خَيال سعد أسعف بالمزار
خَيال سعد أسعف بالمزار / فَزار من الغوير بلا ازورار
سَرى تهديه نسمة ريح نجد / جعلت فداه من سار وَساري
سَرى من أبرق العلمين وَهنا / خَفي الشخص مأمون الاثار
ألم بمضجَعي نفظرت منه / بما ظفر الفرزدق من نوار
تنمّ به رياح المسك عرفا / وَشمس الحسن من خلف الخمار
بِنَفسي من علقت به غَراما / فبعت القلب منه بلا خيار
أَذوب صبابة وأحن وَجدا / اليه يَفيض أَجفان غزار
عَسى علم عن العلمين أوعن / وَسيمات المَحاسن من نزار
فبين البان والاثلات ربع / لظبي الانس لا ظبي الصحاري
تسفهني العَواذِل فيه جهلا / وَما عذري سوى خلق العذار
أخى سر منهجي واصبر كَصَبري / لشرب الملح أَو رعي المرار
فاني قد مشيت بكل فج / وَقاسيت الملمات الطواري
وَذقت مَرارة التَجريب حَتّى / تبينت النحاس من النضار
فخل معاشرات الناس تسلم / وَعاملهم بحلم واِصطبار
وان ضاق الخناق عليك فانزل / بسيدنا ابن سيدنا النَهاري
كَريم تعلق الآمال منه / بعز الجار مَحمود الجوار
امام قائم بالحق ساع / بنصح الخلق بحر الاعتبار
عماد المتقين وَمنتقاهم / وَقطب الدين مرتفع الفخار
هو العلم المَلىء بكل علم / هو البحر المحيط عَلى البحار
هُوَ النجم المضيء لكل سار / هُوَ القمر المنزه عَن سرار
مَلاذ مؤمل وَغياث راج / وَغاية مصلب وَغَني افتقار
وَسيف في يَمين اللَه يَقفو / بهمته طَريقة ذي الفقار
ربت في ريف رأفته البرايا / وَطيرا الجوبل وحش القفار
نما من دوحة فيها تَسامَت / فروع الدين ثابتة النحار
وَجيه لَو جه ذو كرم عَريض / وَذو صفح تَراه عَلى اِقتدار
وَشمس علاه لَيسَ لها أفول / وَزند نده في الازمات وارى
يَلوذ بجاهه من خاف ظلما / فَيَلقاه قَريب الانتصار
غمام المكرمات لكل راج / وَثملان السَكينة وَالوقار
وأسرع من يجاب له دعاء / اذا رمق السماء بلا اِفتخار
يَرى بطلائع الانوار مالا / تَراه العين سرا كالجهار
وَكل الكون دون حياط قاف / بمرأى منه متضح المنار
لَقَد شرف الوجود بنور احيا / مَوات الدين مشتهر الشعار
قَصير لوعد وافى لعهد جاوي / مَقاليد الهدى عف الازار
لدنى العلوم يجيب عنه / لسان حَقيقة الحبر الحواري
أَجبني يا فَتى عمر بن موسى / أَقلني يا محمد من عثارى
فَكَم لك من يد وَرَهين جود / وَمَولى نعمة وَعتيق نار
سمى أَبيك جارك فيكما لي / ظنون حماية وَجوار جار
فَقَوما بي وَقَولا أَنتَ منا / اذا النيران طائرة الشرار
فَكَم أَنقذتما بهداكما من / شفا جرف من النيران هارى
وان مكرت بي الاعداء ظلما / فَكونا نصرتي وَخذا بثاري
وان خفت الذنوب فبشراني / بعقبي الدار في دار القرار
وَها هي من لسان مهاجري / أَجازَ بها عَلى بعد الديار
ليلقى راحة الدارين فيها / وَيعطى الامن في اَهل ودار
وَجاد ثراكما في كل حين / غزيرات الغوادي وَالسَواري
وَباتَت كل والفة وَظلت / عَلى الحرم المعظم في قعار