القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 9
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ / ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه / من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبينُ الحقائقِ في ذراها / وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ / لجاء اللصُّ يفتكُ بالوليد
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من / حمى بيتَ الولايةِ من بعيدِ
فلولا ما تكوّنَ من أبينا / لما أمرت ملائكة السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي / يُسمى وهو حيٌ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ / فريدُ الذاتِ من بيتٍ فريد
لقد أبصرته حتماً كريماً / بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه / مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه / على الجسمِ المغيبِ في اللحودِ
لأصبح عالماً حياً كليماً / طليقَ الوجه يرفلُ في البرود
فمن فهم الإشارة فليصنها / وإلا سوف يلحقُ بالصَّعيد
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ / على الأفلاكِ من سَعد السُّعودِ
رأيتُ الأمر ليس به توانٍ / سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا / وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ / دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي / ولكنْ كان في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى / إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهل يخشى الذئابَ عليه من قد / مشى في القفرِ من خفَر الأسُودِ
وخاطبتُ النفيسةَ من وجودي / على الكشفِ المحققِّ والوجودِ
أبعد الكشف عنه لكل عينٍ / جحدتْ وكيف ينفعني جُحودي
فردَّتْ في الجوابِ عليَّ صِدقاً / تضرَّعَ للمهيمنِ والشهيد
وسَله الحفظَ ما دامَ التلقِّي / وسَله العيشَ للزَّمنِ بالسعيد
سألتك يا عليم الر مني / عصا ما في المودة بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداء جسمي / بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني / كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً / كسترِكَ نورَ ذاتِك في العبيد
وأن تبدي عليَّ شهودَ عجزي / بتوفيتي مواثيقَ العهود
ألف لام ميم وذلك ما أردنا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا / من إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألف لام ميم سجيِّ ليس يَفنى / لما يعطي الفناء من الجحودِ
ألف لام ميم بصادٍ عند صاد / لوارد علمه عند الشهود
ألف لام را لسابقة أتينا / بصِدق الوعد لا صدق الوعيد
ألف لام را لقد عظمت أمراً / يشيب لهو له رأسُ الوليد
ألف لام را مبشرة تجلت / بسجدتها على رغمِ الحسود
ألف لام ميم ورا لوميضِ برقٍ / يبشِّرني بإقبالِ الرعود
ألف لام را أنست به خليلاً / إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألف لام را بميزانٍ صَدوقٍ / فصَلَت به المرادَ من المريد
وكاف ها يا يربُعهن عين / إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظير / إذا حضر المشاهد بالشهيد
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ / وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاء مقتبساً لنارٍ / وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلت به قتيلاً / لينقله إلى ضيقِِ اللحود
ألف لام ميم لأوهن بيت شخصٍ / تولع بالذبابِ من الصّيود
