القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 3
ترحَّل من هوِيت وكل شمسِ
ترحَّل من هوِيت وكل شمسِ / ستكْسِفُ أو ستغرب حين تُمسي
وما ألهاك عن ذكرى حبيبٍ / كعدِّك أمسَ يومٍ بعد أمس
رأيتُ الدهر يجرح ثم يأسو / يؤسِّي أو يعوِّضُ أو يُنَسِّي
أبت نفسي الهُلاع لرزء شيءٍ / كفى شجواً لنفسي رزءُ نفسي
أتهلعُ وحشةً لفراقِ إلفٍ / وقد وطنتُها لحلول رَمْس
سأتخذ الزَّماعَ خليل صدقٍ / يرادفني على وجناءَ عَنس
إلى ملك يَهشُّ إلى المعالي / ولا يبتاع مكرمةً ببخس
أبي أيوبَ قرم بني زُريقٍ / وكل قبيلة تسمو برأس
بَدا فبدت مَخايلُ من كريمٍ / طويل الباع أروعَ غير نكس
كأن عَجاج موكبه تجلَّى / هناك بوجهه عن قَرنِ شمس
يحفُّ بشخصه من أقربِيه / غيوثُ مَفاقرٍ وليوثُ بأس
مَرَوا دِرَرَ الحروب دماً وقاسوا / من الهيجاء ضِرساً بعد ضرس
فما نيلتْ أنوفهُمُ بذمٍّ / ولا رِيمت رؤوسهُمُ بعَكس
تراهم في النديِّ إذا نَدَوه / كأن حلومهم هضباتُ حَرْس
وإن لاقيتَهم في يوم روعٍ / لقيت الجن في أشباح إنس
همُ الجبل الذي لو زال يوماً / لأضحى الملكُ لا يُرسيه مُرْسي
ألم يَرني الأمير حبستُ شعري / عليه ولم أُذِله بمدح جِبس
ولم أكُ شارباً إلا بعذب / وإن أعطِشت خمساً بعد خمس
فداه معاشرٌ نكَّبتُ عنهمْ / وما أفديه بالعرَض الأخس
إذا امتُدِحوا وإن لم يُستثابوا / حسبتَ وجوهَهم طُليت بوَرْس
وما جَربتُهم إلا بغيري / وما استخشنتُ جانبهم بلمسي
إليه بعثتها ترمي بشخصي / ولم أكُ قبل ذاك لها بحِلس
على ثقةٍ بأن لها لديه / مُناخاً بالسعادة غير شأس
وأن سَيريش ما أبريه منها / بشحم مثل هُدَّاب الدِمَقس
وكان إذا عَراه الحق أعطى / بخمس من أنامله وخمس
عطايا بين بشر واعتذارٍ / وليست بين إذلالٍ وعبس
أهابت بالرجاء لُهَى يديه / إليَّ إليَّ لات أوانَ يأس
لعَمْرُ محامد حُمِلت إليه / لمَا بيعت بضائعُها بوكْس
جعلتُ على ملوك الأرض طُراً / مجازَ مطيتي وعليه حَبْسي
جفتني أنْ صددتُ ولي لديها
جفتني أنْ صددتُ ولي لديها / أسيرا ذِلّةٍ بدنٌ ونفسُ
وأغضبها انصرافُ الطرفِ عنها / وفيه عليَّ خُسران ووكسُ
ولكني عشِيتُ لنورِ شمس / ملاحظتي لها سَرقٌ وخَلْس
وأنَّى لي بنظرةِ مستديم / إذا ما قابلتْ عينيَّ شمس
وكم صدَّتْ وإن لم أجنِ ذنباً / وأعقبَ صدَّها قَطْبٌ وعبْس
فلم أعتب لذاك وإن أضاقت / عليَّ الأرضَ حتى قلت حبْس
أيا شمس النهارِ سَناً وعزّاً / يقصِّر عنهما نظرٌ ولمسُ
أحِلٌّ أن تنامي عن سهادي / ولي مذ بانَ عني النومُ خمس
ولم آمل غداً لكِ فيه عدل / وإلا قلتُ خير منه أمس
أبشُّ وتعبسين وذاك بخسٌ / وليس يحل في الإسلام بخس
تطيعين الوشاةَ إذا وشَوْا بي / وأكثرُ قيلهم دَحْسٌ وحدس
وكم واشٍ وشى بكِ غير آلٍ / فآب وحظُه تَعْس ونكس
أميّز كل شيءٍ من أموري / سوى أمري لديكِ ففيه لبس
أيسفكُ للوشاة دم ثمينٌ / وقيمةُ كل ما يَحكون فَلسُ
غرستِ هوى فَربيه بحفظٍ / فليس يُرَبّ بالتضييع غرس
صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميس
صرمتَ اليوم حبلَكَ من لَميس / على ما في فؤادك من رسيس
كأنك قابلتْك بأنف عمروٍ / ورأس مثل حُلَّتهِ خَليس
متى يستنشق الفيلين عفواً / بلا حسٍّ هُناك ولا حَسيس
وتشكو الخندريس أذىً إذا ما / تنفَّس في كؤوس الخندريس
على عمرو عَفاء من نديمٍ / إذا حُمدَ النديم ومن جليس
سمعتُ بعمرٍو الجنِّيِّ قِدماً / ولم أره يكون مع الأنيس
فأظهره الإله لنا بعمرٍو / أبي الخرطوم ذي الأنفِ الرئيس
نفيس في الأنوفِ على خسيس / وقد تجد النفيسَ على خسيس
إذا عيناك قوبلتا بعمرو / ذكرتَ حديث طَسمٍ أو جديس
من الخِلقِ التي تُركت قديماً / ومن طُرُزِ العمالقة اللبيس
دسيسٌ لليهود إلى النصارى / ليفضَحهم فَقُبِّح من دسيس
يَصَمُّ عن المواعظ والملاهي / ويعجبه حديث الفَنْطليس
ألا يا ابن الوزير ألا انتزعْهُ / ولا تغرسه قُبِّح من غَريس
وقائلةٍ أتخشى بأس عمرٍو / وأنت كعهدنا رئبالُ خِيس
فقلتُ أخافُهُ وصدقتِ إني / هِزبرٌ لا يزالُ على فَريس
ولكن أيُ ليثٍ قِرْنُ فيلٍ / كفى بالفيل من قرن بئيس
عجبتُ لوقْفتي بباب عمرو / ولم يكُ قط بالعلق النَفيس
ولكن ما خسرتُ وذاك أني / وُعظتُ بلؤمه أُخرى العجيس
هو الكيْسُ اشتريناه بكيسٍ / ومن لا يشتري كيساً بكيس
ألا يا عمرو فضلك في النصارى / كفضل الأربعاء على الخميس
فلا تبخل بعرضك حين تُهجَى / فإنك منه في خَلقٍ دريس
وقد فعلتْ بك القالاتُ قبلي / كفعلِ النار بالحطب اليبيس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025