كأنّ مُعَقِّرِي مُهَجٍ كرامٍ
كأنّ مُعَقِّرِي مُهَجٍ كرامٍ / هنالك يعقِرون بها العِباطا
فَقلْ لبنِي زيادَ وآلِ حربٍ / ومَن خلطوا بغدرهمُ خِلاطا
دماؤكُمُ لكمْ ولهمْ دماءٌ / تُروِّيها سيوفُكُمُ البَلاطا
كُلوها بعد غصبكُمُ عليها اِنْ / تِهاباً واِزدراداً واِستراطا
فما قُدِّمتُمُ إلّا سَفاهاً / وَلا أُمِّرتُمُ إلّا غِلاطا
وَلا كانَت منَ الزّمن المُلَحَّى / مَراتبُكُم بِه إلّا سُفاطا
أَنحوَ بَني رَسولِ اللَّه فيكُمْ / تَقودون المسوَّمَةَ السِّلاطا
تُثار كما أثَرْتَ إلى مَعينٍ / لتُكرعَ من جوانبِهِ الغطاطا
وَما أَبقَتْ بِها الرَّوحاتُ إلّا / ظهوراً أو ضلوعاً أو مِلاطا
وَفوقَ ظُهورها عُصَبٌ غضابٌ / إذا أرضيتهمْ زادوا اِختلاطا
وَكلُّ مرفَّعٍ في الجوِّ طاطٍ / ترى أبداً على كَتِفيه طاطا
إِذا شَهدَ الكريهةَ لا يُبالي / أشاط على الصّوارم أم أشاطا
وَما مَدّ القنا إلّا وَخِيلَتْ / على آذان خيلِهمُ قِراطا
وكم نِعَمٍ لجدِّهِمُ عليكمْ / لقين بكمْ جُحوداً أو غِماطا
هُمُ أتْكَوْا مرافقكمْ وأعطَوْا / جنوبَكُمُ النّمارقَ والنِّماطا
وهمْ نَشَطوكُمُ من كلّ ذُلٍّ / حَلَلْتُمْ وسْطَ عَقْوتِهِ اِنتشاطا
وهُمْ سَدّوا مَخارمكمْ ومدّوا / على شجراتِ دوحكمُ اللِّياطا
وَلَولا أنّهمْ حَدبوا عَليكمْ / لَما طلتُمْ وَلا حزتمْ ضِغاطا
فما جازيتُمُ لهمُ جميلاً / ولا أَمضيتمُ لهمُ اِشتراطا
وَكيفَ جَحدتُمُ لهمُ حقوقاً / تَبين على رقابكُمُ اِختطاطا
وَبينَ ضُلوعكم منهمْ تِراتٌ / كمَرْخِ القيظِ أُضرِمَ فاِستَشاطا
وَوِتْرٌ كلّما عَمَدَتْ يمينٌ / لرقعِ خُروقِهِ زِدْن اِنعطاطا
فَلا نَسبٌ لكمْ أبداً إليهمْ / وهل قُربى لمن قطع المناطا
فكمْ أجرى لَنا عاشورُ دمعاً / وقطّع من جوانحنا النِّياطا
وكم بِتْنَا به واللّيلُ داجٍ / نُمِيط من الجَوى ما لن يُماطا
يُسقِّينا تذكّرُهُ سِماماً / ويُولِجُنا توجّعُهُ الوِراطا
فلا حُدِيَت بكمْ أبداً ركابٌ / ولا رُفعتْ لكمْ أبداً سياطا
ولا رفع الزّمان لكم أديماً / وَلا اِزدَدتمْ به إِلّا اِنحِطاطا
وَلا عَرفت رؤوسُكُمُ اِرتفاعاً / ولا أَلِفَتْ قلوبُكُمُ اِغتباطا
وَلا غفرَ الإلهُ لكمْ ذنوباً / ولا جُزتمْ هنالِكمُ الصِّراطا