القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 3
أعنْ أرضِ الغميمِ لمحتُ نارا
أعنْ أرضِ الغميمِ لمحتُ نارا / بدتْ وهناً فهمتُ بها ادَّكارا
ذكرتُ بها المباسمَ وهي تُهدي / الى قلبي مع القُبَلِ الشَّرارا
زماناً كنتُ أهوى فيه لمّا / تبدَّتْ كالمهاةِ لنا نَوارا
رأيتُ البدرَ يحمِلُهُ قضيبٌ / وليلَ الشَّعْرِ قد أبدَى النهارا
فلما حالَ عهدُ الودَّ منهما / وأمستْ تمنعُ الكَلِفَ المزارا
تَحَدَّرَ دمعُه كَلَفاً ووجداً / وقد ضنَّتْ عليه بأنْ يُزارا
فيا للهِ مِن دمعٍ غزيرٍ / يُخَجَّلُ فيضُه السُّحُبَ الغِزارا
اِذا ما غاضَ دمعٌ فاضَ دمعٌ / يَسُحُّ على مرابِعها انهمارا
لقد أبقتْ بقلبي يومَ بانتْ / وحُمَّلَ حيُّها سَحَراً فسارا
ندوباً كيفما أبدتْ لِعيني / مودَّعةً اشارتُها السَّوارا
ولكنْ هذه شِيَمُ الغواي / طَوالَ الدهرِ لم يحفظنَ جارا
كأنَّ رعايةَ الميثاقِ ممّا / يُحَمَّلُهُنَّ بينَ الناسِ عارا
اِذا ما رمتُ طيبَ الاِلفِ منها / يَزيدُ نفارُها منَي نِفارا
كأنّي ما كشفتُ وقد أتتني / تَثنَّى عن محاسِنها الخِمارا
أتنسى حينَ زارتْني مساءً / تلوثُ على معاطِفها الاِزارا
تباعدْنا فَصَدَّتْ بعد وصلٍ / ألا حيَّ الوِصالَ المستعارا
اِذا ما طالَ بالحسناءِ عهدي / أعادتْ ذلك الودَّ ازورارا
لقد غدرتْ بمَنْ لم ينوِ غدراً / ولم يَذُقِ الكرى إلا غِرارا
اِذا آنستُ مِن أعلامِ رضوَى / بريقاً في مطالعِه أنارا
تعرَّضَ فوقَهنَّ فطارَ قلبي / اليه وقد تألَّقَ واستطارا
فبِتُّ كأنَّني منه نزيفٌ / أُعاطَى في معادِنها العُقارا
ذكرتُ بها الهوى العذرىَّ لمّا / تعلَّقْتُ الكواعبَ والعَذارى
وما في الناسِ أشقى مِن مُحِبًّ / تكلَّفَ عن أحبتِه اصطبارا
فشرطُ الوجد أن يبكي نجيعاً / على النأي الأحبَّةَ والديارا
فقد ملأَ الحنينُ عِراصَ قلبي / غداةَ تَغدَتْ ديارُهمُ قِفارا
أكفكِفُ أدمعي فيها مِراراً / مِنَ الواشي وأُطلِقُها مِرارا
وقد أحدثتَ لي يا بينُ شوقاً / الى الأحبابِ يمنعُني القرارا
أُسكَّنُ بالدموعِ لهيبَ نارٍ / أبتْ بعدَ النوى إلا استعارا
اِذا لم أبكِ مَنْ قد بانَ عنها / رَواحاً بالمدامعِ وابتِكارا
وأياماً بكاظمةٍ تولَّتْ / حميداتٍ سَعِدْتُ بها قِصارا
فلا حملتنيَ الجُرْدُ المذاكي / يُثيرُ طِرادُها النقعَ المثارا
أَشُنُّ بها وقد علمَ الأعادي / بأنّي سوفَ أطرُقُهمْ مُغارا
هل بعدَ وصالِكَ مِن وَطَرِ
هل بعدَ وصالِكَ مِن وَطَرِ / أم بعدَ فراقِكَ مِنْ حَذَرِ
كانا سبباً للدمعِ عَقَي / بَ نوى الأحبابِ وللسَّهرِ
يا صبرُ سرى الخُلاّنُ فكنْ / مِن بعدِ البينِ على الأثرِ
