القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 15
وقلتَ امْدح به من شئتَ غيري
وقلتَ امْدح به من شئتَ غيري / ومن ذا يقبل المدْح الرَّديدا
ولا سِيمَا وقد أعمَقْتَ فيه / مخازِيَكَ اللواتي لنْ تَبيدا
وما للْحَيِّ في أكْفان مَوْتٍ / لبوسٌ بعدما امتلأتْ صديدا
وما ذنبي إليكَ سوَى جِوَارٍ
وما ذنبي إليكَ سوَى جِوَارٍ / قَريبٍ مثْلَما قَرُبَ الوريدُ
وَوُدٍّ بين شَيْخَيْنَا قَديم / على الأيام مَعْقدُهُ وَكيدُ
وَقُرْبَى نِحْلَتْي أدبٍ ورأْيٍ / بأبعدَ منهما قَرُبَ البعيدُ
وأنِّي لمْ يزل أمَلي قديماً / عَقيدَكَ ما تقدَّمَهُ عقيدُ
سَبَقْتُ به إليكَ لدنْ كلانا / وَليدٌ أوْ يُضارعه الوليدُ
وكان القلب يُؤنِسُ منك رُشْداً / ولَيْسَ بِكَاتِم الرشد الرَّشيدُ
ويشهدُ أنْ سَتَسْمُو للمعالي / فتبلُغَها فما كذب الشَّهِيدُ
فَمَالَكَ حَادَ عُرْفُ يديك عني / وما للعرف عن مثْلي مَحيدُ
ومَالي لا أزال لديْكَ أُحْبَى / حَباءً يُجْتَوَى منْه المزيدُ
دَهَانِي منْ جفائك ما دهاني / ولم يَكُ للزَّمَان به وَعيدُ
عذْرتُكَ لوْ عرفْتُكَ خارجيَّاً / طَريفَ المجْد ليس له تليدُ
فقلتُ رأى قَديمي فيه نَقْصٌ / فلست أحبُّه ما عادَ عيدُ
فَكَيْفَ ولستَ تَعْلَمُنِي عَلِيماً / بنقْص في قديمكَ يا سعيدُ
ألستَ المرْءَ والدُه حُميدٌ / وحسْبُكَ من سناءٍ لا أزيدُ
ألستَ ابن الذين غَنَوا قديماً / هُمُ الأحرار والناسُ العَبيدُ
أتحسِبُني زهاك الحظ عندي / فَحَشوُ جوانحي حسدٌ شديدُ
وما حَسَدِي وشأَنُكَ غَيْرُ شأني / أيَحْسُدُ صائداً ما لا يصيدُ
وكيف وما وقعْتُ أمامَ ظَنِّي / وكيف وما حَظِيتُ كما أُريدُ
لئن أرضاك هذا الحظُّ حظاً / فإني مُسْتَرِيثٌ مُسْتَزِيدُ
ألم تر أن نُعْمَى اللَّه شُنَّتْ / عليك فطالها شخص مديدُ
أفِدْ ما شئتَ من جَاهٍ ومالٍ / فأَنْتَ لديَّ تُزْهِي ما تُفيدُ
أَيُزهي شخْصَ مثلِكَ عند مثلي / أبا عثمان سِرْبَالٌ جديدُ
وليس ابْنُ المقفَّع في نَقِير / لديْكَ إذا عُدِدْتَ ولا يزيدُ
ولا كُلْثُومٌ المجْمُوعُ فيه / إلى الْخُطَب الرَّسَائلُ والقصيدُ
ولا عبدُ الحميد وإنْ زهاه / تَقَادُمُ عهْدِهِ شَهِدَ الحَمِيدُ
فكيف أراك تَقْصُرُ عن مَنَالٍ / وأَنْتَ الْفَردُ في الناس الوحيدُ
يراكَ بمثْلِ تلكَ العيْنِ أعْشَى / وحَاشَا منْ لهُ بَصَرٌ حديدُ
وبَعْدُ فقد تَرَى اسْتِغْلاَقَ أَمْرِي / وطُولَ حِرَانِهِ ما يَسْتَقيدُ
وعندكَ إن أردتَ النَّفْعَ نَفْعٌ / وعنْدي ضِعْفُهُ شُكْرٌ عَتيدُ
فَهَبْ لي مَحْضَراً يشْفِي ويكْفِي / إذا أبْدأْتَ فيه لا تُعِيد
تَهزُّ به الأمِيرَ فليس يُغْني / عن الهَزِّ السُّرَيْجيِّ الرَّدِيدُ
أترضَى أن حُرِمْتُ وفاز غيري / بآمال لها طلع نضيدُ
