المجموع : 9
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ / ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه / من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبينُ الحقائقِ في ذراها / وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ / لجاء اللصُّ يفتكُ بالوليد
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من / حمى بيتَ الولايةِ من بعيدِ
فلولا ما تكوّنَ من أبينا / لما أمرت ملائكة السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي / يُسمى وهو حيٌ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ / فريدُ الذاتِ من بيتٍ فريد
لقد أبصرته حتماً كريماً / بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه / مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه / على الجسمِ المغيبِ في اللحودِ
لأصبح عالماً حياً كليماً / طليقَ الوجه يرفلُ في البرود
فمن فهم الإشارة فليصنها / وإلا سوف يلحقُ بالصَّعيد
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ / على الأفلاكِ من سَعد السُّعودِ
رأيتُ الأمر ليس به توانٍ / سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا / وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ / دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي / ولكنْ كان في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى / إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهل يخشى الذئابَ عليه من قد / مشى في القفرِ من خفَر الأسُودِ
وخاطبتُ النفيسةَ من وجودي / على الكشفِ المحققِّ والوجودِ
أبعد الكشف عنه لكل عينٍ / جحدتْ وكيف ينفعني جُحودي
فردَّتْ في الجوابِ عليَّ صِدقاً / تضرَّعَ للمهيمنِ والشهيد
وسَله الحفظَ ما دامَ التلقِّي / وسَله العيشَ للزَّمنِ بالسعيد
سألتك يا عليم الر مني / عصا ما في المودة بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداء جسمي / بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني / كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً / كسترِكَ نورَ ذاتِك في العبيد
وأن تبدي عليَّ شهودَ عجزي / بتوفيتي مواثيقَ العهود
ألف لام ميم وذلك ما أردنا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا / من إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألف لام ميم سجيِّ ليس يَفنى / لما يعطي الفناء من الجحودِ
ألف لام ميم بصادٍ عند صاد / لوارد علمه عند الشهود
ألف لام را لسابقة أتينا / بصِدق الوعد لا صدق الوعيد
ألف لام را لقد عظمت أمراً / يشيب لهو له رأسُ الوليد
ألف لام را مبشرة تجلت / بسجدتها على رغمِ الحسود
ألف لام ميم ورا لوميضِ برقٍ / يبشِّرني بإقبالِ الرعود
ألف لام را أنست به خليلاً / إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألف لام را بميزانٍ صَدوقٍ / فصَلَت به المرادَ من المريد
وكاف ها يا يربُعهن عين / إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظير / إذا حضر المشاهد بالشهيد
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ / وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاء مقتبساً لنارٍ / وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلت به قتيلاً / لينقله إلى ضيقِِ اللحود
