المجموع : 9
وراءَك إن زندَك غيرُ واري
وراءَك إن زندَك غيرُ واري / ولو شقَّ الكواكبَ بالشرارِ
فما أذكيتَ نارَ اللوم لَّما / بكرتَ عليَّ بل أذكيتَ ناري
ولم يحجُب بياضَ العيشِ عَني / بياضٌ لاح يلمعُ في عِذاري
لذاك سرى إليَّ الشيبُ فيه / فلا سَقَتِ السواري كلَّ سارِ
فأنتَ تلومُني إذ لم أوقِّر / من اعتَسفَ الظلامَ إلى وقاري
رأيتُ الآنساتِ أنِسنَ حتى / تبادَرَ فابتَدرنَ إلى النِّفارِ
قبائلُ لا تزالُ إذا تنادَت / سوادُ الشعرِ فيها للشعارِ
كأنَّ الأشمطَ المحذورَ فيها / يحطُّ قراهُ من خلفِ الجدارِ
إذا أنزلتُه فعلى بناءٍ / وإن أدنيتُه فعلى حذارِ
وأهيفَ بينَ مقلته وقلبي / خَصائمُ ما خرجنَ عن السرارِ
وما يَجري على المكتومِ حكمٌ / لو ارتَفعا بحيثُ الحكم جارِ
وليسَ إلى صلاحِهما سبيلٌ / كذلك لا سبيلَ إلى اصطِباري
ونائبةٍ دنَت فدنوتُ منها / وكانَت ليسَ يعجبُها فِراري
سمعتُ اليومَ وقعَ الغيب خَلفي / وجودَ أبي محمد البِشاري
وقد لحِقا فهذا عن يَميني / يطاردُها وهذا عن يَساري
يساجلُ سحبَه جوداً بجودٍ / ويطلعُ مثلهنَّ من الغُبارِ
ولا ينفكُّ يخرِقُهنَّ خِرقٌ / أغرُّ الوَجهِ مَخضوبُ الغرارِ
خليقَتُه وراحَتهُ سواءٌ / فما تَدري الرياحُ لمن تُباري
فإن يكن استعارَ المجدَ قومٌ / وهمُّوا باحتِباسِ المستَعارِ
فإن سُيوفه في كل أرضٍ / عَوارٍ أو تردّ بها العَواري
ويُعجِبُه العلوُّ بلا تعالٍ / ويطربُ للفَخار بلا افتِخارِ
فيَفعلُ ما ادَّعَوهُ ولا تَراه / يجادلُهم عليه ولا يُماري
لقد سَعُدَت بقُربك مُقرباتٌ / إليك مقرباتٌ كلَّ جارِ
غداة لَحقتَها فقلعتَ عنها / هناك قَلعتَ عنها كلَّ عارِ
وصارَت لِلِّحاقِ مُعوَّداتٍ / وكانت قبل ذلكَ للفرارِ
سأنظمُ من سميك فيك عقداً / وأنزِلُ ما تبَقَّى للنثارِ
فربَّتما أطالَ الناسُ قَولاً / فطاوَل ذلكَ الطول اختِصاري
وإن قَرنوا به التعديد يوماً / على أحدٍ قَرنتُ به اعتِذاري
لمجدكَ ما كفاك القول فيه / ولي خبرٌ كفى الناسَ اختِباري
جزاك اللَه عن موسى وعيسى
جزاك اللَه عن موسى وعيسى / وأمةِ ذا وهذا كل خيرِ
قسمتَ الناسَ بينهما سَواءً / فما أبقيتَ للإسلام غَيري
ولستُ أقيم بعدَهم لِدينٍ / تقامُ صلاتُه بنَهيقِ عيرِ
ولاؤكَ خيرُ ما تحتَ الضمير
ولاؤكَ خيرُ ما تحتَ الضمير / وأنفسُ ما تمكَّن في الصدورِ
