ألا فليخفق العلم الجديد
ألا فليخفق العلم الجديد / يمينا ان طالعه سعيد
أيا علم البلاد عليك مني / سلام اللَه ما خفقت بنود
أرى الأعلام معقلها بناء / ومعقلك الجوانح والكبود
وقبلك لم أجد علما خفوقاً / كرام الكاتبين له جنود
سلاحهم يراع لا حسام / وعدتهم لك الرأي السديد
بربك خبر الاقوام عني / بما تنوي الوزارة والعميد
اذا اصطدما وكان الامر خلفاً / فعن أي تناضل او تذود
رفعت لنا وبالابصار شك / من الشبهات والايام سود
فجئنا من لدنك بكل فأل / تحداه التيمن والسعود
وإن كنا نرى الاعلام شتى / فانت وربك العلم الفريد
أيا علم البلاد ارى احتلالاً / كأنا عنده نفر عبيد
أصر على الجفاء ونحن شعب / أضر به التعسف والوعيد
وكم من جذوة في القلب شبت / فلم يدرك تأججها الخمود
فقل لهم اثيروا كل عسف / فريح العاسفين لها ركود
متى ينأي احتلال النيل عنا / وتصدق منه هاتيك الوعود
قضوا فينا بما شاؤا وصدوا / كما راموا فهل نفع الصدود
لقد فرحوا بما أوتوا فجاروا / وللباغي اذا عقلوا حدود
ضروب في المكايد يوم تحصى / عليهم ليس يحصيها العديد
يخيفون الامير من الرعايا / كأنهم له الخصم اللدود
وقد بصر الامير بما اسروا / وادرك أننا الشعب الودود
يرومون الفناءَ لنا ليبقوا / كما لقيته عاد أو ثمود
وكم ودوا الشقاء لاهل مصر / كما شقيت بظلمهم الهنود
مكايد يفزع التاريخ منها / ويصدف عن اعادتها المعيد
أقول الحق لا اخشى انتقاما / يهمّ اليه طاغية مريد
أإن انّ المضيم فقال رفقا / تشد له السلاسل والقيود
إذا مدوا حبال السوء يوما / فان اللَه يومئذ شهيد
لنحن أحق بالشكران منهم / ولكن شيمة الباغي الجحود
أيا علم البلاد اليك شعراً / تردده التهائم والنجود
ودونك عقد نظم من جمان / ومن درر يقال لها قصيد
يريد الشامتون بنا نكالا / ويأبى اللَه الا ما يريد
فكن في الحق مثل الحق يمضي / يكن لك بينهم بأس شديد
ولا تتبع هواهم بعد علم / يضلوا في الغواية أو يزيدوا
فليس بنافع فيهم رشاد / ولا من بينهم رجل رشيد