القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 7
تَلَفَّتَ بالثَّوِيّةِ نحوَ نَجْدِ
تَلَفَّتَ بالثَّوِيّةِ نحوَ نَجْدِ / فَباتَ فؤادُهُ عَلِقاً بوَجْدِ
وقد خَلَصَتْ إليه بُعَيْدَ وَهْنٍ / صَباً عَثَرَتْ على لَغَبٍ بِرَنْدِ
فَهاجَ حَنينُهُ إبِلاً طِراباً / تُكَفْكِفُ عَرْبَها حَلَقاتُ قِدِّ
حَثَوْنَ على العراقِ تُرابَ نَجْدٍ / فَلا ألْقَتْ مَراسِيها بِوِرْدِ
وكَمْ خَلّفْنَ منْ طَلَلٍ بحُزْوى / وسَمْتُ عِراصَهُ مَرَحاً بِبُرْدي
ولَيِّنَةِ المَعاطِفِ في التّثَنّي / ضَعيفَةِ رَجْعِ ناظِرَةٍ وقَدِّ
تجلّتْ للوَداع على ارْتِياعٍ / من الواشي يُنيرُ بنا ويُسْدي
وقد جَعَلَتْ على خَفَرٍ تَراءى / فتُخفي من محاسِنِها وتُبْدي
وكمْ باكٍ كأنّ الجيدَ منها / يُوَشِّحُ منْ مَدامِعِهِ بعِقْدِ
شَجاهُ البَرقُ فهْوَ كما تَنَزّى / إليك السِّقْطُ من أطرافِ زَنْدِ
تَناعَسَ حينَ جاذَبَهُ كَراهُ / وقد شَمِطَ الظّلامُ هَديرُ رَعْدِ
فَما لكِ يا بْنَةَ القُرَشِيِّ غَضْبى / أمَنْسيٌّ على العَلَمَيْنِ عَهدي
وبَيْنَ جَوانِحي شَجَنٌ قَديمٌ / أَعُدُّ لهُ الغِوايَةَ فيكِ رُشْدي
فَلا مَلَلٌ أَلُفُّ عليه قَلْباً / ولا غَدْرٌ أَخيطُ عليهِ جِلْدي
وإنْ يَكُ صافِياً وشَلٌ تَمَشّتْ / بجانِبِه الصَّبا فكَذاكَ وُدّي
وبي عن خُطّةِ الضَّيْمِ ازْوِرارٌ / إذا ما جَدَّ للعَلْياءِ جِدّي
فَلا أُلْقي الجِرانَ بِها مُبِنّاً / بَطيءَ النَّهْضِ كالجَمَلِ المُغِدِّ
ولكنّي أخو العَزَماتِ ماضٍ / ومَرْهوبٌ على اللُّؤَماءِ حَدّي
فهَلْ مِن مُبلِغٍ سَرواتِ قَومي / مُضاجَعَتي على العَزّاءِ غِمْدي
وإدْلاجي وجِنْحُ اللّيلِ طاوٍ / جَناحَيْهِ على نَصَبٍ وكَدِّ
وقدْ رَنَتِ النّجومُ إليّ خُوصاً / بأعْيُنِ كاسِراتِ الطَّرْفِ رُمْدِ
لأورِثَهُمْ مَآثِرَ صالحاتٍ / شَفَعْتُ طَريفَها لهُمُ بِتُلْدِ
ولولا اللهُ ثمَّ بنو عُقَيْلٍ / لقصَّرَ دون غايَتِهِنّ جُهْدي
فها أنا بالعِراقِ نَجِيُّ عِزٍّ / وإلْفُ كَرامَةٍ وحَليفُ رِفْدِ
أقُدُّ بهِ قَوافيَ مُحْكَماتٍ / لأَرْوَعَ قُدَّ منْ سَلَفَيْ مَعَدِّ
