أَتوعدُني الهوانَ فليتَ شِعري
أَتوعدُني الهوانَ فليتَ شِعري / أهذا القولُ جائزةٌ لشعري
وهذا كانَ منكَ جزاءَ مَدْحي / وَكَدَّ قريحَتي وعناءَ فِكري
فماذا للهجاء تركتَ ممّا / يُهانُ به أَخو نَظمٍ وَنَثْر
فإنْ يَكُ ذا الوعيدُ بأخذ روحي / كما أوعدتَني يا طولَ عُمري
وَخوَّفنيكَ أَقوام وقالوا / سَتَلقى من بُها طُنَ كلَّ ضرِّ
وقالوا سوفَ تَسقيني سموماً / يَسيلُ بها خَراي ولستُ أدري
وَتُصلتُ شفرة لكَ ذاتَ حد / وَتَضربُني بها في عين ظَهْري
وَتَطْبُخُني مُصوصاً بعدَ ذَبحي / وتأكُلُ من مَصاريني وَدُبري
فأرعدْ ثمَّ أَبرِقٍ في وَعيدي / وقل ما شِئتَ منْ خيرٍ وَشَرِّ
وَكُنْ كالتّيسِ ذا نابٍ وَقُرنٍ / وَكن كالكلبِ ذا نابٍ وَظُفرِ
سَتَلْقى للّذي أَعدَدْتَ جَلْداً / ولَو أَصليتَهُ لَفَحات جمرِ
نَسيت كفاحَنا في ستِّ بَدْرٍ / بما أَنساكَ وَقعةَ يومِ بَدْرِ
وَقَد أَبدَيْتَ لي أُذُنَي حمارٍ / وَعَيْنَي كلبةٍ وَسَبالَ هرِّ
وَلَمّا أنْ فَرَرتَ قَتَلْتَ كُرّاً / وَعُدتَ فَكُنْتَ ذا كرٍّ وَفَرِّ
ولولا جاءني عَلَم لنَصري / كميتاً ما ظفرتَ إذاً بنَصر
سَقاكَ بنَعلهِ كاسات صَفعٍ / سكرتَ بشُربها منمْ غَير خمرِ
فَما وأخذتُهُ بَلْ قلتُ سُكراً / بساطُ الشكر يُطوى بعد نَشر
مَدَدْتُ فَقالَ بعدَ القَصْر علماً / بها قد جاءَ في مَدٍّ وقَصْر
فَلا تَكُ طائشاً كالكمبَهَستي / وقد أغراهُ قَولُ القمبَعَرِّي
وَكُنْ كخرا تَلوكُ البوزَكستي / أميرَ الروم في أَكنافِ مصرِ
وَقَدْ صَفوا بها الأعداءَ جَيشاً / لطرْطرِّ ابن خرْي العُدِّ خُرِّي
وكانوا احدَثوا فيها أُموراً / لقَول بَلّغوهُ بَخْتَ نَصْرِ
وفي تيساً تكونُ وَكَلْبَكُنْتا / تأسٍ لو عَقَلْتَ لكُلِّ حر
وَقَدْ جَدَعَ أنفَ كُنتَ فَما تلكّى / ولا نادى لذلكَ يا لَبَكر
وأُمُّ خُراذقَ العَذراءَ لمّا / رآها الُعْقُطريّا غيرَ بكر
وَقَد ضَرَطَ الجَنينُ بحانبَيْها / لَدَى كُهّانهمْ برُقىً وَسحرْ
أعيذُك يا بهَاطنُ أن تُوافي / وَوَجْهُك من جهامَته يخَرِّي