قَطَعتُ شَبيبَتي وأَضَعتُ عُمري
قَطَعتُ شَبيبَتي وأَضَعتُ عُمري / وقد أَتعَبتُ في الهَذَيانِ فكري
وما لي أجرةٌ فيه ولا لي / إذا ما متُّ يوما بَعضُ أجر
قرأتُ النحوَ تبياناً وفَهماً / إلى أن كُعتُ منه وضاق صدري
فما استنبَطتُ منه سوى محال / يُحَال بِه على زَيدٍ وعَمرِو
فكان النصب فيه عليَّ نصباً / وكان الرفَّعُ فيه لغير قدري
وكان الخفضُ فيه جلَّ حَظِّى / وكان الجزم فيه لقطع ذكري
وفي علمِ العَرُوض دخلتُ جَهلا / وعُمتُ بخفَّتي في كلِّ بَحرٍ
فأذكرَني به التفعيلُ بَيتاً / تضمَّنَ نصفَهُ الشَيخُ المَعَرِّى
مُفَاعَلُّن مُفَاعَلَتُن فعُولن / حَديثُ خُرَافةٍ يا أمَّ عَمرو
وكم يومٍ بِبَيعِ اللَّحمِ عندي / يُعَدُّ من البَوَارِ بأَلفِ شَهرِ
ولما أن غَدَا لا بَيعَ فيه / مع الميزان أشبَهَ يَومَ حَشرِ
ودُكَّاني جَهَنَّمُ إذ زُبُونيَّ / زَبَانِيَةٌ بهم تعذيبُ سرِّى
وفيها زَفرَةٌ من غير لَحمِ / وقد وُضِعَت سلاسلُها بنَحري
وقد طال العذابُ عليَّ فيها / لمَا قَدَّمتُ من بَخسِ ووِزرِ
فإن لام الغدول أقول دعني / أنا في ضيعة في وسطِ عُمرِي
وعَمِّي قد غَدَا غَمِّي وأمسَى / يحطُّ ببخلِهِ قدري وقَدرِي
وإِنَّ الشِّعرَ دون عُلاهُ قَدراً / ولا سيَما إذا ما كان شعري
لأني ما قرأتُ لهُ صحاحاً / ولا نحوا على الشيخ ابن بَرِّي
وقد شاركتُ في لُغَةٍ ونحو / بلا علمٍ وشاعَ بذاك ذِكري
وعيشك لستُ أَدري ما طَحَاها / وقد أَقرَرتُ أني لستُ أدري
وذا خبري ولو كشَّفت عني / لصغَّرَهُ بعلم الجهل خُبرى
كأني مثلُ بعض الناس لما / تعلَّم آيتين فصار مُقرِى