المجموع : 6
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ / ويُخلف بارقُ السحبِ الغوادي
ويغبرُّ الشتاء ومنه يُرجى / نمو الروض أو رِيُّ الصَّوادي
وسيف الدولة الملكُ المُرَّجى / سَحوحُ الجُوْدِ مُنْهلُّ العِهادِ
يبيد نواله فقرَ المَقاوي / وحَدُّ حُسامه مُهج الأعادي
إذ افتخرت ملوك الأرض طُراً / بتعديد المساعي والأيادي
شآها عند مُعتبر المعالي / طيلُ الرمحِ واليد والنجادِ
طليقُ الوجه أغلب مزْيديٌّ / مُضيءُ النارِ مرفوعُ العِمادِ
حماهُ الصبر من وقْع الرزايا / فما يُصْمى بداهيةٍ نَآدِ
ولما أن بلاهُ الدهرُ خُبْراً / وعَجْماً في المُلمَّاتِ الشدادِ
وأبصر منه طوداً ذا هضابٍ / وقوراً لا يُزعزعُ بالعَوادِي
أذلَّ له القياد وكان صعباً / على الأحرار مُمتنعَ القِيادِ
هو الغاني ببلغته وحمْدٍ / عن النَّشب المُجمَّع والتِّلادِ
وواهبُها ألوفاً رابحاتٍ / مُكرمةً عن الوعْد المُعادِ
وباعثُها إلى الغاراتِ تهْفو / سِراعاً مثل مبثوثِ الجرادِ
فيوماً بالمشارق في مغارٍ / ويوماً بالمغارب في جِلادِ
أجلْت الخيلَ في الآفاقِ حتى / تخوَّفتِ السماءُ من الطرادِ
وباراكَ المُلوكُ فكنت منهم / مكان الشامخاتِ من الوهادِ
وكم بخلوا ومالُكَ مُستباحٌ / يظلُّ رغائباً في كل نادِ
وكم رقدوا وأنت من التَّروي / لكسبِ المجد ممتنعُ الرُّقادِ
وكم برموا وأنت رحيبُ بالٍ / تُلاقي الهولَ جذْلانَ الفؤادِ
منحتك مهجة كرُمتْ وعزَّت / ولم تكُ للنوالِ المُستفادِ
ولكني هويتُكَ للمعالي / وما أوتيتَ من شيمٍ وعادِ
وطاب تواضعي لك مثل كِبْري / على الكُبراء في وطءِ الوسادِ
ولستُ بشاعرٍ قدراً ولكن / فصيحٌ بالعُلى والمدح شادِ
أطع فيَّ العُلى وازجر رجالاً / سعوا في شأن مجدي بالفسادِ
فإنَّ الجاهلينَ بغير خُلْفٍ / لأهل الفضل مُذْ خُلِقُوا أعادِ
ولم يزل البعيدُ الشَّوف مرْمىً / لأقوال اللئام من العِبادِ
أرَوْني لينةً وسكونَ عِطْفٍ / وغَرُّوني بشيء كالوداد
وقد كمنَ الأذى والشرُّ فيهم / كُمُونَ النار في جوفِ الزِّنادِ
وقالوا أنه رجلٌ مَريرٌ / متى نُسخطهُ يأخذُ في البِعادِ
فيخلو وجه مولانا ونخلوا / عن المُتزمتين أولي السَّدادِ
ودون فراقِ سيدِ آل عوفٍ / مخاضُ النار أو خرْط القَتادِ
وما أهديته من صفو ودي / فليس مدى الزمان بمستعاد
وقالوا هبه يرفعه علينا / فكيف على خُؤلته الحِدادِ
وما رفعي بمبتدعٍ ولكن / أضَلَّ دليلهمْ طُرقَ الرشادِ
أنا الرجل المقرُّ بفخر فضلي / وهمَّتي الاصادقُ والأعادِي
وقد رفعتني الكُبراءُ قِدْماً / وأوطئْتُ المفارقَ والهَوادِي
فإن حربٌ فعمروٌ في زُبيدٍ / وإنْ نُطْقٌ فقُسٌّ في إيادٍ
ولم أمنحك هذا الرأس إلا / لترفعني على السبع الشِّدادِ
أرى المُغتاب لي منهم كعاوٍ / إلى ضرغامةٍ في الخيس عادِ
أو الساعي ليجرح حدَّ سَيْفٍ / بأنْمُلِه هذا الجهلُ بادِ
