المجموع : 14
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ / عزايمهُ وصفحتُه وَقارُ
وغيثٌ أنت لكن الأيادي / سواكبُه إذا حُبِسَ القِطارُ
وليث أنت لكن الضَّواري / لها من فَرْط هيبته حِذارُ
تجمَّع عندك الضِّدانُ مجداً / وجمعُهما لمعتبرٍ فَخارُ
فبرْدُ الجودِ للْعافينَ ماءٌ / وحَرُّ البأسِ للأعْداءِ نارُ
ويومٌ تظمأ الأرواحُ فيه / وتَرْوى منْ جماجمه الشِّفارُ
تضيقُ بخيله فِيحُ المَوامي / ويكسف شمس ضحْوتهُ الغُبارُ
كأن رماحَهُ أشْطانُ جدْلٍ / تُرنحها من الطُّولِ البئارُ
تسابقُ طيرهُ زُرْقَ العَوالي / إلى مُقلٍ فطعْنٌ وانْتسارُ
تكافأ فيه جيشاهُ بطعْنٍ / وضربٍ فاستمرَّ به الغِمارُ
فَصلتهما بطعنةِ شَمَّريٍّ / يودُّ مَضاَ عزْمتهِ الغِرارُ
ومن مثلُ الغِياثِ إذا تمطَّتْ / عِتاقُ الخيلِ وادُّرِعَ الحِذارُ
يخفُّ إلى الصَّريخ إذا دَعاهُ / وفيه تحت رايته اصْطبارُ
سواءٌ في حفيظتهِ لديه / رَخيُّ العيش غَضّاً والخِطارُ
ونِعْمَ مُبيتُ طرَّاقِ الليالي / إذا بخلتْ بِدَرَّتها الغِزارُ
إذا أمنتْ صوارمُه الأعادي / بليلٍ باتَ تخشاها العِشارُ
فيبكي من وغاهُ ومِنْ قِراهُ / وليدُ الحيِّ يُتْماً والحِوارُ
لبيقُ العِطْف بالنعماءِ عَذْبٌ / مكاسِرُه إذا طالَ الحِوارُ
يفوحُ ثناؤُه في كل وادٍ / كأنَّ أريجَ مِدْحته عِطارُ
وما عَذْبٌ مواردهُ بَرودٌ / له بالرَّعْن جَرْيٌ وانحدارُ
أصاب بمَرِّهِ عُلْويّ وَقْبٍ / تقاصَرَ عن تناولهِ التِّجارُ
حديثُ المجِّ منْ كرماء رَعْيٍ / لهنَّ بكل ناضِرةٍ مَطارُ
لهُ خَصَرٌ ونسمتهُ اعْتلالٌ / إذا ما اسْتوقد الشِّعْري النهارُ
بأعذبَ منْ غياث الدين ودّاً / إذا ما عَلْقَم البَرِمَ النِّفارُ
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً / فغاضَ الغمرُ وابيضَّ النَّضيرُ
وأخلَفتِ الغوادي كلَّ أرضٍ / فسِيَّانِ الأريضَةُ والصُّخورُ
وقيَّد عِرْمِس السرواتِ صُرٌّ / له عصفٌ يَخُبُّ به السَّفيرُ
أَقامَ الصَّاحبُ الوهَّابُ نوءاً / من المعروفِ عارضُهُ مَطِيرُ
فغادرَ كل هامدَةٍ عَزازٍ / يميسُ بها ويهتَزُّ الغَميرُ
فماتَ المَحْلُ خوفاً من نَوالٍ / به يحْيا مِن الموْتِ الفقيرُ
بكَفِّ أغرَّ تحْسُدُه الغَوادي / ويرْهبُ بأسَهُ اللَّيثُ الهصورُ
عِمادُ الدولةِ الحامي حِماهُ / اذا ذَلَّ المُحامي والنَّصيرُ
