنا انهمالاً وانعماعا
ألا من صاح يا أعلام زولي / فإن ركينك الراسي تداعى
ومن عزم النوى ومن المسجى / تزوده أحبته الوداعا
ومن حملوا على الأعواد صبحا / تحف به الملائكة اتباعا
سريرك قد تضمن سر قدس / ولم أغل ولم أقل ابتداعا
جناجن أحمد وحشا علي / وجملة ما أسرا أو أذاعا
لقد فجعت بصالحها قريش / وأوسعها إذا نزلت رباعا
وأقصرها لدى النسب انتسابا / وأطولها غداة الطول باعا
تفنن في الرزايا الدهر حتى / أراناها ابتكاراً واختراعا
نزلت إلى الردى فطواك أم قد / رقى كرقيك الحتف اطلاعا
ولم أعجب له أن رام صعبا / ولكن كيف لا كيف استطاعا
وكيف أطعت جائرة الليالي / ألست نعدك الملك المطاعا
سريت فضاق رحب الأرض لما / عزمت سراك واغبرت بقاعا
فإنك كنت فارشها ابتهاجاً / وإنك كنت باسطها اتساعا
فرب عويصة تبكيك شوقاً / لتكشف عن محياها القناعا
ورب مؤمل جدواك أضحى / يخرم أنفه الحزن اجتداعا
فمن للناس من خاشٍ وراجٍ / يراقب منه خيراً وانتفاعا
زهدت فلم تجد ديناك شيئاً / له ثمن فيشري أو يباعا
ولم تغررك أن أبدت سرابا / بقيعتها تخادعنا انخداعا
فليس متاعها إلا قليلاً / وليس قليلها متاعا
احبتنا الذين قد استقلوا / رويدكم التحمل والزماعا
فإخوة يوسف خلصوا نجيباً / وقد صحبوا فؤادي لا الصواعا
فلو عاجوا علي لكان عندي / لهم شأن إذا اعتنقوا وداعا
إذا أغرقت عيسهم بدمع / طغى لججاً فما أخطأت قاعا
ولو فرشت بقربهم العوالي / هدأت على أسنتها اضطجاعا
أحبتنا وأوقات التلاقي / نراها لا توافقنا اجتماعا
فنسبقها إذا جاءت بطاءً / وتسبقنا إذا جاءت سراعا
أمرتجع لنا ما فات منها / ومن يرجو لما فات ارتجاعا
أبا الهادي وأي هدى لسارٍ / إذا لم تبد غرتك التماعا
نحاول منك قرباً واتصالاً / فنلقى منك بعداً وانقطاعا
تكلفني السول وذاك مر / أحاوله فيجهدني امتناعا
فليت هوى الأحبة كان عدلاً / فحمل كل قلب ما استطاعا
أراك بكل نيرة جليسا / كأنك قد رسمت بها انطباعا
فشخصك ليس يبرح نصب عيني / لدى الست الجهات شأى وشاعا
ومن يرنو بنيك يراك فيهم / وشبل الليث يشبهه لباعا
دعوتك يا ابن زمزم والمصلى / ومن لي أن تصيخ لي استماعا
تمام الحج أن تقف المطايا / على مثواك تلثمه بقاعا
أرى لقياك حجاً واعتمارا / ولم يك ذاك حجا مستطاعا
فصبراً يا محمد خير درع /
تولى فارج الكربات سودا / ومتعس جد عاديها ارتداعا
بأمن لم يدع نهجاً مخوفا / وحفظ لم يدع حقاً مضاعا
وأبقى منك للحدثان عضباً / رهيف الحد ما مل القراعا
وقمت اعوجاج قناك لما / خشيت على اسنتها انتزاعا
سما اليوم مثل سماء أمس / وما نقصت سموا وارتفاعا
وليس بضائر المسك استتارا / إذا ما عرفه الداري ضاعا
وما غب البطاح السيل إلا / مذ أخضرت بمجراه بقاعا
وحسبك بالحسين شقيق فضل / محاسن فضله سفرت قناعا
إذا الفضلاء قد بحثوا وردوا / إليه نزاعهم قطع النزاعا
إذا أوحى لنا علماً شككنا / ولم نر فيه للوحي انقطاعا
ولو قد قسته بسواه فضلا / لقست بأصبع الكف الذراعا
ولو أن الكواكب طاولته / لحطت منه خفضا واتضاعا
أضاف على أهلتها هلالا / وزاد على أشعتها شعاعا
ومن كمحمد مرتاد حمد / يمت إليه بالعرف اصطناعا
بكف كاليراع ترى قناها / وتبلغ في يراعتها القراعا
كأن يراعها كانت قناة / وأن قناتها أضحت يراعا
كأن بنانها أخلاف ضرع / يديم فم الغمام لها ارتضاعا
إذا نزل القبائل بطن واد / تخيت الظواهر واليفاعا
فإن أبطحت زنت لهم بطاحا / وإن أتلعت زنت لهم تلاعا
بني الزهراء فيكم صغت شعري / فكان التبر سبكاً وانطباعا
شرعتكم شرعة الجود ابتكارا / فجاد الناس بعدكم ابتداعا
وحزتم دونهم قصبات سبق / ترد عراب خيلهم ابتداعا
فأولهم لأولكم تولى / وآخرهم لآخركم أطاعا
ولا برحت لصالح صالحات / من الأعمال تألفه اضطجاعا
ولا برحت جفون من غواد / تباكره اصطيافاً وارتباعا