المجموع : 9
ألا حي الربوع وأنت غار
ألا حي الربوع وأنت غار / وقل مليت عهدا بالعهاد
وسائل عن ظباء كن فيها / رواتع أين سرن من البلاد
وأين الرافلات بكل مرط / تضوع من شذاه كل ناد
وأين مصارع الآساد لما / تصدت للمها غرارا بوادي
سللن عليهم طرفا كليلا / وقطع الكل أوجع من حداد
زمان الوصل لي دان جناه / وهم البين عنى في ابتعاد
يدرن علي راح الروح صرفا / فاسقى فضلتي ظمئ الجماد
واطرب غير محتقب اثاما / كاني قلت مدحا في فؤاد
أمير لا يزل الطرف عنه / على متن الأريكة والجواد
جدير بالرئاسة والمعالي / عتيد للنضال وللجهاد
عماد الدولة العليا فاكرم / به بين الدعائم من عماد
متى يعمل حساما أو يراعا / يذل له المريد من المراد
يطيب بذكره قلب الموالي / ويذكو الروع في روع الاعادي
سرت فينا مآثره حثاثا / فبات بها مشيداً كل شاد
وحلت في نهى اهل المعالي / محل الماء في احشاء صاد
يوجه رأيه في كل وجه / فليس يحيد عن خط السداد
فلو لاقى اعوجاج الحنو يوما / لثقفه فاس من ارتئاد
ربيط الجاش طلاع الثنايا / رحيب المنتدى جم الرماد
مصيب في المرام وفي المرامي / عزيز في الجدال وفي الجلاد
تحاذر بطشه الابطال حتى / يروا ان الغنيمة في المآد
وتنهب ماله السؤال حتى
وتنهب ماله السؤال حتى / كأنهم غزاة للاعادي
كسا لبنان ثوبا من سرور / نضا عنه به ثوب الحداد
وابدله من الايجاس امنا / ومن ارق الفجيعة بالرقاد
ورد اسى الأرامل واليتامى / عزاء بالطريف عن التلاد
فكلهم له طوعا ملبّ / لما قد نال منه من المفاد
وكلهم له داع شكور / يقول رضاه ذخرى او عتادى
فعادوا نادمين على التفاني / وهادوا جانحين الى التفادي
فلم تك فينة حتى تآخوا / على اسس التعاهد والوداد
وكم من محنة عادت صلاحا / وشر آل خيرا في المعاد
فلولاه لظل الشر يربو / ولج القوم في لجج العناد
فطارت هامهم في كل جو / وسال نجيعهم في كل واد
فوافاهم على قدر بجيش / وآخر من عزائمه الشداد
فهذا للتثبت والتلافي / وذلك للتلاقي والطراد
وقام لهم مقام اب مرب / تساوى عنده نسب الولاد
فسوى كل امر ذي اعوجاج / واصلح كل شان ذي فساد
وداوى من جنون الحرب قوما / وقوما من ضغائن في الفواد
وارضى كل مشكو وشاك / واقنى كل مجدو وجاد
كذا فليرض رب الناس مرض / وينفذ حكم سلطان العباد
ويعمل سيفه في نعش حق / ومصرع باطل تحت الجياد
لنعم من ارتضاه اليوم ردءا / امير المؤمنين على البلاد
وقلده النيابة عنه فيما / له فيه الفخار الدهر باد
فامجدت الملوك له فعالا / واخلاقا تجل عن المجاد
وان يك طالما حمدوا رشيدا / فهلا يحمدون ابا الرشاد
اذا نفد المديح على كريم / فمدحي فيه ليس بذي نفاد
وان يكسد بسوق الفخر شعر / فشعري فيه ليس بذي كساد
وان يك من يزيف النظم نقدا / فهذا الضرب جل عن انتقاد
ولو اني اعمر الف عام / لكان ثناؤه ابدا حمادى
فقد انجى الوفا من نفوس / احاط بها البلاء بكل ناد
ولي من بينهم اهلون عزل / واخدان قلوا حزب الفساد
