ألا أَبْلِغْ قُرَيشاً أَنَّ سَلْعاً
ألا أَبْلِغْ قُرَيشاً أَنَّ سَلْعاً / وما بينَ العُرَيْضِ إلى الصِّمادِ
نَواضِحُ في الحروبِ مُدرباتٌ / وخُوصٌ ثُقِبَتْ مِنْ عَهْدِ عادِ
رَواكدُ يَزْخَرُ المُرَّارُ فيها / فَلَيْسَتْ بالجِمامِ ولا الثِّمادِ
كأَنَّ الغابَ والبَرْدِيَّ فيها / أجشُّ إذا تَبْقَّعَ للحَصَادِ
ولَم نَجْعَلْ تجارَتَنا اشتِرَاءَ الْ / حَمِيرِ لأَرْضِ دَوْسٍ أو مرادِ
بلادٌ لَمْ تُثَرْ إِلاّ لِكَيْما / نُجالدُ أن نَشَطْتُمْ للجِلادِ
أَثَرْنا سِكَّةَ الأنباط فيها / فلم تَرَ مِثْلَها جَلَهاتِ وادِ
قَصَرْنا كلَّ ذي حُضْرٍ وطُلٍّ / على الغاياتِ مُقْتَدِرٍ جَوادِ
أَجِيبُونا إلى ما نَجْتَدِيكُمْ / مِنَ القولِ المُبَيَّنِ والسَّدادِ
وإلاَّ فاصْبِرُوا لجلادِ يَوْمٍ / لَكُمْ مِنَّا إلى شَطْرِ المَذادِ
نُصَبِّحُكُمْ بكُلِّ أخي حُرُوبٍ / وكُلِّ مُطَهَّمٍ سَلِسِ القِيادِ
وكلِّ طِمِرَّةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا / تَذِفُّ ذَفيفَ صَفْراءِ الجرادِ
وكُلِّ مُقَلٍّصِ الآرابِ نَهْدٍ / تَميمِ الخَلْقِ مِنْ أُخَرٍ وهادي
خُيولٌ لا تُضاعُ إذا أُضيعَتْ / خُيولُ النّاسِ في السَّنَةِ الجَمادِ
يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغياتٍ / إذا نادَى إلى الفزعِ المُنادي
إذا قالَتْ لنا النُّذْرُ اسْتَعِدُّوا / تَوَكَّلْنا على رَبِّ العِبادِ
وَقُلنا لَنْ يُفْرِّجَ ما لَقِينا / سِوَى ضَرْبِ القوانِسِ والجِهادِ
فلَمْ تَرَ عُصْبَةً فِيمَنْ لَقِينا / مِنَ الأقوامِ من قَارٍ وَبَادي
أشَدَّ بَسَالةً مِنّا إذا ما / أَرَدْناهُ وأَلْيَنَ في الوِدادِ
إذا ما نَحْنُ أشْرَجْنَا عَلَيها / جيادَ الجُدلِ في الأُرَبِ الشِّدادِ
قَذَفْنا في السَّوَابغِ كلَّ صَقْرٍ / كريمٍ غيرِ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ
أَشَمَّ كأَنَّه أَسَدٌ عَبُوسٌ / غَداةَ نَدَى ببَطنِ الجِزعِ غادِي
يُغَشِّي هامَةَ البَطَلِ المُذَكّي / صَبِيَّ السَّيفِ مُسْتَرْخَى النّجادِ
لنُظْهِرَ دِينَكَ اللَّهمَّ إنَّا / بكفِّكَ فاهْدِنا سُبُلَ الرَّشادِ