المجموع : 3
نَأتْ ومَزارُها صَدَدُ
نَأتْ ومَزارُها صَدَدُ / فهَل لكَ بالمَعادِ يَدُ
مَهَاةٌ مِنْ بَنِي أَسَد / فَريسَةُ لَحْظِها الأسَدُ
تَفُوتُ العَدّ قَتْلاها / وَلا دِيَةٌ ولا قَوَدُ
نَمَتْها الصيِّدُ مِنْ مُضَرٍ / وفيها البَيْتُ والعَدَدُ
ورَبّتْهَا القُصُورُ البِي / ضُ لا العَلْيَاءُ والسّنَدُ
فكَيفَ بِقَصدِها والسّم / هَرِيّةُ حَوْلَهَا قِصَدُ
وَقَدْ تَغْشَى خِلال الحَي / يِ أَحْيَاناً وإِنْ بَعُدوا
بِحَيْثُ الماءُ والأكْلا / ءُ لا يَبَسٌ ولا ثَمَدُ
فرَوْضُ الحَزْن ما انْتَجَعوا / وَفَيْضُ المُزْن ما وَرَدوا
إذا رُفِعَت مَضَارِبُهَا / فَخَطيَّاتُهم عَمَدُ
وَإنْ عُقِلَتْ رَكائِبُها / فَخَيْلُهُمُ لَهَا رَصَدُ
أتاها أنّنِي وَصِبٌ / كَمَا شَاءَ الهَوى كَمِدُ
إِذا ما النّومُ نَعَّمها / يُعَذّبُني بِها السُّهُدُ
فَما عَبَأتْ بِما ألْقى / ولا رَقّت لِما أَجِدُ
ولَوْ عُنِيَتْ بِعانيها / لَعَادَتْه كما تَعِدُ
أَهيمُ بها ولا عَذَلٌ / يُنَهْنِهُني ولا فَنَدُ
هَواها جَل في خَلَدي / فَيَا ما أُودِعَ الخَلَدُ
وَصَبْري بَانَ مُذْ بَانَتْ / فَأنَّى الصّبْرُ والجَلَدُ
وَكُنْتُ أصيحُ واكبدِي / وكَيْفَ وَلَيْسَ لي كَبِدُ
وَقالوا قَلبُها حَجَر / فقلتُ وثَغرُها بَردُ
وَمِنْ عَجَبٍ قَسَاوَتُها / وَمِلء أديمِها الغَيَدُ
سَأعْتَمِد الأميرَ وَهَل / سِوى رُحْماهُ مُعْتَمَدُ
وأَقْصُد فيهِ إسْرَافَ ال / مَدائِحِ لَسْتُ أقْتَصِدُ
عَلى عُذْرٍ بِما أُولى / مَتَى خَصَمَتْنِيَ الرَفدُ
مُصِيبٌ كلَّ مَنْ هُوَ في الث / ثَناءِ عَلَيهِ مُجْتَهِدُ
لقَد نَهَجَ السّدَادَ فكُل / لُ مَا سَلَكَ الوَرى سَدَدُ
وَفَتَّحَ للنّدَى أَبْوَا / بَهُ إذْ سُدّتِ السُّدَدُ
كأَنَّ البَحْرَ طَفّاحاً / لِبَحْرِ نَوالِهِ زَبَدُ
إمَامُ هُدىً بِهِ انْتَظَمَ ال / هُدى واسْتَوْثَقَ الرَّشَدُ
وقامَ الحَقُّ مُعْتَدِلاً / فَلا وِزْرٌ ولا أَوَدُ
سَرِيعُ البَطْشِ مَتَّئِدٌ / جَمِيعُ الفَضْلِ مُتحِدُ
لِمَنْ عادَى وَمَن وَالى / بهِ الأصْفادُ والصّفَدُ
وَقَدْرٌ حَيثُ لا سَلْع / يَقَرُّ بهِ وَلا أُحُدُ
لَهُ الأمْلاك جُنْدٌ وال / مَلائِكُ حَوْلَهُ مَدَدُ
فَلمْ يُعْتَد مُطَّرِدُ الْ / قَنا والنّصْرُ مُطَّرِدُ
ولمْ يُتَقَلَّد الصَّمْصا / مُ أو يُتَقَمَّصُ الزَّرَدُ
بِيَحْيَى المُرْتَضَى أحيا ال / إِلَهُ الخَلْقَ إِذْ هَمَدوا
