القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 4
وحي من بني جشم بن بكر
وحي من بني جشم بن بكر / يزيدون القنا ثغر الأعادي
إذا نزلوا الحمى من أرض نجد / كفوه ترقب الديم الغوادي
أعاريب إذا غضبوا تروت / دما سربا أنابيب الصعاد
لهم أيد تشد عرى عراهم / بأطراف المهندة الحداد
وأعناق بها صعر قديم / تواري الغر باللم الجعاد
فلو جاورتهم لملئت كبرا / يخيم بين جيدك والنجاد
إذا ما جف ظهر الأرض محلا / فهم اندى البرية بطن واد
وفيهم كل واضحة المحيا / كأن وشاحها قلقا وسادي
ولولا حبها انتعلت نجيعا / إلى حفر حوافر من جيادي
نأت فكأن أجفاني طوتها / تباريح الهموم على قتاد
سلي عن يعملاتي كل واد
سلي عن يعملاتي كل واد / فقد باتت تشكاها البوادي
وأوردني السرى هلكات خيلي / فلم أبخل بشقر أو وارد
تعودت السياحة في الفيافي / فلم أعبأ بلج أو ثماد
ذريني والهوى بظباء قيس / فخدع الخل أثلم للفؤاد
وقد تأتي الخديعة من صديق / كما تأتي النصيحة من معاد
سليني شرح ديوان التصابي / فخافيه عليّ اليوم باد
قرأت صحائف الأشواق حرفا / فحرفا واهتديت إلى الرشاد
علمت بأن روضك غير روضي / فمالك تسألين عن ارتيادي
وللدنيا أحاديث طوال / غرائب شيبت لمم المداد
فكم صاد إلى الأحباب يوما / وكم يوم إلى الأحباب صاد
ليالي لم تزل بالبيض بيضا / وكانت كالسهول بلا وهاد
أرقت لذكركم طرفا وقلبا / ولحظ النجم يكحل بالرقاد
فزد يا سهد في قلقي إليهم / وزل عن جفن عيني يا رقادي
وهل يجدي سهاد العين شيئا / إذا كان الفؤاد بلا سهاد
أبعد مليح وجرة من مليح / وبعد مراد وجرة من مراد
شريت هواكم بالروح نقدا / وما علقت يدي بيد التمادي
أطالت فرقة الأحباب غيظي / فهل يوم أغيظ به الأعادي
ستذكرني إذا افتقدوا وفاتي / رجال من طباعهم التمادي
حسبت اللبث عجزا وانحطاطا / وما هو غير تمهيد المهاد
ولم أبرح وأن رغمت أنوف / عزيزا حيث كنت من البلاد
سلاني من أحب وواصلتني / أناس كان قطعهم مرادي
بليت بخلة كانت كأرض / أضاع سباخها عهد العهاد
وأصبح جامحا فرس الليالي / وكنت عهدته سلس القياد
وكل تنعم عقباه بؤس / وهل نار تكون بلا رماد
تلاعبني الليالي كل يوم / ملاعبة الفوارس في الطراد
خرقت صحائف الأيام علما / وصافحت الروائح والغوادي
وجربت الرفاق وجربتني / فلم أر غير زرع في جماد
معاداة الرجال بغير داع / بناء للأمور على فساد
وكانت قرة فغدت قذاة / وعقبى النار كلس من رماد
ورميك بالقطيعة غير رام / خلاف للمروءة والسداد
ومن زرع العداوة في البرايا / فليس سوى الندامة من حصاد
إذا ما كان ود المرء طبعا / فليس يفيد تطبيع الوداد
وليس بنافع طول اقتداح / إذا ما كان وري في الزناد
وحساد أضعت بهم هجائي / وحسب الليل أردية السواد
رأوا قمري بدا فاستكتموه / وماذا للمصر على العناد
إذا فسدت طباع الدهر سادت / على نجبائه أهل الفساد
وما أسفي على الأيام إلا / على إبل حداها غير حاد
أرى ترف الصبا كالشيب عندي / إذا كان الجميع إلى نفاد