وأنت لكلَّ مَكْرُمةٍ عِمَادٌ / أجَلْ ولكلَّ ذي كرم عَميدُ
سرقوك مجدَك وهْوَ مدَّخَرٌ
سرقوك مجدَك وهْوَ مدَّخَرٌ / منْ قبْلِ أن تُلقى إلى المهدِ
وكَسَوْهُ قوماً لا يَلِيقُ بهِمْ / من ماجد وَسَطٍ وَمِنْ وغْدِ
فرددتُ حقَّك غيرَ معتذِرٍ / منه إلى حُرٍّ ولا عبدِ
فلو أسْعرته ناراً
فلو أسْعرته ناراً / لكانت دون ما يجدُهْ
وذي حسدٍ يكاشِرُني / وتحت جَنانه رَصدُهْ
يبيتُ إذا تذكَّرني / وحمّى خَيْبَرٍ تَرِدُهْ
ويرمَدُ حين يبصرني / فَدام بعينه رَمدُهْ
أصيبُ سَواء مقتله / على أنْ لستُ أعتمدُهْ
أعيذُك أن يكون نداك يأتي
أعيذُك أن يكون نداك يأتي / وليس له على الأحشاء بَرْدُ
وذاك بأن تطيل المطل حتى / ينال النفسَ منه أذىً وجَهْدُ
هنالك لا يساعِد فيك حمدٌ / وهل لمُكَدِّرِ المعروف حَمْدُ
صبرت على مَغِيبِ البدر حتى
صبرت على مَغِيبِ البدر حتى / أهلَّ أخوهُ واللّه الحميدُ
فذاك مضى لآخرةٍ وهذا / لدنيَا عمره فيها مديدُ
أبا عبد الإله ألا فشُكْراً / فإن الشكر يَتْبَعُهُ المزيدُ
سَعِدْتَ سعادتين بغير شكٍّ / ولم يجمعهما إلا سعيدُ
سعدت بأجرٍ ذاك وأنْسِ هذا / كذاك اللّه يفعلُ ما يريدُ
رأى فيه شمائله
رأى فيه شمائله / ففضَّله على ولدِهْ
وآثره لما قدْ كا / ن يؤنس فيه من رشَدِهْ
فسَّماه اسمه الأعلى / ليُقْذي عين ذي حَسَدِهْ
ولو يسْطيعُ مكَّنه / مكان الروح من جسدِهْ
فتىً ليستْ تُفَكُّ يدٌ / طوالَ الدهر من صَفَدِهْ
جرى حتى إذا ما قَص / صرَ الأكفاءُ عن أمدِهْ
أقام على مكارمه / يباري أمْسَهُ بغدِهْ
إذا هَضبتْ هواضبُه جَناباً
إذا هَضبتْ هواضبُه جَناباً / تولَّتْ منه عن أثرٍ حميدِ
كما ظهرتْ على العضْب اليماني / مآثرُ من يَدَيْ صَنَعٍ مُجيدِ
يجود صبيبُه كدموع عيني / غداةَ ترحَّلَتْ أمُّ الوليدِ
تودِّع بالإشارة من بعيد / فيا حُسْنَ الإشارة من بعيدِ
ألا يا حبَّذا نفحاتُ نجد / ومن أمسى بمنعَرَج الصعيدِ
ومن أخْشى إذا ما زرتُ منه / صدوداً والمَنية في الصدودِ
أليس اللّه صيَّرني عذاباً / لأقمع كلَّ شيطانٍ مَريدِ
لأقمع كل عفريت وجنٍّ / بكل مفازة وبكل بيدِ
أنا النار التي بالخلق تُغْذَى / وتوقَد بالحجارة والحديدِ
إذا نضجَتْ جلود القوم فيها / أُعيد لهم سوى تلك الجلودِ
يقال هل امتلأْت وكلُّ خلقٍ / بها فتقول لا هَلْ من مزيدِ
إذا عَطشوا سقيتُهُم صديداً / فويلُ القوم من شُرْب الصديدِ
فأين هُبلتَ تهرب من هجائي / وأين هبلتَ تهرب من قصيدي
ولو في است التي ولدتك مني / هربت أتتك بائقةُ النشيدِ
أُصِمُّ بها صداك وأنت فيه / وأمْنعُ مقلتيك من الهجودِ
إليكَ سُلالة الطَّحَّان أحدو / بها صمَّاء كالحجر الصلودِ
تَرُمُّ عظام لابسها وتُبْلي / ولا تَبْلى على أبد الأبيدِ
إذا قلت الليالي أهرمتْها / بدت شَنعاء في سنِّ الوليدِ