أغَرُّ تُدِرُّ راحَتُهُ سَماحاً / ولم تُعْصَبْ رغائِبُهُ بوَعْدِ
ويُغْضي منْ تَكَرُّمِهِ حَياءً / ودونَ إبائِهِ سَطَواتُ أُسْدِ
لهُ والمَحْلُ غادَرَ كُلَّ عافٍ / يكُدُّ العيسَ مُنتَجِعاً فيُكْدي
فِناءٌ مُخْصِبُ العَرَصاتِ رَحْبٌ / إذا ضاقَتْ مَباءَةُ كُلِّ وَغْدِ
تُلَثِّمُهُ المَواهِبُ كلَّ يومٍ / تَمُجُّ سَماؤهُ عَلَقاً بَوفْدِ
وتُصْغي الأرحَبيَّةُ في ذَراهُ / إِلى قُبٍّ أياطِلُهُنَّ جُرْدِ
وما متَوقِّدُ اللّحَظاتِ يَحْمي / على حَذَرٍ مُعَرَّسَهُ بوَهْدِ
كأنّ نَفِيَّ جِلْدَتِهِ بَقايا / دِلاصٍ فَضّها المَلَوانِ سَرْدِ
تَراهُ الدّهْرَ مُكتَحِلاً بجَمْرٍ / يَكادُ يُذيبُ مُهْجَتَهُ بوَقْدِ
بأحْضَرَ وَثبَةً مِنْهُ إذا ما / رأى إغْضاءَهُ يَلِدُ التّعَدّي
أُعِدُّكَ للْعِدا يا سَعْدُ فاهْتِفْ / بسُمْرٍ مِنْ رِماحِ الخَطِّ مُلْدِ
ومُدَّ إِلى العُلا ضَبْعَيَّ وامْنَعْ / صُروفَ الدّهْرِ أنْ يُضْرِعْنَ خَدّي
فعِنْدَكَ مُلتَقى سُبُلِ المَعالي / ومُعْتَرَكُ القوافي الغُرِّ عندي
أتاكَ العيدُ يَرْفَعُ ناظِرَيْهِ / إِلى ما فيكَ منْ كَرَمٍ ومَجْدِ
ودَهْرُكَ دَعْ بَنيهِ إليكَ يَهْفو / بِطاعَةِ مُسْتَبينِ الرِّقِّ عَبْدِ
ويعلَمُ أنّ سَيفَكَ عن قَليلٍ / يَشوبُ منَ العَدُوِّ دَماً بحِقْدِ
فلا زالَتْ لك الأيامُ سِلْماً / مُلَقَّحَةً لَيالِيها بِسَعْدِ
غَداً أُبْطِنُ الكَشْحَ الحُسامَ المُهَنّدا
غَداً أُبْطِنُ الكَشْحَ الحُسامَ المُهَنّدا / إذا وقَذَ الحَيَّ الهَوانُ وأَقْصَدا
وللهِ فِهْريٌّ إذا الوِرْدُ رابَهُ / أبى الرِّيَّ واخْتارَ المَنيَّةَ مَوْرِدا
يُراقِبُ أفْراطَ الصّباحِ بناظِرٍ / يُساهِرُ في المَسْرى جُدَيّاً وفَرْقَدا
ولوْ بَقِيَتْ في المَشْرَفيّةِ هَبّةٌ / ضَرَبْتُ لداعِي الحَيّ بالخِصْبِ مَوعِدا
وهلْ ينفَعُ الصّمْصامُ مَنْ يَرتَدي بهِ / بحيْثُ الطُّلى تُفْرَى إذا كان مُغْمَدا
فما أرْضَعَتْني دِرَّةَ العِزِّ حُرّةٌ / لَئِنْ لم أذَرْ شِلْوَ ابنِ سَلْمى مُقدَّدا
تَريعُ إليهِ كلُّ مُمْسًى ومُصْبَحٍ / حَصَانٌ تَشُقُّ الأتْحَميَّ المُعَضَّدا
بعَيْنٍ تَفُلُّ الدّمعَ بالدّمعِ ثَرّةٍ / أفاضَتْ على النّحْرِ الجُمانِ المُبَدَّدا
