بِروحي جوذَرٌ في القَلبِ كانِس
بِروحي جوذَرٌ في القَلبِ كانِس / تَراهُ نافِراً في زِيِّ آنِس
وَأَحوى أَحوَرِ / الأَحداقِ أَلمى
تَكادُ خُدودُهُ / بِالوَهمِ تَدمى
كَأَنَّ الحُسنَ / لَمّا مِنهُ تَمّا
وَآثَرَ أَنَّ ذاكَ / الرَوضَ يُحمى
غَدا لِلوَردِ في خَدَّيهِ غارِس / وَظَلَّ لَهُ بِسَيفِ اللَحظِ حارِس
جَلا في كَفِّهِ / كَأسَ الحُمَيّا
فَقابَلَ نورُها / بَدرَ المُحَيّا
وَطافَ بِكَأسِهِ / فينا وَحَيّا
فَغادَرَ مَيِّتَ / العُشّاقِ حَيّا
بِوَجهٍ إِن تَبَدّى في الحَنادِس / غَدا لِلنَيِّراتِ الخَمسِ سادِس
جَلا كَأسي فَقُلتُ / إِلَيكَ عَنّي
فَقَد ضَيَّعتُ / عُمري بِالتَمَنّي
فَقالَ مَعَ الخَلاعَةِ / إِي وَإِنّي
فَقُلتُ فُطُف إِذاً / وَاِمزُج وَغَنِّ
بِشِعري فَهوَ حَضراتُ المَجالِس / وَفاكِهَةُ المُفاكِهِ وَالمُجالِس
أَما قالَ الَّذي / في الحُسنِ زَيَّد
وَمَن وَجَدَ النَدى / قَيداً تَقَيَّد
فَها أَنا في حِمى / المَلِكِ المُؤَيَّد
مَنيعِ العِزِّ ذي / مَجدٍ مُشَيَّد
عِمادِ الدينِ مُغني كُلِّ بائِس / وَمَن تَغدو الأُسودُ لَهُ فَرائِس
أَيا مَلِكاً حَماني / مِن زَماني
وَأَعطاني أَماني / وَالأَماني
خَفَضتَ بِرَفعِ / شَأني كُلَّ شاني
وَشَيَّدتَ المَعالي / وَالمَعاني
وَلَولا أَنتَ يا مُردي الفَوارِس / لَأَضحى العِلمُ بَينَ الناسِ دارِس
تَجَرّا مَن لِجودِكَ / رامَ حَدّا
وَمَن بِالغَيثِ / قاسَكَ قَد تَعَدّى
وَكَيفَ تُقاسُ / بِالأَنواءِ حَدّا
وَكَفُّكَ لِلوَرى / أَدنى وَأَندى
لِأَنَّ الغَيثَ يُسأَلُ وَهوَ حابِس / وَلَيسَ يَجودُ إِلّا وَهوَ عابِس
جَعَلتَ البيضَ / دامِيَةَ المَآقي
وَسُمرَ الخَطِّ تَرقى / في التَراقي
مَساعٍ لِلعُلى / أَضحَت مَراقي
وَتِلكَ الصالِحاتُ / هِيَ البَواقي
فَتُرجِلُ فارِسَ الحَربِ المُمارِس / وَتَجعَلُ راجِلَ الإِملاقِ فارِس
حَمِدتُ إِلَيكَ / تَرحالي وَحالي
وَزادَ لَدَيكَ إِقبالي / وَبالي
وَقَد ضاعَفتَ آمالي / وَمالي
فَلَستُ أُطيلُ / عَن آلي سُؤالي
أَفَضتَ عَلَيَّ لِلنُعمى مَلابِس / فَصارَ لَدَيَّ رَطباً كُلُّ يابِس
أَأَزعُمُ أَنَّني / بِالمَدحِ جازي
وَهَل تُجزى / الحَقيقَةُ بِالمَجازِ
وَلَكِن في اِرتِجالي / وَاِرتِجازي
إِذا قَصَّرتُ فَاللَهُ / المُجازي
فَلَو نَظَّمتُ مِن مَدحي نَفائِس / فَإِنّي مِن قَضاءِ الحَقِّ آئِس