القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 10
نعم هم أَعدموا حزمي وَصَبري
نعم هم أَعدموا حزمي وَصَبري / بِما أَبدوه من غَدري وَهَجري
وَمالوا وَارتضوا عَني بَديلاً / وَإِني الخَيرُ مِن أَبناء دَهري
وَإِني سدتهم شهماً فشهماً / وَذل لعزتي جبار عَصري
وَكلهم يراني ذا ابتسام / إِذا يَبكي العَدوّ لهول قَهري
وَإِني إِن عَتا فخار قَوم / يَهون بِقَهر مَولانا لذكري
فَسيفي منطقي المَسلولُ دَوماً / يَصيب مقاتل الأَعدا فَيفري
فَأَيُّ أَخي ثَباتٍ قيل يَوماً / إِذا ناديتهُ لبَّى لكرّي
وَمِن عَجب أَذلّلُ كُلَّ شَهمٍ / فَيَعرف مَوقفي وَيُجلُّ قَدري
وَيَرضى مَن أَحَب مِن البَرايا / بَديلاً بي فَيا عَجَباً لِأَمري
وَكَيفَ وَلَيسَ يُنكرني جهاراً / وَلَيسَ بِجاهلٍ مَجدي وَفَخري
وَيَعلم كَنهُ صدقي في وِدادي / وَحسن طويتي وَعَفاف سرّي
عَلى أَني أَقول وَلَيسَ بدعاً / سَتردعه التجارب بعد نذر
وَإِني لَست أَيأس مِن وِصال / يَقدّره الإِلَه وَلَستُ أَدري
فَكَم يَسرٍ أتي مِن بَعد عسر / كَما عسرٌ أَتى مِن بَعد يسر
وَإِنَّ زَمانَ أَحزاني سيمضي / كَما قَد زالَ عن أَوقات بشري
فَدَعه يَختبر غَيري زَماناً / لِيَدري هَل وَفاه دُون غَدري
سَتبدو مِن بواطنهم إِلَيهِ / بِتجربة أُمورٌ تَحتَ ستر
وَدَعهُ قَد يَكُون بكل خَير / يباعدني وَيَدنو وَقت شر
فَإِني مثل ما يَرضى صَديق / أُلاقي دُونَهُ البَلوى بِصَدري
فَلا عز سِوى ذلي لَديهِ / وَتلكَ حَقيقَتي في طُول عُمري
بَدا شَوقي لحسنك وَهو ظاهرْ
بَدا شَوقي لحسنك وَهو ظاهرْ / وَراق الأنسُ قَلبي وَالنَواظرْ
وَأَطربت التَهاني بِالتَداني / فُؤادي وَهِيَ تخطرُ لي بخاطر
فقلت أَتك شَعشعةُ الحُميّا / يَطوف بِها كحيلُ اللحظ ساحر
وَهَذا مَجلسٌ أَم رَوض أَنسٍ / وَهاتيك الأَزاهر أَم زَواهر
فَقالوا لا وَلَكنّ التَهاني / بِمَولود الأَمير لَها بَشائر
فَقُلت يَعيش شبلاً في عَرينٍ / بعزِّ أَبيه في العليا يفاخر
وَقلت مع الصَفا يا مَجد أَرّخ / قُدوم محمدٍ بالخير زاهر
بكاملِ أُنسِنا شُمِلَ السُرورُ
بكاملِ أُنسِنا شُمِلَ السُرورُ / وَفي أُفق الكَمال سمت بدورُ
وَقد وافى الأَميرَ الشَهمَ نَجلٌ / أَثيلُ المَجد في العليا أَميرُ
فنعم الشبل يا لَيث المَعالي / ستعرفه الميادِنُ وَالصُدور
وَدُم في مفرقِ الأَيام تاجاً / فَإِنك في جبين الدَهر نُور
وَخُذ فألَ السُرور بِهِ وَأَرّخ / لِأَحمَدَ يُوسفٌ خَلَفٌ نَصيرُ
شُجوني فيك باديةُ الأُوارِ
شُجوني فيك باديةُ الأُوارِ / وَحالي ظاهرٌ مهما أُواري