وطَيْفٍ سَرى واللّيْلُ يَنْضو خِضابَهُ / ويَجْلو عَلينا الصُّبْحَ خَدّاً مُوَرَّدا
أتى والثُّريّا حِلّةُ الغَوْرِ مَعْشَراً / كِراماً بأطْرافِ المَروداتِ هُجَّدا
يَرومونَ أمراً دونَهُ رَبُّ سُرْبَةٍ / لُهامٍ تَشُبُّ الكَوْكَبَ المُتَوقِّدا
وصَلْنا بِهِ سُمْرَ الرِّماحِ وربّما / هَجَرْنا لها بَيضَ التّرائِبِ خُرّدا
وإنّي على ما فيَّ منْ عَجْرَفيّةٍ / إذا ما التَقى الخَيْلانِ أذْكُرُ مَهْدَدا
هِلاليَّةٌ أكْفاؤُها كُلُّ باسِلٍ / بَعيدِ الهَوى إن غارَ للحَرْبِ أنْجَدا
رَمَتْني بعَيْنَيْ جُؤْذَرٍ وتَلفّتَتْ / بذي غَيَدٍ يَعْطو بهِ الرّيمُ أجْيَدا
فَيا خادِيَيْها سائِقَيْنِ طَلائِحاً / تَجوبُ بصَحْراءِ الأراكَةِ فَدْفَدا
إذا أصْغَرَتْ أو أكْبَرَتْ في حَنينِها / ظَلِلْتُ على آثارِهِنَّ مُغرِّدا
أَفيقا قَليلاً منْ حُداءِ غَشَمْشَمٍ / أقامَ منْ القَلْبِ المُعَنّى وأقْعَدا
فإنّكُما إنْ سِرْتُماها بهُدنَةٍ / رَمَت بكُما نَجْداً من اليومِ أو غَدا
وسِيّانِ لولا حُبُّها عامريّةً / غُرابٌ دَعا بالبَيْنِ أو سائِقٌ حَدا
وكُلُّ هَوىً نَهْبُ الليالي وحُبُّها / إذا بَلِيَتْ أهواءُ قَوْمٍ تَجدَّدا
وعاذِلَةٍ نَهْنَهْتُ من غُلوائِها / وكُنتُ أبيّاً لا أُطيعُ المُفَنَّدا
إذا استَلَّ مني طارِقُ الخَطْبِ عَزْمَةً / فلابُدّ من نَيْلِ المَعالي أوِ الرّدى
أأسْحَبُ ذَيلي في الهَوانِ وأُسْرَتي / تَجُرُّ إِلى العِزِّ الدِّلاصَ المُسَرّدا
ولي من أميرِ المؤْمِنينَ إيالَةٌ / ستُرغِمُ أعْداءً وتَكْمِدُ حُسَّدا
هيَ الغايةُ القُصْوى إذا اعْتَلَقَتْ بها / مآرِبُ طُلّابِ العُلا بَلَغوا المَدى
أغَرُّ مَنافيٌّ يمُدُّ بضَبْعِهِ / جُدودٌ يُعالونَ الكَواكِبَ مَحْتِدا
تبرَّعَ بالمَعْروفِ قبلَ سؤالِهِ / فلمْ يَبْسُطِ العافي لِساناً ولا يَدا
فرُحْنا بمالٍ فرَّقَ المَجْدُ شَمْلَهُ / وراحَ بحَمْدٍ ضمَّ أشْتاتَهُ الندىً
حَلَفْتُ بفَتْلاءِ الذِراعِ شِمِلَّةٍ / تَخُبُّ بقَرْمٍ منْ أميّةَ أصْيَدا
وتَهوي إِلى البَيْتِ العَتيقِ ورَبُّها / إذا غالَ منْ تأويبهِ البيدُ أسْأَدا
