المجموع : 9
حاشا لِمِثْلِكَ أنْ يَفُكَّ أسِيرا
حاشا لِمِثْلِكَ أنْ يَفُكَّ أسِيرا / أوْ أنْ يَكُونَ مِنَ الزَّمان مُجيرا
لَبِسَتْ قَوَافي الشِّعرِ فِيكَ مَدارعاً / سُوداً وَصَكَّتْ أَوْجُهاً وَصُدورا
هَلَّا عَطَفْتَ بِرَحْمَةٍ لَمَّا دعَتْ / وَيلاً عَلَيْكَ مَدائِحي وَثُبُورا
لوْ أنَّ لؤمَكَ عَادَ جُوداً عُشْرُهُ / ما كانَ عِنْدَكَ حاتِمٌ مَذْكورا
نُجُومٌ في المَفارِقِ ما تَغُورُ
نُجُومٌ في المَفارِقِ ما تَغُورُ / ولا يَجري بِها فَلَكٌ يَدُورُ
كأنَّ سَوادَ لِمَّتهِ ظَلامٌ / أغارَ مِنَ المَشيبِ عَليْهِ نُورُ
أَلا إِنَّ القَتيرَ وَعيدُ صِدْقٍ / لنَا لو كَانَ يَزْجُرُنا القَتيرُ
نَذيرُ المَوْتِ أَرْسَلَهُ إليْنا / فَكَذَّبْنا بِما جاءَ النَّذيرُ
وقُلْنا لِلنفُوسِ لعلَّ عُمراً / يَطُولُ بِنا وَأَطْوَلُهُ قَصيرُ
مَتى كذبتْ مَواعِدُها وخانَتْ / فَأوَّلُها وَآخِرُها غُرورُ
لقد كادَ السُّلوُّ يُميتُ شَوقِي / وَلكنْ قَلَّما فُطِمَ الكَبيرُ
كأنِّي لم أَرُقْ بَلْ لم تَرُقني / شُمُوسٌ في الأكِلةِ أو بُدُورُ
ولَمْ ألقَ المُنَى في ظلِّ لَهْوٍ / بِأَقمارٍ سَحَائِبُها السّتُورُ
سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ
سَبيلُ الحبِّ أوَّلُهُ اغْترارُ / وآخِرُهُ هُمومٌ وَادِّكارُ
وَتَلْقى العَاشِقينَ لَهُمْ جُسومٌ / بَراها الشَّوقُ لو نُفِخُوا لطاروا
غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ
غزالٌ زانَهُ الحَوَرُ / وساعَدَ طَرفَهُ القَدَرُ
يُريكَ إذا بَدا وجْهاً / حَكاهُ الشَّمْسُ والقَمَرُ
بَراهُ اللَّهُ مِنْ نُورٍ / فَلا جِنٌّ ولا بَشَرُ
فَذاكَ الهمُّ لا طلَلٌ / وقَفْتَ عَلَيْهِ تَعْتَبِرُ
أهاجَكَ مَنْزِلٌ أقوى / وَغَيَّرَ آيَهُ الغِيَرُ
ورادعةٍ بأنفاسِ العبيرِ
ورادعةٍ بأنفاسِ العبيرِ / مُقنّعةِ المفارقِ بالقتيرِ
جَلتْها الكاسُ فاطَّلعتْ علينا / طُلوعَ البِكر في حُللِ الحريرِ
كأنَّ كؤوسَها يحملْنَ منها / شموساً ألبِستْ خِلعَ البُدورِ
كأنَّ مزاجَها لمّا تجلَّتْ / بصحنِ زُجاجها نارٌ بنورِ
كأنَّ أديمَها ذهبٌ عليهِ / أكاليلٌ منَ الدُّرِّ النَّثيرِ
إليكَ فَررتَ من لحظاتِ عينٍ
إليكَ فَررتَ من لحظاتِ عينٍ / خلعتَ بها القلوبَ من الصُّدورِ
تسيلُ معَ الدموعِ جفونُ عيني / كما سالَ الفؤادُ معَ الزَّفيرِ
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذاري
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذاري / وهل ليلٌ يكونُ بلا نهارِ
وَأَلبَسَني النُّهى ثَوباً جَديداً / وجَرَّدَني مِنَ الثَّوْبِ المُعارِ
شَربتُ سَوادَ ذا بِبَياضِ هذا / فَبَدَّلتُ العِمامةَ بالخِمارِ
وما بِعْتُ الهَوى بَيعاً بِشَرطٍ / وَلا اسْتَثْنَيْتُ فيهِ بِالخِيارِ
أتَلهو بَينَ باطِيةٍ وَزيرِ
أتَلهو بَينَ باطِيةٍ وَزيرِ / وأنتَ مِنَ الهلاكِ على شفيرِ
فيا مَنْ غَرَّهُ أَمَلٌ طويلٌ / يُؤَدِّيهِ إلى أجَلٍ قَصيرِ
أَتَفْرحُ والمَنِيَّةُ كُلَّ يَوْمٍ / تُريكَ مَكانَ قَبرِكَ في القُبورِ
هِيَ الدُّنيا وَإنْ سَرَّتْكَ يَوْماً / فَإنَّ الحُزْنَ عَاقِبَةُ الغُّرورِ
سَتُسْلبُ كُل ما جَمَّعْتَ مِنْها / بِعارِيةٍ تُرَدُّ إلى المُعيرِ
وتَعتاضُ اليقينَ مِنَ التَّظَنِّي / ودارَ الحقِّ مِنْ دارِ الغرورِ
وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا
وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا / ذُكورَ الهِنْدِ في أيْدي ذُكورِ
لوامِعُ يُبْصِرُ الأعْمَى سَناها / وَيَعْمَى دُونَها طَرْفُ البَصيرِ
وخافِقَةِ الذَّوائِبِ قَدْ أَنافتْ / عَلى حَمْراءَ ذاتِ شباً طَريرِ
تحومُ حَوْلَها عُقبانُ مَوْتٍ / تَخَطَّفَتِ القُلوبَ منَ الصُّدُورِ
بيومٍ راحَ في سِرْبالِ ليلٍ / فَما عُرفَ الأصيلُ منَ البُكورِ
وَعَيْنُ الشَّمْس تَرْنُو في قَتامٍ / رُنُوَّ البِكرِ ما بَينَ السُّتورِ
فَكم قصَّرْتَ منْ عُمْرٍ طويلٍ / بهِ وأطلْتَ مِنْ عُمرٍ قَصيرِ