دمعي في الربعِ وقد بانوا / يَغني الأطلالَ عنِ المطرِ
والبرقُ لقيتُ شرارتَه / من نارِ غراميَ بالشَّرَرِ
والليلُ أراهُ ولا يُفضي / مِن فرطِ الشوقِ إلى سَحَرِ
قد كنتُ أنامُ ولي طرفٌ / ما كان تعرَّضَ للخطرِ
واليوَمِ أذودُ كرى العينينِ / لأجلِ نواكَ عنِ البصرِ
يا بدرَ دجًى لم يبدُ لنا / اِلاّ وغَنِيتُ عنِ القمرِ
وقضيباً ماسَ وما الأوراقُ / ترفُّ عليه سوى الشَّعَرِ
ما كنتُ بوصلكَ مقتنعاً / فقنِعتُ لبعدِكَ بالخَبرِ
علِّقتُكَ غِرّاً والأهواء / فبدأُها عَبَثُ الغَرَرِ
ومصيرُ دمِ العشاقِ متى / طُلَّتْ في الحبِّ إلى الهَدَرِ
عندي شكوًى لنواكَ / يَرِقُّ لشكواها قلبُ الحَجَرِ
وبليتُ بوخزِ هوًى قَصُرتْ / عنه في القلبِ شبا الاِبَرِ
كم بتُّ أؤمِّلُ في النسماتِ / عبيَر تأرُّجِكَ العَطِرِ
واِذا الأوطانُ خلتْ ودِّعْ / ما كنتَ تؤمِّلُ مِن وَطَرِ
ومُعَنَّى باتَ وقد قَدَحَتْ / في أضلُعِهِ نارُ الفِكَرِ
يهوى أغصانَ قدودِ / الهِيفِ وما فيهنِّ مِنَ الأطَرِ
ووجوهُ الغيدِ يُكلِّلَها / عَرَقُ كالدُّرِّ مِنَ الخَفَرِ
يا لوعةَ ساعِة بينهمُ / قد حَقَّ البعدُ فلا تَذَري
في الصدرِ غليلُ هوًى ما فا / زَ بورِدِ الوصلِ ولا الصَّدَرِ
فعلامَ هجرتَ أمِنْ شَيْبٍ / جلبتْهُ اليَّ يدُ الفِكَرِ
أم مِن واشٍ أجرى العبَراتِ / رماينُهُ لي بالقِصَرِ
مِنْ عاشَ رأى طولَ الأيا / م وقد أدَّتْهُ إلى الغِيَرِ
وبُريقٍ باتَ يُؤرِّقني / فَعَقَدْتُ بلمعتِهِ نَظَري
وحكيتُ تسعُّرَهُ في الجوِّ / مِنَ الأشواقِ بِمُسْتَعِرِ
وصبرتُ على مَضَضِ التسهيد / وطعمُ الصَّبْرِ فكالصَّبِرِ
يا قلبُ وكم لكَ مِن عُلقٍ / بالحُورِ قديماً والحَوَرِ
نزعتْ بكَ نحوهمُ حُرَقٌ / أجِّجْنَ بنارٍ مِنِ ذِكرٍ
فِالامَ تَعَلَّلُ دون السُّمْرِ / وقد هجروكَ وبالسَّمَرِ
وإِلامَ وقوفُكَ في دِمَنٍ / للبينِ بوالٍ كالسُّطُرِ
نظمَ الشعراءُ وما بَقَّوا / فخراً في القولِ لِمُفْتَخِرِ
وَشَّوا زهرَ الأشعارِ فقد / كَرَبتْ تختالُ على الزُّهُرِ
ونظمتُ فجئتُ بما أَربى / حسناً وأنافَ على الدُّرَرِ
كَلِمٌ كالروضِ أوشيهنّ / بلا عي وبلا حَصَرِ
تُلهي النَّدمانَ إذا ما فاه / به الركبانُ عنِ السُّكُرِ
رامُوا ورميتُ فكم قوسٍ / لهمُ في الشِّعرِ بلا وَتَر
ولئن عجزوا فقلد حَرَصُوا / ما الحِرصُ مُناطٌ بالظَّفَرِ
سلبوا الأعرابَ كلامَهمُ / وتعاورَهمْ عَجْزُ الحَصَرِ
وتتايهَ أكثرُهمْ حُمْقاً / بالشِّعرِ على أهلِ الوبَرِ
جَهِلوا الأشياءَ ولم أجهلْ / نقصَ التحجيلِ عنِ الغُرَرِ