ألف لام ميم غُلبت الرومُ فيه / ليغلبني بآياتٍ المزيد
ألف لام ميم ليحفظ بي وصايا / سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسود
ألف لام ميم ينزل من مقامٍ / إلهي إلى حالِ العبيد
وياسين قلبُ قرآن عظيمٍ / له التمجيد من كَرَم المجيد
وصاد شكركم إياه شرعاً / وعقلاً سارياً طلب المزيد
وحاميم غافراً ذنباً مبيراً / حمدت بحمده حمد الحميد
وحاميم فصلت ْآياتِ قولٍ / فداه بالطريفِ وبالتليد
وحاميم عين سين القافُ منه / بتنزيه المشاهد من بعيد
وحاميم قامَ بالدرجاتِ فينا / يسخرنا بأبنيةِ العقود
وحاميم دخنةٌ لعذاب قوم / اليم في عقوبته شديد
وحاميم قد جثتْ لقدومِ شخصٍ / حقيقةَ عينه ظهرتْ بجود
وحاميم لقد تفرَّد في اجتماعٍ / ليلحقَ بالصعود من الصعيد
وقاف أنزلته مني بخسر / نزول الروح من حبلِ الوريد
ونون أقلامه قد فصلته / ليعلم خصمها صدقّ الشهود
رمزتْ حقائقاً فيها معان / علتْ من أنْ تحصلَ بالقصود
وليس ينالها كرماً وجوداً / إذا حققتها غير السعيد
طلبتُ وجودُه من غير حدِّ / فقال العلم عيني في الحدود
ألا إنّ البراءةَ من قيودٍ / لأوثقُ ما يكون من القيودِ
تعالى جدُّ ربي عن وجودي
تعالى جدُّ ربي عن وجودي / فأعجب إذ دعاني للسجودِ
فذلك لي فإنَّ الله أعلى / وأعظم أنْ يُضاف إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً / وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي / كما بين الشهادةِ والشهيد
علا من قد علا والخلقُ حقٌ / وأين على السماِ من الصعيدِ
وقيده لنا الإطلاق فيه / ونقصه لنه طلبُ المزيد
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ / فيظهر في القريب وفي البعيد
فنحن به فأثبتني فقيراً / ونحن له فأين وجود وجودي
تنزه لي فلم أقدر عليه / فلما أن تحصَّل في القيود
ظفرتْ به فلم أر غير ذاتي / فقلتُ أنا فقال أبى وجودي
إذا أشهدت أنك في شهود
إذا أشهدت أنك في شهود / خليّ عن مقاومة الشهيدِ
وإنك ناظر فيه إليه / به من كونِه ربَّ العبيدِ
وإنك مبتغٍ طلباً مَزيداً / فقد شُرعَ السؤالُ من المزيد
رأيتُ العينَ ليس لها نظيرٌ / يقاوم من مُرادٍ أو مُريد
إذا ما الحق جلاه إلينا / تعيَّنَ في السيادةِ والمسُودِ
فما في الكونِ من يدري كلامي / سوى مَنْ عينه حبلُ الوريد
فيظهرُني فأظهره فيخفى / فأخفيه بآدابِ السجودِ
سجدتُ له سجودَ هوى بحقٍّ / فأكرم بالسلامِ وبالشهود
رفعتُ به فلم أر غير ذاتي / تصرف في القيام وفي القعود
ليشهد في جميع الأمر منه / وفيه فينطفي غيظاً حسودي
إذا ما المرء غاب عن الوجود
إذا ما المرء غاب عن الوجود / بما يلقاه من غط الشهودِ
إذا نزل الأمين عليه يلقي / إليه الوحي من عين المزيد
فيفنيه الفناء عن الوجودِ / وما يفنيه إلا بالوجودِ
ففيه به فناء العين منه / وإن يقصد يستر بالجحود
رأيتُ أهلة طلعت بدوراً / مكملةً بمنزلةِ السعودِ
يدل الجزؤ من مضمون كوني
يدل الجزؤ من مضمون كوني / على ما دلَّ كلّي من وجوده
فيشهدني وأشهده بنفسي / فأفنى عن وجودي من شهوده
ولولا أن يقال صبا لأمر / لقلت صدورُنا من عينِ جوده
يراه النائمُ اليقظانُ كشفا / كرؤية ذي التهجد في هجوده
يراه الحائرون بلا دليل / كرؤية ذي المقاصد في قصوده
يراه ناظم المرجان فيه / من أسماء له سلكا بجيده
يراه ناظم الألفاظ بيتاً / هو الروح المؤيد في قصيده
يراه ناظم الأحجار عقدا / وذاك العقد من اسنى عقوده
قرأت بعقده أجيادَ دهرٍ / به أخذ الشهادة في عقوده
