المجموع : 6
تَرَكتُ جُرَيَّةَ العَمرِيَّ فيهِ
تَرَكتُ جُرَيَّةَ العَمرِيَّ فيهِ / شَديدُ العَيرِ مُعتَدِلٌ سَديدُ
تَرَكتُ بَني الهُجَيمِ لَهُم دَوارٌ / إِذا تَمضي جَماعَتُهُم تَعودُ
إِذا يَقَعُ السِهامُ بِجانِبَيهِ / تَأَخَّرَ قابِعاً فيهِ صُدودُ
فَإِن يَبرَأ فَلَم أَنفِث عَلَيهِ / وَإِن يُفقَد فَحُقَّ لَهُ الفُقودُ
وَهَل يَدري جُرَيَّةُ أَنَّ نَبلي / يَكونُ جَفيرَها البَطَلُ النَجيدُ
كَأَنَّ رِماحَهُم أَشطانُ بِئرٍ / لَها في كُلِّ مَدلَجَةٍ خُدودُ
إِذا جَحَدَ الجَميلَ بَنو قُرادٍ
إِذا جَحَدَ الجَميلَ بَنو قُرادٍ / وَجازى بِالقَبيحِ بَنو زِيادِ
فَهُم ساداتُ عَبسٍ أَينَ حَلّوا / كَما زَعَموا وَفُرسانُ البِلادِ
وَلا عَيبٌ عَلَيَّ وَلا مَلامٌ / إِذا أَصلَحتُ حالي بِالفَسادِ
فَإِنَّ النارَ تُضرَمُ في جَمادِ / إِذا ما الصَخرُ كَرَّ عَلى الزِنادِ
وَيُرجى الوَصلُ بَعدَ الهَجرِ حيناً / كَما يُرجى الدُنُوُّ مِنَ البِعادِ
حَلُمتُ فَما عَرَفتُم حَقَّ حِلمي / وَلا ذَكَرَت عَشيرَتُكُم وِدادي
سَأَجهَلُ بَعدَ هَذا الحِلمِ حَتّى / أُريقُ دَمَ الحَواضِرِ وَالبَوادي
وَيَشكو السَيفُ مِن كَفّي مَلالاً / وَيَسأَمُ عاتِقي حَملَ النِجادِ
وَقَد شاهَدتُمُ في يَومِ طَيٍّ / فِعالي بِالمُهَنَّدَةِ الحِدادِ
رَدَدتُ الخَيلَ خالِيَةً حَيارى / وَسُقتُ جِيادَها وَالسَيفُ حادي
وَلَو أَنَّ السِنانَ لَهُ لِسانٌ / حَكى كَم شَكَّ دِرعاً بِالفُؤادِ
وَكَم داعٍ دَعا في الحَربِ بِاِسمي / وَناداني فَخُضتُ حَشا المُنادي
لَقَد عادَيتَ يا اِبنَ العَمِّ لَيثاً / شُجاعاً لا يَمَلُّ مِنَ الطِرادِ
يَرُدُّ جَوابَهُ قَولاً وَفِعلاً / بِبيضِ الهِندِ وَالسُمرِ الصِعادِ
فَكُن يا عَمروُ مِنهُ عَلى حِذارٍ / وَلا تَملَأ جُفونَكَ بِالرُقادِ
وَلَولا سَيِّدٌ فينا مُطاعٌ / عَظيمُ القَدرِ مُرتَفِعُ العِمادِ
أَقَمتُ الحَقَّ بِالهِندِيِّ رَغماً / وَأَظهَرتُ الضَلالَ مِنَ الرَشادِ
أَلا مَن مُبلِغٌ أَهلَ الجُحودِ
أَلا مَن مُبلِغٌ أَهلَ الجُحودِ / مَقالَ فَتىً وَفِيٍّ بِالعُهودِ
سَأَخرُجُ لِلبِرازِ خَلِيَّ بالٍ / بِقَلبٍ قُدَّ مِن زُبَرِ الحَديدِ
وَأَطعَنُ بِالقَنا حَتّى يَراني / عَدوّي كَالشَرارَةِ مِن بَعيدِ
إِذا ما الحَربُ دارَت لي رَحاها / وَطابَ المَوتُ لِلرَجُلِ الشَديدِ
تَرى بيضاً تَشَعشَعُ في لَظاها / قَدِ اِلتَصَقَت بِأَعضادِ الزُنودِ
فَأَقحَمُها وَلَكِن مَع رِجالٍ / كَأَنَّ قُلوبَها حَجَرُ الصَعيدِ
وَخَيلٍ عُوِّدَت خَوضَ المَنايا / تُشَيِّبُ مَفرِقَ الطِفلِ الوَليدِ
سَأَحمِلُ بِالأُسودِ عَلى أُسودٍ / وَأَخضِبُ ساعِدي بِدَمِ الأُسودِ
بِمَملَكَةٍ عَلَيها تاجُ عِزٍّ / وَقَومٍ مِن بَني عَبسٍ شُهودِ
فَأَمّا القائِلونَ هِزَبرُ قَومٍ / فَذاكَ الفَخرُ لا شَرَفُ الجُدودِ
وَأَمّا القائِلونَ قَتيلُ طَعنٍ / فَذَلِكَ مَصرَعُ البَطَلِ الجَليدِ
صَحا مِن بَعدِ سَكرَتِهِ فُؤادي