وَسُلطانُ الهَوى وَلاك أَمري / فَأَمرك مثلَ دَمعي فيّ جاري
كأَنّك قَد أَصَبت القَلبَ عَبداً / وَمُلِّكتَ القيادَ فما تُماري
تُأَمِّلُ من يُؤمِّلُ منكَ نيلاً / وَلا تَجهل فَأَنتَ بذاكَ داري
أَقلني يا خَليلي من صَلاحي
أَقلني يا خَليلي من صَلاحي / فَإِني غَير كَأسي لَست أَدري
فَما الدُنيا وَمَن أَضحى عَلَيها / لَديّ متى أَلذ بكأس خمري
أَلا قُم للمدامة وَالنَدامى / لنغتنم الزَمانَ وَصفوَ عمر
فَمن لي أَن يقال هم سكارى / أَضاعوا تبرهم في زقِّ تبر
فَكِلْ لي تِبرَها كيلاً رَزيناً / وَخُذ في وَصفِها من دُرِّ شعري
دَنا فَصلُ الرَبيع فقُم سَحيراً
دَنا فَصلُ الرَبيع فقُم سَحيراً / مع الندمانِ في الرَوض النَضيرِ
تَرى الأَيامَ في حللِ التَهاني / وَقَد ضحك الزُهورُ عَلى الغَدير
وَما هذا سِوى أَغصانِ دَوحٍ / وَقَد هُزَّت بنسمات السُرور
فَتخفق عِندَما تَهوي إِلَيهِ / وَتُنشدُه بِأَلسنة الطُيور
كَأن غصونَ رَوضتنا نَدامى
كَأن غصونَ رَوضتنا نَدامى / تناشدهم بِأَلسنةِ الطُيورِ
تَراهم حَيثما مالوا نشاوَى / بكاسات تَدورُ مِن السُرور
فَيملؤها الندا من دَنّ جوٍّ / وَيشربها النَسيمُ مِن الزُهور
جفون دمعها أَبداً غزيرُ
جفون دمعها أَبداً غزيرُ / وَقلبٌ يستطيرُ بهِ الزفيرُ
وَشَوقٌ دائمٌ بعدَ التَنائي / يَجورُ وَحزمُ نَفسٍ لا يُجير
عَلى أَيّ الأَحبة صرتُ أَبكي / وَمَن أَبكيهم الخلق الكَثير
فَذا وَدّعتُه وَالدَمع يَجري / وَذاكَ فقدتُه وَهوَ الظَهير
وَذا لا أَستطيع لَهُ سَبيلاً / وَذاكَ لقاؤه أَمرٌ عسير
وَزاد تَحسري تفريقُ جَمعٍ / بفرقتِه لنا افترقَ السُرور
وَأَيأسنى من الدُنيا شَبابٌ / عَلى رَغمي تَولّى لا يَحور
وَقَدماً بتّ ذا جفنٍ قَريرٍ / وَلي قَلب بِمَن يَهوى قَرير
وَقَدماً كانَ لي لعبٌ وَلَهوٌ / وَبِالأَحباب وَالدُنيا الغَرور
وَقَد كانَت بِهم تَزهى اللَيالي / وَهمٌّ غائبٌ وَهُمُ حضور
وَكُنتُ وَلَستُ أَنكرُ ما تَقضّى / عَلى الغايات لي أَمرٌ يَسير
فَكَم قصرٍ كَوُكنِ النسرِ بُعداً / سَمَوتُ لَهُ عَلى مَهلٍ أَزور
وَكَم خدرٍ كعيص اللَيث عزّاً / خلصتُ لَهُ وَما أَغنى الزَئير
وَكُلٌّ كان يَملكُه شَبابي / وَكُلٌّ حَيثُ آمره يَسير
وَللصهباء شَمسٌ كَم تَجلَّت / عَلَينا وَالمديرُ بِها يَدور
فَليلٌ حَيث نمسي في هَناءٍ / وَصبحٌ مثلما نَهوى يُنير
فَإِن بتنا شكونا قصرَ لَيلٍ / وَليلُ الوَصلِ حَيث صَفا قصير
وَإِن نصبح فرحنا وَاصطبحنا / وَتنعمنا الأَصائل فالبكور
أَرى هذا أُخَيّ وَذا حَبيبي / وَكُلٌّ بِالهَنا نَحوي يشير
