القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 20
خُمِرتَ مِنَ الخُمارِ وَذاكَ نِجسٌ
خُمِرتَ مِنَ الخُمارِ وَذاكَ نِجسٌ / وَأَمّا مِن خِمارِكَ فَهوَ سَعدُ
وَنَفسُكَ ظَبيَةٌ رَتَعَت بِقَفرٍ / يُراقِبُ أَخذَها المِغوارُ جَعدُ
وَزَينَبُ إِن أَصابَتها المَنايا / فَهِندٌ مِن وَسائِقِها وَدَعدُ
جَرَت عاداتُنا بِسُقوطِ غَيثٍ / تَدُلُّ عَلَيهِ بارِقَةٌ وَرَعدُ
شُرورُ الدَهرِ أَكثَرُ مِن بَنيهِ / فَقَبلُ سَطَت عَلى أُمَمٍ وَبَعدُ
تَعَجَّلَ مَيِّتٌ بِالهُلكِ نَقداً / فَمَرَّ وَعِندَهُ لِلبَعثِ وَعدُ
أُعِدُّ لِبَذلِكَ الإِحسانَ فَضلاً
أُعِدُّ لِبَذلِكَ الإِحسانَ فَضلاً / وَكَم مِن مَعشَرٍ بَخِلوا وَسادوا
فَجُد إِن شِئتَ مَربَحَةَ اللَيالي / فَما لِلجودِ في سوقٍ كَسادُ
أَبَيتُ المالَ بَيتٌ مِن مَقالٍ / مَتّى يُنقَص يُلَمُّ بِهِ الفَسادُ
يُحَرِّقُ نَفسَهُ الهِندِيُّ خَوفاً
يُحَرِّقُ نَفسَهُ الهِندِيُّ خَوفاً / وَيَقصُرُ دونَ ما صَنَعَ الجِهادُ
وَما فِعلَتُهُ عُبّادُ النَصارى / وَلا شَرعِيَّةٌ صَبَأوا وَهادوا
يُقَرِّبُ جَسمَهُ لِلنارِ عَمداً / وَذَلِكَ مِنهُ دينٌ وَاِجتِهادُ
وَمَوتُ المَرءِ نَومٌ طالَ جِدّاً / عَلَيهِ وَكُلُّ عيشَتِهِ سُهادُ
نُوَدَّعُ بِالصَلاةِ وَداعَ يَأسٍ / وَنُترَكُ في التُرابِ فَلا نُهادُ
أَهالُ مِنَ الثَرى وَالأَرضُ أُمٌّ / وَأُمُّكَ حِجرُها نِعَمَ المِهادُ
إِذا الرَوحُ اللَطيفَةُ زايَلَتني / فَلا هَطَلَت عَلى الرِمَمِ العِهادُ
تَفَوَّهَ دَهرُكُم عَجَباً فَأُصغوا
تَفَوَّهَ دَهرُكُم عَجَباً فَأُصغوا / إِلى ما ظَلَّ يُخبِرُ يا شُهودُ
إِذا اِفتَكَرَ الَّذينَ لَهُم عُقولٌ / رَأَوا نَبَأً يَحُقُّ لَهُ السُهودُ
غَدا أَهلُ الشَرائِعِ في اِختِلافٍ / تُقَضُّ بِهِ المَضاجِعُ وَالمُهودُ
فَقَد كَذَبَت عالى عيسى النَصارى / كَما كَذَبَت عَلى موسى اليَهودُ
وَلَم تَستَحدِثُ الأَيّامُ خُلُقاً / وَلا حالَت مِنَ الزَمَنِ العُهودُ
إِذا بَلَغَ الوَليدُ لَدَيكَ عَشراً
إِذا بَلَغَ الوَليدُ لَدَيكَ عَشراً / فَلا يَدخُل عَلى الحُرَمِ الوَليدُ
فَإِن خالَفتَني وَأَضَعتَ نُصحي / فَأَنتَ وَإِن رُزِقتَ حِجاً بَليدُ
أَلا إِنَّ النِساءَ حِبالُ غَيٍّ / بِهِنَّ يُضَيَّعُ الشَرَفُ التَليدُ
أَرى الأَيّامَ تَفعَلُ كُلَّ نُكرٍ
أَرى الأَيّامَ تَفعَلُ كُلَّ نُكرٍ / فَما أَنا في العَجائِبِ مُستَزيدُ
أَلَيسَ قُرَيشُكُم قَتَلَت حُسَيناً / وَصارَ عَلى خِلافَتِكُم يَزيدُ
تَعالى اللَهُ ما تَلقى المَطايا
تَعالى اللَهُ ما تَلقى المَطايا / مِنَ الإِنسانِ وَالدُنيا تَصيدُ
إِذا سَلِمَت فَنَصٌّ في المَوامي / فَواصَدَ ما بِهِ فَنِيَ القَصيدُ