ادام الله نعمته عليه / ومنته الى يوم التناد
وما الدنيا سوى طيف
وما الدنيا سوى طيف / ترقبه الذي سهدا
فما نامت هواجسه / لرقبته وما رقدا
عنا لي من زماني ما اريج
عنا لي من زماني ما اريج / واسعدني بجدواه سعيد
بعيد الصيت داني العرف ما ان / بريم الدهر بجدي او يجيد
درى حالي فوافاني بآس / نطاسي كما طبّ الودود
ساشكر ما حييت يدا حباني / بها فبمدحها يحيي القصيد
كذلك صنع آباء كرام / له من قبله وكذا الجدود
اذا كان الصديق كريم اصل / وفي لك وهو دان او بعيد
ولم أر من بني الدنيا سعيدا
ولم أر من بني الدنيا سعيدا / سوى من ليس يفكر في السعاده
ومن هو صابر في كل امر / على استقبال ما نافي مراده
إذا ما أزمنة هجمت
إذا ما أزمنة هجمت / بها الدنيا على جلدي
فزعت الى مجن الصبر / متقيا به خلدي
لأحمد جودت مدح يجاد
لأحمد جودت مدح يجاد / فزده منه ما مد المداد
وزير للوزارة منه ازر / مشير اذ اشارته سداد
عليم صدره للعلم حرز / فمنه كل فقه يستفاد
دعام الدين في قول وفعل / وللملك المعز له عماد
تضيء لنا بغرته الدياجي / ويكثبنا بحكمته الرشاد
توشح بالكمال فكل ثوب / يقل به يليق ويستجاد
إذا ذكرت مناقبه لقوم / حسبتم من الصهباء مادوا
ولو قسمت على كل البرايا / لما بقى امرؤ عنها يذاد
رأته الدولة العليا هماما / لكل مهمة نعم العتاد
فولته ولايات صعابا / وكان لها عليه الاعتماد
فذل له الجموح من الأماني / وياسره من البهم الشداد
ودان له المقاوم والمقاوى / وطاوعه المعاند واللداد
ودبر كل امر بالتاني / فتم على ارادتها المراد
إذا ما رام امرا لم يفته / فان عز اقتداء فاقتداء
فيحكمه فيبعد عنده ان / يقول الناس من عوز سداد
متى نظر الغوى له صلاحا / سرت عنه الغواية والفساد
توقره الملوك اذا راته / وتكرمه الملائك والعباد
ففي كل العيون له رواء / وفي كل القلوب له وداد
له في نفع اهل الارض طرا / مبادرة وجد واجتهاد
فكم مرعت بمنظره وهاد / وكم عمرت بمحضره بلاد
جميع الناس مدحته اجادوا / وكلهم بها طربا اشادوا
ليهنئ خطة الشهباء عدل / يجللها بها طربا اشادوا
لئن حرمت مغانيها ثريا / فذا بدر يضئ به السواد
ترفع شانه عن كل شين / فما تحوى مماثله المهاد
كذا من يصدق السلطان سعيا / فمن رتب العلى ابدا يزاد
لقد عادت صلات أبي السعود
لقد عادت صلات أبي السعود / بوادي النيل من بعد الصدود
ولكن أصبحت بكماة حرب / وتعبية الصفوف من الجنود
لتخفر ما بذاك الواد يطفو / من الدر المنظموالعقود
تمنى كل خود أن تحلى / بها بين الترائب والجيود
جنود حازها تيمور دهرا / وصال بها وطال على الأسود
فثبطه الحمام عن التمادي / وقال له ابتك في ثمود
مضى تيمور مذموما لظلم / ووادى النيل محمود الورود
ولا سيما وإن بنا لغلا / إلى جود وجود في الوجود
بدائعه تدل على معالي / مؤلفة وحسبك من شهود
كأن الشمس تبرد ان بردنا
كأن الشمس تبرد ان بردنا / فتلبس من كثيف الغيم بردا
والا فهي تأنف ان نراها / مفككة القوى فتصد صدا