تكسَّرُ في ملاحمهِ العَوالي / ويُجبْرُ من مكارمِهِ الفقيرُ
وتُطْبَعُ من عزائمهِ ظُباهُ / فلا فَلٌّ يَشينُ ولا دُثورُ
اذا عبَّت جحافلَها الأعادي / فَهازِمُها الصَّحائفُ والسُّطورُ
يُفَلُّ المَجْرُ من اِيجاز حرفٍ / ويَحْطمُ لاحِقَ السُّمر القصير
اذا عَلَتِ الغماغِمُ عندَ قاعٍ / شَآها من مَزابِرهِ الصَّريرُ
تأرَّجُ من مناقبه اللَّيالي / كأنَّ حديثَ مسْعاهُ عَبيرُ
على الأعدْاءِ طيرٌ من سِهامٍ / وفي النادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
يُصَرِّفُهُ وليدُ الحيِّ لُطْفاً / وفي الكُبَراءِ متْبوعٌ أمِيرُ
ويعدلُ في الرعيَّةِ حين يقْضي / وفي أموالِهِ خِرْقٌ يَجورُ
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا / ولَثَّمَ شمس معْركها الغُبارُ
فقطبُ الدين فارسُها وحامي / حَقيقتها وسيِّدُها المُشارُ
فتى الفخرين من جودٍ وبأسٍ / اذا ما اشْتَدَّ جَدْبٌ أو غِمارُ
تشاكى من قراهُ ومن وغاهُ / كُماةُ الروْعِ والكومُ العِشارُ
شكرتُ نداهُ من غير التماسٍ / كشكرِ الروضِ باكرَهُ القِطارُ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ / كما يجلو دُجى الليلِ النَّهارُ
ولم تشب الخواطرُ والقوافي / واِنْ عقبتْ همومٌ وانكسارُ
فقالَ القومُ تأييدٌ قديمٌ / له نبأ عظيمٌ واشْتهارُ
مقالك كالنُّضارِ الصَّفْوِ أصلاً / ولن يبلى على القِدَمِ النُّضارُ
وأنت السيف لا يُفنْي شَباهُ / تَقادُمهُ ولا ينْبو الغِرارُ
فقلتُ وحُبِّ أبْلَجَ من تميمٍ / له في كل منقبةٍ مَنارُ
تُفوَّهُني وتُنْطقني عُلاهُ / فاسهابي واِنْ طالَ اخْتصارُ
وزيرٌ للعُلى اِلْفٌ أنيسٌ / وعند العارِ وحْشيٌّ نَوارُ
لبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / وليثُ وغىً اذا جَدَّ المغارُ
ومِطْعانٌ اذا فَرَّ المُحامي / ومِطْعامٌ اذا حُبِسَ القِطارُ
يُسِرُّ نجومَ ليلتهِ دُخانٌ / ويسكفُ شمس ضحوته غُبارُ
ويشكو سيفهُ سلْماً وحَرْباً / كماةُ الرَّوْعِ والكومُ العِشارُ
سجاياهُ أوانَ رِضا وسُخْطٍ / على اِنْصافه ماءٌ ونارُ
جوادٌ أحرز العليْاءَ سَبْقاً / فلا بُهْرٌ يَشينُ ولا عِثارُ
أرى تاجَ الملوكِ ظِلالَ ضاحٍ / وقد سَفَعَ الوديقةُ والقِفارُ
ووِرْداً بعد عِشْرٍ عند مَرْتٍ / يَعُزُّ به التَبَغُّمُ والعِرارُ
