القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 6
أراق دمي جراز جفون هند
أراق دمي جراز جفون هند / كذاك السيف يقطع وهو هندي
تقلد من لواحظه حساماً / رهيف الحد مصقول الفرند
إذا عبث النسيم بوفرتيه / شممتُ بجعده نفحات رند
برغمي أن أودعه سحيرا / وقلبي عنده والجسم عندي
وكم ليل قضيناه اعتناقاً / فماً لمٍ وخدّاً فوق خدِّ
أغازل في حواشيه غزالا / أتيلعَ ريعَ من تلعات نجدِ
أما وعقارب الصدغين دبَّت / بخدّ منه قاني اللوني وردي
وبيض مباسم رقَّت فخفَّت / بسود معقص العذبات جعدِ
فماشيء أحبّ إليّ من أن / أفدّيه ويا ذلَّ المفدّي
ولا ئمة تلوم على التصابي / وتزعم أن نصح الصبّ يجدي
وعدِّ اللوم عاذلتي وخلي / فتىً جمَّ البلابل من معدِّ
فما جدّت مطايا الشوق إلا / وآب بها حليف جوى ووجدِ
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا / وكيف أصبت إذ أخطأت رُشدا
تركت صحاح وفر المال مرضى / عليه وأعين الآمال رُمدا
طحنت جحافلاً ونسفتُ هضباً / وَجُبتِ قساطلا ولففتِ جُندا
وقدتِ مصاعبا وقددتِ زُغفا / ورعتِ أساوداً وردعتِ أسدا
وسمتِ مقلدا وفصمتِ طوقا / لسالفة العلى ونثرتِ عِقدا
رويدك قد عركتِ جران كهل / يدُّ كواهلَ الحدثان شدا
فيا لكؤود داهية أطلّت / تهدُّ لها الجبال القود هدا
فكم حطَمَت لواءً من لوي ال / على عدوا وكم نطحت مُعدا
أخا النجدات كيف تركتَ عدوا / وذا العدوات كيف اخترت قِدا
ولو لم تُلفَ حلفَ ثرىً مُرمّاً / رهين جنادل ممسىً ومغدا
إذاً لسمعت صارختي وإنّي / تصيخ لها وقد بوئت لحدا
فكيف العفر ترّب منك وجها / وكيف الترب عفر منك خدا
فكم دمع يمر عليك دمعا / وكم وجد يثير عليك وجدا
أعد فينا شمائلك اللواتي / أرقّ من الشمال إذا تعدى
بعيشك هل تشوق النفس نجد / لقد ودَّعتُ بعد هواك نجدا
وهل للعين فيك أنيق مرعى / فتقطف منه حودانا ورندا
ليقض الرفد والمعروف لولا / فتى الفتيان عارفةً ورفدا
فحسبي عن هلاك دجى توارى / عن الأبصار بدرُ هدىً تبدى
هُو العلم المنادي الفرد أكرم / به علماً منادي الأسم فردا
وبحرٌ جائشٌ بالغمر طامٍ / إذا جزرت بحار الفضل مدّا
فتى ما أنفك يرعى الشرع حتى / أجدَّ من الشريعة ما أجدّا
فتىً تولي النوال بغير منٍ / يداه وتشتري شكرا وحمدا
كذاك يجدُّ في طلب المعالي / فتى قد عدَّ خير الرسل جدا
أخو حسب تسلسل منه عدٍّ / روى حسبا تسلسل منه عدا
وغيثِ عوافٍ لم يكدُ يَوما / إذا ما الغيث بالمعروف أكدى
فيا ابن الغلب من أبناء فهر / وعلق ثمينها الحبر المفدى
هل الزمن اللجوج الشكس إلا / غريم النفس أقرض واستردا
رد الصبر الجميل فما لحي / ترى غير الردى المحتوم وردا
فحسبك من ضريب على ومجد / ضرائب تقتفيه على ومجدا
وطب بمحمد المحمود نفسا / ودم ما عشت للحسنين سعدا
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد / تضيق برجعه سعة البلادِ
