القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 4
رويداً إنما الأيامُ سفرُ
رويداً إنما الأيامُ سفرُ / إذا وفدٌ تولى جاءَ وفدُ
كأنا في الجحيمِ من تفرى / له جلدٌ تبدل منه جلدُ
أرى قوماً أعدوا ما استطاعوا / لدهرهمُ وقوماً ما أعدوا
فلا يغررك من أحدٍ ودادٌ / فليس لواحدٍ في الناس ودُّ
رموا شبكاتهمْ في كل ماءٍ / فلو راموا السماءَ إذاً لجدوا
أرى الإنسانَ يطغى حينَ يغنى
أرى الإنسانَ يطغى حينَ يغنى / وما أدنى الهبوطَ من الصعودِ
يظنُّ الناسَ من خلقٍ قديمِ / ويحبسهُ أتاهم من جديدِ
كما تعمى البهائمُ حينَ ترعى / عن الشوكِ الكثيرِ لأجلِ عودِ
متى كانتْ جيوبكَ من نضارٍ / فقد صارتْ جنوبكَ من حديدِ
ومن عجبٍ يكونُ المالُ تاجاً / وحبُّ المالِ أشبهُ بالقيودِ
فيا أسفاً على الفقراءِ أمسوا / كمثلَ العودِ جُفِّفَ للوقودِ
دموعهم دنانيرٌ ولكن / تعامى الناسُ عن هذي النقودِ
أليسَ من التغابُنِ وهو ظلمٌ / جزاءُ السَّعي يعطى للقعودِ
ومن يحصدْ فإنَّ الويلَ أن لا / يذودَ الطيرَ عنْ حبِّ الحصيدِ
ومن يحملْ على عنقٍ حساماً / فقد ظمأ الحسامُ إلى الوريدِ
وما زال الورى بعضُ لبعضٍ / حسوداً يتقي شرَّ الحسودِ
يقولُ الناسُ إن المالَ ماءٌ / بهِ يحيى المجدُّ معَ البليدِ
أكالماءِ المرشحِ ما تراهُ / حوى الكدرينِ من طينٍ ودودِ
وأينَ البحرُ يضطربُ اضطراباً / من المستنقعاتِ على ركودِ
كذا خُلقَ الأنامُ فمن شقيٍّ / يلازمهُ الشقاءُ ومن سعيدِ
ومن يسخطْ على زحلٍ فلمْ لا / يدير بكفهِ نجمَ السعودِ
وكم بينَ النحاسِ وإن جلوهُ / وبينَ توهجِ الذهبَ الشديدِ
نواميس جرتْ في الكونِ قدماً / ليتَّضحَ الفناءُ من الخلودِ
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ
مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ / أكفهمُ على حجرٍ صلودِ
كما يمشي الجبانُ وعن يديهِ / صفوفُ الحارسينَ من الجنودِ
وكم من العالمينَ أخا ذكاء / يجرُّ بهِ الذكاءُ إلى الجحودِ
أرى للعقلِ حداً في التسامي / كمرمى الباصراتِ إلى حدودِ
وإنَّ السيفَ إن لم يلف غمداً / كساهُ من الصدا شبهُ الغمودِ
وكلُّ تطرفِ العلماءِ جهلٌ / وبعضُ الجهلِ بالعلماءِ يودي
إذا انحرفَ القطارُ براكبيهِ / فقد وجدوا المحطةَ في اللحودِ
وسيانَ البصيرُ وكلُّ أعمى / إذا نظرَا إلى شيءٍ بعيدِ
على الطرسينِ من خدٍ وجيدِ
على الطرسينِ من خدٍ وجيدِ / ارى سطرينِ في معنى الصدودِ
وقد سدَلتْ غدائرها تريني / تبدلَ بيضَ أيامي بسودِ
وقطَّعني الأسى والدمعُ بحرٌ / فعادَ بسيطُ هميّ في المديدِ
ولما أمصدتْ قلبي بلحظٍ / علمتُ بأنهُ بيتُ القصيدِ
لها دينٌ ولي دينٌ ولكن / أرى القلبين في دينٍ جديدِ
وكم من ليلةٍ مرّت وأفقُ النجو / مِ كجيدها تحتَ العقودِ
وقد وقفَ الدُّجى فزعاً يصلي / وظلمةُ ذنبهِ ملءُ الوجودِ
وأنفاسُ النسائمِ كهرباءٌ / توصلُ بينَ قلبيَ والخدودِ
وقد سعتِ اللحاظُ بما أردنا / توكدُ يننا صدقُ العهودِ
فكم لحظةٍ وكم نفسٍ ترا ذا / تلغرافاً وذا ساعي بريدِ
فعدتُ ارى النعيمَ ولستُ فيهِ / كمثلِ الغصنِ شُبه بالقدودِ
فلا أهلاً بأيامِ التجافي / ويا أيامَ ذاكَ الوصلِ عودي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025