وَما يَنفَكُّ في السَنَواتِ مِنها / حَليبٌ أَو نَحيرٌ أَو فَصيدُ
أَتُجزى الخَيرَ صَيدٌ مِن رِكابٍ / كَما تُجزى مِنَ الأَملاكِ صيدُ
أَم الإِلغاءُ يَشمَلُها فَتُضحي / كَأَنَّ سَوامَها زَرعٌ حَصيدُ
وَكَيفَ وَرَبُّها في الحُكمِ عَدلٌ / وَدُنياها لِخالِقِها وَصيدُ
قَضاءُ اللَهِ يَبتَعِثُ المَنايا
قَضاءُ اللَهِ يَبتَعِثُ المَنايا / فَيُهلِكنَ الأَساوِدَ وَالأُسودا
فَعيشا مُفضِلَينِ أَوِ اِستَميحا / وَسودا مَعشَراً أَو لا تَسودا
فَما بَهَجَ الصَديقَ الدَهرُ إِلّا / وَكَرَّ فَسَرَّ ذا الضَغنِ الحَسودا
يُسَيِّرُ بيضَهُ وَالسَودَ حَتّى / يُبيدَ بِرَغمِها بيضاً وَسودا
أُبيدُ عَلى التَناسُبِ كُلَّ يَومٍ
أُبيدُ عَلى التَناسُبِ كُلَّ يَومٍ / كَأَنّي لَم أُجِب بيداً فَبيدا
وَأَقصاني مِنَ الرُؤَساءِ كَوني / وَكَونُهُمُ لِخالِقِنا عَبيدا
صَلاتي في الظَهائِرِ لا اِصطِلائي / بِهِنَّ أَرومُ زَبداً في زَبيدا
قَضاءُ اللَهِ يُفحِمُني وَشيكاً / وَلَو كُنتُ الحُطَيئَةَ أَو لَبيدا
كَأَنَّ ذَوي التَنَعُّمِ في البَرايا / نَعامٌ راحَ يَلتَقِطُ الهَبيدا
تَعالى اللَهُ كَم مَلِكٍ مَهيبٍ
تَعالى اللَهُ كَم مَلِكٍ مَهيبٍ / تَبَدَّلَ بَعدَ قَصرٍ ضيقَ لَحدِ
أُقِرُّ بِأَنَّ لي رَبّاً قَديراً / وَلا أَلقى بَدائِعَهُ بِجَحدِ
لَو اِنّي في عِدادِ الرَملِ صَحبي / لَأَودَعتُ الثَرى وَتُرِكتُ وَحدي
بِوَحدانِيَّةِ العَلّامِ دِنّاً
بِوَحدانِيَّةِ العَلّامِ دِنّاً / فَذَرني أَقطَعُ الأَيّامَ وَحدي
سَأَلتُ عَنِ الحَقائِقِ كُلَّ يَومٍ / فَما أَلفَيتُ إِلّا حَرفَ جَحدِ
سِوى أَنّي أَزولُ بِغَيرِ شَكٍّ / فَفي أَيِّ البِلادِ يَكونُ لَحدي
أَما عَرَفَ المُقيمُ بِأَرضِ مِصرٍ
أَما عَرَفَ المُقيمُ بِأَرضِ مِصرٍ / وَميضَ بَوارِقٍ وَدَوِيَّ رَعدِ
وَرُبَّ غَمامَةٍ نَشَأَت فَزالَت / وَلَيسَ ثَرى مَحَلَّتِنا بِجَعدِ
إِذا رُزِقَ الفَتى في المَحلِ جَدّاً / رَعى ما شاءَ مِن ثَعدٍ وَمَعدِ
وَما نالَت خِلافَتَها قُرَيشُ / وَأَرغِمَ سَعدُها إِلّا بِسَعدِ
فَإِنَّ لِهَذِهِ الدُنِّيا طَريقاً / عَلَيهِ يَمُرُّ مَن قَبلي وَبَعدي
أَِذا وَعَدَتكَ خَيراً ما طَلَتهُ / وَهَل يُرجى لَها إِنجازُ وَعدِ
فَزَجِّ العَيشَ مِن صَفوٍ وَرَنقٍ / وَدَع شَجَنَيكَ مِن هِندٍ وَدَعدِ
وَلا تَجلِس إِلى أَهلِ الدَنايا / فَإِنَّ خَلائِقَ السُفَهاءِ تُعدي
أُمامَةُ كَيفَ لي بِإِمامِ صِدقٍ
أُمامَةُ كَيفَ لي بِإِمامِ صِدقٍ / وَدائي مُشرِقي فَمَتى مَعادي
فَخافي شِرَّتي وَدَعي رَجائي / فَإِنّي مِثلَ عادِ الناسِ عادِ
كَنودٌ جاءَنا مِنها كُنودٌ / وَأَعيا القَومَ سَعدٌ مِن سُعادِ
