القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَعْفَر الحِلّي الكل
المجموع : 4
أَدار أَحبتي حَييتِ دارا
أَدار أَحبتي حَييتِ دارا / وَلا بَرحت تَميس بِكَ العَذارى
فَكَم قَد مَرَّ لي بِكَ لَيل أُنس / عَدَدناه لِزهرته نَهارا
ليالي نَحمد الظَلماء فيها / وَنَفرَح بِالهِلال إِذا تَوارى
وَما نَحست طوالعهن لَو لَم / يَكنَّ كلَمح ناظرة قَصارا
تَزف بِها العَقار يَدا غَرير / يَزين بِحُسن أَنمله العَقارا
تَراه بِها يَدور عَلى الندامى / وَأَعيننا تَداور حَيث دارا
هَوَت مِنهُ الغَدائر حَيث شاءَت / وَماء الحُسن في خَديهِ حارا
حمى عَسل اللمى بِمفلجات / يَظن لَهيبها المشتار نارا
تَرى الأَصداغ حائِمة عَلَيهِ / وَخَوف النار يُوليها اِنكِسارا
وَدب النمل كَي يشتار مِنهُ / فَلَما أَن رَأى النار اِستَدارا
يَبل الطل مِنهُ رِياض خَد / فَتثمر للمقبل جلنارا
إِذا اِجتَرَأت لِتقطف مِنهُ كَف / حَمت أَسياف ناظِرَه الجوارا
وَقال الخال ماء الخَد جاري / أَعلّ بِهِ وَأنشقه العرارا
رِياض جاوَرت عَيناً وَخالا / وَما عرب السَواد تضيع جارا
وَبَين بُيوت ذاك الحَي بَيت / حَمته قَنا الأَجانب أَن يُزارا
بِودي لا أَحج إِلى سِواه / فَألثمه وَلَم أَرم الجمارا
تَرى بي خفة إِن أَدنو مِنهُ / كَأَن لم أَملأ النادي وَقارا
وَلَولا الحُب ما هانَت عَلَينا / مَذلتنا وَلَم نَحمل صِغارا
بِعُنق العامرية ما جنته / فَفيها عامر ظلمت نِزارا
لَقَد أَسرَت فُؤادي يَوم بانَت / سلاها كَيفَ تَصنع بِالأَسارى
أَبنت الحَيّ لاسهدتّ لَيلاً / فَصبُّك لَم يَنَم إِلا غرارا
فَها أَنا بالعزي وَلي فُؤاد / يَسير وَراء ظعنك حَيث سارا
أَلا فاملوا المزاود مِن جُفوني / وَرَوَّوا في حَوافلها العشارا
فَداؤك مُهجَتي مِن ريم أُنس / تَعلم ظبية الوَحش النفارا
تَكلِّفها التستر شانآت / وَكَيفَ تَكلف الشَمس اِستتارا
فمن خَلف الخمار تَشف نُورا / وَلَو مِن شعرها لاثَت خِمارا
وَما هيَ وَالأَزار تَنُوء فيهِ / متى ريم الفَلا سحب الإزارا
أَحبتنا ولي عَتب عَلَيكُم / بِأَحناء الضُلوع يَشب نارا
فَإِن عُدتُم فَقَد عادَت قُلوب / وَبَرّدتم لَنا غَللا حرارا
وَفزنا فيكُم فَوز المَعالي / بِوَجه تَقيها لَما اِستَنارا
حَبيب زارَنا وَهناً فَقُلنا / لَهُ أَهلاً بِمَن حَيا وَزارا
وَمِن بَعد السرار طلعت تَزهو / فَلم نُنكر لِبَدر دُجى سِرارا
فَأَمسينا بخيل كؤوس أنس / بِها نَهوى حَديثك إِن يدارا
وَقَد مالَت عَمائمنا كَأَنا / بِلفظك إِذا تحدثنا سكارى
فَيا بُشرى الغري وَساكنيه / أَتيتهم وَقَد كانوا حَيارى
فَقَدنا مِنك ذا كَرَم كَأَنا / جَهيم النَبت يَطَّلِبُ القِطارا
الست ابن الاولى عشقوا المَعالي / فَكانَت في مَعاطفهم شِعارا
وَدامَ أَبوكُم لِلدين حام / كَما يَحمي ابن منجبة ذمارا
ششكى دين النَبي لَهُ دُروساً / فَأَحيا مِن مَعالمه الدثارا
أَرى وَرد الشَرائع ساغ فيهِ / وَأَحكم مِن قَواعدها القَرارا
وَيسمعنا الجَواهر حينَ يَحكي / فَتنهبها مسامعنا نِثارا
أَيامن رامَ كسب العلم حَتّى / سَرى يَطوي المهامه وَالقفارا
انخها بِالغري فَلَست تَلقى / سِوى دار الحِمى للعلم دارا
وَخُذ علم النَبوة مِن حسين / فَجاني الدر لا يَدع البِحارا