وتهْنيهِ المدائحُ مِنْ عَشيرٍ / به وبشعْرهِ يُحْمى الذِّمارُ
يُرَجَّى النَّصرُ منه على الرَّزايا / وبالهْنديِّ يُرْجى الاِنتصارُ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ / كما يجلو دُجى الليلِ النَّهارُ
ولم تشب الخواطرُ والقوافي / واِنْ عقبتْ همومٌ وانكسارُ
فقالَ القومُ تأييدٌ قديمٌ / له نبأ عظيمٌ واشْتهارُ
مقالك كالنُّضارِ الصَّفْوِ أصلاً / ولن يبلى على القِدَمِ النُّضارُ
وأنت السيف لا يُفنْي شَباهُ / تَقادُمهُ ولا ينْبو الغِرارُ
فقلتُ وحُبِّ أبْلَجَ من تميمٍ / له في كل منقبةٍ مَنارُ
تُفوَّهُني وتُنْطقني عُلاهُ / فاسهابي واِنْ طالَ اخْتصارُ
وزيرٌ للعُلى اِلْفٌ أنيسٌ / وعند العارِ وحْشيٌّ نَوارُ
لبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / وليثُ وغىً اذا جَدَّ المغارُ
ومِطْعانٌ اذا فَرَّ المُحامي / ومِطْعامٌ اذا حُبِسَ القِطارُ
يُسِرُّ نجومَ ليلتهِ دُخانٌ / ويسكفُ شمس ضحوته غُبارُ
ويشكو سيفهُ سلْماً وحَرْباً / كماةُ الرَّوْعِ والكومُ العِشارُ
سجاياهُ أوانَ رِضا وسُخْطٍ / على اِنْصافه ماءٌ ونارُ
جوادٌ أحرز العليْاءَ سَبْقاً / فلا بُهْرٌ يَشينُ ولا عِثارُ
أرى تاجَ الملوكِ ظِلالَ ضاحٍ / وقد سَفَعَ الوديقةُ والقِفارُ
ووِرْداً بعد عِشْرٍ عند مَرْتٍ / يَعُزُّ به التَبَغُّمُ والعِرارُ
وتهْنيهِ المدائحُ مِنْ عَشيرٍ / به وبشعْرهِ يُحْمى الذِّمارُ
يُرَجَّى النَّصرُ منه على الرَّزايا / وبالهْنديِّ يُرْجى الاِنتصارُ
يُقَحِّمُهُ ويُمسكُه قَديراً
يُقَحِّمُهُ ويُمسكُه قَديراً / شديدُ البأسِ والعِطْفُ الوقورُ
فعندَ الرَّوْعِ سَهْمٌ أو حُسامٌ / وفي النَّادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
اذا انْتزحَتْ عُلاً أدْنى مَداها / مساعٍ منه والنَّسَبُ الشَّهيرُ
لهُ بالحمدِ أُنْسٌ وامتزاجٌ / وعن عار الرجال به نُفورُ
رَعيَّتهُ بحُسْنِ العدْلِ تُثْني / ويشكو المالُ منه ما يجورُ
مع النُّدَماءِ مُؤْتمنٌ دَعوبٌ / وفي العُظَماءِ مرهوبٌ أميرُ
اذا ما حلَّ أرضاً ذاتَ جَدْبٍ / فأسوءُ قيْظها نضِرٌ مَطيرُ
أبَرَّ على هَطولِ الغيثِ جوداً
أبَرَّ على هَطولِ الغيثِ جوداً / وزادَ على حديدِ الهندِ نَصْرا
وبارى الشمس في نَفْعٍ ونورٍ / فحاز الفخر رأدَ ضُحىً وظُهرا