أظلَّتْ مُحِلَّيْ طيّءٍ منهُ وقْعَةٌ / فكادوا يُبارونَ النّعامَ المُطَرّدا
ولاقى رَئيسُ القَوْمِ عَمْرو بنُ جابِرٍ / طِعاناً يُنَسِّيهِ الهَدِيِّ المُقَلدا
لأَسْتَودِعَنَّ الدّهْرَ فيكمُ قَصائِداً / وهنَّ يُوشِّحْنَ الثّناءَ المُخلَّدا
زَجَرْتُ إليكمْ كلَّ وَجْناءَ حُرّةٍ / وأدْهَمَ محْجولَ القوائِمِ أجْرَدا
فألْبَستموني ظِلَّ نُعْمى كأنني / أُجاوِرُ رِبْعياً من الرّوضِ أغْيَدا
تَسيرُ بها الرّكْبانُ شرقاً ومَغْرباً / ويَسْري لها العافونَ مَثْنى ومَوْحَدا
وكمْ لكَ عندي مِنّةً لوْ جَحَدْتُها / لقامَ بها أبناءُ عدنانَ شُهَّدا
بمُعْتَرَكِ العِزِّ الذي في ظِلالهِ / أفُلُّ شَبا الخَطْبِ الذي جارَ واعْتَدى
يظلُّ حَوالَيْهِ المَساكينُ عُوَّذاً / بخَيْر إمامٍ والسّلاطينُ سجّدا
عليهِ من النّورِ الإلهيِّ لمْحَةٌ / إذا اكْتَحَلَ السّاري بلأْلائِها اهْتَدى
ورِثْتَ عُبَيْدَ اللهِ عمَّكَ جودَهُ / وأشْبَهْتَ عبدَ اللهِ جَدَّك سُؤْدَدا
عَلَوْتَ فدُونَكَ السّبْعُ الشِّدادُ
عَلَوْتَ فدُونَكَ السّبْعُ الشِّدادُ / وأنتَ لكُلِّ مَكْرُمَةٍ عِمادُ
ودانَ لكَ العِدا فلَهُمْ خُضوعٌ / ولولا الرُّعْبُ لَجَّ بهِمْ عِنادُ
وعَزّوا حين غِبْتَ فهُمْ أُسودٌ / وذلّوا إذْ حَضَرْتَ فهُمْ نَقادُ
إذا ما سارَقوكَ اللّحْظَ أدْنَتْ / مَسافَتَهُ المُهَنّدَةُ الحِدادُ
كأنّهُمُ ونارُ الحَرْبِ يَقْظى / تَمَشّى في عُيونِهِمُ الرُّقادُ
همُ بَخِلوا بِطاعَتِهِمْ ولكنْ / على الأسَلاتِ بالأرْواحِ جادوا
وغرَّهُمُ بكَ المَطْوِيُّ كَشْحاً / على إحَنٍ يغَصُّ بها الفؤادُ
وكيفَ يَرومُ شأْوَكَ في المَعالي / وشِسْعُكَ فوقَ عاتِقِهِ نِجادُ
يَضِجُّ الدّسْتُ منْ حَنَقٍ عليهِ / ويَبْصُقُ في مُحيّاهُ الوِسادُ
فأخْلَدَ منْ غِوايَتِهِ إلَيْهِمْ / وبانَ لهُ بهُلْكِهِمُ الرّشادُ
وسوّلَ بالمُنى لهُمُ أموراً / أعاروها جَماجِمَهمْ فبادُوا
ودبّرَها فدمّرَها برأيٍ / تُجانِبُهُ الإصابةُ والسّدادُ
خَبَتْ نَجَداتُهمْ والجُبْنُ يُعْدي / بهِ والنارُ يُطْفِئُها الرّمادُ
إذا صلَحَتْ لهُ حالٌ فأهوِنْ / عليهِ بأنْ يعُمَّهُمُ الفَسادُ