صَحا مِن بَعدِ سَكرَتِهِ فُؤادي / وَعاوَدَ مُقلَتي طيبُ الرُقادِ
وَأَصبَحَ مَن يُعانِدُني ذَليلاً / كَثيرَ الهَمِّ لا يَفديهِ فادي
يَرى في نَومِهِ فَتَكاتِ سَيفي / فَيَشكو ما يَراهُ إِلى الوِسادِ
أَلا يا عَبلَ قَد عايَنتِ فِعلي / وَبانَ لَكِ الضَلالُ مِنَ الرَشادِ
وَإِن أَبصَرتِ مِثلي فَاِهجُريني / وَلا يَلحَقكِ عارٌ مِن سَوادي
وَإِلّا فَاِذكُري طَعني وَضَربي / إِذا ما لَجَّ قَومُكِ في بِعادي
طَرَقتُ دِيارَ كِندَةَ وَهيَ تَدوي / دَوِيَّ الرَعدِ مِن رَكضِ الجِيادِ
وَبَدَّدتُ الفَوارِسَ في رُباها / بِطَعنٍ مِثلِ أَفواهِ المَزادِ
وَخَثعَمُ قَد صَبَحناها صَباحاً / بُكوراً قَبلَ ما نادى المُنادي
غَدَوا لَمّا رَأَوا مِن حَدِّ سَيفي / نَذيرَ المَوتِ في الأَرواحِ حادي
وَعُدنا بِالنِهابِ وَبِالسَبايا / وَبِالأَسرى تُكَبَّلُ بِالصِفادِ
أَلا يا عَبلَ ضَيَّعتِ العُهودا
أَلا يا عَبلَ ضَيَّعتِ العُهودا / وَأَمسى حَبلُكِ الماضي صُدودا
وَما زالَ الشَبابُ وَلا اِكتَهَلنا / وَلا أَبلى الزَمانُ لَنا جَديدا
وَما زالَت صَوارِمُنا حِداداً / تَقُدُّ بِها أَنامِلُنا الحَديدا
سَلي عَنّا الفَزارِيِّينَ لَمّا / شَفَينا مِن فَوارِسِها الكُبودا
وَخَلَّينا نِسائَهُمُ حَيارى / قُبَيلَ الصُبحِ يَلطِمنَ الخُدودا
مَلَأنا سائِرَ الأَقطارِ خَوفاً / فَأَضحى العالَمونَ لَنا عَبيدا
وَجاوَزنا الثُرَيّا في عُلاها / وَلَم نَترُك لِقاصِدِنا وُفودا
إِذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا صَبِيٌّ / تَخِرُّ لَهُ أَعادينا سُجودا
فَمَن يَقصِد بِداهِيَةٍ إِلَينا / يَرى مِنّا جَبابِرَةً أُسودا
وَيَومَ البَذلِ نُعطي ما مَلَكنا / وَنَملا الأَرضَ إِحساناً وَجودا
وَنُنعِلُ خَيلَنا في كُلِّ حَربٍ / عِظاماً دامِياتٍ أَو جُلودا
فَهَل مَن يُبلِغُ النُعمانَ عَنّا / مَقالاً سَوفَ يَبلُغُهُ رَشيدا
إِذا عادَت بَنو الأَعجامِ تَهوي / وَقَد وَلَّت وَنَكَّسَتِ البُنودا
أُعادي صَرفَ دَهرٍ لا يُعادى
أُعادي صَرفَ دَهرٍ لا يُعادى / وَأَحتَمِلُ القَطيعَةَ وَالبِعادا
وَأُظهِرُ نُصحَ قَومٍ ضَيَّعوني / وَإِن خانَت قُلوبُهُمُ الوِدادا
أُعَلِّلُ بِالمُنى قَلباً عَليلاً / وَبِالصَبرِ الجَميلِ وَإِن تَمادى
تُعَيِّرُني العِدا بِسَوادِ جِلدي / وَبيضُ خَصائِلي تَمحو السَوادا
سَلي يا عَبلَ قَومَكِ عَن فَعالي / وَمَن حَضَرَ الوَقيعَةَ وَالطِرادا
وَرَدتُ الحَربَ وَالأَبطالُ حَولي / تَهُزُّ أَكُفُّها السُمرَ الصِعادا
وَخُضتُ بِمُهجَتي بَحرَ المَنايا / وَنارُ الحَربِ تَتَّقِدُ اِتِّقادا
وَعُدتُ مُخَضَّباً بِدَمِ الأَعادي / وَكَربُ الرَكضِ قَد خَضَبَ الجَوادا
وَكَم خَلَّفتُ مِن بِكرٍ رَداحٍ / بِصَوتِ نُواحِها تُشجي الفُؤادا
وَسَيفي مُرهَفُ الحَدَّينِ ماضٍ / تَقُدُّ شِفارُهُ الصَخرَ الجَمادا
وَرُمحي ما طَعَنتُ بِهِ طَعيناً / فَعادَ بِعَينِهِ نَظَرَ الرَشادا
وَلَولا صارِمي وَسِنانُ رُمحي / لَما رَفَعَت بَنو عَبسٍ عِمادا