هل الروض القشيب أعاد زهرا
هل الروض القشيب أعاد زهرا / أم العذب الرطيب أعلَّ قطرا
أم الودق المفوف حاك بُردا / أم النوء المطرّزُ خاط طمرا
أم الورد المكمم باكرته / بروق سحابة وطفاء غرا
وهل هزَّت صباً بالغور مهدا / لطفل حواضن النوروز غيري
على عذبات أوراقٍ رقاقٍ / عقدن على الغصون الميد أزرا
مطارف للربيع مسهمات / ترفُّ نواصعا بيضا وحمرا
هل الشفق المشعشع شفّ لونا / أم الصبح استنار فشقَّ فجرا
بل الفقر الخوالد حبَّرتها / يدٌ تستخدم الأقلام ثرّى
تسوِّمها نزائع شاردات / تلفُّ أباطحاً وتجوب وعرا
كأمثال الصلال بكل شعب / نوافث بالسمام نسور سورا
طوت منها الصحائف عابقات / تعير ذوائب النسرين نشرا
فهل دارين ذات الطيب أهدت / لطائم في الطروس تفوح عطرا
عقيدَ الفضل قد فصَّلت عقدا / بعقد جمانة البحرين أزرى
تشظى رصفه فغدا شعاعا / يساقط لؤلؤً في الطرس نثرا
نطِ العقد المفصل بين قرطي / مبتلةٍ عطول الجيد عفرا
وسمت لمنحر الزوراء فيه / علاطا زان سالفةً وذفرا
لدن قد ناش دجلة منه مدٌّ / فأغرق كرخها مدّاً وجزرا
لعمري عبّ منه عباب يمّ / فأعيى ملحم الصدفين قطرا
ضربت عن المعاني العون حتى / قرعتَ حصانها تفتضُّ بكرا
يصيب البكر من عين المعاني / يراعك كلما صوّبت فكرا
هو القلم الذي في الطرس يجري / فيزري بالجارز العضب مجرى
ومتَّهم لدى الجلى أمين / تراه مبرءً طوراً وطورا
ينكِّس منه في القرطاس رأسا / ليودع مسمع الألواح سرا
كمثل الصب أنحله هواه / فباح بسره المكتوم جهرا
بنعت فضيلة كرمت نجارا / يلف لها بغيض المجد نجرا
شموس معارف ونجوم فضل / بزوراء العراق تحف بدار
فكم من منظر نضر أرتنا / جلا وجها لنا حَسنا أغرا
وكم من مبدء بهم معيد / قطوع واصل جنفا وبرا
وحلوٍ شمائل ومريم بأس / قد استحلى المكارم واستمرا
علىً تلوى لها الأعناق حفظا / فتخضع خشَّعا طوعا وقرا
فكم قد وشحت بالنثر كشحا / وكم قد قلدت بالنظم نحرا
وشعر عزّ في الآفاق حتى / إذا الشعرى العبور تصاغ شعرا
وبنت فمٍ يضوع العصر منها / فتهزء بابنة الزرجون عصرا
عجبت لمحرزٍ قصب المعالي / ولم يعثر بذيل العجب كبرا