المجموع : 6
أراق دمي جراز جفون هند
أراق دمي جراز جفون هند / كذاك السيف يقطع وهو هندي
تقلد من لواحظه حساماً / رهيف الحد مصقول الفرند
إذا عبث النسيم بوفرتيه / شممتُ بجعده نفحات رند
برغمي أن أودعه سحيرا / وقلبي عنده والجسم عندي
وكم ليل قضيناه اعتناقاً / فماً لمٍ وخدّاً فوق خدِّ
أغازل في حواشيه غزالا / أتيلعَ ريعَ من تلعات نجدِ
أما وعقارب الصدغين دبَّت / بخدّ منه قاني اللوني وردي
وبيض مباسم رقَّت فخفَّت / بسود معقص العذبات جعدِ
فماشيء أحبّ إليّ من أن / أفدّيه ويا ذلَّ المفدّي
ولا ئمة تلوم على التصابي / وتزعم أن نصح الصبّ يجدي
وعدِّ اللوم عاذلتي وخلي / فتىً جمَّ البلابل من معدِّ
فما جدّت مطايا الشوق إلا / وآب بها حليف جوى ووجدِ
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا / وكيف أصبت إذ أخطأت رُشدا
تركت صحاح وفر المال مرضى / عليه وأعين الآمال رُمدا
طحنت جحافلاً ونسفتُ هضباً / وَجُبتِ قساطلا ولففتِ جُندا
وقدتِ مصاعبا وقددتِ زُغفا / ورعتِ أساوداً وردعتِ أسدا
وسمتِ مقلدا وفصمتِ طوقا / لسالفة العلى ونثرتِ عِقدا
رويدك قد عركتِ جران كهل / يدُّ كواهلَ الحدثان شدا
فيا لكؤود داهية أطلّت / تهدُّ لها الجبال القود هدا
فكم حطَمَت لواءً من لوي ال / على عدوا وكم نطحت مُعدا
أخا النجدات كيف تركتَ عدوا / وذا العدوات كيف اخترت قِدا
ولو لم تُلفَ حلفَ ثرىً مُرمّاً / رهين جنادل ممسىً ومغدا
إذاً لسمعت صارختي وإنّي / تصيخ لها وقد بوئت لحدا
فكيف العفر ترّب منك وجها / وكيف الترب عفر منك خدا
فكم دمع يمر عليك دمعا / وكم وجد يثير عليك وجدا
أعد فينا شمائلك اللواتي / أرقّ من الشمال إذا تعدى
بعيشك هل تشوق النفس نجد / لقد ودَّعتُ بعد هواك نجدا
وهل للعين فيك أنيق مرعى / فتقطف منه حودانا ورندا
ليقض الرفد والمعروف لولا / فتى الفتيان عارفةً ورفدا
فحسبي عن هلاك دجى توارى / عن الأبصار بدرُ هدىً تبدى
هُو العلم المنادي الفرد أكرم / به علماً منادي الأسم فردا
وبحرٌ جائشٌ بالغمر طامٍ / إذا جزرت بحار الفضل مدّا
فتى ما أنفك يرعى الشرع حتى / أجدَّ من الشريعة ما أجدّا
فتىً تولي النوال بغير منٍ / يداه وتشتري شكرا وحمدا
كذاك يجدُّ في طلب المعالي / فتى قد عدَّ خير الرسل جدا
أخو حسب تسلسل منه عدٍّ / روى حسبا تسلسل منه عدا
وغيثِ عوافٍ لم يكدُ يَوما / إذا ما الغيث بالمعروف أكدى
فيا ابن الغلب من أبناء فهر / وعلق ثمينها الحبر المفدى
هل الزمن اللجوج الشكس إلا / غريم النفس أقرض واستردا
رد الصبر الجميل فما لحي / ترى غير الردى المحتوم وردا
فحسبك من ضريب على ومجد / ضرائب تقتفيه على ومجدا
وطب بمحمد المحمود نفسا / ودم ما عشت للحسنين سعدا
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد / تضيق برجعه سعة البلادِ