لأسمعَ حيَّ هاشم بالتناد / لو أنَّ الميت يسمعُ من ينادي
تلفَّع وجه يعربَ بالسواد / ووجهُ نزار برقع بالحداد
بجمرة هاشم وبزغف عمروٍ / وبيضة يعرب العرب البوادي
لعمر الموت قد ألوى بعمر وال / على ولوى لويّاً عن عنادِ
رمى بالأبيضين ذكا وبدراً / بشؤم الأسودين نوىً وحادي
بلى نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من رمادِ
لدن زر الغروب جيوب نحس / على قمر ببرج السعد بادي
أسعدَ الطالبيين اطلب لي / ردى مقصٍ لسعد عن سعادِ
فواهاً كيف غالك صرف دهري / وكم قد غلت دهرك بارتصادِ
أرى زمني المزيد بدا بطردٍ / وأعقبني بعكس من مرادي
إذا ما رُمتُ فيه صلاح أمرٍ / بصالح صاح خذ عين الفسادِ
تملك طاعتي من كان طوعي / فراح يقودني سلسَ القياد
سأرحلُ عن يد البلوى ومالي / سوى رمحي وراحلتي وزادي
وما زلَّت يد اللأواء حتى / لوت عذدي بداهية نادِ
لسلَّم نفسه علقاً نفساً / كسا السلام أبراد الحداد
بوادي الموت نازع في حياة / تسيب إلى العدى حياتَ وادي
فقدتُ به سواد العين مني / وعين المرء تبصر بالسوادِ
أجدَّك لا يرى للعين داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الرقادِ
تساقط نومها حتى كأن الكرى / سلكٌ يساقطه سهادي
يوسِّد عارضيه العفر هلا / أوسِّد عارضي شوك القتاد
ولستُ ببارح ما بتّ ليلي / له حرج الحشا قلقَ الوسادِ
إذا استعطفته أحنى بقلبٍ / عليك كأنه الرحم المفادي
يزين وداده منه بصدقٍ / ومن شيم الفتى صدق الوداد
سأبكيه وإن أعوزت دمعاً / أذلت له المدامعَ من فؤادي
ولو أسطيع ردّ الحتف عنه / رَددت الحتف بالسمر الصعاد
وبالبيض الحداد القضب ضربا / يفلُّ مضارب البيض الحدادِ
وإني والردى قدر متاحٌ / مطلٌّ بالقضاء على العبادِ
قضى من يورد الكبّات شهباً / ويصدرهنّ بالشقر الوراد
نخفّ به ويثقلُ منه رضوى / حجىً فنريض مشياً باتّآد
نقصّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في صفاد
أبو الأشبال مضريها السبنتي / يدلُّ بناب أهرت ناب عادي
فيا لعقيمة لقحت فالقت / بصالح توأما عند الولادِ
ومرعدةٍ بوارقها استطارت / فرائص جسم أحمد بارتعاد
هيَ الجلى التي اجتدعت يداها / موارن أوجه الشرف الثلادِ
أرى عصراً وفرد العصر فيه / يقوم مقام جمعٍ بانفرادِ
تقول الناسُ مجتهدٌ مجازٌ / بلى ويجيز ألف أخِ اجتهادِ
أخو قُببٍ ولائدها تنادي / بحيهلا على غوث المنادي
ونار قرى ذوائبها سناها / فوارع بالذوائب لا الوهادِ
تُشبُّ لكل خابط ليل عشوا / بمفرق كلّ عالٍ باتّقاد
وأنباء يروق السمع منها / تفجر مسمع الصمِّ الصلادِ
تفوه برطب لؤلؤها رواةٌ / فتلفظها بمستنِّ الرشادِ
فمن لقلائد الأبكار بزَّت / وكانت حلي عاطلة الهوادي
ومن لفرائد الأفكار شظَّت / تبثك بثها عن قلب صادي
فوالهفي على بيض القوافي / لفقدك برقعت حلل السوادِ
