رضيتُ برِبقَةِ العُشَّاق حَبْسا
رضيتُ برِبقَةِ العُشَّاق حَبْسا / غداةُ غدا عليَّ الوجدُ حُبْسا
ومذْ ملكً الغرامُ عِنانَ قلبي / مغالبةً أطعتُ وطِبتُ نَفْسا
فكم واقفتُ جيشُ الحبَّ حتى / سئمتُ كفاحَه صُبحاً ومُيْسى
فمَنْ خالَ الهوى سهلاً فدعْهُ / لقد ترِبَتْ يداه وخابَ حَدْسا
أعادَ قوىَّ بأسي فيهِ لمّا / جنحتُ إلى الهوى العُذرىِّ نِكْسا
وعايَنْتُ القدودَ الهيفِ زَهْواً / تَمايلُ والشفاهَ لثمتُ لُعْسا
وسفْتُ عبيرَ أثوابِ الغواني / ومِن لَعِبِ الحُليِّ سَمِعتُ جَرْسا
ففلَّلَ عزمَتي فيه وصبرى / وأمسى الجسمُ بالاْسقامِ يُكْسى
وقد زعموا بأنَّ البينَ يُنْسي / وَمنْ عَرَفَ الوِصالَ فكيف يَنسى
تُرى هل تَرجِعُ الاْيامُ تُدني / مزاراً كنتُ آنسُ فيهِ أُنسا
وتدنو الدارُ مِنْ أسماءَ حتى / يعودَ ترابُها للقُرْبِ قُدْسا
وأنظرُ لي وللواشينَ فيها / برعمٍ منهمُ حُزناً وعُرسْا
ولو أن الوِصالَ بفضلِ عَزْمٍ / جلبتُ مساعرَ الأبطالِ حُمسْا
أسوداً غيلُها المُرَّانُ سُمراً / تُظِلهمُ إلى الهيجاءِ مُلْسا
على الخيلِ العتاقِ القُبِّ شوساً / تُقِلُّهمُ وكانتْ قبلُ شُمْسا
فهم يبنونَ والجردَ المذاكي / اِذا رمتُّ العلاءَ اليه أُسّا
أُذِلُّ بها أعرَّةَ كلَِّ حيِّ / واِنْ كَرُموا محاربَةُ وجِنْسا
خليليَّ اتركاني والمهارىَ / مزمَّمةً إذا ما الليلُ أغسى
متى رأتِ البروقَ بروقَ حُزْوَى / تَحِنُّ فلن تَعُبَّ ولن تَلُسّا
ولولا الوجدُ ما جبتُ الفيافي / ولاأعملتُ في البيداءِ عَنْسا
اِذا حنَّتْ إلى أَثَلاثِ نجدٍ / حسبتَ بها مِنَ الاِغذاذِ مَسّا
تَزُرُّ على العلنداةِ الدياجي / كأنْ تِخذَتْ مِنَ الظلماءِ حِلْسا
أزورُ بها الاْحبَّةَ حيثُ كانوا / يسابقُ وخدُها العَوْدَ الدِّرَفْسا
يَطيرُ لغامُها في القاعِ حتى / كأنَّ على متونِ البيدِ بُرْسا
ولا كانتْ نياقي في الموامي / سطوراً والخروقُ لهنَّ طَرْسا
اِذا رفعتْ منا سمَها رأينا / سطوراً ما نَرى فيهنَّ نِفْسا
أحارِعَهِدْتُ ودَّكَ لي سليماً / مِنَ الاكْدارِ طابَ جنىً وغَرسْا
تُراكَ علمتَ ما عندي يقيناً / مِنَ الأشواقِ لا ظنّاً وهَجْسا
ولوعاينتَني لحسبتَ أنّي / لدى العُوّاد مَيتْاً حلَّ رَمْسا
طريحاً لا أجيبُ إذا دعوني / صموتاً لا أكادُ اُحيرُ نَبْسا
أؤمِّلُ في ظلامِ الليلِ بدراً / يزورُ وفي ضياءِ اليومِ شَمْسا