أَلا يا قلبُ هان لَك التَسلّي / وَقَد ضمت جَميعَهمُ القُبور
وَقَد يا عَين جفَّ الدمعُ منا / وَما جفَّت وَلا فَنيت بحور
أَبعد تفرّدي عن كُل خلٍّ / كَأَنّ جَبينه البَدرُ السفور
وَبَعد تشتُّتِ الجَمعِ المفدّى / تُغرّرُنا من الدُنيا أُمور
دَعى يا نَفسُ ما تَدعوا الأَماني / فَإِنّ مصيرَنا ذاكَ المصير
فَلا حبٌّ يَدوم وَلا محبٌّ / وَلا ملكٌ يَعيش وَلا وزير
وَللدنيا أُمورٌ وَالبَرايا / يَهوّنُ جلَّها الرَجل البَصير
مَتى كانَ البَقاءُ إِلى فَناءٍ / وَغاياتُ المقرّ هوَ العبور
فَماذا يُبتغَى من دارِ ذلٍّ / وَغايتُها التحوّلُ فَالمرور
فَيا وَيح العُيون تَرى وَتَنأى / وَيَشغلُ ربَّها الطَيفُ الغَرير
كَأني حين أَذكرُ من تَولى / وَقَد مَضت الأداهرُ فَالعُصور
صَريعٌ لَيسَ يدرك من رماه / وَلا يُرجَى وَلَيسَ لَهُ ثَئير
فَيا لِلّه ما أَقسى فؤادي / لعمري إنه قاسٍ صبور
أَبعد أَحبةٍ يَهوى وَيَلهو / وَتُشرَبُ بَعدَ ساقيها الخُمور
وَيا لِلّه ما أَقوى عُيوني / عَلى صَبِّ الدُموع فَما تمير
أَيحسن أَن تَرى غُصناً نَضيراً / وَما فَقدت هوَ الرَوض النَضير
فَآهٍ لَو شفت آهٌ غَليلاً / وَرجعاً لو تُطاوعنا الدُهور
وَكيفَ وَلَست تدفع ما قضاه / وَلم يدفعه ما أَبدى قصير
فَدَع ما لَيسَ يُغني عَنك شَيئاً / فَإِنّ اللَه قهارٌ كَبير
وَهبك تَنال بالجدّ الثريا / فَهل بَعد العلا إِلا الدثور
وَهَل غير القُبور محطُّ رَحلٍ / وَإِن جدّت ببانيها القصور
عَلى تلكَ الوجوه وَإِن تفانَت / سَلامُ اللَه ما طلعَت بدور
وَدَمعٌ يفضحُ الأَجفانَ قانٍ / وَحزنٌ منهُ تنشقُّ الصدور
فَيا تلك الأَحبةُ كَيفَ بِنّا / أَلَيسَ البينُ ذو خطبٍ يضير
تسابقنا فجدّ بكم حَثيثٌ / وَأَبطأ بي أَنا الأَجلُ العَثير
أَلا رَجعٌ لَكُم نحوي وَإِلا / فَسيرا بي وَإِن بطل المَسير
لعمري ما نسيتُ لكم وَفاءً / وَما أَنا في بِعادكمُ صبور
وَلكنّ الأُمور لَها حدودٌ / مقدّرةٌ وَيَعلمُها القدير
جَزى اللَه التغرّبَ كلَّ سوءٍ
جَزى اللَه التغرّبَ كلَّ سوءٍ / لَقد حطّت دَواعيه بقدري
فجهّلني الجهولُ وَلا يُبالي / وَصغّرني الصَغيرُ وَلَيسَ يَدري
بلاد اللَه تقذفني كَأني / أَتيتُ جنايةً لفراق مصر
أَجوبُ جبالَها وَتردّ عَزمي / كَعنينٍ يحاولُ فتقَ بكر
أَتاكَ الدَهر مبتسمَ المحيّا
أَتاكَ الدَهر مبتسمَ المحيّا / يحيّي باليمين وباليسارِ
ففي يمناه مسك الليل يزكو / وفي يسراه كافورُ النهارِ
وهذي صرة فيها لجينٌ / وتلك حقيبةٌ مأوى نضارِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025