المجموع : 3
سَمَوتَ إلى العُلى شرفاً وفخراً
سَمَوتَ إلى العُلى شرفاً وفخراً / وطلتَ على السهى عزّاً وقَدرا
وَضوءُ جبينك الوضّاح لمّا / تجلّى للورى خِلناهُ بَدرا
أَبا بدري نلتَ مقامَ عزٍّ / لحقّاً أنتَ فيه اليوم أحرى
حللتَ بمنصبٍ سام منيع / وقلّدك المُهيمن منه أمرا
بكفّك صارَ مفتاح لباب / على تَقبيلها الأملاك تَترى
وَتَهوى الزائرون لها خضوعاً / لكي منها تنال مُنىً وأجرا
أسادن روضة العبّاس يا من / شَهِدنا منهُ أخلاقاً وبشرا
ويا مَن بِالمَكارمِ قد تردّى / وشدّ بحزمهِ للمجدِ أزرا
وعمَّ نوالهُ العافين بذلاً / بكفٍّ فاضَ منه الجود بَحرا
وقامَ مقامَ والدهِ وأدّى / لما قد رامهَ سِرّاً وجَهرا
فَليتَ المُرتضى الزاكي يراهُ / بِمسندهِ العليّ قد اِستقرّا
لعادَ بهِ قريرَ العين بشراً / وشاهدهُ ومنه القلب سُرّا
نَعم هو شبلهُ وإليه ينمى / كذلكَ يخلف الأسدُ الهزبرا
تحيّر في معانيه بَياني / فلستُ أحيطُ فيها اليوم خُبرا
مَناقبهُ نجوم ليس تُحصى / ولَم أَسطع لها عدّاً وحَصرا
مقاليدُ السدانة في يديهِ / كفاكَ بذاك دون الناسِ فَخرا
بوجهِ محمّد الحسن اِستنارت / مَرابع أنّها زهواً وزهراً
فدامَ له البقا طول الليالي / له تُهدي الورى حَمداً وشُكرا
شباب الطفِّ قَد نَشَرَت لِواها
شباب الطفِّ قَد نَشَرَت لِواها / لِرزءُ أبي الرِضا موسى بن جعفَر
تجدّد رزؤهُ في كلّ عامٍ / وَتَقصدهُ لكي في الحشر تُؤجَر
قَدِمتَ فزادَ فيك القلب بشراً
قَدِمتَ فزادَ فيك القلب بشراً / وَعُدت مُرافقاً عزّاً ونصرا
أَبا قيس قصَدتَ ديارَ مصر / فَها أنا ذا أهنّي فيك مصرا
ربوع النيل هذا خير شهمٍ / عَلا لِسما العلى شرفاً وقَدرا
رِجال النيل إن كرّمتموه / فأهلُ الفضلِ بالتكريم أحرى
هو المنعوتُ طاهر مَن تجلّى / بأُفقِ المَكرُمات ولاحَ بدرا
غداة سَرى يُريح النفسَ قُلنا / فَسُبحان الّذي بعُلاه أسرى
ومنهُ شاهَدَت لبنان خلقاً / كَريماً طيّباً سرّاً وجهرا
رَأَتهُ لابساً للعزّ برداً / عليهِ منَ المَهابة شدّ أزرا
تربّى في حجورِ العلم طفلاً / وأُرضع مِن ثديّ الفخر درّا
إذا ما غِبتَ أيّاماً لأمرٍ / فَما نَسِيَت لكَ الأحبابُ ذِكرا
وحبّكَ ساكنٌ في كلِّ قلبٍ / وقَد تَخِذ القلوبَ له مَقرّا
فمصر أبصرَت منهُ جَمالاً / وأبهى غرّة بالعزّ غرّا
فأَرضُ الطفّ فيه اليوم تزهو / غداةَ بِها على الدستِ اِستقرّا
وَمِن قوتِ القلوبِ رأى اِحتفاء / وَتكريماً وتعظيماً وقَدرا
إذا أبصرتَ طَلعتهُ تَراها / تشقّ لأعينِ النظّار فَخرا
نَحى مصراً فحلّ بها عزيزاً / وَفيه أصبحت تفترّ ثَغرا
مَناقبهُ الجليلة حينَ تُتلى / أضاءَت أنجُماً في الأفقِ زهرا
فَلستُ أحيطه نَعتاً ووصفاً / وَمنّي اللبّ فيه حارَ فِكرا
وأعداهُ إذا ما قابلتهُ / رَأتهُ ضَيغماً ليثاً هِزَبرا
فيوم قُدومك الميمون عيدٌ / وَلَم نرَ قبله عيداً وفِطرا
فيا حلفَ السعادةِ عِش سَعيداً / عليكَ نَسائم الإقبالِ تَترى
وفي ظلِّ الكريمِ رَعاه ربّي / وأبقاهُ لكلِّ العربِ ذُخرا
وَدام لنا إداريّاً غيوراً / وفيهِ الشعبُ فازَ وعاشَ حُرّا
عليَّ القدرِ شهم مَن أطاعت / أوامره الورى برّاً وبَحرا