المجموع : 4
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً / بَرى جِسمى مِنَ الشَوقِ الشَديدِ
وَفي البَلَدِ القَريبِ عَدِمتُ صَبري / فَكيفَ أَكونُ في البَلَدِ البَعيدِ
نَوَىً بَعدَ الصَدودِ وَأَيُّ شَيءٍ / أَشَدُّ مِنَ النَوى بَعدَ الصُدودِ
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت / عَوارِضُهُ فَنَقصٌ في اِزدِيادِ
يَموتُ المَوتَةَ الأُولى فَتُمسي / عَلى خَدَّيهِ أَثوابُ الحِدادِ
وَهَل يَستَحسِنُ الإِنسانُ رَوضاً / إِذا ما حَلَّهُ شَوكُ القَتادِ
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى / وَأَمرَضُ مِن جَفاكَ وَلَن أُعادا
لَقَد أَلِفَ الضَنَى وَالسَقَمَ جِسمي / وَعَينايَ المَدامِعَ وَالسُهادا
وَها أَنا قَد وَهى صَبري وَشَوقي / إِذا ما قَلَّتِ الأَشواقُ زادا
بِقَلبي ذاتَ خُلخالٍ وَقُلبٍ / تَمَلَّكَ فَودُها مِنّي الفُؤادا
مُهَفهَفَةً كَأَنَّ قَضيبَ بانٍ / تَثَنّى في غَلائِلِها وَمادا
بِوَجهٍ لَم يَزِد إِلّا بَياضاً / وَشِعرٍ لَم يَزِد إِلّا سَوادا
تَعَجَّبُ عاذِلي مِنَ حَرِّ حُبّي / وَمِن بَردِ السُلُوِّ وَقَد تَمادى
وَلا عَجَبٌ إِذا ما آبَ حَرٌّ / بِآبٍ وَمِن جَمادٍ في جُمادى
وَقَد أَنسانِيَ الشيبُ الغَوانِيَ / فَلا سُعدى أُريدُ وَلا سُعادا
وَهَل أَخشى مِنَ الأَنواءِ بُخلاً / إِذا ما يوسُفٌ بِالمالِ جادا
فَتىً لِلدينِ لَم يَبرَح صَلاحاً / وَلِلأَموالِ لَم يَبرَح فَسادا
هُوَ المَعروفُ بِالمَعروفِ حَقّاً / جَوادٌ لَم يَهَب إِلّا الجَوادا
بِهِ الأَشعارُ قَد عاشَت نَفاقاً / وَعِندَ سِواهُ قَد ماتَت كَسادا
يُحِبُّ الخَمسَةَ الأَشباحَ ديناً / وَما يَهوى يَزيداً أَو زِيادا
لَئِن أَعطاهُ نورُ الدينِ حِصناً / فَإِنَّ اللَهَ أَعطاهُ البِلادا
إِلى كَم ذا التَواني في دِمَشقٍ / وَقَد جاءَتكُمُ مِصرٌ تُهادى
عَروسٌ بَعلُها أَسَدٌ هَصورٌ / يَصيدُ المُعتَدينَ وَلَن يُصادا
أَلا يا مَعشَرَ الأَجنادِ سيروا / وَراءَ لِوائِهِ تَلَقَوا رَشادا
وَما كُلُّ اِمرِىءٍ صَلّى مَعَ الناسِ / مَأموناً كَمَن صَلّى فَرادى
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ / تُكَفِّرُها العُقوبَةُ وَالصِفادُ
لَئِن كانَ الفَسادُ لَكُم صَلاحاً / فَمولانا الصَلاحُ لَكُم فَسادُ