المجموع : 3
صفا كدر الشريعة واستقرا
صفا كدر الشريعة واستقرا / وأيد أمرها بك واستمرا
لئن أحيا سميك فرد ميت / فقد أحييت بالإسلام مصرا
أمالي من عذولكم عذير
أمالي من عذولكم عذير / ولا من جور صدكم مجير
علقت بغادر يهتز عطفاً / وردفاً مثلما اهتز الغدير
غرير ساعدتني في هواه / ليال شاقها من غزير
يجدد عهدها زفرات وجد / هي الجمرات قيل لها زفير
إذا صعدت من الأنفاس نار / فحد مطارها حد مطير
وكم حمي النسيم بنار وجدي / وقد بردت حلي بل ثغور
وشقت عن ودائعهن وهناً / خدور أشرقت منها بدور
ومالت فوق أرداف قدود / وجالت فوق أجياد شعور
ولما راقنا حسن أغرنا / عليه وكان ما كره الغيور
مجاج لا يدور به زجاج / ولكن الثغور هي المدير
هفا أرج الجمان على ثغور / إذا فاهت تأرَّجت الخمور
ولما هزنا طرب وأنس / وبان على أسرتنا السرور
نظمنا في ضياء الدين شعراً / على صفحاته للصدق نور
نشرفه بذكر علاك فيه / كما شرفت بقومك شهرزور
ونعلم أن مدحاً لم يقيد / به إحسانكم كذب وزور
وأم المكرمات لمن عداكم / من الأولاد مقلاة نزور
بكل قرارة للدين منكم / وللدنيا عميد أو وزير
تملك قاسم ودي وحمدي / بأخرق هي الروض النضير
فكم غناكم قلم وسيف / فأطربكم صليل أو صرير
وقل الناصرون بأرض مصر / فكان وداده نهم النصير
وتابع بره نحوي ولكن / كما يتتابع النوء المطير
رآني والعيون بها تعام / ومات الأعمى سواء والبصير
فكم كرم وإكرام وبشر / كأن طلوع طلعتها بشير
منايح بل مدائح ليس منا / جميعاً فيهما من يستعير
جميل من ندى وجميل ذكر / قليل أن يرى لهما نظير
فضائل من فضائلك استمدت / كما فاضت على الخلج البحور
من الفقر التي تبني المعالي / ويستغني بها الحسب الفقير
شكرت بها ودادك وهو شكر / يزورك بعد أوله أخير
فلا تسأل بجود يديه غيري
فلا تسأل بجود يديه غيري / فإنك قد سقطت على الخبير
هو الركن الذي أسندت ظهري / إليه فكان أقوى من ثبير
ولست أخاف أيامي ونجم / مجيري في زمان بني المجير
حملت على نداه ثقيل همي / فقام به وخفف عن ضميري