المجموع : 4
أَدار أَحبتي حَييتِ دارا
أَدار أَحبتي حَييتِ دارا / وَلا بَرحت تَميس بِكَ العَذارى
فَكَم قَد مَرَّ لي بِكَ لَيل أُنس / عَدَدناه لِزهرته نَهارا
ليالي نَحمد الظَلماء فيها / وَنَفرَح بِالهِلال إِذا تَوارى
وَما نَحست طوالعهن لَو لَم / يَكنَّ كلَمح ناظرة قَصارا
تَزف بِها العَقار يَدا غَرير / يَزين بِحُسن أَنمله العَقارا
تَراه بِها يَدور عَلى الندامى / وَأَعيننا تَداور حَيث دارا
هَوَت مِنهُ الغَدائر حَيث شاءَت / وَماء الحُسن في خَديهِ حارا
حمى عَسل اللمى بِمفلجات / يَظن لَهيبها المشتار نارا
تَرى الأَصداغ حائِمة عَلَيهِ / وَخَوف النار يُوليها اِنكِسارا
وَدب النمل كَي يشتار مِنهُ / فَلَما أَن رَأى النار اِستَدارا
يَبل الطل مِنهُ رِياض خَد / فَتثمر للمقبل جلنارا
إِذا اِجتَرَأت لِتقطف مِنهُ كَف / حَمت أَسياف ناظِرَه الجوارا
وَقال الخال ماء الخَد جاري / أَعلّ بِهِ وَأنشقه العرارا
رِياض جاوَرت عَيناً وَخالا / وَما عرب السَواد تضيع جارا
وَبَين بُيوت ذاك الحَي بَيت / حَمته قَنا الأَجانب أَن يُزارا
بِودي لا أَحج إِلى سِواه / فَألثمه وَلَم أَرم الجمارا
تَرى بي خفة إِن أَدنو مِنهُ / كَأَن لم أَملأ النادي وَقارا
وَلَولا الحُب ما هانَت عَلَينا / مَذلتنا وَلَم نَحمل صِغارا
بِعُنق العامرية ما جنته / فَفيها عامر ظلمت نِزارا
لَقَد أَسرَت فُؤادي يَوم بانَت / سلاها كَيفَ تَصنع بِالأَسارى
أَبنت الحَيّ لاسهدتّ لَيلاً / فَصبُّك لَم يَنَم إِلا غرارا
فَها أَنا بالعزي وَلي فُؤاد / يَسير وَراء ظعنك حَيث سارا
أَلا فاملوا المزاود مِن جُفوني / وَرَوَّوا في حَوافلها العشارا
فَداؤك مُهجَتي مِن ريم أُنس / تَعلم ظبية الوَحش النفارا
تَكلِّفها التستر شانآت / وَكَيفَ تَكلف الشَمس اِستتارا
فمن خَلف الخمار تَشف نُورا / وَلَو مِن شعرها لاثَت خِمارا
وَما هيَ وَالأَزار تَنُوء فيهِ / متى ريم الفَلا سحب الإزارا
أَحبتنا ولي عَتب عَلَيكُم / بِأَحناء الضُلوع يَشب نارا
فَإِن عُدتُم فَقَد عادَت قُلوب / وَبَرّدتم لَنا غَللا حرارا
وَفزنا فيكُم فَوز المَعالي / بِوَجه تَقيها لَما اِستَنارا
حَبيب زارَنا وَهناً فَقُلنا / لَهُ أَهلاً بِمَن حَيا وَزارا
وَمِن بَعد السرار طلعت تَزهو / فَلم نُنكر لِبَدر دُجى سِرارا
فَأَمسينا بخيل كؤوس أنس / بِها نَهوى حَديثك إِن يدارا
وَقَد مالَت عَمائمنا كَأَنا / بِلفظك إِذا تحدثنا سكارى
فَيا بُشرى الغري وَساكنيه / أَتيتهم وَقَد كانوا حَيارى
فَقَدنا مِنك ذا كَرَم كَأَنا / جَهيم النَبت يَطَّلِبُ القِطارا
الست ابن الاولى عشقوا المَعالي / فَكانَت في مَعاطفهم شِعارا
وَدامَ أَبوكُم لِلدين حام / كَما يَحمي ابن منجبة ذمارا
ششكى دين النَبي لَهُ دُروساً / فَأَحيا مِن مَعالمه الدثارا
أَرى وَرد الشَرائع ساغ فيهِ / وَأَحكم مِن قَواعدها القَرارا
وَيسمعنا الجَواهر حينَ يَحكي / فَتنهبها مسامعنا نِثارا
أَيامن رامَ كسب العلم حَتّى / سَرى يَطوي المهامه وَالقفارا
انخها بِالغري فَلَست تَلقى / سِوى دار الحِمى للعلم دارا
وَخُذ علم النَبوة مِن حسين / فَجاني الدر لا يَدع البِحارا
وَلا تَرَ غَيره للعلم أَهلا / وَإِن يَك أَنجد المَسرى وَغارا
