هناءً أيها الملك السعيد
هناءً أيها الملك السعيد / توافت في إرادتك السعود
تجدّد منك أثواب المعالي / ومجدك بن مناقبه جديد
لكم من كل مكرمة طريق / وفيكم كل معروف تليد
فإعدام الفتى عدم حقيق / وجودكم لمن يعفو وجود
أأحمد إن حمدت بكل قول / ففعلك بالذي تولي حميد
بنيت على على الجوزاء حقا / له يعنو بناظره الحسود
ومن ذا يستطيع لكم مراما / إلى العليا وشأوكم بعيد
وما يحوي المدائح فيك شعر / ولا يحصي منافيك العديد
ولو جاز الخلود لنفس حي / من الدنيا لحقّ لك الخلود
وإني عبد عبدك غير شك / وكل الناس لي طرّا عبيد
وقلبي قد أحطت به اختباراً / بودٍّ لا يكدّره الصدود
أبا أسد الدنا والدين طرّاً / ومَن دانت لهيبته الأسود
إلى جدوال أضحى الناس صورا / وشخصك قبلتي ولك السجود
ولما جاء من غيري قصيد / وما وافى لكم مني قصيد
نظمت من البديهة سمط در / ولم يصلح له إلاك جبد
ولما كنت في شعري مجيدا / أنصّ لمدحني ملك مجيد
وما ألم ألم بكم فعادت / له الأيام وهي لذاك سود
ويا فرح الأنام له بعيد / ولكن السلامة منك عيد
هنيئا للبرية منك ملك / فريد جوده أبدا فريد
إذا انطقت معاليه بوصفٍ / ومكرمة له خرسَ الوفود
وإن بدأت يمين يديه جودا / فإن شماله حقا تعيد
فلا زالت عطاياكم سجاما / سجاياكم أبدا شهود
ودمت موفّقا في كل أمر / فأنت بكل ما تأتي حميد