ألف لام ميم لأوهن بيت شخصٍ / تولع بالذبابِ من الصّيود
ألف لام ميم غُلبت الرومُ فيه / ليغلبني بآياتٍ المزيد
ألف لام ميم ليحفظ بي وصايا / سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسود
ألف لام ميم ينزل من مقامٍ / إلهي إلى حالِ العبيد
وياسين قلبُ قرآن عظيمٍ / له التمجيد من كَرَم المجيد
وصاد شكركم إياه شرعاً / وعقلاً سارياً طلب المزيد
وحاميم غافراً ذنباً مبيراً / حمدت بحمده حمد الحميد
وحاميم فصلت ْآياتِ قولٍ / فداه بالطريفِ وبالتليد
وحاميم عين سين القافُ منه / بتنزيه المشاهد من بعيد
وحاميم قامَ بالدرجاتِ فينا / يسخرنا بأبنيةِ العقود
وحاميم دخنةٌ لعذاب قوم / اليم في عقوبته شديد
وحاميم قد جثتْ لقدومِ شخصٍ / حقيقةَ عينه ظهرتْ بجود
وحاميم لقد تفرَّد في اجتماعٍ / ليلحقَ بالصعود من الصعيد
وقاف أنزلته مني بخسر / نزول الروح من حبلِ الوريد
ونون أقلامه قد فصلته / ليعلم خصمها صدقّ الشهود
رمزتْ حقائقاً فيها معان / علتْ من أنْ تحصلَ بالقصود
وليس ينالها كرماً وجوداً / إذا حققتها غير السعيد
طلبتُ وجودُه من غير حدِّ / فقال العلم عيني في الحدود
ألا إنّ البراءةَ من قيودٍ / لأوثقُ ما يكون من القيودِ
تعالى جدُّ ربي عن وجودي
تعالى جدُّ ربي عن وجودي / فأعجب إذ دعاني للسجودِ
فذلك لي فإنَّ الله أعلى / وأعظم أنْ يُضاف إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً / وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي / كما بين الشهادةِ والشهيد
علا من قد علا والخلقُ حقٌ / وأين على السماِ من الصعيدِ
وقيده لنا الإطلاق فيه / ونقصه لنه طلبُ المزيد
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ / فيظهر في القريب وفي البعيد
فنحن به فأثبتني فقيراً / ونحن له فأين وجود وجودي
تنزه لي فلم أقدر عليه / فلما أن تحصَّل في القيود
ظفرتْ به فلم أر غير ذاتي / فقلتُ أنا فقال أبى وجودي
إذا أشهدت أنك في شهود
إذا أشهدت أنك في شهود / خليّ عن مقاومة الشهيدِ
وإنك ناظر فيه إليه / به من كونِه ربَّ العبيدِ
وإنك مبتغٍ طلباً مَزيداً / فقد شُرعَ السؤالُ من المزيد
رأيتُ العينَ ليس لها نظيرٌ / يقاوم من مُرادٍ أو مُريد
إذا ما الحق جلاه إلينا / تعيَّنَ في السيادةِ والمسُودِ
فما في الكونِ من يدري كلامي / سوى مَنْ عينه حبلُ الوريد
فيظهرُني فأظهره فيخفى / فأخفيه بآدابِ السجودِ
سجدتُ له سجودَ هوى بحقٍّ / فأكرم بالسلامِ وبالشهود
رفعتُ به فلم أر غير ذاتي / تصرف في القيام وفي القعود
ليشهد في جميع الأمر منه / وفيه فينطفي غيظاً حسودي
إذا ما المرء غاب عن الوجود
إذا ما المرء غاب عن الوجود / بما يلقاه من غط الشهودِ
إذا نزل الأمين عليه يلقي / إليه الوحي من عين المزيد
فيفنيه الفناء عن الوجودِ / وما يفنيه إلا بالوجودِ
ففيه به فناء العين منه / وإن يقصد يستر بالجحود
رأيتُ أهلة طلعت بدوراً / مكملةً بمنزلةِ السعودِ
يدل الجزؤ من مضمون كوني
يدل الجزؤ من مضمون كوني / على ما دلَّ كلّي من وجوده
فيشهدني وأشهده بنفسي / فأفنى عن وجودي من شهوده
ولولا أن يقال صبا لأمر / لقلت صدورُنا من عينِ جوده
يراه النائمُ اليقظانُ كشفا / كرؤية ذي التهجد في هجوده
يراه الحائرون بلا دليل / كرؤية ذي المقاصد في قصوده
يراه ناظم المرجان فيه / من أسماء له سلكا بجيده
يراه ناظم الألفاظ بيتاً / هو الروح المؤيد في قصيده
يراه ناظم الأحجار عقدا / وذاك العقد من اسنى عقوده