تصدّوكم أخي أدب تصدّى / يبيع الشعر في سوق الكساد
أما وأنامل مهنَّ إلا / لجمع العز بالنشب البدادِ
أخطّ لك الرثاء وهنَّ رعشٌ / ولا قلمي يمد ولا مدادي
أخيّ فلا التكافي بالقوافي / وإن نحتت عليك من الفؤادِ
وهل قُصد القصيد تفيك حقّاً / وإن عضدت بجهد أوجهادِ
ولا أخذت ولا أعطت بنان / رمت نسمات قربك بالبعادِ
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به قد شدَّ رحلك للبعاد
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به ناعيك طوَّح في البلادِ
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الروض سارية الغوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد مراحها الإبل الحوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الخمس للماء البرادِ
هو القدر الذي أنفى ثمودا / وقبل ثمود حلَّ بقوم عادِ
وتكتِمن الدواهي الدهم فيه / كمون النار في طرف الزنادِ
معاد الشيء مبدء كل شيء / وغاية كل شيء للمعادِ
عميد نزار ما أنا بالعميد
عميد نزار ما أنا بالعميد / وبيت نزارِ منتزع العمودِ
وما أنا بالأحق علىً وجوداً / إذا لم أرع حق على وجودِ
وما أنا بالوفي العهد أن لم / أوّفي بالوفا ذمم العهودِ
فريد الدهر ما لبنات دهري / نزعن جمانة العقد الفريدِ
عقيد الفضل كيف تكفُّ كف / تجاذبُ منك واسطة العقودِ
لقد ورد الردى لنداك بحراً / يعبُّ عبابه بندى الوفودِ
تعرض رائضا فارتاد شوقاً / تجارب أشيبٍ وجمال رودِ
وهبَّة باسل وهبات سمح / وهيبة خادر وحياءَ خودِ
لئن أودى الحمام بركن عز / فقد أودى بركنٍ من حديدِ
فكيف اعتاق في شرك المنايا / أبو العدوى أخو الذكر الشرود
أخو النجدات في طرق المساعي / يلفُّ الغور منها بالنجود
أخو حسب إذا نقَّيت عنه / جلالك جوهر السيف الحديد
وراءك منه منذلقاً حدودا / فلن تقفنَّ منه على حدود
فتىً يفترُّ على خلقٍ ذكيّ / يعود وعرفه نفحات عودِ
أجدّك لا يرى من بعد داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الجدودِ
فلا رفعت مواقد نار حي / ونار قرى ضيوفك في خمودِ
ولا اخضرَّت مرابع دار قوم / وزهو رياض ربعك في همود
ولا هجدت كرى عين لجلى / رمت بقذى أطار كرى الهجود
ولا انبسطت يد ويد لرام / رمى بمريّش السهم السديد
ولم أر كالوجود أضر شيء / على أبناء آدم في الوجود
ولا من باسطٍ كالموت ختلاً / ذراعي ذي براثن بالوصيدِ
هي الدنيا بها بيض وسود / رمت بيضاً من الدنيا بسودِ
لقد نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من كديد
ملكتهم بحرِّ الفضل حتى / تركتهم كأمثال العبيد
أفدت الناس فاضل فيض فضل / أبنت لهم به فضل المفيدِ
فقل للوافح الزفرات جدّي / وقل لسوافح العبرات جودي
بعيشك هل يقوم لنا وصال / أراك وقد أقمت على الصدود
لويت عن الورى جيداً ولكن / ضربت بأخدعي فلويت جدي