لأسمعَ حيَّ هاشم بالتناد / لو أنَّ الميت يسمعُ من ينادي
تلفَّع وجه يعربَ بالسواد / ووجهُ نزار برقع بالحداد
بجمرة هاشم وبزغف عمروٍ / وبيضة يعرب العرب البوادي
لعمر الموت قد ألوى بعمر وال / على ولوى لويّاً عن عنادِ
رمى بالأبيضين ذكا وبدراً / بشؤم الأسودين نوىً وحادي
بلى نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من رمادِ
لدن زر الغروب جيوب نحس / على قمر ببرج السعد بادي
أسعدَ الطالبيين اطلب لي / ردى مقصٍ لسعد عن سعادِ
فواهاً كيف غالك صرف دهري / وكم قد غلت دهرك بارتصادِ
أرى زمني المزيد بدا بطردٍ / وأعقبني بعكس من مرادي
إذا ما رُمتُ فيه صلاح أمرٍ / بصالح صاح خذ عين الفسادِ
تملك طاعتي من كان طوعي / فراح يقودني سلسَ القياد
سأرحلُ عن يد البلوى ومالي / سوى رمحي وراحلتي وزادي
وما زلَّت يد اللأواء حتى / لوت عذدي بداهية نادِ
لسلَّم نفسه علقاً نفساً / كسا السلام أبراد الحداد
بوادي الموت نازع في حياة / تسيب إلى العدى حياتَ وادي
فقدتُ به سواد العين مني / وعين المرء تبصر بالسوادِ
أجدَّك لا يرى للعين داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الرقادِ
تساقط نومها حتى كأن الكرى / سلكٌ يساقطه سهادي
يوسِّد عارضيه العفر هلا / أوسِّد عارضي شوك القتاد
ولستُ ببارح ما بتّ ليلي / له حرج الحشا قلقَ الوسادِ
إذا استعطفته أحنى بقلبٍ / عليك كأنه الرحم المفادي
يزين وداده منه بصدقٍ / ومن شيم الفتى صدق الوداد
سأبكيه وإن أعوزت دمعاً / أذلت له المدامعَ من فؤادي
ولو أسطيع ردّ الحتف عنه / رَددت الحتف بالسمر الصعاد
وبالبيض الحداد القضب ضربا / يفلُّ مضارب البيض الحدادِ
وإني والردى قدر متاحٌ / مطلٌّ بالقضاء على العبادِ
قضى من يورد الكبّات شهباً / ويصدرهنّ بالشقر الوراد
نخفّ به ويثقلُ منه رضوى / حجىً فنريض مشياً باتّآد
نقصّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في صفاد
أبو الأشبال مضريها السبنتي / يدلُّ بناب أهرت ناب عادي
فيا لعقيمة لقحت فالقت / بصالح توأما عند الولادِ
ومرعدةٍ بوارقها استطارت / فرائص جسم أحمد بارتعاد
هيَ الجلى التي اجتدعت يداها / موارن أوجه الشرف الثلادِ
أرى عصراً وفرد العصر فيه / يقوم مقام جمعٍ بانفرادِ
تقول الناسُ مجتهدٌ مجازٌ / بلى ويجيز ألف أخِ اجتهادِ
أخو قُببٍ ولائدها تنادي / بحيهلا على غوث المنادي
ونار قرى ذوائبها سناها / فوارع بالذوائب لا الوهادِ
تُشبُّ لكل خابط ليل عشوا / بمفرق كلّ عالٍ باتّقاد
وأنباء يروق السمع منها / تفجر مسمع الصمِّ الصلادِ
تفوه برطب لؤلؤها رواةٌ / فتلفظها بمستنِّ الرشادِ
فمن لقلائد الأبكار بزَّت / وكانت حلي عاطلة الهوادي
ومن لفرائد الأفكار شظَّت / تبثك بثها عن قلب صادي
فوالهفي على بيض القوافي / لفقدك برقعت حلل السوادِ
