المجموع : 4
أَبا بِشرٍ ذَهَبتَ بِكُلِّ أُنسٍ
أَبا بِشرٍ ذَهَبتَ بِكُلِّ أُنسٍ / فَما شَيءٌ لَدَينا مِنه يُعهَد
أَأَنسى طيبَ أَيّامٍ تَوَلَّت / بِعِشرَتِكَ الَّتي تُرضى وَتُحمَد
إِذِ الأَحداثُ عَنّا غافِلاتٌ / وَخَطوُ صُروفِها عَنّا مُقيّد
وَإِذ تَشدو لَنا بِرَقيقِ لَحنٍ / تقاصرُ عِندَهُ ألحانُ مَعبد
فَأمّا الموصِلِيُّ فَلَو وَعاهُ / لَكانَ لَدَيهِ يَستَخزي وَيَسجُد
وَلَو عاشَ الغَريضُ لَكانَ مِمَّن / يُقِرّ بِفَضلِ صَنعَتِهُ وَيَشهَد
بَعُدتَ فَما لَنا في الأُنسِ حَظٌّ / وَشَملُ اللَهوِ مُفتَرِقٌ مُبَدّد
أَلا هَل راجِعٌ عَيشٌ تَولّى / وَهَل مُتَبَدّلٌ عَيشٌ تَنكّد
تَقنَّصني غَزالٌ شابَ فيه
تَقنَّصني غَزالٌ شابَ فيه / مَفارِقُ لمّةٍ قَد كُنَّ سُودا
وَعَهدي بِالظِباءِ وَهنَّ صِيدٌ / فَقَد أَصبَحنَ يَفرسنَ الأُسودا
أُنافِسُ في هَواهُ وَهوَ مَوتٌ / مَتى عايَنتَ في مَوتٍ حَسُودا
وَأُدعى سَيّدَ العُشّاقِ طُرّاً / وَما حاوَلتُ فيهِم أَن أَسُودا
جُفونٌ قَد تَمَلَّكَها السّهادُ
جُفونٌ قَد تَمَلَّكَها السّهادُ / وَجَنبٌ لا يُلائِمُهُ مِهادُ
وَأحداثٌ أَصابَتني وَقَومي / يَذلّ مِنَ الحَليمِ لَها القِيادُ
فَقَد شَطّت بِنا وَبِهم دِيارٌ / وَفَرّق جامِعَ الشَملِ البِعادُ
أَقولُ وَفي فُؤادي نارُ وَجدٍ / لَها ما بَينَ أَحشائي اِتّقادُ
وَللأَحزانِ في صَدري اِعتِلاجٌ / وَلِلأَفكارِ في قَلبي اِطِّرادُ
أَلا هَل بِالأَحِبَّةِ مِن لمامٍ / وَهَل شَملُ السُرورِ بِهم معادُ
وَلا وَاللَهِ ما اِجتَمَعَت ثَلاثٌ / فِراقُهُم وَجَفني وَالرُقادُ
فَإِن تَجمع شَتيتَ الشَّملِ مِنّا / وَفي الأَيّامِ جورٌ وَاِقتِصادُ
تنجزّنا مِنَ الأَحداثِ عَهداً / أَكيداً لا يُزاغُ وَلا يكادُ
وَكَيفَ يَصِحُّ للأَيّامِ عَهدٌ / وَشيمَتُها التَغيّرُ وَالفَسادُ
أَقولُ لِشادِنٍ في الحُسنِ فَردٍ
أَقولُ لِشادِنٍ في الحُسنِ فَردٍ / يَصيدُ بِطَرفِهِ قَلبَ الجَليدِ
مَلَكتَ الحُسنَ أَجمَعَ في قوامٍ / فَلا تَمنَع وُجُوباً عَن وُجودِ
وَذَلِكَ أَن تَجودَ لِمُستَهامٍ / بَرَشفِ رُضابِكَ العَذبِ البَرودِ
فَقالَ أَبو حَنيفَةَ لي إِمامٌ / فَعِندي لا زَكاةَ عَلى الوَليدِ