نهاني الحق في الغّطّطْ
نهاني الحق في الغّطّطْ / عن المطّاط والسقّطْ
وإني لا أجالس مَنْ / يكون بمثلِ ذا النَّمَط
وأفهمني بأنْ أحظى / به في العالم الوسَط
قل للشخيص الذي بالحقِّ يعرفني / من كان يعرفني بالحقِّ ينصفني
ولستُ فيه بمعصوم وإن غلطتْ / ألفاظنا فعلى التحقيقِ يوقفني
فصاحبي من أراه في تقلبه / في كلِّ حال من الأحوال ينصحني
في خلوة إن نصح الشخص في ملأ / فضيحة وخليلي ليس يفضحني
فالله يمنحُ ما أملت منه وما / يعطيني إلا الذي في الوقت يصلحني
نعم ويصلح بي فالنفسُ واثقة / به على كلِّ ما يرضى وينفعني
فإن الله جلَّ الله ذو كرمٍ / المنعُ منه عطاءٌ حين يمنعني
المنعُ منه عطاءٌ فيه منفعةٌ / للعبد من حيث لا يدري ويحجبني
عنه واعلم قطعاً أنه ملك / وإنني نائبٌ عنه فيكرمني
برفعِ غاشية يقول مطّرقاً / هذا خليفتنا في السرّ والعلن
بروحه القدسيّ العال أيدني / وبالظلال التي في الحر ظللني
وجاءنا منه توقيعٌ بأنَّ لنا / ختمَ الولايةِ والختمانِ في قرن
روحٌ لروحٍ وتيجانُ مكللةٌ / من النضار الذي الرحمن يزجرني
عنها وعن حللِ الديباج فاعتبروا / فيما أتاكم به ذو المنطقِِ الحسنِ
الواهبُ الألفَ والآلافُ جائزة / لكلِّ طالبِ رفد أو لذي لسنِ
شبهتُ نفسي في عصري وحالتها / بعصرِ سيدنا سيفِ بن ذي يزن
لا علم لي بالذي في الغيب من عَجَبٍ / ولستُ أدري بنعمان ولا المزني
حتى رأيتُ الذي بالعلمِ بشرني / والملك وهو مع الأنفاس يطلبني
إنَّ الذي قد دعاني في بشائره / فلا يزال مع الأحيان يخطبني
فقلت يا ربّ أمّا العلمُ أقبله / والملك لستُ أراه فهو يخدعني
إنْ كان عَرَضاً فما لي فيه من أربٍ / أو كان أمراً فإن الأمر يطمعني
في عصمةِ عصم الله الحفيظ بها / نفسي فأعلم أنَّ الله يحفظني
إذا سمعت كلاماً لا يوافقني / منه أسلمه وليس يحفظني
له التصرفُ في مولاه كيف يرى / مولاه فهو له من أعصمِ الجنن
أجسامُ كلِّ رسولٍ مصطفى نَدسْ / له المكانةُ والزُّلفى بلا محن
أتى بمألكة من عند مرسله / مبلغاً بلسانِ القومِ واللحن
قد طهرَّ الله نفساً منه زاكية / من كلِّ سوءٍ كمثلِ الحقدِ والإحن