تصدّوكم أخي أدب تصدّى / يبيع الشعر في سوق الكساد
أما وأنامل مهنَّ إلا / لجمع العز بالنشب البدادِ
أخطّ لك الرثاء وهنَّ رعشٌ / ولا قلمي يمد ولا مدادي
أخيّ فلا التكافي بالقوافي / وإن نحتت عليك من الفؤادِ
وهل قُصد القصيد تفيك حقّاً / وإن عضدت بجهد أوجهادِ
ولا أخذت ولا أعطت بنان / رمت نسمات قربك بالبعادِ
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به قد شدَّ رحلك للبعاد
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به ناعيك طوَّح في البلادِ
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الروض سارية الغوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد مراحها الإبل الحوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الخمس للماء البرادِ
هو القدر الذي أنفى ثمودا / وقبل ثمود حلَّ بقوم عادِ
وتكتِمن الدواهي الدهم فيه / كمون النار في طرف الزنادِ
معاد الشيء مبدء كل شيء / وغاية كل شيء للمعادِ
عميد نزار ما أنا بالعميد
عميد نزار ما أنا بالعميد / وبيت نزارِ منتزع العمودِ
وما أنا بالأحق علىً وجوداً / إذا لم أرع حق على وجودِ
وما أنا بالوفي العهد أن لم / أوّفي بالوفا ذمم العهودِ
فريد الدهر ما لبنات دهري / نزعن جمانة العقد الفريدِ
عقيد الفضل كيف تكفُّ كف / تجاذبُ منك واسطة العقودِ
لقد ورد الردى لنداك بحراً / يعبُّ عبابه بندى الوفودِ
تعرض رائضا فارتاد شوقاً / تجارب أشيبٍ وجمال رودِ
وهبَّة باسل وهبات سمح / وهيبة خادر وحياءَ خودِ
لئن أودى الحمام بركن عز / فقد أودى بركنٍ من حديدِ
فكيف اعتاق في شرك المنايا / أبو العدوى أخو الذكر الشرود
أخو النجدات في طرق المساعي / يلفُّ الغور منها بالنجود
أخو حسب إذا نقَّيت عنه / جلالك جوهر السيف الحديد
وراءك منه منذلقاً حدودا / فلن تقفنَّ منه على حدود
فتىً يفترُّ على خلقٍ ذكيّ / يعود وعرفه نفحات عودِ
أجدّك لا يرى من بعد داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الجدودِ
فلا رفعت مواقد نار حي / ونار قرى ضيوفك في خمودِ
ولا اخضرَّت مرابع دار قوم / وزهو رياض ربعك في همود
ولا هجدت كرى عين لجلى / رمت بقذى أطار كرى الهجود
ولا انبسطت يد ويد لرام / رمى بمريّش السهم السديد
ولم أر كالوجود أضر شيء / على أبناء آدم في الوجود
ولا من باسطٍ كالموت ختلاً / ذراعي ذي براثن بالوصيدِ
هي الدنيا بها بيض وسود / رمت بيضاً من الدنيا بسودِ
لقد نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من كديد
ملكتهم بحرِّ الفضل حتى / تركتهم كأمثال العبيد
أفدت الناس فاضل فيض فضل / أبنت لهم به فضل المفيدِ
فقل للوافح الزفرات جدّي / وقل لسوافح العبرات جودي
بعيشك هل يقوم لنا وصال / أراك وقد أقمت على الصدود