ووُحّدَ في المناقبِ والمَعالي / فلما استصرخوهُ كان مَجْرا
وواقَرَ كلَّ طَوْدٍ ذي هِضابٍ / فزادَ عيه عند السُّخْطِ صَبْرا
وضاقَ النَّظْمُ فيه عن مديحٍ / فَرُحنا نبتغي للحمد نَثْرا
أغَرُّ الوجهِ أبْلَجُ زيْنبيٌّ / يُعِيدُ ليالي الحَدَثانِ غُرّا
فتىً لا يُتْبعُ المَعْروفَ مَنّاً / ولكنْ يُسْلِفُ المعروفُ عُذْرا
اذا جرَّبْتَه رَوْعاً وسَلْماً / رأيتَ صِفاتهِ ماءً وصخْرا
تطيبُ الأنْدياتُ اذا أمِرَّتْ / أحاديثُ الوزيرِ الخِرْقِ نشْرا
اذا شوركْتَ في حالٍ بدونٍ
اذا شوركْتَ في حالٍ بدونٍ / فلا يَغْشاكَ عارٌ أو نُفورُ
تَشاركَ في الحياةِ بغيرِ خُلْفٍ / أرَ سْطاليسُ والكلبُ العَقورُ
وجوهٌ لا يُحَمِّرُها عِتابٌ
وجوهٌ لا يُحَمِّرُها عِتابٌ / جديرٌ أنْ تُصَفَّرَ بالصَّغارِ
فما دانَ اللِّئامُ لغير بأسٍ / ولا لانَ الحديدُ بغيرِ نارِ
دعوا دمعي بيوم البَيْنِ يجْري
دعوا دمعي بيوم البَيْنِ يجْري / فقد ذهب الأسى بجميلِ صبْري
وكيف تصبُّري وأخي رَهينٌ / بأرضِ الشام في ظَلْماءِ قَبْرِ
بحارَةِ غُرْبةٍ من أرض حمصٍ / لقد غَدر الزمانُ وأيَّ غَدْرِ
أعَنْهُ أسامُ سُلْواناً وصَبْراً / سأنْدبهُ ولا خنْساءَ صَخْرِ
فإنْ عجَزتْ عن النَّدبِ القوافي / بعثْتُ الدمْعَ نَظْماً غيرَ نَثْرِ
فقدْتُ أخي وكان أخي ظَهيري / على الحَدَثانِ سَمَّاعاً لأمْري
فقدْتُ مُهَنَّداً عَضْباً جُرازاً / يَقُدُّ بكلِّ رائعَةٍ ويَفْري
إذا ما شمْتُهُ لِقِراعِ خَطْبٍ / جَلا الغمَّاء عن وجهي وصدْري
تقيَّلَ شِيمتي طفلاً وأجرى / على جَدَدي وأحْرز جلَّ فخري
فلم يَسْعَ الدنيَّةَ في مرامٍ / ولم يمشِ الضَّراءَ لقصدِ حُرِّ
ولم يَضرعْ لجبَّارٍ رجاءً / لمعروفٍ ولو أمْسى بضرِّ
أنا الباكي إذا فارقتُ خِلاً / فكيف أخي وخالِصَتي وأزْري
رأيتُ مواسمَ الأيامِ طُرّاً
رأيتُ مواسمَ الأيامِ طُرّاً / على الحالات من صومٍ وفِطْرِ
بفخْرِ الأمةِ الجَحْجاحِ نالتْ / مناقبها وحازت كل فَخْرِ
فعُجْتُ لها أُهَنِّئُها بخِرْقٍ / سَحيحِ الجودِ في عُسرٍ ويُسْر
يحامي الجار وشْكاً غيرَ بُطءٍ / ويُعطي المالَ دثْراً غيرَ نَزْرِ
يَزُرُّ قميصه بأساً وجوداً / على الهَوْلينِ من ليثٍ وبحرِ
حَوى أقصى المناقبِ والمَعالي / بمحمودَيْنِ من مسْعىً ونجْرِ
فجاء كنصْلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يُسرُّ برونقٍ منه ونصْرِ