له التسبيحُ والفرقان فيه / يميزه ركوعك مع سجودِه
وحاذرْ أن تمازجَ بي ربٍّ / وبين من اصطفاهم من عبيده
يراه مطلقا من كان اعمى / كرؤية ذي البصيرة في قيوده
فذاك الفيلسوف بغير حدٍّ / وهذا الأشعريّ على حدوده
وكلهم رهين الحبس فيه / بجعلِ العقلِ ذلك من صيوده
على الإنصاف آمنهم شخيص / طليقٌ ليس يرسفُ في قيوده
وهم أجنادُه وظهور ملك / مطاع إنما هو من جنودِه
بذا سعدوا وحازوا الأمن منه / وإن تعبوا المال إلى سعوده
لذا سبقت إلى الغايات رحمتي / وحازتها بمنزلتي سعوده
فحلتْ في الجنان وفي جحيم / وإن كانا لنا داري خلوده
فاخبئه ليستر في جحيمٍ / من الآلام أنسى من جحوده
فلو لزموا الحقائقَ لم يكونوا / كمنكر ما رآه لذي وروده
تجلّى للبصائر من بعيد / تجليه كمن هو في وريده
وأطلعه على ما كان منه / من الشكر العميم على مزيده
تراه عند وصل العين منه / بذاتك مثل فصلك في شروده
فلا تطلب من الرحمن عهداً / فيسألك المهيمن عن عهوده
وسالمه تكن عبدا سؤوساً / وتظفر بالزيادة في شهوده
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً
إليك أتيتُ يا مولاي قصداً / على شدنّيه سَبتاً ووجدا
وفيك تركت ما لا كنت فيه / أصرِّفه وأحباباً وولدا
تميزتِ الأمور إذا ابينت / لذي عينين برهانا وحَدا
إذا ما البعد آلَ إلى اقترابٍ / فبُعد الحدِّ ما ينفك بُعدا
نظمتُ قوافي الألفاظ لما / أردت مديحكم عقداً فعقدا
فقامت نشأةٌ حسناً لعين / وزَهراً في الرياضِ شذاً ومَلدا
ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ
ألا فارجع إلى أصلِ الوجودِ / لما تدريه من كرمٍ وجودِ
لقد منَّ الإله على فؤادي / بما أعطاه في حالِ السجودِ
سجودُ القلبِ إنْ فكَّرتَ فيه / على التحقيقِ يوذنُ بالشهودِ
إلى الأبد الذي ما فيه حد / تعالى عن مصاحبةِ الحدود
جهلتَ وما جحدتَ سبيلَ كوني / فإنَّ الأصل فيّ من الصعيد
صعدتُ به إلى شرفِ المعالي / فانزلني إلى سعدِ السعود
وناداني وقد خلفت قومي / ورآئي بالمقرَّب والبعيد
وآثرتُ الجنابَ جنابَ ربي / فالحقني بمنزلةِ العبيد
وملكني الصفات فكنت مثلا / ونزهه عن المثَل الوجودي
وأيّ فضيلةٍ أسنى وأعلى / يقاومها بجناتِ الخلودِ
فضلتُ بها على الآباء حقا / يقينا صادقاً وعلى الجدود
وأعلمني المهيمن أن جدي / من أكرم ما يكون من الجدود
سوى جد الإله فقد تعالى / عن الكفوء المصاحب والوليد
لقد حار الذي سَبَر الوجودا
لقد حار الذي سَبَر الوجودا / ليسلك فيه مسلكه البعيدا
فما وفى بذاك فحاد عنه / إلى علمٍ يورثه السفودا
عن الكشفِ الأتم فكان فيه / إذا أنصفته فرداً وحيدا
فلا تنوِ الصعيدَ إذا عدمتم / طهوراً للصلاة تكن سعيداً
فإن اسم الصعيد يريك علوَّا / لهذا الحقِّ أودعك اللحودا
ويمم ترب من جعلت ذلولا / تحزْ خيراً تكون به رشيدا
وتعطيك الأمانة مستواها / وتحذوك المشاهد والشهودا
وتحميك العناية في حماها / وتكسي ثوبك الغضَّ الجديدا
وتأتيك العوارفُ مسرعاتٌ / على ترتيبها بيضاً وسودا
فتأكلها به لحماً طريّاً / إذا ما المدَّعي أكل القديدا
إذا ما خضت في الآيات تشقى / وتحرم أن تكون لها شهيدا
إذا جد العلي اسمي اعتلاءً / على العظماء أورثهم حدودا
سمعتُ له وقد أصغى إليه / لما قالوه بينهمُ فديدا
رأيتهمُ وقد خرَّوا إليه / وبين يديه من أدبٍ سُجودا
ولنت لصونه المخزون لما / ألان به الجلامد والحديدا
وقد وافى على قومٍ قيامٌ / فصيَّرهُم بهمته قُعودا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025