أَما لَكُم بَني الدُنِّيا عُقولٌ / تَصُدُّ عَنِ التَنافُسِ وَالتَعادي
أَسُنَّتُنا المَآلُ إِلى صَعيدٍ / فَما بالُ الأَسِنَّةِ وَالصِعادِ
وَمَن يَكُ حَظُّهُ مِنكُم دُنُوّاً / فَإِنَّ أَجَلَّ حَظّي في البُعادِ
وَقَد جَرَّبتُكُم فَوَجَدتُ جَهلاً / مُبيناً في السِباطِ وَفي الجِعادِ
أَذاةٌ مِن صَديقٍ أَو عَدوٍّ / فَبُؤسٌ لِلأَصادِقِ وَالأَعادي
وَتَغدِرُ هَذِهِ الأَيّامُ مِنّي / كَما أَغدَرنَ مِن إِرَمٍ وَعادِ
أَكُمهاً لَيسَ بَينَهُمُ بَصيرٌ
أَكُمهاً لَيسَ بَينَهُمُ بَصيرٌ / أَما لَكُم إِلى العَلياءِ هادِ
عَمَرنا الدَهرَ شُبّاناً وَشيباً / فَبُؤسٌ لِلرُقادِ وَلِلسُهادِ
وَأَوطَنّا الدِيارَ بِكُلِّ وَقتٍ / فَأَلفَينا الرَوابِيَ كَالوِهادِ
يُمَهَّدُ لِلغَنيِّ فِراشُ نَومٍ / وَقَبرٌ كانَ أَروَحَ مِن مِهادِ
إِذا اِقتَرَنَت بِجِسمِ الحَيِّ رَوحٌ / فَتِلَكَ وَذاكَ في حالَي جِهادِ
عَجِبتُ لِشارِبٍ بِزُجاجِ راحٍ
عَجِبتُ لِشارِبٍ بِزُجاجِ راحٍ / دُوَينَ العَقلِ سُدءاً مِن حَديدِ
وَلَم يَحتَج إِلى عَونٍ بِقَطرٍ / وَلَم يَكُ صاحِبَ الأَيدِ الشَديدِ
رَأى شَمسَ المُدامِ تَغورُ فيهِ / وَتَطلُعُ في ذُرى قَدَحٍ جَديدِ
مُقيماً غَيرَ ذي سَفَرٍ تَكَفّا / بِنَدمانيهِ مِن جَمِّ العَديدِ
كَذي القِرنَينِ لَكِن ضَلَّ هَذا / وَيُسَّرَ ذاكَ لِلرَأي السَديدِ
كَأَنّي كُنتُ في أَزمانِ عادٍ
كَأَنّي كُنتُ في أَزمانِ عادٍ / أُعاشِرُ آلَ قَيلٍ أَو مُرَيدِ
وَما عَفَتِ الحَوادِثُ عَن شُجاعٍ / فَتَعفو عَن عُتَيبَةَ أَو دُرَيدِ
أُريدُ الآنَ مَغفِرَةً فَإِنّي / أُراقِبُ حَتفَ مُغفِرَةٍ بِرَيدِ
وَإِنَّ صَوارِدَ الأَيّامِ تَأتي / عَلى عِقبانِها وَعَلى الصُرَيدِ
أفَوْقَ البَدْرِ يُوضَعُ لي مِهَادُ
أفَوْقَ البَدْرِ يُوضَعُ لي مِهَادُ / أمِ الجوْزاءُ تحْتَ يدِي وِسادُ
قَنِعْتُ فخِلْتُ أنّ النجْمَ دوني / وسِيّانِ التّقَنّعُ والجِهادُ
وأطْرَبَني الشّبابُ غَداةَ ولّى / فليْتَ سِنِيهِ صوْتٌ يُسْتَعادُ
وليس صِبا يُفادُ وراء شيْبٍ / بأعْوَزَ مِن أخي ثِقَةٍ يُفادُ
كأني حيثُ يَنْشا الدَّجْنُ تحتي / فها أنا لا أُطَلّ ولا أُجادُ
رُوَيْدَكَ أيّها العاوي ورائي / لتُخْبِرَني متى نَطَقَ الجَمادُ
سِفاهٌ ذادَ عنْكَ الناسَ حِلْمٌ / وَغَيٌّ فيه مَنْفَعَةٌ رَشادُ
أأخْمُلُ والنّبَاهَةُ فيّ لَفْظٌ / وأُقْتِرُ والقَناعَةُ لي عَتادُ
وألْقى الموْتَ لم تَخِدِ المَطايا / بحاجاتي ولم تَجِفِ الجِيادُ
ولو قِيل اسْألوا شَرَفاً لقُلْنا / يَعيشُ لنا الأميرُ ولا نُزادُ
شكَا فتَشكّتِ الدّنيا ومادَتْ / بأهْلِيهَا الغَوَائِرُ والنّجادُ
وأُرْعِدَتِ القنا زَمَعاً وخَوْفاً / لذلك والمُهنّدَةُ الحِدادُ