كأنَّ مُحمَّداً جَوْنٌ مُسِفٌّ / يَصوبُ الأرض قطْراً بعد قطْرِ
إذا سَقَتِ الهَوامِدَ راحَتاهُ / تبدَّلَ غُبْرها منه بخُضْرِ
فعاشَ الصاحبُ الزاكي ثَناهُ / مُطاعَ القولِ في نهْيٍ وأمْرِ
لهُ بالمجْدِ أنْسٌ مُطْمئَنٌّ
لهُ بالمجْدِ أنْسٌ مُطْمئَنٌّ / وعنْ عارٍ يُدَنِّسهُ نِفارُ
فهَزَّامٌ إذا اشْتَجَرَ العَوالي / ومَهْزومٌ إذا ما عَنَّ عارُ
تَشكَّى الشمسُ والزُّهر السواري / إذا ما الليلُ أوضِحَ والنَّهارُ
فيسْتُرُ كلَّ لامِعَةٍ دُخانٌ / ويكسِفُ كلَّ مُشْرقةٍ غُبارُ
كما تشكو صَوارِمَهُ المَواضي / كُماةُ الرَّوْعِ والكُومُ العِشارُ
سَموحٌ بالنَّوالِ لمُعْتَفيهِ / إذا بَخِلتْ بِدَرَّتِها الغِزارُ
وفكَّاكُ العُناةِ بكُلِّ أرْضٍ / إذا ما حَبَّبَ الموْتَ الإِسارُ
إذا سَبَقَ النَّوالَ لديْهِ بِشْرٌ / تَعَقَّبَ جَمَّ نائِلهِ اعْتِذارُ
تَذودُ كَراهُ أفْكارُ المَعالي / فقِسْمتُهُ غِشاشٌ أوْ غِرارُ
وَقاحُ البأسِ ذو وِدٍّ حَييٍّ / كأنَّ صِفاتَهُ ماءٌ ونارُ
ولُهْنَتُهُ تَقومُ بأبْرَدَيْهِ / وباقي اليومِ أمْرٌ وائْتِمارُ
تَوَقَّلَ في الفَوارِعِ منْ تَميمٍ / فَطابَ السَّعْيُ منهُ والنِّجارُ
جبالٌ من حُلومٍ راسيات / وعند المحْلِ في الجَدْوى بحارُ
إذا غَضِبوا فللجُرْدِ المَذاكي / بهامَةِ كُلِّ جَبَّارٍ عِثارُ
تَقَرُّ بمجدهم عدنانُ عَيْناً / وتفخرُ من مساعيهمْ نِزارُ
نَمَوْا تاجَ المْلوكِ وللْغَوادي / بما جادَتْ منَ القَطْرِ افْتخارُ
فجاءَ كَنَصْلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يَزينُ بَهاءَ روْنقِه الغِرارُ
بأفْواهِ المُلوكِ لِراحَتَيْهِ / من التَّقْبيلِ في النَّادي عِطارُ
كشاربَةٍ على وِرْدٍ أكَبُّوا / ولا قَعْبٌ ولا غُمَرٌ يُدارُ
وزيرُ الخيْرِ أحمدُ ذو المَعالي / ومنْ هو من بني المجْدِ المُشارُ
كرُمْتَ فكُلَّ إسْهابي وَجيزٌ / وطولُ مَدائحي فيكَ اخْتِصارُ
وما كَسَفتْ هُمومي نورَ فضلي / وما يَدْوى من الصَّدَأ النُّضارُ
وأحْمقَ زَنَّ ذا عقْلٍ بحُمْقٍ
وأحْمقَ زَنَّ ذا عقْلٍ بحُمْقٍ / فقلتُ لهُ رُوَيْدَكَ يا حِمارُ
يرى الخفَّاشُ أنَّ الصُّبْحَ ليلٌ / وأنَّ اللَّيْلَ دُهْمَتُهُ نَهارُ
وركْبٍ كالصُّقور سَروْا بليلٍ