تَبثُّ حديث أمك ذي المخازي / وباخرْزيِّها نجْل اليهودِ
لياليَ لا يزال لها خليلٌ / ويُعملُها كإعمال القَعُودِ
يشكُّ خِلال حَاذيها بعَبْل / عظيم الرأس منتفخ الوريدِ
فكم من نطفةٍ قد أعجَلْتها / وما حالت إلى العَلق العقيدِ
وكم لك من أبٍ لم تحتسبه / وكم لك من أخٍ منها شهيدِ
تركَّضَ حين تمَّ فأزْلقته / بلا عُسْر ولا تعب شديدِ
وكيف تضيق عن مُلْقى جنينٍ / وكَعْثَبُهَا بريدٌ في بريدِ
فألقَتْ شلْوَهُ من رأس طودٍ / فِعال الجاهلية بالوئيدِ
فكم من قِتْلَةٍ وَجَبَتْ عليها / وكم في ظهر أمك من حدودِ
ألم تخبركَ لِمْ ولدتك أعمى / هوت في النار من أعلى صَعُودِ
عمِيتَ لأنها جعلتك نصباً / تَهدَّفُه غراميل العبيدِ
وكيف تُراك تسلم من أيورٍ / تَعاقَبُ فيك بالطعن الشديدِ
أتزعم فعل ربك كان ظلماً / بأُمَّةِ صالحٍ وبقوم هودِ
ببيتَيْك اللذين يخبِّرانا / بمحض الكفر عنك وبالجحودِ
فما أرجو بمَهْلك قوم عادٍ / ومن صبِّ العذاب على ثمودِ
فأين محمد أم أين عيسى / أليسا مثلهم تحت الصعيدِ
عجبت وقد خلوتَ تُدير هذا / لحكم اللّه ذي العرش المجيدِ
ألم يُلْحقْكَ أوشكَ ما لحاقٍ / بإخوتك المسوخ من القرودِ
خسرتَ الدين والدنيا جميعاً / كذاك تكونُ مَنْحَسةُ الجدودِ
ولم أحمد به إلا حميداً
ولم أحمد به إلا حميداً / بإجماع المُصَالحِ والمُعَادي
فقال وإن مُطِلْتَ زُهاءَ حَوْلٍ / فقلت وإن مُطلت إلى التنادِ
متى يَمْطُلْ أبو حسنٍ علِيٌّ / فَعِلَّةُ مَطْلِهِ عَوَزُ الجوادِ
ومحبِسُه العطيةَ مستزيداً / نَدَى يَدِه وليس بمستزادِ
وما ضرَّ المؤمِّل مطْلُ وعْدٍ / تظل له العطية في ازديادِ
فكلُّ فتىً كريم فيه مطْلٌ / ببذل نواله فرط احتشادِ
يُزايد نفْسَه في الرفد حتى / يطولَ المطلُ من طول الزيادِ
ولم يمطل جوادٌ قَطُّ إلا / أتاك حِبَاؤه ضخم السَّوادِ
إذا ما حاملٌ جرَّتْ بحملٍ / أتمَّتْ شخصَه عند الولادِ
وما مطلُ ابن يحيى سائليه / ليوحشهم بذاك من العِوادِ
ولا ليروضَ نفْساً ذاتَ شُحٍّ / ولا ليفكَّ عزماً ذا صفادِ
وما من شأنه استكثار عُوْدٍ / ولا استثقالُ معروفٍ مُعادِ
فداه الماطلون لكي يفُكُّوا / وثاق البخل عن أيدٍ جِعادِ
ولا عدم المؤمِّل منه مطلاً / تتم به الصنائع والأيادي
ورُدَّتْ كُلُّ صالحةٍ عليهمْ
ورُدَّتْ كُلُّ صالحةٍ عليهمْ / وكانتْ قبل ذلك تُسْتردُّ
بأبيضَ من بني شيبان خِرْقٍ / رفيع البيتِ قد علمتْ مَعَدُّ
لِمَصْقلَة الذي أسْدى وأَيدَى / أيادٍ في المعاشر لا تٌعَدُ
هُبَيْريٍّ أطاب الله منه / وحَسَّنَ منه ما يَخْفَى ويَبْدو
نظيفِ السِّرِّ عَفٍّ حين يخلُو / جميلِ الجهْرِ حُلْوٍ حين يبْدو
كأنَّ الله خيّرهُ السجايا / فكان من الرجال كما يَوَدُّ
له خُلُقان من بأْسٍ وجودٍ / يسوس كليهما الرأْيُ الأَسَدُّ
