أَرادَ اليَومَ جِيرَتُكَ الغِيارا
أَرادَ اليَومَ جِيرَتُكَ الغِيارا / رَواحاً أَم أرادُوهُ اِبتِكارا
قَرِيبٌ كُلُّ ذاكَ وَإِن يَبِينُوا / يَزيدُ وَالقَلبَ صَدعاً مُستَطارا
بِقَلبي وَالنَوى أَعدى عَدُوٍّ / لَئِن لَم تُبقِ لي بِالجَلسِ جارا
بَلى أَبقَت مِنَ الجِيرانِ حَولي / أُناساً ما أُلائِمُهُم كِثارا
وَماذا كَثرَةُ الجِيرانِ مُغنٍ / إِذا ما بانَ مَن تَهوى فَسارا
أَذُودُ النَفسَ وَهِيَ تَتُوقُ شَوقاً / وَأَمنَعُها حَياءً وَاِستِتارا
كَما ذادَ المُنَهنِهُ عَن حِياضٍ / عِذابِ الماءِ صادِيَةً حِرارا
فَلَمّا أَن رَأَيتُ المُكثَ عَجزاً / وَأَنَّ عُلَيَّ في سَفَرٍ مَسارا
وَأَنَّ الحَيَّ ما عَجِلُوا بِبَينٍ / وَتَركِ بِلادِنا إِلّا ضِرارا
ثَوى جَسَدي وَشيَّعهُم فُؤادي / وَعَيني ما تَجِفُّ لَهُم غِزارا
أَكُفُّ الدَمعَ عَن خَديَّ مِنها / وَيَأبى دَمعُها إِلّا اِنحِدارا