المجموع : 6
كتابُ الشَّوقِ يطويهِ الفؤادُ
كتابُ الشَّوقِ يطويهِ الفؤادُ / ومن فيضِ الدموعِ لهُ مِدادُ
تخطُّ يدُ البكاءِ به سطوراً / على كبدي ويُمْليها السُّهادُ
وكيف بي فؤادٌ مستطيرٌ / لمن لا يستطيرُ له فؤادُ
أمِن يَمن يكونُ الجودُ خِلواً / وإبراهيمُ حاتمُها الجَوادُ
زِيارتُهُ لمن يأتيهِ حَجٌّ / ومِدحتُهُ رِباطٌ أو جهادُ
وما لي في التخلُّفِ عنهُ عُذرٌ / ولي في الأرضِ راحلةٌ وزادُ
سوادُ المرءِ تُنفدُهُ الليالي
سوادُ المرءِ تُنفدُهُ الليالي / وإنْ كانتْ تَصيرُ إلى نَفادِ
فأسودُهُ يصيرُ إلى بَياضٍ / وأبيضُهُ يعودُ إلى سَوادِ
مَقيلُكَ تَحتَ أَظْلال العَوالي
مَقيلُكَ تَحتَ أَظْلال العَوالي / وَبَيْتُكَ فَوْقَ صَهواتِ الجِيادِ
تَبَخترُ في قمِيصٍ مِنْ دِلاصٍ / وَتَرْفُلُ في رِداءٍ مِنْ نِجادِ
كَأَنَّكَ لِلْحُروبِ رَضيعُ ثَدْيٍ / غَذتْكَ بِكُلِّ داهِيةٍ نَآدِ
شَبابي كيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ
شَبابي كيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ / وَبُدِّلتَ البيَاضَ مِنَ السَّوَادِ
وَما أَبْقَى الحَوَادِثُ مِنْكَ إلَّا / كما أَبْقَتْ مِنَ القَمرِ الدَّآدي
فِرَاقُكَ عَرَّفَ الأَحْزَانَ قَلبي / وَفَرَّقَ بَينَ جَفْني وَالرُّقَادِ
فَيا لنَعيمِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى / ويا لِغليلِ حُزْنٍ مُسْتَفادِ
كأَنّي منكَ لم أَرْبَع برَبْعٍ / وَلم أَرْتَدْ بِهِ أَحْلى مرادِ
سَقَى ذاكَ الثَّرَى وَبْلُ الثُّرَيَّا / وغادَى نبتَهُ صَوْبُ الغَوادِي
فَكَمْ لي مِنْ غَليلٍ فِيهِ خافٍ / وكم لي مِنْ عَويلٍ فِيه بادِي
زَمانٌ كانَ فِيهِ الرُّشْدُ غَيّاً / وكانَ الغَيُّ فِيهِ مِنَ الرَّشادِ
يُقَبِّلُني بدلٍّ مِنْ قَبُولٍ / وَيُسْعِدُنِي بِوَصْلٍ مِنْ سُعادِ
وَأَجْنُبُهُ فَيُعْطيني قِياداً / وَيَجْنُبُني فَأُعْطيهِ قِيادِي
فَكَمْ هذا التَّمَنِّي للْمَنايا / وكم هذا التجلُّدُ للجِلادِ
لَئِنْ عُرفَ الجهادُ بِكُلِّ عامٍ / فإنَّكَ طُولَ دَهْرِكَ في جِهادِ
وإِنَّكَ حِينَ أُبْتَ بِكُلِّ سَعْدٍ / كَمِثْلِ الرُّوحِ آبَ إِلى الفُؤادِ
رأَيْنا السَّيْفَ مُرتَدِياً بِسَيْفٍ / وعايَنَّا الجَوادَ على الجوادِ
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البِعادِ
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البِعادِ / لِيُصْلِحَ بَيْنَ عَيْني والرُّقادِ
فَباتَ إلى الصَّباحِ يَدي وِسادٌ / لِوَجْنَته كما يَدُهُ وِسادي
بِنَفْسي مَنْ أعادَ إِليَّ نَفْسي / وَرَدَّ إِلى جَوانِحِهِ فُؤادِي
خَيالٌ زارَني لمَّا رآني / عَدَتْني عَنْ زيارَتهِ عَوَادي
يُواصلُني على الهِجْرَانِ مِنْهُ / وَيُدْنِيني على طُولِ البعادِ
مُورَّدةٌ إذا دارتْ ثلاثاً
مُورَّدةٌ إذا دارتْ ثلاثاً / يُفتِّحُ وردُها ورْدَ الخدودِ
فإن مُزِجتْ تخالُ الشَّمس فيها / مطُبَّقةً على قَمرِ السُّعودِ