هما قَدَران من رزقٍ وموْتٍ / إذا عزما فما لهما مَرَدُّ
يُنادى باسْمه غيثٌ وليْثٌ / هِزبرٌ يفْرسُ القَصرات وَرْدُ
هو الخَصْم الألدُّ لكلِّ ضِدٍّ / من الأضْداد والقِرْن الأعَدُّ
أعدَّتْه بنو العباس ذُخراً / كَهَمِّك ذلك الذخر المُعَدُّ
سلاحُهُمُ الأحدُّ إذا تصدَّى / لهم باغ وركنهمُ الأشدُّ
أبٌ لرعية السلطان بَرٌّ / معاشُ الناس في كنفَيْه رغدُ
كَفى فَقْدَ الكُفاة مخلَّفيهمْ / فليس يُحَسُّ للمفقود فقْدُ
ومهَّدَ للجُنوب بخير كفٍّ / مَضاجعَها فكلُّ الأرض مَهْدُ
غدا سَبْطَ البنان بكل عُرْف / ثَرى العافينَ منه الدهْرَ جَعْدُ
يَحُلُّ عليه بالرغبات وفْدٌ / ويرحل بالرغائب عنه وفْدُ
وُفُودٌ لا يزال لهمْ إليه / على أنضائهم عَنَقٌ وَوَخْدُ
بهادٍ من ثناء الناس طُرَّاً / وحادٍ من رجاء القوم يحدو
بلوتُ له خلائقَ ليس فيها / سوى ما سامني خللٌ يُسَدُّ
فتىً سهُلَت محافرُه لغيري / ومحْفَرُهُ لديَّ الدهْرَ صَلْدُ
خلا وعْدٍ مددتُ إليه عيني / فأَعْرضَ دونه مطْلٌ يُمَدُّ
فمن ذا مُبْلغ إياه عنِّي / عتاباً تحته عَتْبٌ ووجْدُ
فتى شيبان لِمْ أعْمَلْتَ مطْلي / بلا حدٍّ وللأعمار حَدُّ
تُجَدُّ لي المواعدُ كلَّ يوم / إذا أمَّلْتُ عارفةً تُجَدُّ
أكنتَ وعدتني خطأً فأصغى / إلى الإخلاف عَزْمٌ منك عمْدُ
وأنَّي والمكارم باقياتٌ / تروح عليك أْوجُهُها وتغْدُو
وقد حكمتْ بأن الخلْفَ غدْرٌ / كما حكمتْ بأن الوعْدَ عهْدُ
وأنت سَميُّ أصدقِ ذي لسان / فهل بالصدق دونك مُسْتَبَدُّ
ولم تك واعداً خطأً وأنَّى / ومالَكَ غيْرُ بذْلِ العُرفِ وَكْدُ
فتى شيبان لا يشْمتْ بشعري / عدُوُّك غاله عن ذاك لَحْدُ
فتى شيبان لا يفرحْ بعَتْبي / عليك مُنافسٌ لي فيك وغْدُ
أتُسْلمُني وأنتَ أعزُّ جارٍ / لدهرٍ لا يزال عَلَيَّ يعْدو
أتخطِئُني فواضلُكَ اللَّواتي / كَثُرْن فليس يحصيهنَّ عَدُّ
أيصْلَدُ بعد طول القدح زَندي / ولم يصْلَدْ لمن رجَّاك زَنْدُ
أعدْلٌ أن حُرمتُ نداك إلا / حديثاً ليس فيه عَليَّ ردُّ
يُحدِّثني بجودك كلُّ ركْب / وكلُّهُمُ بشعري فيك يشْدو
فيا عجباً مديحي فيك سَرْدٌ / وعُرفك في الأنام سوايَ سرْدُ
صددْتَ وما تقدَّم منك عطفٌ / وليس يكون قبل العطف صدُّ
جَزَرْتَ وما تقدَّم منك مَدٌّ / وقدْماً كان قبل الجزر مَدُّ
أما تأوي لصبر كريم قومٍ / ببابك لا يُثاب ولا يُرَدُّ
يُكَدُّ ولا ينال وكان يرجو / بفضلك أن يُنال ولا يُكَدُّ
أُرفِّهُ ما أرفِّهُ في التقاضي / وليس لديكَ غيْرَ المطْل نقْدُ
إذا إنجازُ وعدك كان وعداً / فيكفيني من الوَعْديْن وَعْدُ
وهبْكَ شفعْتَ لي وعداً بوعدٍ / لتُحْكَمَ مِرَّةٌ ويُشَدَّ عَقْدُ
أليسا كافيَيْن بلى لعمري / وقد يكفي من الزوجين فردُ
أما حسْبُ امْرىءٍ مِنْ وَعْدِ غيْثٍ / بصائب ودْقه برْقٌ ورعْدُ
