القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَتاهية الكل
المجموع : 6
طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ
طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ / فَلَم أَرَ لي بِأَرضٍ مُستَقَرّا
أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني / وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا
أَلا يا نَفسُ ما أَرجو بِدارِ
أَلا يا نَفسُ ما أَرجو بِدارِ / أَرى مَن حَلَّها قَلِقَ القَرارِ
بِدارِ إِنَّما اللَذّاتُ فيها / مُعَلَّقَةٌ بِأَيّامٍ قِصارِ
نَرى الأَموالَ أَرباباً عَلَينا / وَما هِيَ بَينَنا إِلّا عِوارِ
كَأَنّي قَد أَخَذتُ مِنَ المَنايا / أَماناً في رَواحي وَاِبتِكاري
إِذا ما المَرءُ لَم يَقنَع بِعَيشٍ / تَقَنَّعَ بِالمَذَلَّةِ وَالصِغارِ
لِأَمرٍ ما خُلِقتَ فَما الغُرورُ
لِأَمرٍ ما خُلِقتَ فَما الغُرورُ / لِأَمرٍ ما تُحَثُّ بِكَ الشُهورُ
أَلَستَ تَرى الخُطوبَ لَها رَواحٌ / عَلَيكَ بِصَرفِها وَلَها بُكورُ
أَتَدري ما يَنوبُكَ في اللَيالي / وَمَركَبُكَ الجَموحُ بِكَ العَثورُ
كَأَنَّكَ لا تَرى في كُلِّ وَجهٍ / رَحى الحَدَثانِ دائِرَةً تَدورُ
أَلا تَأتي القُبورَ صَباحَ يَومٍ / فَتَسمَعَ ما تُخَبِّرُكَ القُبورُ
فَإِنَّ سُكونَها حَرَكٌ يُناجي / كَأَنَّ بُطونَ غائِبِها ظُهورُ
فَيالَكَ رَقدَةً في غِبِّ كَأسٍ / لِشارِبِها بَلىً وَلَهُ نُشورُ
لَعَمرُكَ ما يَنالُ الفَضلَ إِلّا / تَقِيُّ القَلبِ مُحتَسِبٌ صَبورُ
أُخَيَّ أَما تَرى دُنياكَ داراً / تَموجُ بِأَهلِها وَلَها بُحورُ
فَلا تَنسَ الوَقارَ إِذا اِستَخَفَّ ال / حِجى حَدَثٌ يَطيشُ لَهُ الوَقورُ
وَرُبَّ مُهَرِّشٍ لَكَ في سُكونٍ / كَأَنَّ لِسانَهُ السَبُعُ العَقورُ
لِبَغيِ الناسِ بَينَهُمُ دَبيبٌ / تَضايَقُ عَن وَساوِسِهِ الصُدورُ
أُعيذُكَ أَن تُسَرَّ بِعَيشِ دارٍ / قَليلاً ما يَدومُ بِها سُرورُ
بِدارٍ ما تَزالُ لِساكِنِيها / تُهَتَّكُ عَن فَضائِحِها السُتورُ
أَلا إِنَّ اليَقينَ عَلَيهِ نورٌ / وَإِنَّ الشَكَّ لَيسَ عَلَيهِ نورُ
وَإِنَّ اللَهَ لا يَبقى سِواهُ / وَإِن تَكُ مُذنِباً فَهُوَ الغَفورُ
وَكَم عايَنتَ مِن مَلِكٍ عَزيزٍ / تَخَلّى الأَهلُ عَنهُ وَهُم حُضورُ
وَكَم عايَنتَ مُستَلِباً عَزيزاً / تَكَشَّفُ عَن حَلائِلِهِ الخُدورُ
وَدُمِّيَتِ الخُدودُ عَلَيهِ لَطماً / وَعُصِّبَتِ المَعاصِمُ وَالنُحورُ
أَلَم تَرَ أَنَّما الدُنيا حُطامٌ / وَأَنَّ جَميعَ ما فيها غُرورُ
أَلا يا أَيُّها البَشَرُ
أَلا يا أَيُّها البَشَرُ / لَكُم في المَوتِ مُعتَبَرُ
لِأَمرٍ ما بَني حَوّا / ءَ ما نُصِبَت لَكُم صَقَرُ
أَلَيسَ المَوتُ غايَتَنا / فَأَينَ الخَوفُ وَالحَذَرُ
رَأَيتُ المَوتَ لا يُبقي / عَلى أَحَدٍ وَلا يَذَرُ
لِحَثِّ تَقارُبِ الآجا / لِ تَجري الشَمسُ وَالقَمَرُ
تَعالى اللَهُ ماذا تَص / نَعُ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
وَما يَبقى عَلى الحَدَثا / نِ لا صِغَرٌ وَلا كِبَرُ
وَما يَنفَكُّ نَعشُ جَنا / زَةٍ يَمشي بِهِ نَفَرُ
رَأَيتُ عَساكِرَ المَوتى / فَهاجَ لِعَينِيَ العِبَرُ
مَحَلٌّ ما عَلَيهِم في / هِ أَردِيَةٌ وَلا حُجَرُ
سُقوفُ بُيوتِهِم فيما / هُناكَ الطينُ وَالمَدَرُ
عُراةً رُبَّما غابوا / وَكانوا طالَما حَضَروا
وَكانوا طالَما راحوا / إِلى اللَذّاتِ وَابتَكَروا
فَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِهِم / إِلى سَفَرٍ هُوَ السَفَرُ
وَقَد أَضحَوا بِمَنزِلَةٍ / يُرَجَّمُ دونَها الخَبَرُ
وَكانوا طالَما أَشِروا / وَكانوا طالَما بَطِروا
وَقَد خَرِبَت مَنازِلُهُم / فَلا عَينٌ وَلا أَثَرُ
تَفَكَّر أَيُّها المَغرو / رُ قَبلَ تَفوتُكَ الفِكَرُ
فَإِنَّ جَميعَ ما عَظَّم / تَ عِندَ المَوتِ مُحتَقَرُ
وَلا تَغتَرَّ بِالدُنيا / فَإِنَّ جَميعَها غَرَرُ
وَقُل لِذَوي الغُرورِ بِها / رُوَيدَكُمُ أَلا انتَظِروا
فَأَقصى غايَةِ الميعا / دِ فيما بَينَنا الحُفَرُ
كَذاكَ تَصَرُّفُ الأَيّا / مِ فيها الصَفوُ وَالكَدَرُ
هِيَ الأَيّامُ وَالعِبَرُ
هِيَ الأَيّامُ وَالعِبَرُ / وَأَمرُ اللَهِ يُنتَظَرُ
أَتَيأَسُ أَن تَرى فَرَجاً / فَأَينَ اللَهُ وَالقَدَرُ
بَكَت عَيني عَلى عيسى بنِ جَعفَر
بَكَت عَيني عَلى عيسى بنِ جَعفَر / عَفى الرَحمَنُ عَن عيسى بنِ جَعفَرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025