وكيفَ يَقِرّ قلْبٌ في ضُلوعٍ / وقد رَجَفَتْ لِعِلّتِهِ البِلادُ
بَنى من جَوْهَرِ العَلْياء بيْتاً / كأنّ النّيّراتِ له عِمادُ
إذا شَمسُ الضّحَى نَظَرَتْ إليه / أقَرّتْ أنّ حُلّتَها حِدادُ
فلولا اللهُ قال الناس أضْحَتْ / ثمانِيَةً به السّبْعُ الشّدادُ
أغَرُّ نَمَتْهُ من غَسّانَ غُرّ / تَدِينُ لعِزّهِمْ إرَمٌ وعادُ
بَنُو أمْلاكِ جَفْنَةَ قَرّبَتْهُمْ / إلى الرّومِ اللّجَاجَةُ والعِنادُ
أرادَتْ أن تُقِيدَهُمُ قُرَيْشٌ / وكانوا لا يُنالُ لهم قِيادُ
أقائِدَها تُغِصّ الجوّ نَقْعاً / وفوْقَ الأرضِ من عَلَقٍ جِسادُ
وقد أدْمَتْ هَوادِيَها العَوالي / وأنْضَبَها التّطَاوُلُ والطّرادُ
مُقَلَّدَةً بهاماتِ الأعادي / كما بالدُّرَ قُلّدَتِ الخِرَادُ
عليها اللابِسُونَ لكُلّ هَيْجٍ / بُرُوداً غُمْضُ لابسِها سُهادُ
كأبْوابِ الأراقِمِ مَزّقَتْها / فخَاطَتْها بأعْيُنِهَا الجَرَادُ
إليكَ طَوَى المَفاوِزَ كلُّ رَكْبٍ / سَمَا بِهمِ التّغَرّبُ والبعادُ
وإصْباحٍ فَلَيْنا اللّيلَ عنه / كما يُفْلى عن النّارِ الرّمادُ
أبلّ به الدّجى مِن كلّ سُقْمٍ / وكوْكَبُهُ مريضٌ ما يُعادُ
ولو طَلَعَ الصّباحُ لفُكّ عنه / مِن الظّلْماءِ غُلُّ أو صِفادُ
تَلوذُ بنا القَطا مُسْتَجْدِياتٍ / لِما ضَمِنتْ من الماء المَزادُ
يَكَدْنَ يَرِدْنَ من حدَق المَطايا / مَوَارِدَ ماؤها أبَداً ثِمادُ
فكَمْ جاوَزْنَ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ / وسائِرُ نُطْقِنا هِيدٌ وهادُ
ومِنْ غَلَلٍ تَحِيدُ الرّيحُ عنه / مَخافَةَ أنْ يُمَزّقَها القَتادُ
وكُنّ يَرَيْنَ نارَ الزّنْدِ فيه / فلم يُبْصِرْنَ إذ وَرَتِ الزّنادُ
لو أنّ بَيَاضَ عَيْنِ المَرْءِ صُبْحٌ / هُنالِك ما أضاء به السّوادُ
وأرضٍ بِتُّ أقْري الوَحشَ زادي / بها ليَثُوبَ لي مِنْهُنّ زادُ
فأُطْعِمُها لأجْعَلَها طَعامي / ورُبّ قَطيعَةٍ جَلَبَ الوِدادُ
ترَكْتُ بها الرّقادَ وزُرْتُ أرضاً / يُحاذِرُ أن يُلِمّ بها الرّقادُ
رأيْتُكَ ساخِطاً ما جاء عَفواً / ولو جادَتْكَ بالذهَبِ العِهادُ
فما تَعْتَدّ مالاً غيرَ مالٍ / حَبَاكَ به طِعانٌ أو جِلادُ
وتُنْفِدُ كلّ وَفْرٍ حُزْتَ قَسْراً / لعِلْمِكَ أنّ آخِرَهُ نَفادُ
ألِفْتَ الحَرْبَ حتى قال قَوْمٌ / أمَا لصَلاحِ بينكُما فسادُ
تموتُ الدّرْعُ دونَكَ حَتْفَ أنْفٍ / ويَبْلى فوْقَ عاتِقِكَ النّجادُ
ركِبْتَ العاصِفاتِ فما تُجارَى / وسُدْتَ العالَمِينَ فما تُسادُ
متى أرْمِ السُّهَى لكَ أنْتَظِمْهُ / كأنّ هَواكَ في سَهْمي سَدادُ
تَذُودُ عُلاكَ شُرّادَ المَعاني / إليّ فمَنْ زُهَيرٌ أو زِيادُ
إذا ما صِدْتُها قالت رِجالٌ / ألمْ تكُنِ الكواكبُ لا تُصادُ