تَوَلَّى نَصْرهمْ والحَرْ / بُ قَدْ قَامَتْ لَهَا القَعَدُ
وصَيَّرَهُم جَميعاً حِي / نَ أبْصَرَهُم وهُمْ بدَدُ
إلَى الفَوْزِ العَظيم دُعُوا / ولِلسَّنَنِ القَويمِ هُدُوا
وفي سُلْطانِهِ عُتِقُوا / وَلولا أمْرُهُ اعْتُبِدُوا
لُبَابٌ في الأَئِمّةِ مُن / تَقىً لِلْمُلْكِ مُنْتَقَدُ
هُمْ حَسَدُوا تَطَاوُلَه / وَقَصْرُ القَاصِرِ الحَسَدُ
مَدَاهُ يُؤَمِّلُونَ وأيْ / نَ مِن أُسْدِ الشَّرَى النَّقَدُ
عَن الإِجْمَاع قَامَ فَلَنْ / يَقُومَ لِخَرْقِهِ أَحَدُ
وفِي الأبراجِ منزِلُه / إلى أنْ بَرَّزَ الأمَدُ
أَما آثارُهُ نُخَبٌ / أَما أَعْصارُهُ جُدُدُ
وحَسْبكَ منْ صَنَائعَ في / مَصَانِعَ نُورُهَا يَقِدُ
وَفيها اليُمْن مُسْتَنِدٌ / وَفيها الحُسْن مُحْتَشِدُ
تَنَاهَبْنَ العُقُولَ كأن / نَهُنَّ عَقَائِلٌ خُرُدُ
وَيَومٍ في أبِي فِهْرٍ / يُؤَرِّخُ فَخْرَهُ الأبَدُ
تُغَذّي الرّوْحَ والرّيْحَا / نَ مِنْهُ الروحُ والجَسَدُ
أفَانِينٌ مِن النُّعْمى / إذَا مَا أصْدرَتْ تَرِدُ
وجَنّاتٌ مُزَخْرَفَةٌ / يَشُوقُ حَمَامُها الغَرِدُ
رَبيعٌ قَيْظُها الحامِي / فَلا صَخْدٌ ولا وَمَدُ
وَرَغْدٌ عَيشُها الراضي / فلا كَبَدٌ ولا نَكَدُ
جَرى العَذْبُ الفُراتُ بِها / فَما حِلُ تُربِها ثَمَدُ
وَجَرّتْ ذَيْلَهَا أرَجاً / صَبَاحاً وَهي تَتَّئِدُ
فخِلْتُ خِلالَ مَوْلانا / عَلَى أرْجَائِها تَفِدُ
بِدَوْلَتِه حَلا طَعْمُ الْ / حَياةِ فَشُرْبُها شَهدُ
ولَوْلا كَوْنُها ظهرَ ال / فَسادُ وعادَ يطَّردُ
ولا نَقْرضَ القَريضُ وآ / ضَت الآدابُ تُضْطَهدُ
وأصْبَحَ داثِراً مَغْنَا / هُ لا سَبَبٌ ولا وَتِدُ
فلا زالَتْ مُنَفّقَةً / بَنيهِ كُلّما كَسَدوا
فَما نَهَضَتْ بهِم نَهَضوا / وَما خَلَدَتْ لَهُم خَلَدوا
إلى أوْطَانِه حَنّ العَمِيدُ
إلى أوْطَانِه حَنّ العَمِيدُ / فَظَلّ كَأنّه غُصْنٌ يَمِيدُ
ومسقطَ رأسهِ ذَكَر اشْتِياقاً / فَذابَ فُؤادُهُ وهو الحَديدُ
ولَو رامَ السلُوّ أَبَتْ عَلَيه / مَعاهدُ عَهدها الماضي حَميدُ
سهونا عن مساورَةِ المنايا
سهونا عن مساورَةِ المنايا / فيا للّه من سهو العباد
وغرّتنا مساعدة الأماني / فلم نحزن على العمر المباد
وكم نادت فأسمعت الليالي / ولكن لا مصيخ إلا مناد
مجاهرَةٌ بنكرٍ دون عرفٍ / وتنديد يعاد بكلّ ناد
يطولُ تعجّبي منا حللنا / ولم نخف السيول ببطن واد
ولم أر مثلنا سفرا تباروا / إلى الغايات سيرا دون زاد