قرأت بعقده أجيادَ دهرٍ / به أخذ الشهادة في عقوده
له التسبيحُ والفرقان فيه / يميزه ركوعك مع سجودِه
وحاذرْ أن تمازجَ بي ربٍّ / وبين من اصطفاهم من عبيده
يراه مطلقا من كان اعمى / كرؤية ذي البصيرة في قيوده
فذاك الفيلسوف بغير حدٍّ / وهذا الأشعريّ على حدوده
وكلهم رهين الحبس فيه / بجعلِ العقلِ ذلك من صيوده
على الإنصاف آمنهم شخيص / طليقٌ ليس يرسفُ في قيوده
وهم أجنادُه وظهور ملك / مطاع إنما هو من جنودِه
بذا سعدوا وحازوا الأمن منه / وإن تعبوا المال إلى سعوده
لذا سبقت إلى الغايات رحمتي / وحازتها بمنزلتي سعوده
فحلتْ في الجنان وفي جحيم / وإن كانا لنا داري خلوده
فاخبئه ليستر في جحيمٍ / من الآلام أنسى من جحوده
فلو لزموا الحقائقَ لم يكونوا / كمنكر ما رآه لذي وروده
تجلّى للبصائر من بعيد / تجليه كمن هو في وريده
وأطلعه على ما كان منه / من الشكر العميم على مزيده
تراه عند وصل العين منه / بذاتك مثل فصلك في شروده
فلا تطلب من الرحمن عهداً / فيسألك المهيمن عن عهوده
وسالمه تكن عبدا سؤوساً / وتظفر بالزيادة في شهوده
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً / على شدنّيه سَبتاً ووجدا
وفيك تركت ما لا كنت فيه / أصرِّفه وأحباباً وولدا
تميزتِ الأمور إذا ابينت / لذي عينين برهانا وحَدا
إذا ما البعد آلَ إلى اقترابٍ / فبُعد الحدِّ ما ينفك بُعدا
نظمتُ قوافي الألفاظ لما / أردت مديحكم عقداً فعقدا
فقامت نشأةٌ حسناً لعين / وزَهراً في الرياضِ شذاً ومَلدا
ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ / لما تدريه من كرمٍ وجودِ
لقد منَّ الإله على فؤادي / بما أعطاه في حالِ السجودِ
سجودُ القلبِ إنْ فكَّرتَ فيه / على التحقيقِ يوذنُ بالشهودِ
إلى الأبد الذي ما فيه حد / تعالى عن مصاحبةِ الحدود
جهلتَ وما جحدتَ سبيلَ كوني / فإنَّ الأصل فيّ من الصعيد
صعدتُ به إلى شرفِ المعالي / فانزلني إلى سعدِ السعود
وناداني وقد خلفت قومي / ورآئي بالمقرَّب والبعيد
وآثرتُ الجنابَ جنابَ ربي / فالحقني بمنزلةِ العبيد
وملكني الصفات فكنت مثلا / ونزهه عن المثَل الوجودي
وأيّ فضيلةٍ أسنى وأعلى / يقاومها بجناتِ الخلودِ
فضلتُ بها على الآباء حقا / يقينا صادقاً وعلى الجدود
وأعلمني المهيمن أن جدي / من أكرم ما يكون من الجدود
سوى جد الإله فقد تعالى / عن الكفوء المصاحب والوليد
لقد حار الذي سَبَر الوجودا
لقد حار الذي سَبَر الوجودا / ليسلك فيه مسلكه البعيدا
فما وفى بذاك فحاد عنه / إلى علمٍ يورثه السفودا
عن الكشفِ الأتم فكان فيه / إذا أنصفته فرداً وحيدا
فلا تنوِ الصعيدَ إذا عدمتم / طهوراً للصلاة تكن سعيداً
فإن اسم الصعيد يريك علوَّا / لهذا الحقِّ أودعك اللحودا
ويمم ترب من جعلت ذلولا / تحزْ خيراً تكون به رشيدا
وتعطيك الأمانة مستواها / وتحذوك المشاهد والشهودا
وتحميك العناية في حماها / وتكسي ثوبك الغضَّ الجديدا
وتأتيك العوارفُ مسرعاتٌ / على ترتيبها بيضاً وسودا
فتأكلها به لحماً طريّاً / إذا ما المدَّعي أكل القديدا
إذا ما خضت في الآيات تشقى / وتحرم أن تكون لها شهيدا
إذا جد العلي اسمي اعتلاءً / على العظماء أورثهم حدودا
سمعتُ له وقد أصغى إليه / لما قالوه بينهمُ فديدا
رأيتهمُ وقد خرَّوا إليه / وبين يديه من أدبٍ سُجودا
ولنت لصونه المخزون لما / ألان به الجلامد والحديدا
وقد وافى على قومٍ قيامٌ / فصيَّرهُم بهمته قُعودا