وها أنا بتُّ أحسِسُ منه ناراً / أمِنتُ بحرِّها نارَ السعيرِ
أبا حسنٍ تبيَّن غدرُ قومٍ / لعهد اللَه من عهد الغَديرِ
وقد قامَ النبيُّ بهم خطيباً / فدلَّ المؤمنينَ على الأميرِ
أشارَ إليه فيه بكلِّ معنىً / بَنَوهُ على مخالَفة المشيرِ
فكم من حاضرٍ فيهم بقلبٍ / يخالفُه على ذاك الحُضورِ
طَوى يومُ الغَدير لهم حقوداً / أنالَ بنَشرها يومَ الغَديرِ
فيا لك منه يوماً جرَّ قوماً / إلى يومٍ عَبوسٍ قَمطَريرِ
لأمرٍ سوَّلَتهُ لهم نُفوسٌ / وغرَّتهم به دارُ الغُرورِ
ولست من الكثير فيطمئِنُّوا / بأنَّ اللَهَ يعفو عن كثيرِ
أتاني ما طرِبتُ له سُروراً
أتاني ما طرِبتُ له سُروراً / وأنت تَجُلُّ عنه وعن سُروري
فهنَّئتُ الأمورَ بأن تناهَت / إليك ولم أهنِّكَ بالأُمورِ
ألم ترَ أنها عمِيت فضلَّت / فقادوها إلى هادٍ بَصيرِ
ولم أشعُر بها حتى استَضاءَت / فدلَّتني على نَظرِ القشوري
أكنتَ منجِّماً يا دهرُ حتى / أبَنتَ بها على ما في ضَميري
أبا الفرجِ النوائبُ قد أحاطَت / وأنتَ فنعم جارُ المُستَجيرِ
وما لي غيرُكم شغلٌ ولولا / رجاؤكم وكنتُ على المَسيرِ
بحالٍ كادَ يكشفُها مَقامي / أُراقبُ أمرَ سيِّدنا الأميرِ
بقدرتِكَ التي أمسَيتَ تُحيي
بقدرتِكَ التي أمسَيتَ تُحيي / بها للناسِ أمواتَ الأُيورِ
علامَ تُعدُّ ذا شعرٍ وإِني / أعدُّكَ بعضَ ربات الخدورِ
ومعتَرضٍ بعارضِ راحَتَيهِ
ومعتَرضٍ بعارضِ راحَتَيهِ / همي فأَصابَني وأصابَ غَيري
فصرتُ ببعضِ ما عانَيتُ منه / أظنُّ الجودَ بعضَ بَني زُهيرِ
أقول وقد سَقاه الجودُ كأساً / فطارَ بسُكرِه مع كلِّ طيرِ
لعلَّ مُحمداً يَصحُو فيَضحى / مقيماً قد تقدَّمَ كلَّ خيرِ
جزاكَ اللَهُ عن ذا النُّصحِ خَيراً
جزاكَ اللَهُ عن ذا النُّصحِ خَيراً / ولكن جاءَ في الزمنِ الأخيرِ
وقد حدَّت لي السَّبعون حداً / نهى عمَّا أمرتَ من الأمورِ
ومذ صارَت نفوسُ الناس حَولي / قِصاراً عذتُ بالأملِ القَصيرِ
وقد جاءَ القلندسُ بعد فطرٍ
وقد جاءَ القلندسُ بعد فطرٍ / وأيامي بذاكَ وذا حَيارى
رأَتني لا أعدهما احتِفالاً / فلا في المسلمينَ ولا النَّصارى
أتيتُكَ يا مقاتلُ من جفونٍ
أتيتُكَ يا مقاتلُ من جفونٍ / فقابِلني بنَصركَ مُستَجيرا
صُدودُكَ كادَ يَقتُلُني هُموماً / ووصلُكَ كادَ يقتُلُني سُرورا
أموتُ وأنتَ من أجَلِي قَريبٌ / وأنشرُ قبلَ أن ألقَى النُّشورا