أقول لصاحبي والشمس تدنو
أقول لصاحبي والشمس تدنو / لتغرب حيث تغشاها الغواشي
ترى مصفرّةً وبها أرتجاف / كعاشقة تململ في الفراش
وقد لاحت مبرقعة المحيّا / من الغيم الرقيق بثوب شاش
ولاحت كالسراج لنا فطافت / بها قطع السحائب كالفراش
أنتظر في الأصيل إلى غيوم / بأقصى الأفق مذهبة الحواشي
فإن الشمس قد نضحت ذراها / من النور الرقيق بكالرشاش
فآونةً تفرّق بانبساط / وآونةَ تجمّع بانكماش
بدت ألوانها في العين شتّى / تردّ أخا الفتور إلى انتعاش
وقد نثر الضياء بها نثاراً / يحاكي الوَشي في طرر الرياش
فمن قطع قد انتثرت صغاراً / فكانت كالعهون لدى انتفاش
ومن قطع قد اجتمعت كباراً / فكانت كالقطيع من المواشي
وذروة جَونها لما استنارت / حكت تاجاً على رأس النجاشي
وربّ سحابة دكناء قامت / لخدمته كما قام الطواشي
ألا أن الطبيعة ذات حسن / يجلّ عن التغاضي والتعاشي
فتلك حبيبة لا بدّ منها / وإن عذل الرقيب ولام واش
تملّ جمالها وأنظر إليها / وإلاّ عشت في صدأ المعاش