فَسَوف تَراه يَنسفها غوال / تَروق العَين نَظماً وَاِنتِثارا
تَرى ثَوب الكَمال عَلَيهِ ضاف / فَينفض حينَ يَسحبه العطارا
تَملكه بإرث مِن أَبيه / وَكانَ عَلى سِواه مستعارا
إمام فاتك لَولا النَواهي / أَقيم الحَد في يَده جِهارا
إِذا شغل العَطا يمناه أَهوَت / رِقاب الناس تَلتثم اليسارا
مقبل كَفه يَرتاح فيها / كَأَن بِها كباً رطبا ذفارا
أَخيَّ محمد وَلأَنت أَحمى / بَني الدُنيا وَاَطيبهم نِجارا
جَريت لَو أَن خَلقك وَسط جام / شَربناه وَأَهرقنا العقارا
أَتخلط بِالظرافة وَعظ نسك / فَتبكينا وَتضحكنا مِرارا
منىً لَكَ بَينَ هاتيك الخدور
منىً لَكَ بَينَ هاتيك الخدور / وَما هِيَ غَير ولدان وحور
وَلَيسَ وَراء ذاكَ السجف إِلّا / ظبيات النقا وَدمى القُصور
وَما نَزه القُصور لذي غَرام / وَإِن طابَت كاخبية الشُعور
فَفيها كُل فاتِنة لَعوب / تَميس بِقامة الغُصن النَضير
وَتبرز مِن خِلال السجف خَدا / فَتسفر عَن سَنا قَمر مُنير
الفت السهد مِن خدعات ريم / فَلا هِيَ بِالأُلوف وَلا النُفور
تُواعدني الكَثير وَاقتضيها / فَتمطلني وَتبخل بِاليسير
فَدَيتك يا فَتاة الحَي زُوري / وَإِن أَمر العَذول بِأَن تَجوري
لَقد حاربت قَومي فيك حَتّى / تَقوَّل بَعضهُم عَني بزور
فَهُم صنفان فيك مِن عَذول / يَعنف في هَواك وَمِن عَذور
ذكرت زَماننا وَالعَيش غض / يَطيب بِوصل ربات الخدور
وَفاتنة المشوق تَزور وَهنا / إِذا خاطَ الكَرى عَين الغَيور
تباكرني بِها صَهباء صرفا / وَريح الشيح ينفح بِالعَبير
وَتسكبها بِأَكواب حسان / فأَشرَب بِالكَبير وَبِالصَغير
مشعشعة بِجام مِن زُجاج / كَأَن النار توقد وَسط نُور
إِذا قامَت تَدور عَلى النَدامى / أَقول لَها أَبدئي بِي ثُم دُوري
تَخيرني المدامة أَو لماها / فَأجمع بَينهن بِلا نَكير
إِذا حَلب العَصير سئمت مِنهُ / رَشفت الذَّ مِن حَلب العَصير
لَيالي ما عَرفت البين فيها / وَلا خَطر الفراق عَلى ضَميري
وَما دول الزَمان بِباقيات / وَعَهد الدَهر أَشبَه بِالغُرور
إِذا أَعطى سُروراً لابن أنثى / سَيَعرف كَيفَ عاقبة السُرور
لَقَد أَبلَيت أَيامي اِختِباراً / فَسل إِن شئت مِن رَجُل خَبير
تَعد الناس غي المَرء رُشدا / إِذا ما كانَ ذا مال كَثير
وَكالعَشواء تَخبط في ظَلام / كَلام الحَق مِن رَجُل فَقير
فَكَيفَ أَعيش بَينَهُم ذَليلاً / وَلي شَرَف مِن الهادي البَشير
فَلا وَاللَه لا سالَمت ضيما / أَو الزبا تسالم مَع قَصير
وَلَيسَ علي هجر الذل صَعبا / وَطوع يَدي راحلتي وَكوري
سَأَفلي ناصيات البيد فيها / بِحَيث قتادها بدل الشُعور
إِذا سئلت لِأَين مَدى سَراها / أَقول لَها الا يا ناق سيري
فَفوقك لَو علمت أَخو سفار / يَروح في مراعسة المَسير
يَعد المكث في مَغناه عارا / وَتِلكَ صِفات رَبات الخدور
وَلا يَبيض وَجه المَرء حَتّى / يغير لَونَهُ لَفح الهَجير
عَسى تَلقين بَعد العسر يُسراً / وَمَن يَدري بِعاقبة الأُمور
لَعَل اللَه يسعدنا بحظ / فَنصبح عِندَ اَعتاب الأَمير
محمد اِبن عبد اللَه ينمي / إلى العَلياء بِالنسب القَصير
إِذا نَزل الأَمير بِدار جَد / زَهَت خصباً بِنائله الغَزير
ينصبها جفانا كَالجَوابي / بِجَنب الراسيات مِن القُدور