وَلا تَرَ غَيره للعلم أَهلا / وَإِن يَك أَنجد المَسرى وَغارا
فَسَوف تَراه يَنسفها غوال / تَروق العَين نَظماً وَاِنتِثارا
تَرى ثَوب الكَمال عَلَيهِ ضاف / فَينفض حينَ يَسحبه العطارا
تَملكه بإرث مِن أَبيه / وَكانَ عَلى سِواه مستعارا
إمام فاتك لَولا النَواهي / أَقيم الحَد في يَده جِهارا
إِذا شغل العَطا يمناه أَهوَت / رِقاب الناس تَلتثم اليسارا
مقبل كَفه يَرتاح فيها / كَأَن بِها كباً رطبا ذفارا
أَخيَّ محمد وَلأَنت أَحمى / بَني الدُنيا وَاَطيبهم نِجارا
جَريت لَو أَن خَلقك وَسط جام / شَربناه وَأَهرقنا العقارا
أَتخلط بِالظرافة وَعظ نسك / فَتبكينا وَتضحكنا مِرارا
منىً لَكَ بَينَ هاتيك الخدور
منىً لَكَ بَينَ هاتيك الخدور / وَما هِيَ غَير ولدان وحور
وَلَيسَ وَراء ذاكَ السجف إِلّا / ظبيات النقا وَدمى القُصور
وَما نَزه القُصور لذي غَرام / وَإِن طابَت كاخبية الشُعور
فَفيها كُل فاتِنة لَعوب / تَميس بِقامة الغُصن النَضير
وَتبرز مِن خِلال السجف خَدا / فَتسفر عَن سَنا قَمر مُنير
الفت السهد مِن خدعات ريم / فَلا هِيَ بِالأُلوف وَلا النُفور
تُواعدني الكَثير وَاقتضيها / فَتمطلني وَتبخل بِاليسير
فَدَيتك يا فَتاة الحَي زُوري / وَإِن أَمر العَذول بِأَن تَجوري
لَقد حاربت قَومي فيك حَتّى / تَقوَّل بَعضهُم عَني بزور
فَهُم صنفان فيك مِن عَذول / يَعنف في هَواك وَمِن عَذور
ذكرت زَماننا وَالعَيش غض / يَطيب بِوصل ربات الخدور
وَفاتنة المشوق تَزور وَهنا / إِذا خاطَ الكَرى عَين الغَيور
تباكرني بِها صَهباء صرفا / وَريح الشيح ينفح بِالعَبير
وَتسكبها بِأَكواب حسان / فأَشرَب بِالكَبير وَبِالصَغير
مشعشعة بِجام مِن زُجاج / كَأَن النار توقد وَسط نُور
إِذا قامَت تَدور عَلى النَدامى / أَقول لَها أَبدئي بِي ثُم دُوري
تَخيرني المدامة أَو لماها / فَأجمع بَينهن بِلا نَكير
إِذا حَلب العَصير سئمت مِنهُ / رَشفت الذَّ مِن حَلب العَصير
لَيالي ما عَرفت البين فيها / وَلا خَطر الفراق عَلى ضَميري
وَما دول الزَمان بِباقيات / وَعَهد الدَهر أَشبَه بِالغُرور
إِذا أَعطى سُروراً لابن أنثى / سَيَعرف كَيفَ عاقبة السُرور
لَقَد أَبلَيت أَيامي اِختِباراً / فَسل إِن شئت مِن رَجُل خَبير
تَعد الناس غي المَرء رُشدا / إِذا ما كانَ ذا مال كَثير
وَكالعَشواء تَخبط في ظَلام / كَلام الحَق مِن رَجُل فَقير
فَكَيفَ أَعيش بَينَهُم ذَليلاً / وَلي شَرَف مِن الهادي البَشير
فَلا وَاللَه لا سالَمت ضيما / أَو الزبا تسالم مَع قَصير
وَلَيسَ علي هجر الذل صَعبا / وَطوع يَدي راحلتي وَكوري
سَأَفلي ناصيات البيد فيها / بِحَيث قتادها بدل الشُعور
إِذا سئلت لِأَين مَدى سَراها / أَقول لَها الا يا ناق سيري
فَفوقك لَو علمت أَخو سفار / يَروح في مراعسة المَسير
يَعد المكث في مَغناه عارا / وَتِلكَ صِفات رَبات الخدور
وَلا يَبيض وَجه المَرء حَتّى / يغير لَونَهُ لَفح الهَجير
عَسى تَلقين بَعد العسر يُسراً / وَمَن يَدري بِعاقبة الأُمور
لَعَل اللَه يسعدنا بحظ / فَنصبح عِندَ اَعتاب الأَمير
محمد اِبن عبد اللَه ينمي / إلى العَلياء بِالنسب القَصير
إِذا نَزل الأَمير بِدار جَد / زَهَت خصباً بِنائله الغَزير
ينصبها جفانا كَالجَوابي / بِجَنب الراسيات مِن القُدور