فازَ القدماءُ بفضلِ السبقِ / وأين الصفوُ مِنَ الكَدَرِ
يُؤرَّقُني حنينٌ وادكارُ
يُؤرَّقُني حنينٌ وادكارُ / وقد خلتِ المرابعُ والديارُ
تناءى الظاعنونَ ولي فؤادٌ / يسيرُ مع الهوادجِ حيث ساروا
حنينٌ مثلَما شاءَ التنائي / وشوقٌ كلَّما بَعُدَ المزارُ
وليلٌ بعدَ بينهمُ طويلٌ / فأين مضتْ لياليَّ القِصارُ
ومذ حكمَ السهادُ على جفوني / تساوى الليلُ عندي والنهارُ
فمَنْ ذا يستعيرُ لنا عيوناً / تنامُ ومَنْ رأى عيناً تعارُ
سهادي بعدَ نأيهمُ كثيرٌ / ونومي بعدما رحلوا غِرارُ
فكيف أرومُ بعدهمُ اصطباراً / وقد عُدِمَ التصبرُ بالقرارُ
فلا ليلي له صبحٌ منيرٌ / ولا وجدي يُقالُ له عِثارُ
وكم من قائلٍ والحيُّ غادٍ / يُحَجِّبُ طعنَهُ النفعُ المثارُ
وقوفُكَ في الديارِ وأنتَ حيٌّ / وقد بَعُدَ الخليطُ عليكَ عارُ
ولمّا لاحَ برقُ الكأسِ ليلاً / ومِن سُدَفِ الظلامِ له صِدارُ
وقد جُلِيَتْ عروسُ الراحِ فيه / بليلٍ والنجومُ لها نِثارُ
وأعملَتِ الكؤوسُ فقالَ قومٌ / بدا لالأؤها لهم فحاروا
أخمرُ في الزجاجِ تدارُ وَهْناً / على النُّدماءِ أم في الكأْس نارُ
مُدامٌ نستطيرُ بها سروراً / متى طَفِقَتْ زجاجتُها تدارُ
عُقارٌ مثلُ ذوبِ التبرِ صرفٌ / يهانُ لعزِّ نشوتِها العِقارُ
اِذا برزتْ تَرقرَقُ في الأواني / خشينا أن يطيرَ لها شرارُ
لها حَبَبٌ علاها مِن لُجينٍ / وتحت شِباكهِ منها نُضارُ
كأنَّ لطائماً في الشَّرْبِ باتتْ / تُذبِّحُ فارَهُنَّ لنا التِّجارُ
فباكِرْها على زَهَراتِ روضٍ / يُغَنِّي في جوانبهِ الهَزارُ
فأيامُ الشبيبةِ والتصابي / على الانسانِ ثوبٌ مستعارُ
سقى أهلَ العقيقِ واِنْ تناءوا / دموعي فَهْيَ بعدَهمُ غِزارُ
واِنْ بَخِلَتْ غوادي السُّحبِ يوماً / فسحبُ الدمعِ مُثْقَلَةٌ عِثارُ
واِنْ نصبَ القِطارُ فِانَّ دمعي / له في كلِّ ناحيةٍ قِطارُ
وربَّ هلالِ ليلٍ بتُّ وهناً / أسايرُه كما انعطفَ السِّوارُ
على هوجاءَ ناحلةٍ برتني / وِايّاها المهامِهُ والقفارُ
لها في كلِّ مُضطرَبٍ ذميلٌ / ولي في كلِّ داجيةٍ منارُ
أُعلِّلهُا إذا لغبتْ بشعرٍ / عليه للهوى أبداً شِعارُ
قريضٌ ما تدفَّقَ بحرُ فكرى / به إلا تضاءلتِ البحارُ
اِذا أنشدتُه خفَّتْ حلومٌ / يُرجِّحُها السكينةُ والوقَارُ
يُذَرِّبُهُ كما أهوى لسانٌ / تُسَنُّ على مضاريهِ الشِّفارُ
له نسبٌ إلى العَرَبِ البوادي / يُصدِّقُه اختبارٌ واختيارُ
يفوحُ الشيحُ منه كلَّ وقتٍ / ويَنفَحُ مِن جوانبهِ العَرارُ
ففكري تقصرُ الأفكارُ عنه / وشِعري لايُشَقُّ له غبارُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025