سعوا وكرُمْتَ فانقلبوا بخُسرٍ / وما ظفروا بإدراكِ المُرادِ
إذا التوفيق أعوزَ في المساعي / فليس يُفيدُ فرطُ الاجتهادِ
وكم بدروبِ بغدادٍ حديثاً / يسرُّك نشره في كل نادِ
بأنكَ قد بلغت بي الثُّريّا / وأني للترقي في ازديادِ
فكن حيث الظنون فكل كسبٍ / سوى الذكرِ الجميلِ إلى نَفادِ
تقرُّ بفضلكَ الأيامُ عيناً
تقرُّ بفضلكَ الأيامُ عيناً / وما اُوتيتَ من بأسٍ وجُودِ
فأنْتَ لها المواسِمُ والتَّهاني / واِنْ فخرتْ بموسمها السَّعيدِ
اذا صَرَّفْتها علَّمتَ فيها / بنيها واضِحَ المسْعى المجيدِ
فأقدمَ مُحجِمٌ وعَفا قَديرٌ / وفاض الجود من كفِّ الشَّديدِ
وكم قوْلٍ تَعاورهُ رجالٌ / ليُدْرَك سِرُّ معناهُ الشَّريدِ
أبانَ بهاءُ دين اللّهِ عنهُ / فأوصلَهُ إِلى فَهْمِ البَليدِ
أَبو الفضلينِ من كرمٍ وعلمٍ / واِن كَنَّوْهُ بالفضل الوحيدِ
لبَيقُ العطف بالنَّعماءِ يذكو / لسحبِ ذيولِهِ وجْهُ الصَّعيدِ
فلا زالتْ ملابسهُ دُهورٌ / تَحورُ اليه عيداً بعد عيدِ
حكيتُ المُديةَ الهيفاءَ شكْلاً
حكيتُ المُديةَ الهيفاءَ شكْلاً / وغادرَ لابسي هَزلي كجِدِّي
اذا السكِّينُ كلَّت عن جِراحٍ / جرحتُ النَّاظرين بغيرِ حَدِّ
وكنتُ أظُنُّ في أثوابِ نَصْرٍ
وكنتُ أظُنُّ في أثوابِ نَصْرٍ / فتىً فَرْداً يُحامي أو يَجودُ
فلو لا أنْ بلوْتُ خِلالَ نَصْرٍ / وتجْرِبتي على الدَّعْوى شُهودُ
بصُرتُ بأيْهَميْ سَيْلٍ وخيلٍ / اذا طَرقَ الكَتائبُ والوفودُ
يُسيلُهما مِن الجاوانِ خِرْقٌ / لَبيقُ العِطْفِ مَسْعاهُ حميدُ
رشيدٌ في الطِّعانِ اذا العَوالي / مِن العُرَواءِ ضَلَّ بها الزُّنودُ
يموتُ الفارسُ المِقْدامُ منهُ / وتأمَنهُ الغَنائمُ والطَّريدُ
ويصدقُ وعْدهُ في مُعْتَفيهِ / اذا كَذَبَ البَوارقُ والرُّعودُ
ومَنْ بَطَلٌ كعزِّ الدين ثَبْتٌ / اذا ضَعُفَ المَذاكي والحَديدُ
هو الرِّئْبالُ منْ تحتِ العَوالي / ويومَ السَّلْمِ بَسَّامٌ وَدودُ
طلَبْتَ تَغزُّلي وأبَيْتُ اِلاَّ / ثَناءكَ اِنني صَبٌّ عَميدُ
وغادرتُ الهنودَ لِهِنْداونٍ / منازلُهُ الحُوَيْزَةُ لا الغُمودُ
وفُرْقةُ ما يُعادُ عليكَ صَعْبٌ
وفُرْقةُ ما يُعادُ عليكَ صَعْبٌ / فكيفَ فِراقُ شيءٍ لا يُعادُ
بهاءَ الدين فارس كلِّ فَضْلٍ
بهاءَ الدين فارس كلِّ فَضْلٍ / وإِفْضالٍ وإقْدامٍ وجُودِ
شَددْتَ إلى المعالي شَدَّ طِرْفٍ / يُقرِّبُ حُضْرُهُ شَأوَ البَعيدِ
وأحرزت المَدى منْ غيرِ بُهْرٍ / بحَمْدِ اللّهِ والمَسْعى الحَميدِ
فأدركْتَ الذي رفعوا وشادوا / وناجَتْكَ العَزائمُ بالمَزيدِ
فجئتَ كمُطلق الحَدَّين عضْبٍ / أنيسٍ بالطُّلى دونَ الغُمودِ
نَداكَ وبأسُكَ المرْهوبُ أمَّا / قِرى الضِّيفانِ أو نصْرَ الطَّريد
فهُنِّي كلُّ شهرٍ مُسْتَجِدٍّ / بسعْدٍ منك فَضْفاضٍ جَديدِ
تَفُلُّ كَتائبَ الحَدَثانِ قَعْصاً / وطَرْداً من شَبا الجَدِّ السَّعيدِ