المجموع : 8
قُلوبٌ فيكَ دامِيَةُ الجِراحِ
قُلوبٌ فيكَ دامِيَةُ الجِراحِ / وَأَكبادٌ مُكَلَّمَةُ النَواحي
وَحُزنٌ لانَفادَ لَهُ وَدَمعٌ / يُلاحي في الصَبابَةِ كُلَّ لاحِ
أَتَدري ما أَروحُ بِهِ وَأَغدو / فَتاةُ الحَيِّ حَيَّ بَني رَباحِ
أَلا ياهَذِهِ هَل مِن مَقيلٍ / لِضَيفانِ الصَبابَةِ أَو رَواحِ
فَلَولا أَنتِ ماقَلِقَت رِكابي / وَلا هَبَّت إِلى نَجدٍ رِياحي
وَمِن جَرّاكِ أوطِنتُ الفَيافي / وَفيكِ غُذيتُ أَلبانَ اللِقاحِ
رَمَتكِ مِنَ الشَآمِ بِنا مَطايا / قِصارُ الخَطوِ دامِيَةُ الصِفاحِ
تَجولُ نُسوعُها وَتَبيتُ تَسري / إِلى غَرّاءَ جائِلَةِ الوِشاحِ
إِذا لَم تُشفَ بِالغَدَواتِ نَفسي / وَصَلتُ لَها غُدُوّي بِالرَواحِ
يَقولُ صَحابَتي وَاللَيلُ داجٍ / وَقَد هَبَّت لَنا ريحُ الصَباحِ
لَقَد أَخَذَ السُرى وَاللَيلُ مِنّا / فَهَل لَكَ أَن تُريحَ بِجَوِّ راحِ
فَقُلتُ لَهُم عَلى كُرهٍ أَريحوا / فَفي الذَمَلانِ رَوحي وَاِرتِياحي
إِرادَةَ أَن يُقالَ أَبو فِراسٍ / عَلى الأَصحابِ مَأمونُ الجِماحِ
وَكَم أَمرٍ أُغالِبُ فيهِ نَفسي / رَكِبتُ فَكانَ أَدنى لِلنَجاحِ
أُصاحِبُ كُلَّ خِلٍّ بِالتَجافي / وَآسو كُلَّ خِلٍّ بِالسَماحِ
وَإِنّا غَيرُ أُثّامٍ لِنَحوي / مَنيعَ الدارِ وَالمالِ المُراحِ
وَإِنّا غَيرُ بُخّالٍ لِنَحمي / جِمامَ الماءِ وَالمَرعى المُباحِ
لِأَملاكِ البِلادِ عَلَيَّ ضَغنٌ / يُحَلُّ عَزيمَةَ الدَرعِ الوَقاحِ
وَيَومٌ لِلكُماةِ بِهِ اِعتِناقٌ / وَلَكِنَّ التَصافُحَ بِالصِفاحِ
وَما لِلمالِ يَزوي عَن ذَويهِ / وَيُصبِحُ في الرَعاديدِ الشِحاحِ
لَنا مِنهُ وَإِن لُوِيَت قَليلاً / دُيونٌ في كَفالاتِ الرِماحِ
تَراهُ إِذا الكُماةُ الغُلبُ شَدّوا / أَشَدَّ الفارِسينَ إِلى الكِفاحِ
أَتاني مِن بَني وَرقاءَ قَولٌ / أَلَذُّ جَنىً مِنَ الماءِ القَراحِ
وَأَطيَبُ مِن نَسيمِ الرَوضِ حَفَّت / بِهِ اللَذاتُ مِن رَوحٍ وَراحِ
وَتَبكي في نَواحيهِ الغَوادي / بِأَدمُعِها وَتَبسِمُ عَن أَقاحِ
عِتابُكَ يا اِبنَ عَمِّ بِغَيرِ جُرمٍ / أَشَدَّ عَلَيَّ مِن وَخزِ الرِماحِ
وَما أَرضى اِنتِصافاً مِن سِواكُم / وَأُغضي مِنكَ عَن ظُلمٍ صُراحِ
أَظَنّاً إِنَّ بَعضِ الظَنِّ إِثمٌ / أَمَزحاً رُبَّ جِدٍّ في مُزاحِ
إِذا لَم يَثنِ غَربَ الظَنِّ ظَنٌّ / بَسَطتُ العُذرَ في الهَجرِ المُباحِ
أَأَترُكُ في رِضاكَ مَديحَ قَومي / وَتَحبيرَ المُحَبَّرَةِ الفِصاحِ
