المجموع : 5
كتبتُ ولو قَدَرْتُ بقدر شوقي
كتبتُ ولو قَدَرْتُ بقدر شوقي / لأفنيتُ القراطِسَ والمِدادا
ولكنّي اقتصرتُ على سلامٍ / يذكّرك الولايَة والودادا
ولمَّا فاح لي نَشْرٌ ذَكِيٌّ
ولمَّا فاح لي نَشْرٌ ذَكِيٌّ / من الخَوْخ المشَّبِه بالخدودِ
ذكرتُ به ثناياها ولكن / ثناياها لها فضلُ المزيد
كأنّ الأرض مِسْكٌ أو عَبِير / إذا أومَتْ إليها بالسجود
كأن لسانها ألِفٌ ولام / فما يَقْوَى على غير الصدود
فتاة لفظها نَيْلُ الأماني / وبَرْد وصالها دارُ الخُلود
لِيَهْنِ المُلْكَ مالِكُه الجديدُ
لِيَهْنِ المُلْكَ مالِكُه الجديدُ / ووارِثُه وإن رَغِمَ الحَسودُ
أتيتَ به أبا المنصور فَرْدا / تُنِير به الليالي وهي سود
يلوح عليه منك هُدىً وفَضْل / ويظهر فيه منك حِجاً وجود
حكاك كما حكيت أباكَ شِبْها / كذاكَ الأُسْدُ أشْبُلُها الأسود
ولدتَ الشمسَ يا صبحَ المعالي / فأَنجَبَ والدٌ ونما وليدُ
فأفْنيةُ الزمان به مِلاَءٌ / وكوكبها بأسْعُده سعيد
وَليدٌ كانتِ الدنيا ترجِّي / وِلادتَه وترقُبُه السعود
تباشرت الليالي والمعالي / بمولده وجُدِّدت العُهُود
وكم رَصَدته آمالُ البرايا / حوافلَ قبلَ يُظْهِره الوجودُ
وكم هتفت به رُهُنُ الأماني / لُطْلِقها ونادته الوفود
وكم رَجَتِ الخلافةُ أن تراه / كما يرجو أحِبَّتَه العمِيد
إلى أن تَمَّ أمرُ الله فيه / ولاح السعدُ واقترب البعيد
فألقتْ حَمْلَها الدنيا تماما / به ولكّل حاملةٍ حُدُود
وأعطِيتِ الخلافة ما تمنَّتْ / به والله يفعل ما يريد
وأُطلِع بدرُها وعلا ضُحاها / وأسفر صُبْحُها ونأى الهجود
وقرّ الملك واتَّطَدَتْ بُناه / فأمكنه التزيُّد والصعود
وعزَّ الحقّ وارتفعتْ قَنَاه / وجَدّ الوعد واشتّد الوعيد
فكيف إذا نما واشتد حتى / تَتمَّ به المصادرُ والورود
وقاد الخيلَ واعتقل العوالي / وخافته التهائم والنُّجُود
وشنّ على العِدَا من كلّ فَجّ / كتائبَ لاتُحَاد ولا تحِيدُ
على قُبٍّ سوابقَ طاوياتٍ / أياطِلَها كما تُطْوَى الْبُرُودُ
فعُمِّر عُمْر باقيةِ الليالي / تواصِلُه السلامة والخلود
يُصَرف أمره قبضا وبسطا / يُشَدّ الحلّ فيه والعقود
ويُرضِي الدّينَ والدنيا جميعاً / وتُمْحَى في القلوب به الحُقُود
عزِيزِيٌّ نِزارِيٌّ مليكٌ / له الدنيا ومَن فيها عبيد
فآيات القُرَانِ له تُرَاثٌ / أبناء النبيّ له جُدُود
نَمَا بين المكارم والمعالي / فطارِفُها له وله التليد
فَهنَّاك الإله به العطايا / وإن رغَم المُعَادِي والحَقُود
وقابل نجمَك الإسعادُ فيه / وشدّ بقاءَ نُعماك المزيد
فأنت أعزُّ مَنْ مَلَك البرايا / ومن خَفَقتْ بنُصْرته البُنُود
عليك صلاة ربك ما أَضاءت / بَوارِقُ مُزْنةٍ وأخضرَّ عود
فلو كان الشباب يباع بَيْعاً
فلو كان الشباب يباع بَيْعاً / لأَعطيتُ المبايِعَ ما يريدُ
ولكنّ الشباب إذا تولَّى / على شَرَفٍ فمطلَبه بعيدُ
فمن لم يتَّرِك وقتاً لوقت / وفاز بلّذَةٍ فهوَ السعيدُ
حشَتْ بالكحْل عينيها وبانت
حشَتْ بالكحْل عينيها وبانت / غداة غدت بها العِيسُ الشدادُ
فقلت لها اكْحُلٌ وافتراق / كأنكِ لم يروِّعْكِ البَعاد
فقالت كي تحوِّلَه دموعي / فيغدو وهْو في خدّي حِداد