القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 7
غُرابُ البَينِ أسرَعَ في البُكورِ
غُرابُ البَينِ أسرَعَ في البُكورِ / فطارَ بمُهجةِ الطِّفلِ الصَّغيرِ
أتى يصطادُ يوماً فاجتَناهُ / كفاكهةٍ من الثَّمَر النَّضِيرِ
أذابَ اللهُ قلبَكَ من غُرابٍ / تَناوَلَ حَبَّةَ القلبِ الكسيرِ
وَرَدْتَ اليْومَ تَشرَبُ ماءَ دمعٍ / بهِ استغنيتَ عن ماءِ الغديرِ
عليكَ العهدُ لا تُبقي صغيراً / ولا تعفو عن الشَّيخِ الكبيرِ
بَسطتَ على بني الدُنيا جَناحاً / وآخرَ في السَّماءِ على النُّسورِ
عليكَ سلامُ ربِّكَ يا صغيراً / رَحَلتَ إلى الضَّريحِ من السَّريرِ
غفلنا عنكَ لم نُصحِبْكَ زاداً / فكانَ القلبُ زادَكَ في المسيرِ
عليكَ الحزنُ ليسَ لهُ نظيرٌ / لأنَّكَ لم يكنْ لكَ مِن نظيرِ
أصَبْتَ بعيَشِكَ العامَينِ رُشداً / كأنَّكَ عائشٌ عَدَدَ الشُّهورِ
حَرَصْنا أن تعيشَ لنا سليماً / فكانَ الحِرْصُ من عَبَثِ الأُمورِ
متى يسلوكَ باكٍ كلَّ يومٍ / تَجِدُّ بقلبهِ نارُ السَّعيرِ
ستسلوكَ القلوبُ نَعَمْ ولكنْ / متى صارَتْ تُرَاباً في القُبورِ
أفادَكَ نورُ قلبِكَ حُسْنَ رأيٍ / فما استمسكتَ بالدُّنيا الغَرُورِ
رأيتَ النَّاسَ في سَفَرٍ طوِيلٍ / فقُلْتَ الرأيُ في السَّفَرِ القصيرِ
إذا ذهبَ الكثيرُ من الكثيرِ
إذا ذهبَ الكثيرُ من الكثيرِ / فقد عَزَمَ القليلُ على المَسيرِ
وإن ذهبَ الكبيرُ ولم يُؤَثِرْ / فليسَ نخافُ مِن أثَرِ الصَّغيرِ
إذا سَلِمَتْ من النِّيرانِ نفسٌ / فلا ترتاعُ من حرِّ الهجيرِ
ومَن لم يَفترسِهُ ظُفْرُ لَيْثٍ / فليس يَدُوسهُ خُفُّ البعيرِ
يهونُ على يسيرٍ منكَ صَبْرٌ / لأنَّكَ قد صَبَرتَ على العسيرِ
وهل يرْتاعُ مِن خَوضِ السَّواقي / فتىً قد خاضَ في البحرِ الكبيرِ
عليكَ بطيبِ نَفْسٍ وارتياحٍ / وتسليمٍ إلى المَلِكِ القديرِ
فإنَّ الخوفَ داءٌ فَوْقَ داءٍ / يُذِيبُ إذا تَعلَّقَ بالضميرِ
وفِعْلُ اللهِ يُبطِلُ كُلَّ فِعلٍ / ويَغلِبُ طِبَّ داودَ البصيرِ
حياةُ النَّاسِ في الدُّنيا مَنامٌ / ويَقظتُهم لدَى النَّوْمِ الأخيرِ
وكلُّ العمرِ يومٌ أنتَ فيهِ / فما فَرْقُ الطويلِ عن القصيرِ
وبعضُ الحيِّ فَوْقَ البعضِ حتى / يموتَ فكُلُّ عبدٍ كالأميرِ
وبيتُ العَنْكبوتِ إذا رحلنا / يُعادَلُ بالخَوَرْنَقِ والسَّديرِ
ونفسُ المرءِ في الدُّنيا أسيرٌ / ومَوْتُ الجسمِ إطلاقُ الأسيرِ
فلا أسفٌ على الدُّنيا ولكنْ / على ما بعدَ ذاكَ من المصيرِ
ينامُ المجرِمونَ على قَتَادٍ / ونومُ الصالحينَ على حريرِ
وأندَمُ غافلٍ من صَمَّ سمعاً / قُبيلَ البينِ عن صوتِ النَّذيرِ
وإنَّ النُّصحَ في الحُكَماءِ يجري / كَجْريِ الماءِ في الرَّوضِ النَّضيرِ
وفي أُذُنِ الجَهولِ يضيعُ هَدْراً / كضَوءِ الصُّبحِ في عينِ الضَّريرِ
قضى في خَلقهِ ذو العَرشِ أمرا
قضى في خَلقهِ ذو العَرشِ أمرا / فصبراً أيُّها المحزونُ صَبْرا
لعَمرُ اللهِ إنَّ الصَّبرَ مُرٌُّ / وأكثَرُ ما أفادَ يكونُ مُرَّا
وكلُّ حَلاوةٍ طَعْمٌ شَهيٌّ / وأكثَرُها وَجَدناهُ مُضِرَّا