مِنَ اللاّتي أمَدّ بِهِنّ طَبْعٌ / وهَذّبَهُنّ فِكْرٌ وانْتِقادُ
ولولا فَرْطُ حُبّكَ ما ازْدهاني / إلى المَدْحِ الطّريفُ ولا التّلادُ
تُوَرّي عنكَ أَلْسِنَةُ اللّيالي / كأنّكَ في ضمائِرهَا اعتِقادُ
فإنْ يكُنِ الزّمان يريدُ مَعْنى / فإنّكَ ذلكَ المَعْنى المُرادُ
يَكادُ مُحَيَّنٌ لاقى المَنايا / بسَيْفِكَ لا يكونُ له مَعادُ
متى نزل السماك فحل مهداً
متى نزل السماك فحل مهداً / تغذيه بدرتها الثديّ
أهل بصوته فأهل شكراً / به الأقوام وافتخر النديّ
بيوم قدومه وجبت علينا النْ / نُذور وسيق للبيت الهديّ
كني محمدٍ نسبي مفيدي / ودادك والهوى أمر بديّ
وسر المجد مولود كريم / أبان وفوده خبر جلي
علوُّ زائد بأبي علي / أتاك بفضله الله العليّ
بنو الفهم الذين بنى علاهم / أبو الفهم الهمام الهبرزي
كأن ضيوفهم والنار تذكى / لهم بتوقد الشعرى صلي
سموا في الجاهلية بالمعالي / وزادوا بعدما بعث النبي
فعاش محمد عمرَ الثريا / فإن ثرى الكرام به ثريّ
وبلّغ فيه والده أموراً / عدوهما بها شرق رديّ
هناء من غريبٍ أو قريبٍ / كلا وصفيه حق لا فريّ
ولولا ما تكلفنا الليالي / لطال القول واتصل الرويّ
ولكن القريض له مغانٍ / وأَولاها به الفكر الحليّ
إذا نأت العراق بنا المطايا / فلا كنا ولا كان المطيّ
على الدنيا السلام فما حياة / إذا فارقتكم إلا نعيّ
وشيدوا بيت مكرمةٍ وعزٍّ / له بمحمدٍ معنًى خبيّ
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا / فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا
وما نَهْنَهَتُ عن طَلَبٍ ولكِنْ / هيَ الأيّامُ لا تُعْطي قِيادا
فلا تَلُمِ السّوابِقَ والمَطايا / إذا غَرَضٌ من الأغراضِ حادا
لعَلّكَ أنْ تَشُنّ بها مَغاراً / فتُنْجِحَ أو تُجَشّمَها طِرادا
مُقارِعَةً أحِجّتَها العَوالي / مُجَنّبَةً نَواظِرَها الرّقادا
نَلومُ على تَبلّدِها قُلوباً / تُكابِدُ من مَعيشَتِها جِهادا
إذا ما النّارُ لم تُطْعَمْ ضِراماً / فأوْشِكْ أنْ تَمُرَّ بها رَمادا
فظُنّ بسائِرِ الإخْوانِ شَرّاً / ولا تأمَنْ على سِرٍّ فُؤادا
فلو خَبَرَتْهُمُ الجَوزاءُ خُبْري / لَما طَلَعَتْ مَخافَةَ أن تُكادا
تَجَنّبْتُ الأنامَ فلا أُواخي / وزِدْتُ عن العدُوّ فما أُعادى
ولمّا أنْ تَجَهّمَني مُرادي / جَرَيْتُ معَ الزّمانِ كما أرادا
وهَوَّنْتُ الخُطوبَ عليّ حتى / كأني صِرتُ أمْنحُها الوِدادا
أَأُنْكِرُها ومَنْبِتُها فؤادي / وكيفَ تُناكِرُ الأرضُ القَتادا
فأيّ النّاسِ أجْعَلُهُ صَديقا / وأيّ الأرضِ أسْلُكُهُ ارْتِيادا
ولو أنّ النّجومَ لديّ مالٌ / نَفَتْ كَفّايَ أكْثرَها انْتِقادا
كأني في لِسانِ الدهْرِ لَفْظٌ / تَضَمّنَ منه أغْراضاً بِعادا