جَدَاك جداك أوْ يأساً مريحاً / فما بعد الذي أَنظرتُ بعْدُ
تأخَّر من ثوابك ما أرجى /
أعيذك أن يكون نداك يأتي / وليس له على الأحشاء بردُ
وذاك بأن تُطيل المطْلَ حتى / يمسَّ النفْسَ منه أذىً وجَهْدُ
هنالك لا يُساعد فيك حمْدٌ / وهل لمُكدِّر المعروف حمْدُ
رأَيتُ الرِّفْد عُرْفاً حين يُعْفَى / به المعْطَى وما للحقِّ جحْدُ
وليس العرفُ عُرْفاً حين يأتي / وحُرُّ القوم ممَّا كَدَّ عَبْدُ
أيرضى أن يكون أخاه مَطْلٌ / فتى أبواه مَكْرُمَةٌ وَمَجْدُ
جَزُوعٌ أن ينال الذمُّ منه / على الإزْراء إلا تلك جَلْدُ
لَحانَ لما غرستُ لديك حَمْلٌ / وآن لما زرعتُ هناك حصْدُ
فلا تُوقع بحرماني اعتذاراً / فإن نداك للمحروم جَدُّ
وليس يَضير من رجَّاك نحْسٌ / وكيف يكون ذاك وأنت سَعْدُ
وقائلةٍ خَرُقْتَ فقلت مهْلاً / فَرُكْنا حلْمه حَضْنٌ ورَقْدُ
أخِلتِ رياحَ جهلي طائرات / بَطوْد لا يُهَزُّ ولا يُهَدُّ
إذا جار العتاب عليه أغْضَى / له جفناً وما غضَّاه ضَهْدُ
ولكن حلْمُ ذي خُلقٍ عظيمٍ / له نحو العُلا والمجْد صمْدُ
تطامن بالتواضع فهْو غوْرٌ / وأشرف بالسيادة فهو نجدُ
مَنَحتُكَها كساقية الندامى / زهاها بينهمْ وجْهٌ وقَدُّ
أتتك مُقرَّةً بالعجْز يحكي / حياءَ ضميرها طرْفٌ وخَدُّ
ولم يقْعُدْ بها في الوصف حشْدٌ / ولكنْ لا ينال نداك حشدُ
تُقَرَّظُ غير أنك لا تُوَفَّى / وتوصَفُ غير أنك لا تُحَدُّ
أراد الغيث أن يحكيك جودا
أراد الغيث أن يحكيك جودا / فقصَّر بعد أن أحيا البلادا
فقلتُ غَلْطتَ جودُ أبي عَلّيٍ / يقصِّر عن مداه من أرادا
لأن الجود منه كل يوم / وأنت تجود أياماً عِدادا
وأنت تجود أرضاً بعد أرض / وكفّاه يَعُمَّان البلادا
سأنظرُ نحو دارك حين أخشى
سأنظرُ نحو دارك حين أخشى / على كبدي التَّفَتُّتَ من بعيدِ
كما نظر الأسير إلى طليقٍ / يؤمُّ بلادَهُ لحضور عيدِ
سيتْلَفُ في الهوى وجداً فؤادي / ولو كان الفؤادُ من الحديدِ
فديتُ دماً أريق من الفَصيدِ
فديتُ دماً أريق من الفَصيدِ / تغَّير منه مَسمُوم الصعيدِ
دمٌ قد كنت أنظر من قريبٍ / إليه فصرتُ أنظر من بعيدِ
فلو أني ظفرت به لأضحى / خَلوقاً بين سالفتي وجيدي
عجبت لساعدٍ يُدميه لحظي / ويقوَى أن يُباشَرَ بالحديدِ
أرى ماءً وبي عطشٌ شديدٌ
أرى ماءً وبي عطشٌ شديدٌ / ولكنْ لا سبيل إلى الورودِ
أما يكفيك أنَّكِ تملكيني / وأن الْخلق كلَّهُمُ عبيدي
وأنَّكِ لو قطعت يدي ورجلي / لقلت من الهوى أحسنْت زيدي
وإخوانٍ تخذتهمُ دروعاً
وإخوانٍ تخذتهمُ دروعاً / فكانوها ولكنْ للأعادي
وخِلتهم سهاماً صائبات / فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوبٌ / لقد صَدَقوا ولكن من ودادي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025