كأنّ النّقْعَ إذْ أرْخى سُدولاً / علَيهِمْ قَبْلَ مَهْلِكِهِمْ حِدادُ
كأنّ الصّافِناتِ الجُردَ فيهم / يُدافُ على قَوائِمِها الجِسادُ
فهُمْ مِنْ بينِ مُعْتَجِرٍ بسَيْفٍ / ومُقْتَسَرٍ يؤرّقُهُ الصِّفادُ
وآخَرُ تَرْجُفُ الأحشاءُ منهُ / نَجا بذَمائِهِ ولكَ المَعادُ
وكانَ لهُ سَوادُ الليلِ جاراً / وبئْسَ الجارُ للبَطلِ السّوادُ
يحرِّكُ طِرْفَهُ وبهِ لُغوبٌ / ويَمْسَحُ طَرْفَهُ وبهِ سُهادُ
إذا ارْتَكَضَ الكَرى في مُقْلتَيْهِ / أقَضَّ على جَوانِحِهِ المِهادُ
أبى أن يَلْتَقي الجَفْنانِ منهُ / كأنّ الهُدبَ بينَهما قَتادُ
فألْحِمْهُمْ سُيوفَكَ إنّ فيها / إذا انْتُضِيَتْ رَغائِبَ تُسْتَفادُ
ولَسْتَ بواجِدٍ لهُمُ ضَميراً / أبَنَّ به وَفاءٌ أو وِدادُ
يَلُفّونَ الضلوعَ على حُقودٍ / لها بمَقيلِ همّهِمُ اتّقادُ
إذا ما السّيفُ خَشّنَ شَفْرَتَيْهِ / أخو الغَمَراتِ لانَ لهُ القِيادُ
وكَمْ لكَ منْ مَواطِنَ صالِحاتٍ / بهِنَّ لفارجِ الكُرَبِ احْتِشادُ
وأبْطالٍ كآسادٍ تمَطّتْ / كذُؤبانِ الرِّداهِ بهِمْ جِيادُ
تَخالُهُمُ أراقِمَ في دُروعٍ / تُحدِّقُ من مَطاويها الجَرادُ
إذا دلَفوا إِلى الهَيْجاءِ عَفّتْ / على الأعْداءِ داهِيَةٌ نَآدُ
بيَوْمٍ كادَ منْ قَرَمٍ إلَيْهِمْ / تلمَّظُ في حَواشِيهِ الصِّعادُ
وَطِئْتُ بهِمْ سَنامَ الأرضِ حتى / تَرَكْتَ تِلاعَها وهْيَ الوِهادُ
تُلَقّي الطّعْنَ لَبّاتِ المَذاكي / ويُدْمي منْ حَوامِيها الطِّرادُ
فأنتَ الغيثُ شِيمتُهُ سَماحٌ / وأنت اللّيْثُ عُرْضَتُهُ جِلادُ
منَ النَّفَرِ الإِلى نَقَصَ المُسامي / غَداةَ رأى مَساعِيَهُمْ وزادوا
لهُمْ أيْدٍ إذا اجْتُدِيَتْ سِباطٌ / تُصافِحُهُنَّ آمالٌ جِعادُ
ووادٍ مُونِقُ الجَنَباتِ تأْوي / إليهِ إذا تَجهَّمَتِ البِلادُ
ومِثْلُكَ زانَ سُؤْدَدَ أوّلِيهِ / بِطارِفِهِ وزَيّنَهُ التِّلادُ
فأنْمَيتَ الذي غَرَسوهُ قَبْلاً / كما يتَعاهَدُ الرّوْضَ العِهادُ
فلا زالَتْ زِنادُكَ وارِياتٍ / فَقدْ وَرِيَتْ بدَوْلَتِكَ الزِّنادُ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرُماتٍ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرُماتٍ / تَنوشُ ذوائِبَ الحَسَبِ التَّليدِ