يُكَرّرُني ليَفَهَمَني رِجالٌ / كما كَرّرْتَ مَعْنىً مُسْتَعادا
ولو أنّي حُبِيتُ الخُلْدَ فَرْداً / لمَا أحبَبْتُ بالخُلْدِ انفِرادا
فلا هَطَلَتْ عَلَيّ ولا بأرْضي / سَحائبُ ليسَ تنْتَظِمُ البِلادا
وكم مِن طالِبٍ أمَدي سيَلْقى / دُوَيْنَ مَكانيَ السبْعَ الشّدادا
يُؤجِّجُ في شُعاعِ الشمسِ ناراً / ويَقْدَحُ في تَلَهّبِها زِنادا
ويَطْعَنُ في عُلايَ وإنّ شِسْعي / لَيَأنَفُ أن يكونَ له نِجادا
ويُظْهِرُ لي مَوَدّتَهُ مَقالا / ويُبْغِضُني ضَميراً واعْتِقادا
فلا وأبيكَ ما أخْشَى انتِقاضاً / ولا وأبيكَ ما أرْجو ازْديادا
ليَ الشّرَفُ الّذي يَطَأُ الثُريّا / معَ الفَضْلِ الذي بَهَرَ العِبادا
وكم عَيْنٍ تُؤَمّلُ أن تَراني / وتَفْقِدُ عندَ رؤيَتِيَ السّوادا
ولو مَلأ السُّهى عَيْنَيْهِ مِنّي / أَبَرَّ على مَدَى زُحَلٍ وزادا
أفُلّ نَوائبَ الأيامِ وحْدي / إذا جَمَعَتْ كَتائِبَها احْتِشادا
وقدْ أَثْبَتُّ رِجْلي في رِكابٍ / جَعَلْتُ من الزَّماعِ له بَدَادا
إذا أوْطَأتُها قَدَمَيْ سُهَيْلٍ / فلا سُقِيَتْ خُناصِرَةُ العِهادا
كأنّ ظِماءَهُنّ بناتُ نَعْشٍ / يَرِدْنَ إذا وَرَدنا بِنا الثِّمادا
ستَعْجَبُ من تَغَشْمُرِها لَيالٍ / تُبارِينا كواكبُها سُهادا
كأنّ فِجاجَها فَقَدَتْ حَبيباً / فصَيّرَتِ الظّلامَ لها حِدادا
وقد كتَبَ الضّريبُ بها سُطوراً / فخِلْتَ الأرضَ لابِسَةً بِجادا
كأنّ الزِّبْرِقانَ بها أسيرٌ / تُجُنِّبَ لا يُفَكُّ ولا يُفادى
وبعضُ الظاعِنينَ كقَرْنِ شَمْسٍ / يَغيبُ فإنْ أضاء الفَجْرُ عادا
ولكِنّي الشّبابُ إذا تَوَلّى / فجَهْلٌ أنْ تَرومَ له ارْتِدادا
وأحْسَبُ أنّ قَلْبي لو عَصاني / فَعاوَدَ ما وَجَدْتُ له افْتِقادا
تذكَّرْتُ البِداوَةَ في أُناسٍ / تَخالُ رَبيعَهُمْ سَنَةً جَمادا
يَصيدونَ الفَوَارِسَ كلَّ يومٍ / كما تَتَصَيّدُ الأُسْدُ النِّقادا
طلَعْتُ عليهِمْ واليوْمُ طِفْلٌ / كأنّ على مَشارِقِهِ جِسادا
إذا نَزَلَ الضّيوفُ ولم يُريحُوا / كرامَ سَوامِهمْ عَقَروا الجِيادا
بُناةُ الشِّعْرِ ما أكْفَوْا رَوِيّاً / ولا عَرَفوا الإجازَةَ والسِّنادا
عَهِدْتُ لأحْسَنِ الحَيّيْنِ وَجْهاً / وأوْهَبِهِمْ طريفاً أو تِلادا
وأطْوَلِهِمْ إذا ركِبوا قَناةً / وأرْفَعِهِمْ إذا نزَلوا عِمادا
فتىً يَهَبُ اللُّجَيْنَ المَحضَ جوداً / ويَدَّخِرُ الحديدَ له عَتادا
ويَلْبَسُ من جُلودِ عِداهُ سِبْتاً / ويَرْفَعُ من رُؤوسِهِمُ النِّضَادا
أبَنَّ الغَزْوَ مُكْتَهِلاً وبَدْرا / وعُوّدَ أنْ يَسودَ ولا يُسادا
جَهولٌ بالمَناسِكِ ليس يَدري / أغَيّاً باتَ يَفْعَلُ أم رَشادا
طَموحُ السّيفِ لا يخْشَى إلهاً / ولا يَرجو القِيامَةَ والمَعادا