فويل للشبيبة كيف ولت / ولم أنل السعادة من سعاد
وحظ كلما تاجرت فيه / رمى تلك التجارة في كساد
وخل كان معتمدي عليه / فمنذ جفا عتبت على اعتمادي
تصبر أو فمت جزعا ووجدا / حدا بعقيلة الحيين حاد
حبست ركابهم لوداع أحوى / ضلالي في محبته رشادي
إذا لم تبل حدا في حسام / فلا يغررك طول في النجاد
وقال القلب ودعني فلسنا / بملتقيين إلا في المعاد
قريب ما إليه سبيل وصل / وقرب ذوي القطيعة كالبعاد
ذريني فيهم وفساد حالي / صلاح البابلية في الفساد
كبا في حبكم يا سلم صبري / وقد يكبو النجيب من الجياد
طربت وحق لي طربي بقوم / جرى ملء العنان بهم جوادي
ترى أرما ديارهم المعالي / وأن هي لم تكن ذات العماد
تحوم لهم على العافي هبات / كما ازدحمت على الماء الصوادي
يؤمهم سليمان المعالي / ولا قش بن ساعدة الأيادي
فتى كم قاد للدنيا حرونا / أبى جبروته ذل القياد
وكم ساق العظام إلى صغار / كأنهم بقايا قوم عاد
يمينا باقتحامك والمنايا / تصبح بكل مقتحم بداد
أراه الحزم مصدر كل حال / وموقع كل داهية ناد
متى يجنى الغنى ممن سواه / وأين الورد من شجر القتاد
كأن عطاء كلتا راحتيه / عطاء النيرين بلا نفاد
ليمناه ويسراه يسار / ويمن في الملمات الشداد
ظلوم للذخائر ليس يبقى / على رمق الطريف ولا التلاد
وكف منك بالعقيان تندى / وذكر عنك يملأ كل واد
وطيب من حديث لهاك تلهو / به الركبان عن ماء وزاد
إذا خفقت لك الرايات يوما / تركت الدهر خفاق الفؤاد
يسارك معقل من كل عسر / وبأسك عوذة من كل عاد
فأنت أبو الزمان فمن يفادي / وأنت ابن القضاء فمن يعادي
دهمتهم بطعن من منايا / تسمى بالمثقفة الحداد
وزرتهم بأقدار مواض / يقال لها ظبى البيض الحداد
وطعن لا يذم الكر منه / إذا ذم الفرار من الجلاد
وزرع قنا على خلجان زغف / كأن قتيرها حدق الجراد
وإن تسلل بوارقه لحرب / فإن البرق من سمة الغوادي
هززت عوالي المران منه / فعادت عن مكائدها العوادي
متى عبس الكرام تجده طلفا / وسل يوم الطراد عن الجواد
وقدمه السماح على بنيه / فكان دليله في كل واد
وبلق من جياد الله باتت / تجهزها يد الملك الجواد
هواد للرجال إلى مناها / تسوم بالفتوح لها هواد
يسير بسيرها مولى تمنت / مواطىء خيله مقل الأعادي
أأحمد أنت أوفى الناس عهدا
أأحمد أنت أوفى الناس عهدا / ومجدا بعد والدك المجيد
عهدت لنا بأن تجدي مرار / وطبع الحر أنهى للعهود
فزودنا بمطلبنا وزدنا / فليس على عطائك من مزيد
وكم جيش يؤمك مستفيدا / سينعم منك بالكرم المفيد
وأنا كالرياض لها احتياج / لماء السحب من كرم وجود
وإن تسمح فإنك ذو سماح / تسهل شدة اليوم الشديد
وأين البخل عنك فررت منه / فرار الحسن من صور القرود
ومن لعبت بأنملة الغوادي / فليس يخاف اخلاف الوعود
أتاك العيد مبتسم المبادي
أتاك العيد مبتسم المبادي / كبسام الرياض من الغوادي
يداعب بعضه بعضا فيزهو / كأن العيد يهزأ بالأعادي
وفيه الكون مبيض الحواشي / وفيك العز مرفوع العماد
