أَحاطَ بحرمتي ما كان منِّي
أَحاطَ بحرمتي ما كان منِّي / وعفوك واسعٌ بهما مُحيطُ
فما لي أستقيلُ ولا مُقيلٌ / أضاق الرحبُ وانقبض البسيطُ
بغيتُ وأنت أولى من تَغاضى / لمعترفٍ وقد يبغي الخليطُ
وكم من عثرة لجوادِ قومٍ / وما هو عندهمُ بئسَ الربيطُ
وإقراري بأنْ لا عُذرَ عذرٌ / يلوحُ كأنه الفلقُ الشَميطُ
ومن عجب ذليلٌ مستكينٌ / يُطالبهُ عزيزٌ مستشيطُ
أدلَّ عليك إخلاصٌ ونصحٌ / وودٌّ لا يميل ولا يميطُ
فهبْ جُرمي لتأميلي فقِدْماً / وهبتَ الجُرمَ وهو دمٌ عبيط
ولا تُطِل الفتورَ عن اصطناعي / وأنت لكل مكرُمةٍ نشيط
وما زلتَ الذي ريَّا نثاهُ / كريَّا الروض يثنيهِ السَّقيط
تيَقَّظَ للعُلا والمدَّعُوها / لهمْ في نومهم عنها غطيطُ
فكم حُقنتْ بصفحكَ من دماءٍ / محللةٍ وقد كادتْ تشيطُ
وكم نِيلت بجودك من أحاظٍ / يبيتُ لرحل صاحبها أطيطُ
وكيف تحيدُ عن سننِ المعالي / وبيتُك بينها البيتُ الوسيط