ويَغْبِقُ أهْلَهُ لبَنَ الصّفايا / ويَمْنَحُ قَوْتَ مُهْجَتِهِ الجَوادا
يَذودُ سَخاؤُهَ الأذْوادَ عنه / ويُحْسِنُ عن حرائِبِهِ الذِّيادا
يَرُدّ بتُرْسِهِ النّكْباءَ عنّي / ويجْعَلُ دِرْعَهُ تحْتي مِهادا
فبِتُّ وإنّما ألْقَى خَيَالاً / كمَنْ يَلْقَى الأسِنّةَ والصِّعادا
وأطْلَسَ مُخْلِقِ السِّرْبالِ يَبْغي / نَوافِلَنا صَلاحاً أو فَسادا
كأنّي إذْ نَبَذْتُ له عِصاماً / وَهَبْتُ له المَطِيّةَ والمَزَادا
وبَالي الجِسْمِ كالذّكَرِ اليَماني / أفُلّ به اليَمانِيَةَ الحِدادا
طَرَحْتُ له الوَضِينَ فخِلْتُ أني / طرَحْتُ له الحَشِيّةَ والوِسادا
وَلي نَفْسٌ تَحُلّ بيَ الرّوابي / وتأبَى أنْ تَحُلّ بيَ الوِهادا
تَمُدّ لتَقْبِضَ القَمَرَينِ كَفّا / وتَحْمِلُ كيْ تَبُذّ النجْمَ زادا
تُفَدّيكَ النُّفوسُ ولا تَفادى
تُفَدّيكَ النُّفوسُ ولا تَفادى / فأدْنِ القُرْبَ أوْ أطِلِ البِعادا
أرانا يا علِيّ وإنْ أقَمْنا / نُشاطِرُكَ الصَّبابَةَ والسُّهادا
ولولا أنْ يُظَنّ بنا غُلُوٌّ / لزِدْنا في المقالِ مَن اسْتَزادا
وقيل أفادَ بالأسْفارِ مالا / فقُلْنا هل أفادَ بها فؤادا
وهل هانَتْ عَزائِمُهُ ولانَتْ / فقد كانَت عرائِكُها شِدادا
إذا سارَتْكَ شُهْبُ الليل قالت / أعانَ الُله أبْعَدَنا مُرادا
وإنْ جارَتْكَ هُوجُ الرّيحِ كانت / أكَلَّ رَكائباً وأقَلَّ زادا
إذا جَلّى ليالي الشهرِ سَيْرٌ / عليكَ أخَذْتَ أسْبَغَها حِدادا
تَخَيَّرُ سُودَها وتقول أحْلى / عُيونِ الخَلْقِ أكثرُها سَوادا
تَضَيَّفُكَ الخَوامِعُ في المَوامي / فَتَقْريهِنَّ مَثْنى أو فُرَادَى
ويَبْكي رِقَّةً لكَ كلُّ نَوْْءٍ / فتَمْلأ مِن مَدامِعِهِ المَزادا
إذا صاحَ ابنُ دأيَةَ بالتّداني / جَعَلْنا خِطْرَ لِمَّتِهِ جِسادا
نُضَمِّخُ بالعَبيرِ له جَناحاً / أحَمَّ كأنّهُ طُلِيَ المِدادا
سنَلْثَمُ من نَجائِبِكَ الهَوادي / ونَرْشُفُ غِمْدَ سيفِكَ والنِّجادا
ونَسْتَشْفي بِسُؤرِ جَوادِ خَيْلٍ / قَدِمْتَ عليه إنْ خِفْنا الجُوَادا
كأنّكَ مِنْهُ فوقَ سَماءِ عِزٍّ / وقد جُعِلَتْ قَوائِمُه عِمادا
إذا هادَى أخٌ مِنّا أخاهُ / تُرابَكَ كان ألْطَفَ ما يُهادى
كأنَّ بني سَبيكَةَ فوقَ طَيْرٍ / يَجوبونَ الغَوائِرَ والنِّجادا
أَبِالإسْكَنْدَرِ المَلِكِ اقتَدَيْتُمْ / فما تَضَعونَ في بَلَدٍ وِسادا
لعَلَّكَ يا جَليدَ القَلْبِ ثانٍ / لأوّلِ ماسِحٍ مَسَحَ البِلادا
بِعِيسٍ مِثْلَ أطرافِ المَداري / يخُضْنَ من الدُّجى لِمَماً جِعادا
علامَ هَجَرْتَ شرْقَ الأرضِ حتى / أتَيْتَ الغَرْبَ تَخْتَبِرُ العِبادا
وكانتْ مِصْرُ ذاتُ النيلِ عَصْراً / تُنافِسُ فيكَ دِجْلَةَ والسّوادا