ضربت من الجميل له طريقا / ومن بيت المفاخر منك نادي
فحفتك البشائر منه حتى / أضاءت من أشعتها البوادي
فمهلاً أحمد الأفعال مهلاً / فقد تاب الزمان من العناد
وأمسى كالعدوّ بقيد ذلّ / وألقى الدهر فاضلة القياد
فإن قطع الزمان فأنت وصل / وأن ضل الزمان فأنت هاد
وإن أخفت حوادثه بزعم / بيوت الأكرمين فأنت باد
فدس بالأخمصين رقاب قوم / تصدت للعلى من غير زاد
وبيضٍ لو ضربت بها ثبيراً / تزلزل جانباه إلى الوهاد
وشوس لا تكعكعها المنايا / تمج الموت من صم صعاد
تطير بها عوابس ضابحات / من القبّ المطهمة الجياد
بها الأرواح تنتهب انتهابا / ويغدو الشمل ان طلعت بدادِ
لأهون للعدى مما تراه / من المجد المؤثّل والأيادي
ومن لم يعشق الحسنى ولكن / طريق المجد صعب والجهاد
ولو كانت بنو الدنيا سواء / لما عرف الصلاح من الفساد
يرى البخلاء أن المال ذخر / وبذل الذخر أذخر للجواد
ورب مولع بالشح حتى / رأى طرق الضلالة كالرشاد
ويهجر بالمكارم وهو أحرى / بذاك الهجر ما بين العباد
يروم بجهله أخماد ذكر / سرى كالبرق مخترق البلاد
فذرهم لا أبالهم يقاسوا / حرارات الضغائن والسهاد
فطرف المجد ساه فيك شوقا / كطرفك فيه ممتنع الرقاد
ملكت المجد والعلياء طفلا / فلا بدع إذا هجر المعادي
تحرك للجميل طباع قوم / غيوث الجود آساد الجلاد
قروم لا يرون الموت ذمّاً / إذا نادى إلى شرف مناد
سيوفهم لها أبداً مجيج / وهن إلى العدى أبداً صواد
على العلياء كم بذلوا نفيساً / وأنفسهم على البيض الحداد
فلو فدت العلى قوماً لكانت / لهم يوم المنية خير فاد
ولا سيما سليمان المعالي / نكال العاديات على الأعادي
فتى روى القنا والسيف حتى / بنى في المجد كالهرمين نادي
من الذكر الخلود له عماد / تشين بحسنها ذات العماد
وكان الناس جسماً وهو روح / وعيناً وهو انسان السواد
مبادي الجود أذهب ما عفاها / وأنت اليوم خاتمة المبادي
ولم يمت الذي يتلوه شهم / يقرب للعلى نهج البعاد
محل المكرمات محل حرّ / عليه الدهر بالأزمات باد
له أيد لفرط العذل يشكو / عليهن الطريف إلى التلاد
وحلم لفظه كالدر ينسى / به قس الزمان وحلم عاد
فيا من أضحت الركبان فيه / إذا سارت تراقصت البوادي
وأمسى الدهر من طرب يغني / كأن القفر عيس وهو حاد
تورك منكب العلياء واصدع / بما تهوى السراة بلا تماد
فإن العيش والأيام تمضي / وحاشا ما تحب إلى النفاد
وما يأتي غد إلا كيوم / عليك مضى وليس بمستعاد
ويبقى للفتى ذكر جميل / إلى يوم التغابن والتناد
ومن لم يحو في الدنيا جميلا / فلن يلقى الجميلة في المعاد
نقدت بني الزمان وكان ظني / مصيبا فيهم قبل انتقادي
فما شاهدت إلا بعض ناس / كنجم والبواقي من جماد
ودونك من قديم الودّ بكراً / تترجم عنه خالصة الوداد
إذا ذكرت علاك تهيم شوقاً / وشوق البكر عن حسن اعتقاد
ومحض الودّ تبرزه القوافي / ولولا ذاك ما عرف انقيادي
محبك حيثما اتجهت ركابي / وضيفك حيث كنت من البلاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025