أَساحم تُشرق البَيداء فيها / وَتخصب وَهِيَ قاتلة الجزور
وَتَملأ كُل آن وَهِيَ صفر / وَتَندى وَهِيَ في وَسَط السَعير
يَكللها أَمير لَيسَ يَبغي / لعمرك مِن جَزاء أَو شَكُور
أَيا اِبن الطَيبين وَمَن تَربى / بِبَيت المَجد في أَزكى الحجور
يراع الدست مِن فَرق إِذا ما / جَليت عَلَيهِ كَالأَسد الهصور
وَحَولك مِن وُجوه بَني رَشيد / وَجُوه كَالكَواكب في السفور
وَأَنتِ الشَمس إِن طلعت بِأُفق / تَضيع سَنا الكَواكب وَالبُدور
يَخافك كُل مَلك وَهُوَ ناء / يحاط بِجَيشه الجَم الغَفير
إِذا ذكروك في ناديه كادَت / تَضعضع فيهِ أَعواد السَريى
إِذا سلَّت سُيوفك في نِزال / فَلا يَغمدن إِلا في النحور
وَإِن شرعت رِماحك في قِتال / فَلا يَركزن إِلا في الصُدور
وَعَدت العتاق فمن اناث / مَسومة لَدَيك وِمن ذُكور
نَجائب لَو سليمان رآها / رَأى بِالريح شائِبة العثور
فَتلك غدوها شهر وَلَكن / خُيولك آنها عدد الشُهور
لَها مِن لاحق نسب صراح / فجودتها مِن الجَد الكَبير
إِذا وَجهتها نَحو الأَعادي / تَرامَت مثل أَجنِحَة النُسور
فَإِن يَعطوا القياد لَكُم وَالا / فَهُم أَرزاق حائِمة النُسور
فيصبح ربعهم قفرا وَكانوا / كَما يَهوون في نعم وَدور
وَكان الرشد مِنهُم لَو أَفاقوا / بِأَن لا يَخفروا ذمم الأَمير
سَأَلت النجم عَنكَ وَقُلت صف لي / فَقالَ لَقَد سَقَطت عَلى الخَبير
لَقَد شرف الأَمير علاً وَأَربى / بِهمته عَلى الشعري العُبور
سَتحمله براق السَعد حَتّى / يَدوس برجله هام الأَثير
درت نَجد بِأَنَّ يَديك فيها / غنىً عَن كُل وَطفاء درور
نوالك طافح في كُل فَج / كَما طَفح الخضم مِن البُحور
كَأَنك قَد أَعدت أَبا عدي / لَنا قَبل القِيامة وَالنُشور
وَلَولا أَنتَ لانقضت اللَيالي / وَلَم نَسمَع لِحاتم مِن نَظير
وَتُنصف إِن حكمت فَلا تحابي / بِتقدمة الشَريف عَلى الحَقير
وَما ربُّ السَدير لَهُ اِرتِفاع / عَلى ربّ الشويهة وَالبَعير
أَقول لمبتغيك وَأَنتَ بَحر / فغضّ الطَرف إِنكَ مِن نمير
إِذا سارَ الحَجيج مشوا بأمن / بلا باغ وَلا عاد كَفور
بِحكمك لَم تنلهم كف جانٍ / كَأن البر مَضروب بِسور
فَهُم في ضل عزّك حَيث ساروا / وَلَيسَ ضلال أَمنك كَالحرور
لَقَد أَعطَتك كف السلم حَرب / وَعَتبة وَالطَوائف في الوعور
وَقَد شَهدت مَواطن اخريات / بِأَنك مطلق العاني الأَسير
أَتَت لَكَ مِن بَنات الفكر بكر / بَدَت غَراء مِن حجب الضَمير
فَيا وَيح الفَرَزدق لَو رَآها / لبان العَجز مِنهُ وَمِن جَرير
وَلو نَظر ابن أَوس قال أَيهاً / فَكَم تَرك الأَوائك للأَخير
سلمت مِن الرَدى وَنَعمت عَيشاً / وَدُمت مؤيداً أَبدا الدُهور
محمد يا أَخا ودي وَأُنسي
محمد يا أَخا ودي وَأُنسي / وَيا مَن فيهِ هَم القَلب يَسري
تَسير نَحوَكُم غرر القَوافي / فَيدلج بِالثَناء لَكُم وَيَسري
إِذا ما الممحل استجدى نداكم / تَيَقَن أن بَعد العُسرِ يُسرا
أَعدلي يا فداك أَبي وَكفر / يَمينك سبحة سَوداء يسرا
وَما تَبغي بِسودا همت فيها / وَكَم قَلبتها يُمنى وَيُسرا
شَكاتك لَيتَها اِنقَلَبَت لِناس
شَكاتك لَيتَها اِنقَلَبَت لِناس / بِمَجدك نافسوك أَبا بدور
وَمثلك واحد في الناس يفدى / مِن الإِسلام بِالجَم الغَفير

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025