لبست من البلى ثوباً جديدا / يمزق فيك بالثوب الجديدِ
تراني بعدُ أرعى العين مرعىً / أنيقاً بين معتلجي زرود
ذكرت وهل نسيت لنا زمانا / زمانَ الورد نمنم بالوردِ
فما لكوالح الأيام عادت / تعيدُ مآتمي في ويم عيدِ
وكنتُ أعدُّ قبل نواك جلداً / فبعد نواك ما أنا بالجليدِ
تكأ دني الزمان الرغد حتى / رمى جلدي بداهية كؤود
زمان عنّا ولودٌ بالرزايا / رُمي بالعقم من زمنٍ ولودِ
فوالهفي لتصريع القوافي / وترصيع القصائد والنشيد
فمن لقلائد الأبكار غرّاً / نفسن بها على السوم الزهيدِ
ومن لخرائد الأشعار غيداً / بأيام لدانٍ فيهِ غيدِ
ومن لفرائد الأفكار أني / يفوه بهنَّ بعدُ فم المجيدِ
ومن للآلئ الأصداف حزنا / صدأن عليه في تيجان صيدِ
تعلق والزمان ارفضَّ شؤماً / كقرط الدر في أذن السعيدِ
وطوراً دون مهوى القرط تبدو / نواصعَ بين ملتفّ الجعودِ
ولي حزنان حزن لي عليه / وحزن قد قصدت به قصيدي
ولستُ بعالم والمرء غفل / ففاجأ معلناً خبر البريدِ
فبينا نحن إذ أطرى نحوسا / نعيّك ناعياً قمر السعودِ
فاعلمنا خفائف يعملات / تلفُّ مخارماً بيداً ببيدِ
وملنا نحو نعشك في ضراح / نعطُّ قلوبنا عطَّ البرودِ
فقمنا حاملين جلال قدسٍ / على الأكتاف واهية الزنود
نخفّ به وينقل منه رضوى / على فنريض بالمشي الوئيدِ
نقصِّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في قيودِ
إلى أن لاحت الذكوات بيضا / من الوادي المقدس كالنهود
أرحنا واضعين له سريرا / بحائر ذلك الحوم المشيدِ
دفنّا صعدة في الترب دقَّت / واغمدنا جرازاً في الصعيدِ
لحدنا الدين والدنيا جميعا / وكاظم والمكارم في اللحودِ
نمته أساود لا بل أُسودٌ / لها فعل الأساود والأسودِ
همُ القوم ألا ولى قدماً تحلَّوا / بحلية واضح الشرف التليدِ
لموسى والجواد زججت عيسي
لموسى والجواد زججت عيسي / أجدُّ السير وخداً بعد وخدِ
قصدت بجدها جدين نفسي / لنفسها الفدا لأنال قصدي
رحلتُ إليهما بجميع أهلي / وولدي يا فديتهما بولدي
سكوت إليهما شكوى وشكوى / وشكوىً ثم شكوىً بعد عندي
ولست ببارح عن باب مغنى / علائهما وإن أجبه بردِّ
بجدّكما أرفقا عفواً بعبدٍ / كذا المولى يرقُّ لحال عبد
أراك الدهر تمنحني صدودا
أراك الدهر تمنحني صدودا / متى ترعى المودة والعهودا
إلى مَ تريع بالهجر قلباً / بحبِّك لم يزل كلفاً عميدا
مني الأحباب هل في الدهر يوماً / تعود فمنيتي في أن تعودا
وكنت على البكا جِلداً ولكن / نواك أذال عبرتيَ الجمودا
أراقب عذَّلاً لي فيك أبدت / ضمائرها على حنق حقودا
ولولا أنَّ لي بهواك قلباً / يذوب وأدمعاً تطس الخدودا
وأجفاناً مؤرقة تعدُّ ال / كواكب فهي لم تألف هجودا
لما أحببت أن أرضى بأرض / أوسد ساعديّ بها الصعيدا
أجشم حزناميلاً فميلا / واقطع سهلها بيداً فبيدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025