وإنّ مِن الصَّراةِ إلى مَجَرّ ال / فُراتِ إلى قُوَيْقٍ مُسْتَرَادا
مِياهٌ لو طَرَحْتَ بها لُجَيْناً / ومُشْبِهَهَا لَمُيّزَتِ انْتِقادا
فإنْ تَجِدِ الدّيَار كما أراد ال / غَريبُ فما الصّديقُ كما أرادا
إذا الشِّعْرَى اليَمانِيَةُ استَنارَتْ / فجَدِّدْ للشّآمِيَةِ الوِدادا
فللشّامِ الوَفاءُ وإنْ سِواهُ / تَوافَى مَنْطِقاً غَدَرَ اعتِقادا
ظَعَنْتَ لِتَسْتَفيدَ أخاً وفِيّاً / وضَيّعْتَ القَديمَ المُسْتَفادا
وسِرْتَ لتَذْعَرَ الحِيتانَ لمّا / ذَعَرْتَ الوَحْشَ والأُسُدَ الوِرادا
وليْلٍ خافَ قَوْلَ النّاسِ لمّا / تَوَلّى سارَ مُنْهَزِماً فعادا
دَجا فتَلَهّبَ المِرّيخُ فيه / وألْبَسَ جَمْرَةَ الشمسِ الرّمادا
كأنّكَ مِن كواكِبِهِ سُهَيْلٌ / إذا طَلَعَ اعتِزالاً وانْفِرادا
جَعَلْتَ الناجِياتِ عليه عَوْناً / فلم تَطْعَمْ ولا طَعِمَتْ رُقادا
تَوَهَّمُ أنّ ضَوْءَ الفَجْرِ دانٍ / فلم تَقْدَحْ بظِنَّتِها زِنادا
وما لاحَ الصّباحُ لها ولكِنْ / رأتْ من نارِ عَزْمَتِكَ اتّقادا
قطَعْتَ بحارَها والبَرَّ حتى / تَعالَلْتَ السّفائِنَ والجِيادا
فلم تَتْرُكْ لجارِيَةٍ شِراعا / ولم تَتْرُكْ لعَادِيَةٍ بِدادا
بأرْضٍ لا يَصوبُ الغَيْثُ فيها / ولا تَرْعَى البُداةُ بها النِّقادا
وأُخْرَى رُومُها عَرَبٌ عليها / وإنْ لم يَرْكَبوا فيها جَوادا
سِوى أنّ السّفِينَ تُخالُ فيها / بُيوتَ الشَّعْرِ شَكْلاً واسْوِدادا
ديارُهُمُ بهِمْ تَسْري وتَجري / إذا شاءوا مُغاراً أوْ طِرادا
تَصَيَّدُ سَفْرُها في كُلّ وَجْهٍ / وغايَةُ مَنْ تَصَيّدَ أن يُصادا
تكادُ تكونُ في لَوْنٍ وفِعْلٍ / نَواظِرُها أسِنَّتَها الحِدادا
أقِمْ في الأقْرَبِينَ فكُلُّ حَيّ / يُرَاوَحُ بالمَعِيشَةِ أوْ يُغادى
وليس يُزادُ في رِزْقٍ حَريصٌ / ولو رَكِبَ العَواصِفَ كي يُزادا
وكيْفَ تَسيرُ مُبْتَغِياً طريفاً / وقد وَهَبَتْ أنامِلُكَ التِّلادا
فما يَنْفَكُّ ذا مالٍ عَتِيدٍ / فتىً جَعَلَ القُنوعَ له عَتادا
ولو أنّ السّحابَ هَمَى بعَقْلٍ / لَمَا أرْوى مع النّخْلِ القَتادا
ولو أعطى على قَدْرِ المَعالي / سَقى الهَضَباتِ واجْتَنَبَ الوِهادا
وما زِلْتَ الرّشيدَ نُهىً وحاشَا / لفَضْلِكَ أنْ أُذَكّرَهُ الرّشادا
ومِثلُكَ للأصادِقِ مُستَقِيد / وشَرُّ الخيْلِ أصْعبُها قِيادا
ورُبّ مُبالِغٍ في كَيْدِ أمْرٍ / تقولُ له أحِبَّتُه اقْتِصادا
وذي أمَلٍ تَبَصَّرَ كُنْهَ أمْرٍ / فقَصَّرَ بَعْدَما أشْفى وَكادا
نُراسِلُكَ التّنَصّحَ في القَوافي / وغيرُكَ مَنْ نُعَلّمُهُ السَّدادا
فإن تَقْبَلْ فذاك هَوَى أُناس / وإنْ تَرْدُدْ فلم نألُ اجْتِهادا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025