لويت عن الورى جيداً ولكن / ضربت بأخدعي فلويت جدي
لبست من البلى ثوباً جديدا / يمزق فيك بالثوب الجديدِ
تراني بعدُ أرعى العين مرعىً / أنيقاً بين معتلجي زرود
ذكرت وهل نسيت لنا زمانا / زمانَ الورد نمنم بالوردِ
فما لكوالح الأيام عادت / تعيدُ مآتمي في ويم عيدِ
وكنتُ أعدُّ قبل نواك جلداً / فبعد نواك ما أنا بالجليدِ
تكأ دني الزمان الرغد حتى / رمى جلدي بداهية كؤود
زمان عنّا ولودٌ بالرزايا / رُمي بالعقم من زمنٍ ولودِ
فوالهفي لتصريع القوافي / وترصيع القصائد والنشيد
فمن لقلائد الأبكار غرّاً / نفسن بها على السوم الزهيدِ
ومن لخرائد الأشعار غيداً / بأيام لدانٍ فيهِ غيدِ
ومن لفرائد الأفكار أني / يفوه بهنَّ بعدُ فم المجيدِ
ومن للآلئ الأصداف حزنا / صدأن عليه في تيجان صيدِ
تعلق والزمان ارفضَّ شؤماً / كقرط الدر في أذن السعيدِ
وطوراً دون مهوى القرط تبدو / نواصعَ بين ملتفّ الجعودِ
ولي حزنان حزن لي عليه / وحزن قد قصدت به قصيدي
ولستُ بعالم والمرء غفل / ففاجأ معلناً خبر البريدِ
فبينا نحن إذ أطرى نحوسا / نعيّك ناعياً قمر السعودِ
فاعلمنا خفائف يعملات / تلفُّ مخارماً بيداً ببيدِ
وملنا نحو نعشك في ضراح / نعطُّ قلوبنا عطَّ البرودِ
فقمنا حاملين جلال قدسٍ / على الأكتاف واهية الزنود
نخفّ به وينقل منه رضوى / على فنريض بالمشي الوئيدِ
نقصِّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في قيودِ
إلى أن لاحت الذكوات بيضا / من الوادي المقدس كالنهود
أرحنا واضعين له سريرا / بحائر ذلك الحوم المشيدِ
دفنّا صعدة في الترب دقَّت / واغمدنا جرازاً في الصعيدِ
لحدنا الدين والدنيا جميعا / وكاظم والمكارم في اللحودِ
نمته أساود لا بل أُسودٌ / لها فعل الأساود والأسودِ
همُ القوم ألا ولى قدماً تحلَّوا / بحلية واضح الشرف التليدِ
لموسى والجواد زججت عيسي
لموسى والجواد زججت عيسي / أجدُّ السير وخداً بعد وخدِ
قصدت بجدها جدين نفسي / لنفسها الفدا لأنال قصدي
رحلتُ إليهما بجميع أهلي / وولدي يا فديتهما بولدي
سكوت إليهما شكوى وشكوى / وشكوىً ثم شكوىً بعد عندي
ولست ببارح عن باب مغنى / علائهما وإن أجبه بردِّ
بجدّكما أرفقا عفواً بعبدٍ / كذا المولى يرقُّ لحال عبد
أراك الدهر تمنحني صدودا
أراك الدهر تمنحني صدودا / متى ترعى المودة والعهودا
إلى مَ تريع بالهجر قلباً / بحبِّك لم يزل كلفاً عميدا
مني الأحباب هل في الدهر يوماً / تعود فمنيتي في أن تعودا
وكنت على البكا جِلداً ولكن / نواك أذال عبرتيَ الجمودا
أراقب عذَّلاً لي فيك أبدت / ضمائرها على حنق حقودا
ولولا أنَّ لي بهواك قلباً / يذوب وأدمعاً تطس الخدودا
وأجفاناً مؤرقة تعدُّ ال / كواكب فهي لم تألف هجودا
لما أحببت أن أرضى بأرض / أوسد ساعديّ بها الصعيدا
أجشم حزناميلاً فميلا / واقطع سهلها بيداً فبيدا