أَساحم تُشرق البَيداء فيها / وَتخصب وَهِيَ قاتلة الجزور
وَتَملأ كُل آن وَهِيَ صفر / وَتَندى وَهِيَ في وَسَط السَعير
يَكللها أَمير لَيسَ يَبغي / لعمرك مِن جَزاء أَو شَكُور
أَيا اِبن الطَيبين وَمَن تَربى / بِبَيت المَجد في أَزكى الحجور
يراع الدست مِن فَرق إِذا ما / جَليت عَلَيهِ كَالأَسد الهصور
وَحَولك مِن وُجوه بَني رَشيد / وَجُوه كَالكَواكب في السفور
وَأَنتِ الشَمس إِن طلعت بِأُفق / تَضيع سَنا الكَواكب وَالبُدور
يَخافك كُل مَلك وَهُوَ ناء / يحاط بِجَيشه الجَم الغَفير
إِذا ذكروك في ناديه كادَت / تَضعضع فيهِ أَعواد السَريى
إِذا سلَّت سُيوفك في نِزال / فَلا يَغمدن إِلا في النحور
وَإِن شرعت رِماحك في قِتال / فَلا يَركزن إِلا في الصُدور
وَعَدت العتاق فمن اناث / مَسومة لَدَيك وِمن ذُكور
نَجائب لَو سليمان رآها / رَأى بِالريح شائِبة العثور
فَتلك غدوها شهر وَلَكن / خُيولك آنها عدد الشُهور
لَها مِن لاحق نسب صراح / فجودتها مِن الجَد الكَبير
إِذا وَجهتها نَحو الأَعادي / تَرامَت مثل أَجنِحَة النُسور
فَإِن يَعطوا القياد لَكُم وَالا / فَهُم أَرزاق حائِمة النُسور
فيصبح ربعهم قفرا وَكانوا / كَما يَهوون في نعم وَدور
وَكان الرشد مِنهُم لَو أَفاقوا / بِأَن لا يَخفروا ذمم الأَمير
سَأَلت النجم عَنكَ وَقُلت صف لي / فَقالَ لَقَد سَقَطت عَلى الخَبير
لَقَد شرف الأَمير علاً وَأَربى / بِهمته عَلى الشعري العُبور
سَتحمله براق السَعد حَتّى / يَدوس برجله هام الأَثير
درت نَجد بِأَنَّ يَديك فيها / غنىً عَن كُل وَطفاء درور
نوالك طافح في كُل فَج / كَما طَفح الخضم مِن البُحور
كَأَنك قَد أَعدت أَبا عدي / لَنا قَبل القِيامة وَالنُشور
وَلَولا أَنتَ لانقضت اللَيالي / وَلَم نَسمَع لِحاتم مِن نَظير
وَتُنصف إِن حكمت فَلا تحابي / بِتقدمة الشَريف عَلى الحَقير
وَما ربُّ السَدير لَهُ اِرتِفاع / عَلى ربّ الشويهة وَالبَعير
أَقول لمبتغيك وَأَنتَ بَحر / فغضّ الطَرف إِنكَ مِن نمير
إِذا سارَ الحَجيج مشوا بأمن / بلا باغ وَلا عاد كَفور
بِحكمك لَم تنلهم كف جانٍ / كَأن البر مَضروب بِسور
فَهُم في ضل عزّك حَيث ساروا / وَلَيسَ ضلال أَمنك كَالحرور
لَقَد أَعطَتك كف السلم حَرب / وَعَتبة وَالطَوائف في الوعور
وَقَد شَهدت مَواطن اخريات / بِأَنك مطلق العاني الأَسير
أَتَت لَكَ مِن بَنات الفكر بكر / بَدَت غَراء مِن حجب الضَمير
فَيا وَيح الفَرَزدق لَو رَآها / لبان العَجز مِنهُ وَمِن جَرير
وَلو نَظر ابن أَوس قال أَيهاً / فَكَم تَرك الأَوائك للأَخير
سلمت مِن الرَدى وَنَعمت عَيشاً / وَدُمت مؤيداً أَبدا الدُهور
محمد يا أَخا ودي وَأُنسي
محمد يا أَخا ودي وَأُنسي / وَيا مَن فيهِ هَم القَلب يَسري
تَسير نَحوَكُم غرر القَوافي / فَيدلج بِالثَناء لَكُم وَيَسري
إِذا ما الممحل استجدى نداكم / تَيَقَن أن بَعد العُسرِ يُسرا
أَعدلي يا فداك أَبي وَكفر / يَمينك سبحة سَوداء يسرا
وَما تَبغي بِسودا همت فيها / وَكَم قَلبتها يُمنى وَيُسرا
شَكاتك لَيتَها اِنقَلَبَت لِناس
شَكاتك لَيتَها اِنقَلَبَت لِناس / بِمَجدك نافسوك أَبا بدور
وَمثلك واحد في الناس يفدى / مِن الإِسلام بِالجَم الغَفير