رماكمْ يا كِرامَ النَّاسِ سهمٌ / أصابَ فتىً سليمَ القلبِ حُرَّا
مَضَى عَجَلاً وخلَّفَ طُولَ حُزنٍ / يدومُ عليهِ في الأحياءِ دَهرا
هو الغصنُ الذي جَنَتِ المنايا / عليهِ بقصفهِ ظُلماً وغَدرا
أبَرُّ مُهذَّبٍ قولاً وفِعلاً / وأفضلُ مُخلِصٍ سرّاً وجهرا
علكيمْ بالتَّأسِّي فهو طِبٌّ / بهِ داءُ الأسَى في القلبِ يَبْرا
أقامَ الدُّودُ ينهشُ قلبَ صخرٍ / وقامت تندُبُ الخنساءُ صَخرا
فأفنَى الدَّهرُ صخراً في بِلاهُ / وراحت أدمُعُ الخنساءِ هَدْرا
لكلِّ هياكلِ الأرواحِ هَدْمٌ / ولو فَسَحتْ لها الأيَّامُ عُمرا
وعَيشُ المرءِ حُلمٌ قد تَقَضَّى / فأعقَبَ حَسْرَةً وأطالَ ذِكرا
وذاكَ طريقُنا نمشي عليهِ / إلى دارٍ وراءَ القبر أُخرَى
لعَمرُكَ إنَّهُ سفَرٌ طويلٌ / تَفانَى قيصرٌ فيهِ وكِسرَى
فطُوبَى للذي يَعتَدُّ زاداً / لهُ حتى يُصيبَ لهُ مَقرَّا
سلامُ اللهِ مِن أعلَى سَماهُ / على صَفحاتِ ذاكَ الرَّمسِ يُقرا
حَوَى بدرَ التَّمامِ وهل سمِعتُمْ / ببدرٍ أنزَلَتْهُ النَّاسُ قَبرا
سَقتْهُ مَراحِمُ الرَّحمن سُحباً / مُؤرَّخةً وغيثُ الجُود قَطْرا
وقُلتُ لها بعَشيكِ ذٌقتِ راحاً
وقُلتُ لها بعَشيكِ ذٌقتِ راحاً / فقد شاهدتُ في جَفنيكِ سُكرا
فولَّتْ وهيَ عابسةٌ وعادَتْ / فقالت لا وعيشِكَ لم أذُقْ را
فقلُتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالت / أخافُ العَتْبَ إن أبديتُ عُذرا
فقلتُ وهل لمثلي العَتبُ قالت / أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا
غزالةُ مَعشَرٍ فيها نِفارُ
غزالةُ مَعشَرٍ فيها نِفارُ / وما فيهِ على الغِزلانِ عارُ
تُبيحُ دَمَ المُحِبِّ بمُقلتَيْها / فيسلَمُ كاشحٌ ويُصابُ جارُ
لها في مُلتَقَى الحيَّيْنِ دارٌ / ولكن لا تزورُ ولا تُزارُ
مِن العَرَب الكرامِ لها أُصولٌ / ولكنْ لا ذِمامَ و لا جِوارُ
إذا عَقَدَتْ لِواءَ الحربِ يوماً / فحبَّاتُ القلوبِ لها غُبارُ
تُحدِّثُ في ربيعةَ عن كُلَيبٍ / بعزَّتِها فتسَمعُها نِزارُ
إذا عَبِثَ الدَّلالُ بمعطفَيها / تَعرَّضَ دونَ هِزتَّهِ الوَقارُ
بوَجْنتِها شَقائقُ قد تبدَّى / بحُمرتها مِن الآسِ اخضِرارُ
فتلكَ شَقائقُ النُّعمانِ ليستْ / بِهنَّ يدٌ ولا عينٌ تُدارُ
تُرينا الجمرَ في خدٍّ أسيلٍ / ومن لَحظاتها تُسبَى الجِمارُ
كتابٌ مثلُ مِصباحٍ صغيرُ
كتابٌ مثلُ مِصباحٍ صغيرُ / يُضئُ بنورِهِ البيتُ الكبيرُ
سَوادٌ في بياضِ الطِّرسِ منهُ / بَياضٌ في سَوادِ الجهلِ نُورُ
حَوَى في طيِّهِ لفظاً قليلاً / ولكن تحتهُ مَعنىً كثيرُ
لقد جَمَعَ العَرُوضَ معَ القوافي / على وَجْهٍ تناوُلُهُ يسيرُ
فحيَّا اللهُ واضِعَهُ وزِيدَتْ / لهُ عمَّا أفادَ بهِ الأُجورُ
يحقُّ لكلِّ تلميذٍ ثناءٌ / عليهِ يَسوقُهُ قلبٌ شكُورُ
مَضَى مَن كانَ أذكَى مِن إياسٍ
مَضَى مَن كانَ أذكَى مِن إياسٍ / بحكمتِهِ وأشعَرَ مِن زُهَيرِ
فقُلْ يا اُبنَ الكَرامةِ قِرَّ عيناً / لبُطرسَ أرِّخوهُ خِتامُ خَيرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025