وركْبٍ كالصُّقور سَروْا بليلٍ / لهُمْ بالسَّهْبِ مُكْثٌ واعْتِكارُ
كأنَّ ركابهُمْ ظِلْمانُ قَفْرٍ / نَحاها جَحْفَلٌ فيها نِفارُ
تحيدُ مَوارد الجِنَّانِ عنْهُمْ / وتَرْهَبُهُمْ مِن الزَّعَلِ القِفارُ
مُعَرَّسُهُمْ بأسْنِمَةِ المَطايا / ونوْمُهُمُ لحَثِّهُمُ غِرارُ
نَضا الإِدْلاجُ عيسَهُمُ وأفْنى / غَوارِبَها التَّرَحُّلُ والسِّفارُ
إلى أنْ عادَ بازِلُهُمْ طَليحاً / طِوالُ خُطاهُ منْ لَغَبٍ قِصارُ
وأصبحتِ الجَّماجِمُ خافِقاتٍ / كما مادَتْ بشاربِها العُقارُ
يُرنِّحها الكَرى ودخيلُ هَمٍّ / لحامِلِهِ التَّخَيُّلُ والحِذارُ
عرضتُ لهم فقلت مقالَ نُصْحٍ / وقد بَعِلوا بأمْرِهُمُ وحاروا
أميلوا منْ مثانيها وعوجوا / إلى حَرَمٍ لهُ الرَّحْمنُ جارُ
ضعوا أثْقالكُم بحِمى إِمامٍ / تُقاهُ قبل مَلْبسِهِ شِعارُ
لدى حَرمٍ لأبْلَج منْ مَعَدٍّ / لسابقِهِ بلاحِقهِ فَخارُ
فثَمَّ البأسُ تَرْهبُه المَواضي / وثَمَّ الجودُ يَحْسُدُهُ القِطارُ
وثَمَّ أغَرُّ أبْلَجُ مُسْتَضيءٌ / بنورِ اللّهِ ليلتُهُ نَهارُ
عليه مِن حَفيظتِهِ مَضاءٌ / وفيهِ مِن سكينَته وَقارُ
رِضاهُ وسُخْطُهُ في حالتيْهِ / مَدى أيَّامِهِ ماءٌ ونارُ
فَعافيه لهُ عَوْمٌ ورِيٌّ / وشانيهِ حَريقٌ واسْتِعارُ
تُقِرُّ بفضْلِه الأحْبارُ طُرَّاً / وتَحْسُدُ فَضْلَ نائلهِ البِحارُ
فقْولُ الأفْوه المِنطيقِ عِيٌّ / ولُجُّ الأخْضَرِ الطامي خَبارُ
أمينُ اللّهِ والحامي حِماهُ / وراعي الخَلْقِ والعَلَمُ المُشارُ
وسائرُ ليلهِ رأيٌ ونُسْكٌ / وللنُّوَّال قَبْضٌ وانتشارُ
أنيسٌ بالمنَاقِب والمَعالي / وعند العار وَحْشِيٌّ نَوارُ
وباعِثُها كعِقْبانِ المَوامي / لها في كُلِّ مُعْتَرَكٍ مَطارُ
تَعافُ الوِرْدَ تُنْبعهُ الرَّواسي / وتَهْوى ما تُفَجِّرُهُ الشِّفارُ
وتطْوي الثَّعْدَ مطْلولاً وفيها / إلى الوَفَراتِ واللِّمَمِ السُّعارُ
فيورِدُها المَفارقَ والهَوادي / سَعيدُ الجَدِّ غَضْبَتُهُ بَوارُ
إذا تشكو صَوارمَهُ الأعادي / بصُبْحٍ باتَ تَشْكوها العِشارُ
فما تُفدى حَوافِلُهُ بِرِسْلٍ / ولا يُنْجي مُنازِلِهُ الفِرارُ
فَعاجوا بالمَطِيِّ إلى مَقامٍ / أمينٍ لا حِذارَ ولا اغْبِرارُ
يوطِّدُهُ ويمْهدُه إِمامٌ / كأنَّ حَديثَ سيرَتِهِ عُطارُ
فهُنِّيَ بالصِّيامِ وكلِّ شيءٍ / فللدُّنْيا بدوْلَتِهِ افْتِخارُ