فَنَحْنُ نَحِلُّ أَنْدِيَةً إِلَيْها / ثَنى النَّعْماءُ طَرْفَ ألمُسْتَفيدِ
وَنَعْتَقِلُ الرِّماحَ مُثَقَّفاتٍ / وَنَرْفُلُ في سَرابِيلِ الحَديدِ
وَقَدْ كُنا المُلوكَ على البَرَايا / نُشَيِّدُ ما بَناهُ أَبو يَزيدِ
فَجاذَبَنا رِداءَ العِزِّ دَهْرٌ / جَلا الأحْرارَ في صُوَرِ العَبيدِ
فَجَدّي وَهُوَ عَنبَسَةُ بنُ صَخرٍ
فَجَدّي وَهُوَ عَنبَسَةُ بنُ صَخرٍ / بِريءٌ مِن يَزيدَ وَمِن زيادِ
رأى صَحبي بِكاظِمَةٍ
رأى صَحبي بِكاظِمَةٍ / سَنا نارٍ عَلى بُعدِ
وَفيمَنْ يَستَضيءُ بِها / فَتاةٌ صَلْتَةُ الخَدِّ
وَتُذكيها عَلى خَفَرٍ / بِأَعوادٍ مِنَ الرَّندِ
هيَ الخَودُ الَّتي فَرَعَتْ / بِقَيسٍ ذِروَةَ المَجدِ
تُواري الأَرضَ إِن خَطَرَتْ / بِذاكَ الفاحِمِ الجَعْدِ
وَقَد أَرِجَتْ مَواطِئها / برَيّا العَنبَرِ الوَردِ
وَنَجدٌ دارُها وَبِهِ / شَبا الخَطِّيَّةِ المُلْدِ
وَبي شَوقٌ تُلَقِّحُهُ / تَباريحٌ مِنَ الوَجدِ
وَيُبكيني تَذَكُّرُهُ / فَيا لَهَفي عَلى نَجدِ
وَحيٍّ مِن بَني جُشَمِ بْنِ بَكرٍ
وَحيٍّ مِن بَني جُشَمِ بْنِ بَكرٍ / يُزيرونَ القَنا ثُغَرَ الأَعادي
إِذا نَزلوا الحِمَى مِن أَرض نجدٍ / كَفَوهُ تَرَقُّبَ الدِّيَمِ الغَوادي
أَعاريبٌ إِذا غَضِبوا تَروَّتْ / دَماً سَرِباً أَنابيبُ الصِّعادِ
لَهم أَيدٍ تَشُدُّ عُرا عُلاهُم / بِأَطرافِ المُهَنَّدَةِ الحِدادِ
وأَعناقٌ بِها صَيَدٌ قَديمٌ / تُواري العِزَّ بِاللَّمَمِ الجِعادِ
وَلَو جاوَرتهم لَنُشِغْتَ كِبراً / يُخَيِّمُ بَينَ جيدِكَ وَالنِّجادِ
إِذا ما جَفَّ ظَهرُ الأَرضِ مَحلاً / فَهُم أَندى البَريَّةِ بَطنَ وادِ
وَفيهم كُلُّ واضِحَةِ المُحَيّا / كأَنَّ وِشاحَها قَلِقاً وِسادي
وَلَولا عَتبُها اِنتَعَلَتْ نَجيعاً / إِلى حَضَنٍ حوافرُ مِن جيادي
نأتْ فكأَنَّ أَجفاني طَوَتها / تباريحُ الهمومِ على قَتادِ
وَبَينَ عُقودِها وَالقُرطِ بُعدٌ / حكى ما بَينَهُنَّ مِنَ البِعادِ
أَغصُّ العَينَ بالعَبَراتِ وَجداً / لأَنّي بِالهَوى شَرِقُ الفؤادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025