أَعَزُّ العالَمينَ حِمىً وَجاراً / وَأَكرَمُ مُستَعانٍ مُستَماحِ
أَرَيتَكَ يا اِبنَ عَمِّ بِأَيِّ عُذرٍ / عَدَوتَ عَنِ الصَوابِ وَأَنتَ لاحِ
أَأَجعَلُ في الأَوائِلِ مِن نِزارٍ / كَفِعلِكَ أَم بِأُسرَتِنا اِفتِتاحي
وَهَل في نَظمِ شِعري مِن طَريفٍ / لَمَغدىً في مَكانِكَ أَو مَراحِ
أَمِن كَعبٍ نَشا بَحرُ العَطايا / وَأَكرَمُ مُستَغاثٍ مُستَماحِ
وَصاحِبُ كُلِّ عَضبٍ مُستَبيحٍ / أَعادِيَهُ وَمالٍ مُستَباحِ
وَهَذا السَيلُ مِن تِلكَ الغَوادي / وَهَذي السُحبُ مِن تِلكَ الرِياحِ
وَلَو شِئتُ الجَوابَ أَجَبتُ لَكِن / خَفَضتُ لَكُم عَلى عِلمٍ جَناحي
وَكَيفَ أَعيبُ مَدحَ شُموسِ قَومي / وَمَن أَضحى اِمتِداحُهُمُ اِمتِداحي
أَيَلحاني عَلى العَبَراتِ لاحِ
أَيَلحاني عَلى العَبَراتِ لاحِ / وَقَد يَإِسَ العَواذِلُ مِن صَلاحي
تَمَلَّكَني الهَوى بَعدَ التَأَبّي / وَراضَني الهَوى بَعدَ الجِماحِ
أَسَكرى اللَحظِ طَيِّبَةَ الثَنايا / هَضيمَ الكَشحِ جائِلَةَ الوِشاحِ
رَمَتني نَحوَ دارِكِ كُلَّ عَنسٍ / وَصَلتُ لَها غُدُوّي بِالرَواحِ
تَطاوَلَ فَضلُ نِسعَتِها وَقَلَّت / فُضولُ زِمامِها عِندَ المَراحِ
حَمَلنَ إِلَيكِ صَبّاً ذا اِرتِياحٍ / لِقُربِكِ أَو مُساعِدَ ذي اِرتِياحِ
أَخا عِشرينَ شَيَّبَ عارِضَيهِ / مَريضُ اللَحظِ في الحَدَقِ الصِحاحِ
نَزَحنَ مِنَ الرَصافَةِ عامِداتٍ / بِأَرضِ الحَيِّ حَيُّ اِبنِ فَلاحِ
إِذا ماعَنَّ لي أَرَبٌ بِأَرضٍ / رَكِبتُ لَهُ ضَميناتِ النَجاحِ
وَلي عِندَ العُداةِ بِكُلِّ أَرضٍ / دُيونٌ في كَفالاتِ الرِماحِ
إِذا اِلتَفَّت عَلَيَّ سَراةُ قَومي / وَلاقَينا الفَوارِسَ في الصَباحِ
يَخِفُّ بِها إِلى الغَمَراتِ طَودٌ / مِنَ الأَطوادِ مُمتَنَعُ النَواحِ
أَشَدُّ الفارِسينَ وَإِن أَبَرّوا / أَخَفَّ الفارِسينَ إِلى الصِياحِ
لِسَيفِ الدَولَةِ القِدحُ المُعَلّى / إِذا اِستَبَقَ المُلوكُ إِلى القِداحِ
لِأَوسَعِهِم مَذانِبِ ماءِ وادٍ / وَأَغزَرِهِم مَدافِعِ سَيبِ راحِ
وَقائِدِها إِلى الغَمَراتِ شُعثاً / بَناتِ السَبقِ تَحتَ بَني الكِفاحِ
تَكَدَّرَ نَقعُهُ وَالجَوُّ صافٍ / وَأَظلَمَ وَقتُهُ وَاليَومُ صاحِ
وَكُلُّ مُعَذَّلٍ في الحَيِّ آبٍ / عَلى العُذّالِ عَصّاءُ اللَواحي
وَهُم أَصلٌ لِهَذا الفَرعِ طابَت / أُرومَتُهُ وَمَنبَعُ لِلسَماحِ
بَقاءُ البيضِ عُمرُ السُمرِ فيهِم / وَحَطُّ السَيفِ أَعمارُ اللِقاحِ
أَسَيفَ الدَولَةِ الحَكَمَ المُرَجّى / أَفي مَدحي لِقَومي مِن جُناحِ
وَلَستُ وَإِن صَبَرتُ عَلى الرَزايا / أُلاحي مَعشَري وَبِهِم أُلاحي
وَلَو أَنّي اِقتَرَحتُ عَلى زَماني / لَكُنتُم يابَني وَرقا اِقتِراحي
عَلَونا جَوشَناً بِأَشَدَّ مِنهُ
عَلَونا جَوشَناً بِأَشَدَّ مِنهُ / وَأَثبَتَ عِندَ مُشتَجَرِ الرِماحِ
بِجَيشٍ جاشَ بِالفُرسانِ حَتّى / ظَنَنتَ البَرَّ بَحراً مِن سِلاحِ
وَأَلسِنَةٍ مِنَ العَذَباتِ حُمرٌ / تُخاطِبُنا بِأَفواهِ الرِماحِ
وَأَروَعَ جَيشُهُ لَيلٌ بَهيمٌ / وَغُرَّتُهُ عَمودٌ مِن صَباحِ
صَفوحٌ عِندَ قُدرَتِهِ كَريمٌ / قَليلُ الصَفحِ مابَينَ الصِفاحِ
فَكانَ ثَباتُهُ لِلقَلبِ قَلباً / وَهَيبَتُهُ جَناحاً لِلجَناحِ
عَجِبتُ وَقَد لَقيتُ بَني كِلابٍ
عَجِبتُ وَقَد لَقيتُ بَني كِلابٍ / وَأَرواحُ الفَوارِسِ تُستَباحُ
فَكَيفَ رَدَدتَ غَربَ الجَيشِ عَنهُم / وَقَد أَخَذَت مَآخِذَها الرِماحُ
أَغَصُّ لِذِكرِهِ أَبَداً بِريقي
أَغَصُّ لِذِكرِهِ أَبَداً بِريقي / وَأَشرَقُ مِنهُ بِالماءِ القَراحِ
وَتَمنَعُني مُراقَبَةُ الأَعادي / غُدوّي لِلزِيارَةِ أَو رَواحي
وَلَو أَنّي أُمَلَّكُ فيهِ أَمري / رَكِبتُ إِلَيهِ أَعناقَ الرِياحِ
تَبَسَّمَ إِذ تَبَسَّمَ عَن أَقاحِ
تَبَسَّمَ إِذ تَبَسَّمَ عَن أَقاحِ / وَأَسفَرَ حينَ أَسفَرَ عَن صَباحِ
وَأَتحَفَني بِكَأسٍ مِن رُضابٍ / وَكَأسٍ مِن جَنى خَدٍّ وَراحِ
فَمِن لَألاءِ غُرَّتِهِ صَباحي / وَمِن صَهباءِ ريقَتِهِ اِصطِباحي
فَلا تَعجَل إِلى تَسريحِ روحي / فَمَوتي فيكَ أَيسَرُ مِن سَراحي
عَدَتني عَن زِيارَتِكُم عَوادٍ
عَدَتني عَن زِيارَتِكُم عَوادٍ / أَقَلُّ مَخوفِها سُمرُ الرِماحِ
وَإِنَّ لِقائَها لَيَهونُ عِندي / إِذا كانَ الوُصولُ إِلى نَجاحِ
وَلَكِن بَينَنا بَينٌ وَهَجرٌ / أَأَرجو بَعدَ ذَلِكَ مِن صَلاحِ
أَقَمتُ وَلَو رَطَعتُ رَسيسَ شَوقي / رَكِبتُ إِلَيكَ أَعناقَ الرِياحي
أَلا أَبلِغ سَراةَ بَني كِلابٍ
أَلا أَبلِغ سَراةَ بَني كِلابٍ / إِذا نَدَبَت نَوادِبُهُم صَباحا
جَزَيتُ سَفيهَهُم سوءً بِسوءٍ / فَلا حَرَجاً أَتَيتُ وَلا جُناحا
قَتَلتُ فَتى بَني عَمرِ اِبنِ عَبدٍ / وَأَوسَعَهُم عَلى الضَيفانِ ساحا
قَتَلتُ مُعَوِّداً عَلَلَ العَشايا / تَخَيَّرَتِ العَبيدُ لَهُ اللِقاحا
وَلَستُ أَرى فَساداً في فَسادٍ / يَجُرُّ عَلى طَريقَتِهِ صَلاحا